لؤي قزاز لـ «الشرق الأوسط»: لم نفكر في الهروب من الاتحاد

مستشار الإدارة قال إن اللاعبين أحق بأموال الطائرة الخاصة

TT

كشف لؤي قزاز، مستشار مجلس إدارة نادي الاتحاد، أنهم أمام منعطف تاريخي صعب يتمثل في تبعات الضائقة المالية التي يمر بها ناديه، منوها بضرورة اعتراف الجميع بأن النادي سار طوال حقبة زمنية مضت بدعم شرفي وحيد ممثلا بالعضو الداعم، مشيرا إلى أن الدعم المقدم من الشرفيين للنادي في وقت سابق لا يكفي في وقتنا الحاضر لتكاليف عقد لاعب محترف، كون ميزانية النادي السنوية تتطلب ملايين الريالات.

ونفى قزاز في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن تكون إدارة ناديه لوحت بالاستقالة في وقت سابق في ظل تأزم الوضع المادي، مشددا على أنهم في حال لم يستطيعوا خدمة النادي بالشكل الأمثل فإنهم لن ينتظروا حتى ينهار، بل سيتركون الفرصة لغيرهم، موضحا أنهم عند انتخاب إدارة النادي لتولي دفة كرسي الرئاسة كانوا أمام خيارين، إما استقطاب محترفين بأسعار زهيدة لكنهم قد لا يشكلون إضافة فنية للفريق، أو محترفين يضيفون للفريق مهما كلفوا من مبالغ مالية، وهو ما انتهجته الإدارة حرصا على استمرارية منافسة الفريق على البطولات وعلى رأسها الآسيوية.

* كيف تقيم المستوى التي ظهر به فريقك خلال مواجهته الماضية أمام الوحدة قياسا بما ظهر عليه الفريق خلال مواجهته فريق غوانزو الصيني؟

- قدم الفريق مباراة جيدة خلال مواجهة الوحدة، ولكل مواجهة ظروفها وحساباتها الفنية الخاصة، والمباراة لا تخرج عن كونها ثلاث نقاط، والمدرب فضل إعطاء الفرصة لعدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا في مواجهات سابقة وإراحة آخرين في ظل أن الفريق تنتظره مواجهة مهمة أمام فريق غوانزو الصيني، وهو توجه فني بحت. وأؤكد لك أن اللاعبين لديهم الكثير ليقدموه خلال مواجهات الفريق المقبلة سواء على الصعيد المحلي، أو الصعيد القاري المتمثل في مواجهة إياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا أمام فريق غوانزو الصيني الثلاثاء المقبل، واستطاع الفريق خلال مواجهته فريق الوحدة تحقيق الأهم بالفوز سعيا لمواصلة الانتصارات وحصد النقاط للسير بخطى ثابتة نحو بلوغ صدارة الدوري، وذلك عبر عدم التفريط في النقاط، ودائما مواجهات الجولات الأولى في الدوري تشكل أهمية قصوى للفرق بهدف حصد النقاط وعدم التفريط بها والذي قد يكلفها الكثير مع نهاية الموسم في حال الخسارة، وهو ما لا نأمله، ونسعى لخوض مواجهاتنا باعتبارها لا تقبل القسمة على اثنين.

* تنتظر الفريق مباراة مهمة أمام غوانزو الصيني في إياب ربع النهائي الآسيوي.. كيف تنظرون إليها؟

- مواجهتنا أمام غوانزو الصيني مصيرية، وثقتنا في لاعبينا كبيرة لتجاوزها رغم عاملي الأرض والجمهور اللذين سيصبان لصالح منافسنا، إلا أن لاعبينا دوما رجال مواقف، ووحدهم قادرون على قلب النتائج وتحطيم جميع الفوارق الفنية عن منافسيهم، ومتى ما كان الفريق حاضرا بروحه وقتاليته فلن تخاف عليه مطلقا، ولدينا لاعبون ذوو إمكانيات فنية كبيرة ويملكون خبرة عريضة في البطولة ذاتها، وقادرون بإذن الله على ترويضها وإسعاد جماهيرهم بها، وهم يستشعرون المسؤولية المناطة بهم خلال المواجهة، وسيدخلون المباراة دون الالتفات لنتيجة مواجهتهم الماضية بحثا عن تحقيق الأهم مستوى ونتيجة بإذن الله وخطف بطاقة التأهل وإسعاد جماهيرهم على وجه الخصوص والجماهير السعودية بشكل عام إن شاء الله.

* بحثت إدارة النادي عن تأمين طائرة خاصة لنقل الفريق إلى الصين، إلا أنها ألغت الفكرة بعد ذلك.. هل هناك أسباب معينة لهذا؟

- بالفعل بذلنا جهودا كبيرة لتأمين طائرة خاصة لنقل بعثة الفريق إلى الصين، لكننا حاليا نمر بأزمة مالية وهذا أمر لا يخفى على أحد، كما أننا رأينا أحقية اللاعبين بالمال الذي سندفعه مقابل تأمين الطائرة، إلى جانب أن رحلة الفريق عبر «الخطوط السعودية» ستكون مباشرة إلى الصين مرورا بمدينة الرياض فقط ولأقل من نصف ساعة، وهذا يختصر الكثير من الوقت.

* لكن ألا ترى أن الأزمة المالية بدأت تتفاقم مع الأيام؟

- الحقيقة أن الإدارة سعت منذ أول يوم لحل العديد من التراكمات المالية على النادي في فترة سابقة من خلال سداد جزء كبير منها، بالإضافة إلى جدولة ديون أخرى، والنادي عموما بحاجة إلى قرابة 62 مليون ريال لتسيير أموره إلى نهاية الموسم، وما نريده خلال الفترة الحالية قرابة الـ30 مليون ريال للإيفاء بالتزاماتنا. الجميع يدرك أن الفترة السابقة استنزفت خزينة النادي ماليا، ونحن نواجه فترة حرجة ومنعطفا تاريخيا صعبا يتطلب التفاف الجميع للخروج من هذه الضائقة التي يمر بها النادي وإيجاد مخرج لها.

* ترددت أنباء حيال تلويحكم بالاستقالة خلال الفترة الماضية في ظل الأزمة المالية التي تحيط بالنادي؟

- الأمر ليس صحيحا جملة وتفصيلا، وإدارة النادي لم توجد على سدة رئاسة النادي كي تتخلى عنه عند أول معترك حقيقي تواجهه، وهناك حلول يجري العمل عليها للخروج من الضائقة المالية بالتفاف الشرفيين مع ناديهم ودعمه، بالإضافة إلى إيجاد مداخيل ثابتة وسنوية، وجميعها تصب لمصلحة النادي الذي لم نوجد في أماكننا إلا لخدمته.

* هل صحيح قيامكم بدراسة عدة خيارات لدعم النادي من ضمنها بطاقة عضوية لجماهير الفريق تتوافر بمنافذ بيع متنوعة؟

- هذا صحيح، كون خروجنا من الضائقة المالية يتطلب وقفة الجماهير معنا ومساندتنا عبر عدة أفكار مطروحة للدراسة تستهدفهم ويتم العمل على أن ترى النور قريبا، ومنها بطاقة عضوية يجري العمل على إصدارها واختيار مسمى لها لتكون متوافرة بجميع الأماكن العامة الكبرى بمناطق مختلفة في السعودية بشروط ميسرة تشتمل على عدة مزايا وجوائز، وسيستطيع أي شخص الاشتراك بها سواء من المواطنين أو المقيمين، ولن يتطلب الأمر حضور المشجع إلى النادي للاشتراك بها، بل سنسعى لإيجادها بكل منافذ البيع المنتشرة، وتهدف مثل هذه الأفكار إلى إيجاد مداخيل سنوية، وأن تكون الجماهير الداعم الأول للنادي.

* هل سنشهد تبعات لهذه الضائقة المالية التي يمر بها النادي.. وما هو دور الشريك الاستراتيجي في هذا الشأن؟

- الضائقة المالية التي يمر بها النادي قد تكون لها تبعات لا تبشر بالخير، منها تأثر العطاءات الفنية التي يقدمها الفريق وتراجع مستوياته ونتائجه وهو أمر طبيعي، ونحرص على تجنبه بكل الطرق والوسائل، أما عن عقد الشراكة الذي يجمعنا بشريكنا الاستراتيجي فهو وفق بنود محددة ودفعات مجدولة، ونحظى بتقدير وتفهم كبير منهم في بعض الأمور وفق الإمكانيات المتاحة، وهو ما سيحدد القيمة المالية الذي يستحقها قياسا بالمعطيات التي يمتلكها والمستويات والنتائج التي يقدمها خلال تجديدنا لعقد الرعاية بالنادي خلال الفترة المقبلة، والذي سيكون مردوده المالي على الفريق خلال السنوات الخمس المقبلة، وتأثره بالنتائج لا قدر الله سيلقي بظلاله على القيمة المالية للعقد والتي لن تكون مرضية لنا، ولذلك نحن حريصون على بذل كل الإمكانيات والطاقات لاستمرار الفريق في توهجه وتحقيقه للنتائج الإيجابية.

* ماذا عن الدعم الشرفي، ألم تحظوا بالدعم منذ تولي إدارة محمد فايز النادي؟

- لنكن واقعيين.. نحن نتحدث عن ناد مثل الاتحاد يتطلب ملايين الريالات، ولا بد أن يدرك الجميع أنه خلال الحقبة الزمنية السابقة النادي يسير بدعم شرفي وحيد يتمثل عبر العضو الداعم عبد المحسن آل الشيخ، الذي لم يقصر مع النادي طوال الأعوام الـ16 الماضية، وهو أمر يشكر عليه، وابتعد حاليا لظروفه الخاصة وهو أمر نقدره، ونثمن له وقفاته العديدة السابقة مع الإدارات المتلاحقة على النادي، ونقدم له كل محبة وتقدير لما قام به، وأنا هنا أتحدث عن دعم شرفي كبير، وصحيح أن هناك شرفيين لم يقصروا مع النادي خلال فترة زمنية بمبالغ متفرقة قد تصل إلى 10 ملايين ريال، لكنها لا تكفي لتسيير أمور النادي، وقد يكون لا يوازي عقد لاعب محترف للفريق.

* تحدثتم في العديد من المناسبات إبان إدارة الاتحاد السابقة برئاسة محمد بن داخل أن ما يعانيه الفريق ليس أزمة مالية بل أزمة فكر وإدارة.. فماذا تغير اليوم وأنتم تتحدثون عن أزمة مالية يمر بها النادي والتخوف من تأثر الفريق وسوء نتائجه؟

- هذا صحيح، وكنت قد ذكرته في أحاديث سابقة، لكن امنحني الميزانية الخاصة بالنادي خلال الموسم الماضي والتي تجاوزت 100 مليون ريال وحاسبني بعدها، فإدارة الفايز منذ توليها تحملت الكثير من الديون المستحقة كما يدرك الجميع، وسعت لإيجاد حلول لهذه الأزمة وسداد جزء كبير من الديون وجدولة مبالغ أخرى بعد إبرامها اتفاقيات مع المستحقين لها، ليتسنى تسجيل لاعبيها المحترفين وتجاوز الأزمة بالمضي قدما رغم كل المعوقات التي واجهتنا منذ البداية، ونحن نسير بالنادي إلى الآن بربع ميزانيته للموسم الماضي، والكل شاهد الفريق والنتائج التي يحققها والمستويات التي يقدمها، وهنا أشيد بلاعبي الفريق ومواقفهم معنا كإدارة، وهي وقفة غير مستغربة من لاعبينا الأوفياء والمحبين لناديهم ولجماهيرهم وتكاتفهم لتجاوز ما يعانيه النادي من ضائقة مالية، والتركيز على تقديم عطاءات فنية مميزة لإسعاد جماهيرهم.

* كان هناك اجتماع شرفي خلال الأيام الماضية بمنزل رئيس النادي المهندس محمد الفايز، ما نتائجه؟

- في الحقيقة حرص محمد الفايز على الالتقاء بأعضاء شرف النادي عبر دعوة شخصية وجهها لهم في منزله لاطلاعهم على كل الأمور المتعلقة بالنادي، والعمل الذي تقوم به الإدارة في تسيير أموره، كما تناول الاجتماع الضائقة المالية التي يمر بها النادي وحاجته لقرابة الـ30 مليون ريال لتسيير أموره خلال الفترة المقبلة، وضم الاجتماع قرابة الـ20 عضوا، فيما اعتذر آخرون لوجودهم خارج السعودية وانشغال البعض، إلا أنهم جميعا اطلعوا على ما دار خلال الاجتماع وطالبوا بمنحهم فرصة للتباحث والمناقشة لإيجاد سبل الحلول للخروج من الضائقة المالية وتأمين الدعم للإدارة.

* تحدثتم في وقت سابق عن تكفل شرفي بصفقة محترف الفريق البرازيلي دي سوزا دون أن يتحمل النادي أي نفقات من الصفقة، وما هو واقع يخالف ما تحدثتم به من خلال تكفل النادي بالدفعة الثانية من عقد سوزا..

- هذا صحيح، وللأسف تلقينا وعدا من شرفي بتحمل نفقات الصفقة، إلا أننا تفاجأنا بعدم التزامه بها، ودرءا للإشكاليات التي قد تقع قامت إدارة النادي بتأمين الدفعة المستحقة الثانية وتحويلها لإدارة ناديه البرازيلي.

* إذن.. هل كان من المفترض أن يتم التعاقد مع لاعبين بعقود مرتفعة في ظل الأزمة المالية التي كان يعانيها النادي حتى قبل تولي إدارة الفايز المنصب؟

- عند انتخاب المهندس محمد الفايز رئيسا للنادي كنا أمام خيارين، الخيار الأول جلب محترفين عاديين بمبالغ بسيطة إلا أنهم قد لا يشكلون إضافة فنية للفريق، وسيتم الاكتفاء بحصد مراكز متوسطة بالدوري، وهو الأمر الذي لن يكون مرضيا لمحبي الفريق وجماهيره التي تعودت على فريقها منافسا قويا على كل البطولات التي يشارك بها، وبذلك يكون الخيار الآخر جلب لاعبين يضيفون للفريق فنيا ويرجحون كفته، وهؤلاء من الطبيعي أن تكون مقدمات عقودهم عالية، فأنت تبحث عن مميز وليس لاعبا لسد مركز فقط، لذلك سلكنا الخيار الثاني بجلب لاعبين مميزين مهما كانت تكلفة عقودهم المالية، سعيا لتحقيق نتائج مرضية لجماهير الفريق ومحبيه.

* هناك أحاديث تناولت تلقي إدارة النادي دعما من عدد من اللاعبين البارزين بالفريق، ما صحة هذه الأنباء؟

- في الحقيقة الأمر غير صحيح، وعرض عدد من اللاعبين دعم إدارة النادي إلا أننا فضلنا الرفض، كونهم صبروا على مستحقاتهم من رواتب ومكافآت ودفعات مستحقات للبعض للآخر، ومع ذلك هم يقدرون الوضع الذي يمر به النادي، وليست بغريبة على لاعبينا مثل هذه المواقف، كما أننا كإدارة نلتزم بجميع ما للاعبينا على النادي من حقوق محفوظة، وسيتم تسليمها لهم فور توافر السيولة المالية بخزينة النادي.