إجماع على أن عقوبة الاتحاد الإنجليزي ضد جون تيري «متساهلة»

حالات مماثلة وأخرى غير عنصرية شهدت إصدار عقوبات أكثر صرامة

TT

ما زالت ردود الفعل تتوالى بعد قرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إيقاف مدافع تشيلسي جون تيري 4 مباريات بسبب توجيه إهانات عنصرية.

ووجد الاتحاد المحلي تيري، قائد تشيلسي بطل أوروبا، مذنبا بتوجيهه إهانات عنصرية لمدافع كوينز بارك رينجرز أنطون فرديناند في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وجاء في بيان للاتحاد أن لجنة تنظيمية مستقلة أصدرت قرار الإيقاف لأربع مباريات وغرامة بقيمة 220 ألف جنيه إسترليني في انتظار الاستئناف.

ووصف جوي بارتون، لاعب خط الوسط في نادي كوينز بارك رينجرز، العقوبة التي فرضها الاتحاد الإنجليزي على تيري بأنها «كارثة». وقال بارتون إن الاتحاد الإنجليزي ينبغي أن «يشعر بالخزي»، مؤكدا على وجود تناقض كبير بين العقوبة التي فرضها الاتحاد عليه شخصيا بالإيقاف لمدة 12 مباراة بسبب سلوكه العنيف والعقوبة التي حصل عليها جون تيري. وفي تغريدة له على موقع «تويتر»، كتب بارتون، الذي يلعب حاليا على سبيل الإعارة مع نادي مرسيليا الفرنسي: «يا لها من مهزلة رهيبة».

يذكر أن الاتحاد الإنجليزي كان قد قام بإيقاف بارتون، الذي لعب في المباراة التي جرت في الدوري الإنجليزي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والتي شهدت توجيه تيري لشتائم عنصرية ضد فيرديناند، عقب مباراة كوينز بارك رينجرز مع مانشستر سيتي التي جرت في اليوم الأخير من الموسم الماضي.

وكان بارتون قد حصل على البطاقة الحمراء بعد اشتراكه العنيف مع مهاجم مانشستر سيتي كارلوس تيفيز، قبل أن يتشاجر مع سيرجيو أغويرو وفينسنت كومباني، لاعبي سيتي، بينما كان في طريقه لمغادرة أرض الملعب. يقول بارتون صاحب الـ30 عاما إنه بموجب «تقديرات الاتحاد الإنجليزي السيئة»، كان من الممكن: «أن أحصل على فترة إيقاف أقل إذا ما قمت بتوجيه شتائم عنصرية للاعبي مانشستر سيتي بدلا من التشاجر معهم مثلما فعلت»، مضيفا: «هل يمكن بأي حال من الأحول اعتبار هذا الأمر صحيحا؟».

وقام عدد من كبار لاعبي ومدربي كرة القدم - سواء الحاليين أو السابقين - بالتعليق على قضية تيري، والتي انتهت الخميس الماضي عقب جلسات استماع استمرت لأربعة أيام في استاد ويمبلي. وتعجب قائد منتخب إنجلترا السابق غاري لينيكر من عقوبة الإيقاف التي تعرض لها تيري، ففي تغريده له على موقع «تويتر»، كتب المهاجم الدولي السابق، والذي يقوم حاليا بتقديم برنامج «مباراة اليوم» على قناة «بي بي سي سبورت»: «وجد الاتحاد الإنجليزي جون تيري مذنبا، ثم قام بإيقافه 4 مباريات وتغريمه 220,0000 جنية إسترليني، أي أكثر بمباراة واحدة فقط من اللاعب الذي يحصل على البطاقة الحمراء في ظروف عادية!».

أما البرتغالي جوزيه مورينهو، مدرب تيري السابق في نادي تشيلسي، فأصر على أن المدافع الدولي «غير عنصري»، حيث قال مدرب نادي ريال مدريد الحالي: «إنه ليس عنصريا، وهذا أمر مؤكد بنسبة 100 في المائة. من المحتمل أن يكون قد صدر عنه تعليق أو موقف عنصري تجاه أحد الخصوم. ففي كرة القدم، أحيانا ما نقوم بفعل أشياء بصورة خاطئة». وأضاف مورينهو: «إذا كان قد قام بهذا الفعل فيجب أن يتم تغريمه، ولكن أرجوكم لا تقولوا عنه عنصري». يمتلك تيري فرصة لمدة 14 يوما ليقرر ما إن كان سيستأنف ضد هذه العقوبة، والتي لن تدخل حيز التنفيذ حتى تتحدد نتيجة الاستئناف.

من جهته يأمل مدير منتخب إنجلترا السابق غراهام تايلور أن يتقبل تيري (31 عاما)، قرار الاتحاد الإنجليزي، حيث يقول: «كوني عضوا سابقا في مثل هذه اللجان قمت بإصدار بعض الأحكام بنفسي، أعلم تماما أن هؤلاء الأشخاص قد توصلوا إلى قرارهم بطريقة سلمية ونزيهة، وبالقطع حصلوا على بعض الاستشارات القانونية». وأضاف تايلور: «سواء قبل تيري وتشيلسي هذا الأمر أم لا فهذا يرجع إليهم، ولكنني أعتقد أنه سيكون في مصلحة الجميع أن ينتهي هذا الموضوع».

يعتقد ديفيد ديفز، المدير التنفيذي السابق للاتحاد الإنجليزي، أنه كان ينبغي تسوية هذه القضية بصورة أسرع مما وقع بالفعل، حيث صرح ديفز لقناة «بي بي سي سبورت»: «لقد استغرق الأمر وقتا طويلا للغاية، ولم يكن ينبغي أبدا السماح لهذه القضية بالاستمرار لمدة عام. أتمنى أن يكون الجميع - ليس فقط الأشخاص المعنيون ولكن الاتحاد الإنجليزي أيضا - قد تعلموا الدروس المستفادة من هذه القضية».

أما داميان كولينز، عضو البرلمان الإنجليزي، فيقول إن عقوبة الإيقاف تمثل فرصة بالنسبة لتيري للاعتراف بأن ما قام به كان «خاطئا». يضيف كولينز: «لقد اعترف بالتفوه بهذه العبارات. إنه لأمر غير مقبول بالنسبة للاعب كرة قدم أن تصدر عنه مثل هذه العبارات، لذا كان من الصعب على الاتحاد الإنجليزي الوصول إلى أي قرار آخر». يضيف كوليز: «لا يزال جون تيري لاعبا صغير السن نسبيا، ولا تزال أمامه فرصة لنسيان هذه القضية وأن يصبح مثلا يحتذى مرة أخرى. ينبغي عليه أن يقوم ببناء جسور الصداقة مع اللاعبين السود، الذين كانوا مستائين للغاية مما حدث».

وكان جون تيري قد أعلن، قبل بداية جلسة الاستماع، اعتزاله للعب الدولي، حيث زعم القائد السابق للمنتخب الإنجليزي صاحب الـ78 مباراة دولية، أن قرار اتحاد الكرة بتوجيه الاتهام إليه قد وضعه في موقف «لا يمكن الدفاع عنه».

أما السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد فقال إن جون تيري ربما يكون قد تلقى عقوبة أقل من المتوقع وينبغي عليه أن يدع المسألة لتنتهي عند هذا الحد. ويرى فيرغسون أن تيري ربما يشعر بأنه تلقى عقوبة أقل من المتوقع بعد أن تم إيقافه لـ4 مباريات فقط من قبل الاتحاد الإنجليزي. وسوف يقرر تيري خطوته التالية بمجرد أن يستلم النتائج الخطية النهائية من لجنة الاستماع التنظيمية المستقلة. ولكن فيرغسون، الذي شاهد باتريس إيفرا ولويس سواريز وهما ينهيان نزاعهما الشخص على ملعب «أنفيلد» يوم الأحد الماضي، عقب نشوب خلاف بينهما استخدم فيه المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز بعض الكلمات العنصرية ضد المدافع الفرنسي، يؤكد أنه يتوجب على تيري التفكير مليا قبل التقدم باستئناف يطيل أمد هذه القضية، حيث يقول فيرغسون: «هناك خطر بتجدد وقوع مثل هذه الأحداث بسبب استمرارها لفترة طويلة. يجب أن يدرك تيري أن هذه العقوبة متساهلة إلى حد كبير، حيث تم حرمانه من اللعب 4 مباريات فقط، بينما تم إيقاف لويس سواريز ثماني مباريات. ينبغي علينا وعلى لعبة كرة القدم أن نمضي قدما للأمام».