الشعراوي يقود الميلان لفوز مهم على كالياري وينقذ مدربه أليغري

الإشادة تنهال على الفرعون الصغير والنادي يعتبره النموذج القادر على النهوض بالفريق

TT

أخيرا حقق الميلان أول فوز له هذا الموسم على استاده سان سيرو، بفضل الفرعون المصري الأصل ستيفان الشعراوي البالغ من العمر 19 عاما الذي سجل هدفين قاد بهما الفريق للفوز على كالياري 2-صفر في ختام مباريات المرحلة الخامسة لبطولة الدوري الإيطالي.

وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الميلان إلى 6 نقاط يحتل بها المركز العاشر، بينما تجمد رصيد كالياري عند نقطتين تضعانه في المركز الثامن عشر لترتيب فرق الدوري الإيطالي.

وسجل الشعراوي هدفيه في الدقيقتين 15 من الشوط الأول و37 من الشوط الثاني، وهي أول ثنائية يسجلها المهاجم الشاب في الدوري الإيطالي. وأصبح الشعراوي هو البطل القادر على قيادة الميلان إلى الفوز على ملعبه ووسط جمهوره بعد ثلاث مباريات متتالية دون تسجيل أي هدف. وجاء فوز الميلان في وقت يمر فيه الفريق بصعوبات شديدة، وأثبت أن الشعراوي يمتلك من القدرات والمميزات ما يجعله المهاجم الذي يبحث عنه النادي ويأمل أليغري في إنضاجه كابن مثالي. ستيفان يجري في دمه التسديد، والانطلاق السريع جدا، والتحركات والدقة. لا ينبغي تمحيص الأعين، وإنما فقط الاستمتاع بلاعب يتعلم حاليا أن يصير حاسما، مثلما ينتظر من شاب بموهبته.

علاوة على الهدفين، له كرة اصطدمت بالعارضة، ولم يفلح في استغلال فرصتين أخريين للتهديف، لكن حسنا، وليمض هكذا. أخيرا يتنفس الميلان الصعداء بفضل فرعونه الصغير، الذي جعل أليغري يتنفس أيضا. هناك إنجاز آخر صغير، فلأول مرة لم يكن غالياني مضطرا لتأكيد الثقة بالمدير الفني عقب المباراة، وهكذا لدى الشعراوي إهداء مقدم على طبق من فضة، ويقول عريس مباراة أمس «حظيت بثقة كبيرة من جانب المدير الفني هذا العام، وهو فوز مهم للغاية والذي يمنحنا معنويات، ونهديه لأليغري. إنه معنا ونحن جميعا معه، والإدارة أيضا تدافع عنه».

يعترف الشعراوي بالجميل لأنه مدرك أن أليغري دائما ما أولاه ثقة كبيرة، حيث حقق إجمالي مشاركات العام الماضي 28 مباراة، ودائما ما لعب أساسيا في بطولة الدوري الحالية، على الرغم من أن الظهور في المباريات الأولى كان دون المستوى. لكن أليغري انتظره، وتغلب على الرغبة في تركه على مقعد البدلاء وبدأت النتائج تثبت بعد نظره. وإذا تحول الميلان –مثلما يود غالياني - نحو طريقة 4-2-3-1، فقد يصير الشعراوي عنصرا ضروريا لأنه لا يخشى التضحية بنفسه لأجل الفريق. ويقول الشعراوي: «إنني شاب وتحت خدمة الفريق». كما لو كان بالنسبة لمهاجم فأكثر شيء طبيعي هو العودة حتى حدود منطقة جزاء فريقه. في المقدمة وفي الخلف، ومن دون فقد تألقه. وهو الجانب الذي يبرزه غالياني نائب رئيس الميلان بشكل أكبر، ويقول «يعجبني كثيرا لأنه يعود للدفاع، ويستخلص الكرة، ويركض كالمجنون، بذهابه ليقوم بدور المدافع عند اللزوم. إنني أعشق المهاجمين الذين يجيدون الدفاع، مثلما كان يفعل إيتو. على أي حال، لا ينبغي أن ننسى أنه تم القيام باستثمار ستيفان الشعراوي. دفعنا فيه الكثير لأننا كنا نعتقد أنه يمكنه أن يصير لاعبا مهما». في مباراة واحدة، أعاد الميلان على الطريق وسكب الماء على الشكوك حول مصير أليغري، وهذا هو الطريق الصحيح.

كان ماورو تاسوتي مساعد أليغري في تدريب فريق الميلان هو أول من احتفل في الملعب بأول هدف على ملعبه والفوز في سان سيرو، الملعب الذي صار هذا العام يشبه المحظور بالنسبة للميلان (وأيضا للإنتر) بعد أسوأ بداية. ولم يسترح تاسوتي على مقعد المدرب بدلا من أليغري الموقوف كي يستعيد الميلان نغمة الانتصارات في ملعبه.

كما تم تعويض المشجعين القليلين (2240 شخصا اشتروا تذاكر، وهو الرقم الأدنى هذا العام) الذين حضروا إلى سان سيرو، أيضا في يوم عمل، بهدفي الشعراوي، وكان أولهما تحديدا أمام مدرجات رابطة مشجعي الفريق، وفي النهاية الاحتفال بالهتاف الجماعي والذي يحمل طعم التحرر. ويقول أدريانو غالياني عن الاستاد الخالي «ينبغي إلغاء ارتباطات منتصف الأسبوع وبدء بطولة الدوري أولا، فتاريخيا يوجد من 20 إلى 30 في المائة حضورا أقل في لقاءات الأربعاء، ومن يأتي إلى الاستاد يوم الأحد من الصعب أن يعود في منتصف الأسبوع». شاهد نائب رئيس النادي المباراة من مكانه المعتاد وبعد الهدف الثاني هب واقفا مشيرا بعلامة الرقم ثلاثة بيديه، ويشرح قائلا «كان الفوز ضروريا، وأخيرا حققنا النقاط الثلاث، وكان هذا فقط هو المهم اليوم. أود أن أشكر الجماهير أكثر من اللاعبين، حيث كانوا مذهلين لأنهم استمروا في التشجيع».

في مقصورة الاستاد، كانت موجودة باربارا برلسكوني أيضا، فالجميع متحد، مثلما ينبغي أن يحدث في لحظات الأزمة. يوم أمس حمل تاسوتي الميلان إلى رصيد 6 نقاط وأخرجه من الأزمة، وبالطبع لم ينسه غالياني، حيث تابع قائلا «إنه أكثر من رجل ثان، فهو عظيم في دوره، وهو معنا منذ 32 عاما وقد رفض تدريب فريق بارز، واسألوا صديقي كلاوديو عن ذلك». رفض تاسوتي في السنوات الأخيرة عروضا لتدريب ليتشي وبارما، وهذا العام أراده لوتيتو رئيس لاتسيو لتدريب فريقه. تاسوتي متواضع وصامت، ولم يعشق قط الكاميرات التلفزيونية، فما بالنا الآن حينما يزج باسمه كخليفة محتمل لأليغري للعبور بالفريق إلى بر الأمان. هو موقف غير مريح، نظرا لوجود علاقة قوية جدا بينه وبين المدرب الأساسي. كما أنه أهدى أليغري قبلة الحياة بعد خسارتين في الدوري وتعادل في دوري الأبطال، ويقول المساعد تاسوتي «إنني سعيد، كنا نعلم أننا سنعاني، ولم يكن ممكنا اللعب بشكل جيد فورا، وكان يتعين علينا إنهاء المباراة بنتيجة 2-0، الآن ننطلق مجددا من النتيجة وليس من شيء آخر. وجدنا طعم التحدي، وعلينا اللعب بشكل أفضل، وحينما يستعيد الفريق استقراره سيكون الأمر أبسط. كما أن الملعب لا يساعدنا، فلم نقم برشه لأن المطر قد سقط، لكن الريح قد جففته، وكان صعبا اللعب على أرضية هكذا». وعن مستقبله يقول «هل أكون ثانيا إلى الأبد؟ لا أدري، سنرى».

وقام تاسوتي بدوره، والباقي يتعين على أليغري فعله. ويقول غالياني إن «الدفاع عن المدرب مسؤوليتي أنا وبرلسكوني»، لكنه أعرب عن رغبته في رؤية فريق ميلان مختلف، حيث اختتم تصريحاته أمس بقوله «أعجبني الشوط الثاني مع دي يونغ وأمبروزيني أمام الدفاع، حيث يضمنان تغطية طيبة، لكن طريقتي المفضلة هي 4-2-إبداع، كنت عاشقا لتلك الرائعة الخاصة بكابيللو وأيضا تلك الخاصة بأخي ليوناردو». من يدري ما إذا كان المدرب سيفهم الاقتراح، والآن تنتظره فترة أخرى نارية، حيث يواجه بارما في الدوري، ثم سان بطرسبرغ الروسي في تشامبيونزليغ، وأخيرا لقاء الديربي، أمام الإنتر، وهي ثلاث مباريات مهمة لإظهار أن الأزمة انتهت تماما.