قضية سواريز وأحداث الماضي الدامية تهيمن على مواجهة ليفربول ويونايتد اليوم

فاولر يدعو اللاعبين المتخاصمين إلى وضع إكليلي زهور.. وفيرغسون يرى أن مشكلة «الأوروغواياني» أسهمت في إقصاء دالغليش

TT

اتفق لاعبو مانشستر يونايتد على أن يصافحوا مهاجم ليفربول لويس سواريز عندما يحلون ضيوفا على ليفربول اليوم في إطار مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان الأوروغواياني سواريز (25 عاما) قد تعرض للإيقاف ثماني مباريات بسبب اتهامه بتوجيه عبارات عنصرية لنجم مانشستر يونايتد باتريس إيفرا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل أن يتسبب في إثارة حالة من الجدل الشديد بعد أن رفض مصافحة إيفرا خلال المباراة التي جمعت الفريقين في شهر فبراير (شباط) الماضي.

وستكون مباراة اليوم هي المباراة الأولى لليفربول على ملعب «أنفيلد» منذ الكشف عن التقرير النهائي لكارثة مباراة نصف نهائي كأس إنجلترا 1989 بين ليفربول ونوتنغهام فورست، التي شهدها استاد هيلسبره في مدينة شيفيلد الشمالية، في 15 أبريل (نيسان) 1989، والتي أودت بحياة 96 شخصا غالبيتهم من مشجعي نادي ليفربول. وأكد التقرير على براءة مشجعي ليفربول من تلك الكارثة.

وقال مصدر من داخل مانشستر يونايتد «لا يريد أي شخص أن يقوم بأي شيء يفسد مباراة الأحد، ولذا سيتصافح سواريز وإيفرا، كما سيتصافح جميع اللاعبين ليؤكدوا الوحدة بين مانشستر يونايتد وليفربول. يجب أن يكون اللاعبون داخل المستطيل الأخضر هم القدوة والمثل للآخرين، ولذا يتعين عليهم التصرف بطريقة صحيحة».

من جهته، اقترح روبي فاولر، مهاجم ليفربول السابق، أن يقوم إيفرا وسواريز بوضع إكليلي زهور إحياء لذكرى ضحايا حادثين مأساويين قبل مباراة الفريقين اليوم. ومن المرجح أن تكون مباراة اليوم مفعمة بالمشاعر، إذ يحث لاعبو ومدربا مانشستر يونايتد وليفربول الجماهير على احترام بعضها بعضا. وقال فاولر لهيئة الإذاعة البريطانية «سيكون من الرائع أن يضع لويس سواريز زهورا في ناحية مانشستر يونايتد من الملعب إحياء لذكرى كارثة ميونيخ، وأن يفعل باتريس إيفرا الشيء نفسه ناحية جماهير ليفربول إحياء لذكرى هيلسبره». وأضاف «هناك منافسة شرسة بين الناديين، لكن بعض الأمور أهم من كرة القدم، وهذه واحدة منها». ويقترح فاولر أن يحيي سواريز ذكرى حادث طائرة أودى بحياة ثمانية من لاعبي مانشستر يونايتد وثلاثة من مسؤولي النادي، وأن يحيي إيفرا ذكرى حادث هيلسبره».

وكان المدير الفني لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون أكد في وقت سابق أن طريقة تعامل المدير الفني السابق لنادي ليفربول كيني دالغليش مع قضية سواريز العنصرية ضد باتريس إيفرا قد أدت إلى الإطاحة به من تدريب الفريق. وجاء رد فيرغسون بشكل لاذع على ادعاءات سواريز بأن «القوة السياسية» لمانشستر يونايتد كانت هي السبب في إيقافه ثماني مباريات وتغريمه 40.000 جنيه إسترليني بسبب توجيه ألفاظ عنصرية لمدافع إيفرا، حيث قال فيرغسون «لن تنتهي هذه القضية إذا ما استمر سواريز في الحديث عنها لوسائل الإعلام».

وكان المدير الفني السابق لليفربول كيني دالغليش قد ساند سواريز بكل قوة خلال قضية اتهامه بالعنصرية، على الرغم من إدانة النجم الأوروغواياني بتوجيه كلمة «زنجي» سبع مرات لإيفرا خلال المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق. وكشف الاتحاد الإنجليزي تقريرا مفصلا من 115 صفحة على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت أكد فيه أن اعترافات سواريز كانت متناقضة تماما. وقد تعرض دالغليش لانتقادات شديدة بسبب ارتدائه لقميص يحمل عبارات مساندة لسواريز قبل مباراة ليفربول أمام ويغان في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفي وقت لاحق قدم دالغليش اعتذارا «لعدم تصرفي بالطريقة التي تليق بالمدير الفني لنادي ليفربول»، في حوار تلفزيوني بعدما رفض سواريز مصافحة إيفرا قبل مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» في شهر فبراير الماضي. والآن، وبعدما تمت الإطاحة بدالغليش من قيادة الفريق وجاء خلفا له المدير الفني السابق لسوانزي سيتي بريندان رودجرز، أعرب فيرغسون عن اعتقاده أن قضية سواريز كانت أحد أسباب رحيل دالغليش، مضيفا «لم أشعر بالدهشة لرحيل دالغليش. أعتقد أن مالك نادي ليفربول جون هنري قد شعر بأنه لم يتم التعامل مع قضية سواريز بالشكل الصحيح. بالتأكيد لم تكن الإقالة شيئا جيدا، لكني متأكد من أن قضية سواريز كانت سببا من أسباب الإقالة».

وكان سواريز في تعليقه على عقوبة الإيقاف لثماني مباريات، قال إن «مانشستر يونايتد يتمتع بقوة سياسية كبيرة، ويتعين علينا احترام ذلك وغلق أفواهنا». وعلاوة على ذلك، أشار النجم السابق لنادي أياكس الهولندي إلى أن إيفرا لم يرفع يده لمصافحته قبل مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد في ملعب «أولد ترافورد»، عندما رفض سواريز مصافحته.

وفي تعليق على تلك التصريحات، قال فيرغسون «لقد عاد سواريز للحديث عن تلك القضية مرة أخرى. في الحقيقة، كان ما حدث أثناء المصافحة شيئا يدعو إلى الإحباط، ثم خرج علينا سواريز مرة أخرى ليقول إن إيفرا هو الذي لم يرفع يده لمصافحته. لا يوجد أدنى شك في أن إيفرا قد وضع يده أمامه، ولكني أعتقد أن إيفرا لم يكن يتوقع أن يقوم سواريز بمصافحته، وهو ما قاله إيفرا بالفعل لزملائه في الفريق». وأضاف المدير الفني الاسكوتلندي القدير «لقد شعر إيفرا بأن سواريز لن يصافحه، وبالطبع سيكون من المحرج أن يمد هو يده، والطبيعي أن يقوم سواريز بمد يده. لا أعتقد أن إيقاف سواريز كان له أي تأثير على مانشستر يونايتد، لكنه كان مؤثرا بالطبع على باتريس إيفرا، الذي أوضح الاختلافات الثقافية وأجهز على سواريز».

وعلاوة على ذلك، سادت حالة من الجدل عقب البراءة التي حصل عليها قائد نادي تشيلسي الإنجليزي جون تيري من اتهامه بتوجيه ألفاظ عنصرية لمدافع نادي كوينز بارك رينجرز أنطون فرديناند، شقيق مدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناند، في حين يواجه ريو فرديناند نفسه اتهامات بالعنصرية بعد توجيه كلمات مسيئة لنجم تشيلسي أشلي كول عبر «تويتر».

ومع ذلك، يؤكد فيرغسون على أن العنصرية ليست بالقضية المتنامية في كرة القدم الإنجليزية، ولا يعتقد أن السبب وراء استبعاد فرديناند من صفوف المنتخب الإنجليزي المشارك في كأس الأمم الأوروبية 2012 هو الخلاف بين تيري وفرديناند، مضيفا «لا أعلم السبب وراء ذلك، ربما يكون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي هودجسون غير مقتنع به، وهذا ممكن. لا أعتقد أن ريو يهتم كثيرا بالانضمام للمنتخب، فهو في الثالثة والثلاثين من عمره، ويريد أن يؤكد أنه قادر على العطاء مع مانشستر يونايتد. لكني لا أعتقد أنه يوجد ما يدعو للقلق من قضية العنصرية في إنجلترا. لقد اتخذنا خطوات عظيمة للأمام، ولا أرى أن العنصرية تمثل أي مشكلة في كرة القدم».

واستطرد فيرغسون قائلا «في الحقيقة، لا أعلم ما قاله تيري على وجه التحديد، وثمة العديد من التكهنات حول ما قاله والسبب في قوله، لكني لا أعتقد أن العنصرية تمثل مشكلة في كرة القدم».

وعلى الرغم من الضجة المحيطة بتصريحات فرديناند على «تويتر» بشأن كول، اعترف فيرغسون بأنه لا يمكنه منع لاعبيه من استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، وأضاف «لكي أكون صريحا، أنا لا أفهم (تويتر)، ولا أعرف السبب وراء استخدامه، ولا أعلم لماذا يزعج الناس أنفسهم به، لكن ما داموا لا يتكلمون عن الفريق، وفرديناند يعرف ذلك جيدا، فلا مانع من استخدامه. لا أعتقد أنه يمكننا منعه من استخدام (تويتر)».