فيورنتينا يوقف قطار اليوفي السريع بأول تعادل في «الكالتشيو»

بوادر أزمة في خط هجوم السيدة العجوز بعد الخروج دون تسجيل

TT

نجح فريق فيورنتينا في إيقاف قطار يوفنتوس السريع بعدما اقتنص تعادلا سلبيا في المباراة التي جمعتهما باستاد أرتيميو فرانكي بفلورنسا أول من أمس الثلاثاء، في مستهل لقاءات المرحلة الخامسة لبطولة إيطاليا هذا الموسم. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد اليوفي إلى 13 نقطة يواصل بها احتلال الصدارة، وفيورنتينا إلى ثمان نقاط في المركز الخامس.

التعادل في فلورنسا وارد، خاصة أمام هذا الفريق الجميل، والمنظم والشرس أيضا؛ لأن كتيبة السيدة العجوز لا تخسر تحديدا منذ 44 مباراة، ولأنه في أسوأ الأحوال ربما يلحق به نابولي في الصدارة، لكننا نقول إنه في استاد فرنكي ظهر الجانب الإنساني ليوفنتوس، والذي كان مجهولا حتى يوم أول من أمس فعليا، فاللعب كل ثلاثة أيام، بالتأكيد، يؤذي محاربي اليوفي. وبلغت التسديدات على مرمى فيفيانو صفرا، و90 دقيقة دون المستوى، وضغط على استحياء، وكثير من الضباب في الهجوم.

بعيدا عن النتيجة، هناك أمران بسيطان يستحقان التعمق بعناية من جانب كونتي. وبخصوص بيرلو، هل دخل لاعب الآزوري الفذ في مرحلة من المسيرة ينبغي فيها «حمايته» وترشيد استخدامه؟ التحذير اليوم أكثر جدية بشأن إيجاد استمرارية في الأداء والتسجيل في الهجوم. فوسينيتش أحد الثوابت، لكن شركاءه المثاليين، ماتري وجيوفينكو، خيبوا الآمال إلى الآن. كوالياريلا؟ إنه بالطبع الأكثر اكتمالا بين مهاجمي كونتي، لكن وفق مميزات المهاجم المنحدر إلى نابولي ليس «النصف» السليم لفوسينيتش. المشكلة الأساسية هي رأس الحربة الرئيسي، فإلى جوار ماتري، يصيب جيوفينكو بخيبة أمل كبيرة، والذي، بخلاف ثنائية أوديني، والتي تم تحقيقها في مباراة انتهت تقريبا، لم يظهر بعد قدرته على البقاء في سياق اليوفي. أدى بصورة سيئة في لندن، وأيضا مع المنتخب الإيطالي؛ حيث يواجه فعلا خطر أن يتجاوزه إنسيني الصاعد. سيباستيان يمتلك شخصية ومهارات وافرة، وبالتالي لديه كل شيء للصعود مجددا، وعليه القيام بذلك سريعا كي لا يبقى «مدهوسا» بتلك الـ11 مليون يورو أنفقها يوفنتوس لينتزع الملكية المشتركة من بارما. في الفرق الكبيرة لا صبر، وليس دائما ما تتاح فرصة ثانية.

ويأمل جيوفينكو أن يحقق ذلك فورا أمام روما، في المباراة المقبلة، وبعدها في الشامبيونزليغ، أي كتيبة زيمان وشاختار الأوكراني، وهنا يكتب فصل مهم لموسم اليوفي. وماذا إن لم يخرج بيندتنر؟ كما يظهر بوفون بشكل سليم النصف الممتلئ من الكوب خلال مباراة أمس «لقد عانينا، لكن الشيء الإيجابي هو أننا لم نتلق أهدافا. هذه نقطة طيبة، كان هناك مناخ طيب، وجمهور فيورنتينا كان حاضرا بحماس، وجمهور اليوفي لم يشعرنا أننا بمفردنا. هل نحن متعبون؟ لا أعذار، فالخصوم لعبوا يوم السبت أيضا، فريقنا يمتلك تغييرات أكبر. من يلعب أمامنا يلعب مباراة حياته دائما. على أي حال هو فريق فيورنتينا عظيم، وبصمة المدرب القوي واضحة».

النبأ السار الوحيد في أمسية السيدة العجوز هو النقطة التي انتزعها في الترتيب، والتي، بالطبع، ستنتهي بأن تكون الجانب الأهم، لكن في المرحلة الخامسة لا يكون الترتيب وحده هو المهم. فالنتيجة تسمح لليوفي بالبقاء في الصدارة بنهاية المرحلة، بغض النظر عن نتائج الفرق الأخرى (منفردا أو مع نابولي)، وكذلك بمد فترة عدم الخسارة لتصل إلى 44 مباراة متتالية. لكن المدرب أنطونيو كونتي يغادر فلورنسا ومعه بعض الأفكار السيئة التي ينبغي تحليلها.

أين بيرلو؟ أول فكر يشغله هو غياب الأداء اللامع من جانب سيباستيان جيوفينكو، والذي لم يكن عند ظن من أنفق عليه 11 مليون يورو للحصول على نصف بطاقته الدولية الآخر، ولا حتى هذه المرة. ثاني فكر هو أداء أندريا بيرلو، والذي تم تبديله لأول مرة كاختيار فني، ويشرح ماسيمو كاريرا مساعد كونتي عقب المباراة «علينا إيجاد الطريقة التي تمكننا من جعله يتدرب أكثر من الراحة؛ لأنه باللعب كل ثلاثة أيام لا وقت للتدرب وهذا يعانيه. لكن أندريا مفيد دائما». بيرلو الحقيقي شيء آخر، ولتفسير تراجع مستوى قلب وسط اليوفي والمنتخب الإيطالي سيكون مناسبا تحليل تحرك زملائه القليل من دون كرة. فإذا لم ينطلق أحد في الوقت المناسب ويملي التمريرة، فإن عبقرية بيرلو تصبح محدودة. وربما أخافت استحالة التعبير عن ذاته بأفضل طريقة بنفس قدر التبديل. ويؤكد كاريرا «أندريا كان غاضبا، لكن مثل كل اللاعبين الذين عليهم الخروج وفي الواقع جلس على مقعد البدلاء دون مشكلات. أدخلت بوغبا متوقعا نزول توتي وميلياتشيو، والبارعين في ألعاب الهواء».

بطء: ثالث مشكلات لدى اليوفي هي السلبية بوجه عام، فلم يحدث أبدا خلال إدارة المدرب كونتي أن كان الفريق غير مبال هكذا وبلا دوافع. ويقول كاريرا «الفضل يرجع لفيورنتينا، والذي بحالة جيدة جدا، ولا يمكن طحن الخصوم دائما، وكنا بارعين في الاحتواء لكن كان علينا منح حرية أقل لبيتزارو». ثم يشرح المدير الفني اختيار ترك فوسينيتش «مشكلات في الظهر» ، وتحدث عن آلام بونوتشي «ألم في العضلة الضامة» ، ويبرز الجانب الإيجابي؛ حيث تابع: «يواصل يوفنتوس عدم الخسارة، وهو مؤشر قوة». هذه المرة لم يكف إدخال اثنين من الأساسيين، «كنت أنتظر شيئا ما أكثر ممن نزل بعد ذلك، كنا بطيئين في تمرير الكرات فيما بيننا وهكذا خدمنا رؤوس الحربة بشكل سيئ. قبل انطلاق الدوري، قمنا بعمل شاق لتحمل الارتباطات المتقاربة، وخلال التوقفات نحاول التدرب بشكل جيد. في فلورنسا، ربما لم نقم بالهجمات العكسية بالقدر الكافي، لكن الحالة البدنية تظل جيدة». لكن من مباراة السبت أمام روما، ينتظر كونتي وكاريرا بعض الإجابات المهمة. إحداها جاءت إلى الآن من أرتورو فيدال، والذي قال، «مباراة قوية، وتدخلي على باسكوال كان سليما. فيورنتينا هو أقوى فريق واجهناه، لكني لم أخش من الخسارة أبدا». ربما لهذا أيضا يترنح اليوفي، لكنه يظل واقفا على قدميه.