القحطاني يطبق نصيحة دانفي.. وينجو من نهاية مايكل أوين

شغفه بكرة القدم لم يتوقف رغم إعلانه الاعتزال دوليا

TT

«إذا كنت لاعبا محترفا، سواء كنت بطلا أو في أسوأ أحوالك الفنية، عليك ترك هذا كله وراء ظهرك وتجاوز ماضيك وحاضرك أيضا لتفكر في مستقبلك، وهنا أعني المباراة المقبلة، يجب أن تكون شغوفا بكرة القدم في كل الأوقات ولا يشغلك عنها أي شيء».. تلك كانت كلمات اللاعب الأيرلندي إيمون دانفي، التي دونها قبل إحدى مباريات فريقه ميلووال في موسم 1974 وهو آخر موسم لعبه النجم الدولي الأيرلندي مع الفريق الإنجليزي.

كثيرون ظنوا أن تعليق ياسر القحطاني لقميص كرة القدم واعتزال الكرة أو فقدان الشغف بها أصبح قريبا جدا ولا يفصله عن هذا القرار سوى فترة قصيرة يعلن فيها ابتعاده لأسباب عدة فهناك من صنف الإنجازات التي حققها القحطاني طوال مسيرته مع كرة القدم التي تجاوزت 12 عاما بأنها كافية ليعلن المهاجم السعودي الأشهر في العقد الأخير ابتعاده عن اللعبة، وقسم آخر ربط الابتعاد بالإخفاقات التي تلقاها القناص في حياته الرياضية في السنوات الأربع الماضية، والقسم الأكثر واقعية في طرح مسببات الابتعاد ربطه بتقدم السن النسبي لياسر، وحلول الوقت الذي يعلن فيه تفرغه لإدارة أعماله الخاصة التي بدأت نهاية الموسم الماضي بافتتاح المقهى الخاص به في شارع التحلية الشهير في العاصمة السعودية الرياض.

السبب الأخير مقنع جدا، وذلك لتشابهه مع سبب خفوت ضوء المهاجم الإنجليزي الأكثر موهبة في العقدين الأخيرة، مايكل أوين 32 عاما، الذي نحى كرة القدم جانبا وتفرغ وهو لاعب لمتابعة الخيول التي يمتلكها في شمال غربي إنجلترا، والاهتمام بمتابعة السباقات التي تشارك فيها بشكل يفوق اهتمامه بكرة القدم، وهو ما أكده على صفحته الخاصة في موقع «تويتر» في نقاش مع زميله الإنجليزي الآخر جوي بارتون عندما قال: «بالطبع أنا لن آخذ أبنائي يوما لمشاهدة مباراة كرة القدم» وبالتأكيد هذا كان سببا في ابتعاد الدولي الإنجليزي السابق عن تشكيلة منتخب بلاده وهي بأمس الحاجة لخدمات مهاجمين بمثل قدراته والأهم كما وصفته صحيفة «غارديان» الإنجليزية أن أوين بقي لأول مرة منذ مشاركته الأولى الشهيرة مع ليفربول أمام ويمبلدون موسم 1997م بلا ناد مع انتهاء فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة قبل أن يضمه ستوك سيتي بعقد لمدة عام واحد مطلع الشهر الحالي.

لكن في حالة ياسر القحطاني سيناريو مختلف تماما، فقائد الهلال الذي رحل إلى العين الإماراتي الموسم السابق في ظل ظروف غريبة ونجاحاته الواضحة في ملعب القطارة مع العين وإعادته إلى اللقب الإماراتي بعد سنوات عجاف، عاد إلى الهلال بكل حماس وكأنه يطبق تماما ما كتبه دانفي في مذكراته الشهيرة وينتزع أولى نقاط فريقه في آخر ثواني المباراة أمام هجر في الجولة الأولى بعدما كان الأزرق خاسرا بهدفين في الشوط الأول.

ورغم بقائه على دكة الاحتياط ودخوله في الدقائق الأخيرة بديلا للكوري يو بيونغ سو كما في مباراتي النصر وأولسان إلا أن القحطاني بقي هادئا ولم يبد امتعاضه من البقاء بعيدا عن القائمة الأساسية رغم صناعته الفارق في كثير من المباريات وآخرها أمام الشباب أول من أمس التي استطاع من خلالها تنشيط الشق الهجومي في فريقه وأتبع ذلك بهدف جميل في آخر الدقائق يؤكد من خلاله أن الموهبة الحقيقية لا تنضب أبدا مهما كانت الظروف المحيطة بها.

وبنهاية الجولة السابعة أصبح رصيد القحطاني من الأهداف 4 متفوقا على هدافي الموسم الماضي فيكتور سيموس، وناصر الشمراني ومن المتوقع أن يقفز الرقم إلى أعلى من ذلك بكثير مادام القحطاني «شغوفا» بكرة القدم ويعتبرها أولوية ولم يصل لمرحلة الاكتفاء التي صار إليها مايكل أوين.