يوفنتوس ينتزع تعادلا مهما أمام تشيلسي في مستهل مشواره الأوروبي

في مباراة كان نجمها الأول البرازيلي أوسكار بأداء يجمع بين الإبداع والمهارة والتهديف

TT

نجح فريق يوفنتوس الإيطالي في إدراك التعادل أمام مضيفه تشيلسي الإنجليزي بعدما كان متأخرا بهدفين سجلها البرازيلي أوسكار لأصحاب الأرض في الدقيقتين الـ31 والـ33 من الشوط الأول، بينما نجح فيدال في تقليص الفارق إلى هدف في الدقيقة الـ38 من الشوط ذاته، وتعادل المهاجم كوالياريللا في الدقيقة الـ35 من الشوط الثاني لتنتهي المباراة التي أقيمت في ملعب ستامفورد بريدج في لندن 2 - 2، في الجولة الأولى لدوري المجموعات لبطولة دوري الأبطال.

قبل المباراة بساعتين، حضر رئيس النادي الإيطالي آندريا أنييللي في الملعب، وتبعه نجم الفريق السابق بافيل نيدفيد، بينما كان لاعبو اليوفي، أبطال الحاضر، في الخارج، لكن جماهير الفريق الحاضرة في الاستاد رفعت الهتاف فقط للنجم التشيكي التاريخي. بعدها جاء الدور للهتاف لديل بييرو، القائد الذي لا يبرح قلوب مشجعي السيدة العجوز. في الوقت ذاته، اتخذ الرئيس أنييللي جانبا بصحبة فوتسينيتش، لاعب القمة اليوم، بينما فابيو كوالياريلا هناك بعيدا، إلى جوار ماتري، فلا هتافات من أجله، وقبل مواجهة لندن فقط بعض الهتافات القليلة في أوديني، وما خلا ذلك هو جالس على مقعد البدلاء ولا يزال. مثل يوم أمس، حزن شديد يعتلي الوجه لأكثر من سبعين دقيقة، بينما في الملعب كان موجودا جيوفينكو، غير المقنع بالمرة.

بعدها حدث أن سيباستيان أخذ الكرة على حدود منطقة الجزاء، وسيطر عليها وظهره للمرمى، ثم استدار وسدد بيمناه في السماء. صافرات استهجان كثيرة، نظر كاريرا، مساعد المدرب كونتي الغائب للإيقاف، إلى مقعد البدلاء. هل تكون لحظة ماتري؟ الجميع اعتقد ذلك، وربما اعتقد كوالياريلا نفسه الشيء ذاته، الذي على العكس رأى إصبع المدير الفني موجهة نحوه. وحينها، بسرعة البرق، خلع سترته، وعادت الشراسة إلى نظرته، فهي اللحظة المناسبة، تلك التي يمكنها تبديد بداية موسم أشبه بالكابوس. نزل إلى الملعب بحماس، وأخطأ التحرك من وراء فوتسينيتش، لكنه حي، وواضح. ثم لعبة ماركيزيو الساحرة، وتلك الكرة التي صادفت بين قدمي فابيو، منفردا وجها لوجه مع الحارس بيتر تشيك. وهي شيء يسير في أي تقسيمة بعد المران، لكنها ثقيلة الوطأة للغاية إذا كنت موجودا في دوري الأبطال، في لندن، أمام حامل لقب النسخة الأخيرة للبطولة ومع فريقه متأخر بهدف. كوالياريلا متماسك والجمهور يساند الحارس الدولي التشيكي. وجاء الهدف في الدقيقة السادسة الحقيقية الرسمية هذا الموسم، هذا لأن الدقائق القليلة التي شارك فيها أمام أودينيزي جاءت بعد ضمان الفوز بنتيجة كبيرة، بينما خصمه يلعب بعشرة لاعبين والوقت ليس في صالحه. ولفترة وجيزة لم تأتِ المعجزة، استدار على طريقته الخاصة، واصطدمت بالعارضة! هذا هو المؤشر، أن كوالياريلا قد حرر ذهنه، وحينما يحدث هذا يكون قادرا على التسجيل من أي مكان بالملعب، وإبداع كرة قدم.

كونتي منتبه للتفاصيل، ولا ينظر لأحد في وجهه، وهو معتاد على تجاوز الموجة، فما يهم مورينهو الإيطالي هو النتيجة. وبالتالي من المحتمل أن شيئا ما قد تغير في الهجوم، في ستامفورد بريدج، على مستوى الترتيبات وأولوية المشاركة. وقال المهاجم في نهاية المباراة: «إنني في قمة مستواي منذ فترة، وأجلس على مقعد البدلاء دائما على أمل اللعب، ربما أيضا أكثر من الدقائق العشر التي لعبتها اليوم. أعلم ما عانيته إلى الآن، وأتدرب بشكل جيد، لكن لإيجاد الحالة السليمة ينبغي اللعب. بعد الهدف ركضت لمعانقة ستوراري.. لكن عناق كاريرا أسعدني، فهو يتقاسم المعاناة معي». لقد بدأ فابيو للتو حياته الثانية في يوفنتوس، فالأولى قد توقفت في بداية 2011، حينما تعرض لإصابة بالرباط الصليبي. ذلك اللاعب كان يثير الخوف! وعلى الجانب الآخر كان هناك إبداع برازيلي من جانب أوسكار مهاجم تشيلسي وكأنه يقول: أيها اللاعبون، انظروا إلى هذا الهدف (الثاني) وحاولوا تقليد حركته، إن كنتم قادرين على ذلك. هدف يحتاج إلى الإبداع والمهارة الفنية والشجاعة والدقة، وكلها مميزات ليس من السهل وجودها في لاعب يبلغ من العمر 21 عاما، أو بالأحرى في البرازيلي أوسكار دوس سانتوس إمبوابا جونيور، المعروف ببساطة بأوسكار، الذي يمتلك كل هذه الكفاءة بالنظر إلى عمره وإحساسه الأكيد بالتجربة «الأولى» في دوري الأبطال في ظل انعدام خبرته الدولية (الافتراضية وغير المؤكدة). لقد أظهر أوسكار، الذي يحمل رقم 11 الخاص بدروغبا (وكان أهلا له) أشياء لا ينجح الكثير من اللاعبين في التفكير حتى في القيام بها. ولقد دفع به المدرب دي ماتيو في مركز صانع الألعاب، حتى وإن لم يكن يلعب في هذا المركز ويتحرك على نحو أفضل بصفته لاعب وسط مدافعا. وطلب منه المدرب أمرا بسيطا يتمثل في اللحاق بآندريا بيرلو وأن لا يجعله يتنفس. وأجاب أوسكار على هذا الطلب بأداء مذهل، وكهدية إضافية سجل ثنائية مدهشة. وإن لم يكن لدى اليوفي شخصية قوية وأفكار واضحة للغاية، كان لينهار أمام نتيجة 1 - 2. وعلى العكس، امتلك اليوفي القوة التي مكنته من البقاء صامدا ثم صنع الفرص التي أتاحت له إدراك التعادل.

لقد لمس أوسكار الكرة 57 مرة، وكان موجودا بين خطوط الخصم وفي وضع متأخر أيضا في الملعب. وبخلاف الهدفين، ركل ثلاث كرات إيجابية وكرتين عرضيتين. ومن 33 تمريرة فعالة (لم تكن سهلة مطلقا) أخطأ البرازيلي في 4 تمريرات فقط. وتألق في استئناف اللعب ومساعدة زملائه على اليمين أو على اليسار. كما تألق التشيلي فيدال أيضا في صفوف اليوفي، في استئناف اللعب ونزع الكرة من الخصم والحفاظ على حياة الفريق بتسجيل الهدف الأول في نتيجة 2 - 1. ومن بين عناصر السيدة العجوز، لمس فيدال الكرة أكثر (88 لمسة) وفي احتكاكاته السبعة الموفقة أظهر روح الفريق كله. ولم يستسلم قَط، حيث استخلص لاعب وسط كونتي 8 كرات في شهادة على قدرته على التضحية. إذن، كان تشيلي اليوفي هو الرد على برازيلي تشيلسي (ويا له من رد!) في تحدٍّ بين لاعبين من أميركا الجنوبية. وإذا نجح أوسكار في إذهالنا بجمال حركاته وتعاونه ودقته، فإن فيدال نموذج على التضحية والإخلاص. وكان التعادل نتيجة هذا التحدي داخل المباراة مع الكثير من المشاعر.