دي ماتيو: هازارد سيصبح زولا الجديد في تشيلسي

أكد أن البلجيكي سيكون رمزا لبداية عهد جديد مثلما كان الإيطالي النجم الأبرز في التسعينات

TT

ثمة أسطورة شعبية تقول بأن الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، عندما قام بشراء نادي تشيلسي اللندني عام 2003 كان يريد أيضا شراء نادي كالياري الإيطالي، الذي كان النجم الإيطالي الكبير جيافرانكو زولا قد انضم إليه للتو، لا لشيء سوى الإبقاء على المايسترو الإيطالي في ملعب «ستامفورد بريدج».

وعلى الرغم من فشل تلك المهمة في نهاية المطاف، إلا أن اسم زولا بدأ يتردد في معقل «البلوز» مرة أخرى بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات كاملة، حيث عقد المدير الفني لنادي تشيلسي روبرتو دي ماتيو مقارنة بين زولا وبين صانع ألعاب الفريق إدين هازارد قائلا: «زولا كان موهبة رائعة وفنانا في حقيقة الأمر، وربما يسير هازارد على نفس الدرب». يذكر أن دي ماتيو كان قد رافق زولا في «ستامفورد بريدج» لمدة ست سنوات، كما كانا يلعبان معا في منتخب الأزوري الإيطالي.

وكان هازارد قد ظهر بشكل رائع في بداية مشواره مع تشيلسي. وعلى الرغم من أن الموسم لا يزال في بدايته، إلا أن الانطباعات الأولى تشير إلى أن هازارد سيكون ضمن أفضل صفقات الدوري الإنجليزي للموسم الحالي. وقد أثبت هازارد – مثله في ذلك مثل نجم مانشستر يونايتد، شينجي كاغاوا، ونجم أرسنال سانتي كازورلا، ونجمي مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو وديفيد سيلفا – أن الرؤية والمهارة داخل المستطيل الأخضر أصبحتا أكثر أهمية من القوة البدنية التي كانت السمة السائدة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويشبه هازارد زولا من حيث قصر القامة، فضلا عن قدرته على صنع الفرص وتسجيل الأهداف. وعلاوة على ذلك، يتميز هازارد بالقدرة على اللعب في أي من المراكز الأربعة الأمامية في طريقة 4 - 2 - 3 - 1 التي كان يلعب بها تشيلسي في الغالب. وقال دي ماتيو: «صحيح أنه لعب بشكل رائع جدا في أول مباراة له مع الفريق أمام ويغان وأجاد في اللقاءات الأخرى، ولكن يجب ألا ننسى أنها مجرد 5 مباريات من بين 38 مباراة. وبالتأكيد سيمنحه هذا الأداء ثقة كبيرة».

واستطرد المدير الفني الإيطالي قائلا: «إنه لاعب موهوب وصغير في السن وسنرى تطور أدائه مع الوقت ومدى قدرته على أن يكون أحد الأعمدة الرئيسية لتشيلسي».

وتطرق دي ماتيو إلى نقطة أخرى وهي مهارة هازارد وقدرته على المراوغة، فبالإضافة إلى قدرته على التسجيل وصناعة الأهداف، تمكن هازارد في بداية ظهوره في إنجلترا من لفت الأنظار بشدة من خلال تعامله مع المواقف الصعبة وتوجهه بصورة مباشرة إلى دفاع الخصم بمجرد تسلمه الكرة. وتوقع دي ماتيو أن يقدم هازارد أداء مماثلا خلال المباريات القادمة، وأن يحافظ على الأداء البدني والمهاري الذي أظهره حتى الآن في الدوري الأقوى في العالم.

وأضاف المدير الفني الإيطالي: «إنه لشيء رائع أن يتكيف مع اللعب في إنجلترا بهذه السرعة. إنه لاعب قوي البنية، وقد تحدثت معه قبل انطلاق الموسم، وهو يعرف جيدا كيف يتعامل مع الأمور.. إنه يركز على ما يود القيام به لمصلحة الفريق أكثر مما يركز فيما يقوله الناس.. إنه يملك من المؤهلات والمقومات ما يمكنه من العمل بعيدا عن الناس».

وكان تشيلسي قد حصل على خدمات النجم البلجيكي بعد منافسة شرسة مع فرق المقدمة في الدوري الإنجليزي. وفي الحقيقة، تعد صفقة هازارد بمثابة «خطاب نوايا» جديد من قبل مالك النادي اللندني رومان أبراموفيتش، ليس فقط من حيث قيمة الصفقة التي وصلت إلى 32 مليون جنيه إسترليني، ولكن أيضا من حيث رغبته في الفوز بالألقاب والبطولات وتقديم كرة قدم جميلة وممتعة في نفس الوقت. وفي هذا الصدد، يعد هازارد أحد اللاعبين الذين انضموا للنادي مؤخرا في إطار خطة النادي لضخ دماء جديدة والتخلص من الحرس القديم.

وقال دي ماتيو: «من المؤكد أننا سنغير شكل الفريق إلى حد ما بفضل الصفقات التي تعاقدنا معها. لقد قدمنا أداء جيدا للغاية وكرة قدم جميلة جدا، ونود أن نحافظ على ذلك باستمرار. هناك لاعبون مؤثرون في المباريات بالطبع، ولكن لا يجب أن نتوقع حدوث تغيير جذري في صفوف الفريق، لأنه من المهم للغاية أن يكون هناك نوع من التوازن، وسنسعى دائما إلى المحافظة على هذا التوازن».

ومع ذلك، كان هناك تحول ملحوظ في هذا التوازن منذ الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا منذ ثلاثة أشهر. ومثلما كان زولا هو النجم الأبرز في التسعينات من القرن الماضي، سيكون هازارد بمثابة رمز لبداية عهد جديد في تشيلسي.