اليوفي يدك روما برباعية ويرسخ أقدامه في صدارة «الكالتشيو»

بيرلو وفيدال وماركيزيو.. سر تألق فريق السيدة العجوز في خط الوسط

TT

دك فريق يوفنتوس حصون ضيفه روما 4 / 1 في المباراة التي جمعتهما أول من أمس السبت ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وبدأ أصحاب الأرض المباراة بقوة وبحماس لا نظير له، فبعد مرور 11 دقيقة من بداية اللقاء، نجح المخضرم أندريا بيرلو في تسجيل الهدف الأول لليوفي، وأعقبه زميله فيدال بالهدف الثاني في الدقيقة الـ16 إثر ضربة جزاء، ثم تألق البارع أليساندرو ماتري في تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة الـ19 من الشوط ذاته. ولم يتمكن فريق روما من القيام برد فعل سوى في الدقيقة الـ24 من الشوط الثاني، إثر ضربة جزاء سجلها أوسفالدو، لكن سرعان ما جاء رد السيدة العجوز بقدم جيوفينكو الذي سجل الهدف الرابع في الدقيقة الـ45. وبهذه النتيجة القوية رسخ اليوفي أقدامه في صدارة الدوري الإيطالي برصيد 16 نقطة، بينما تجمد رصيد روما عند ثماني نقاط في المركز الثامن.

إنها ساعة اليوفي وخط وسطه صانع المعجزات. وها هو «الثالوث الجديد» لفريق السيدة العجوز. بيرلو لاعب عبقري حيث لعب أول من أمس، لا سيما من أجل القضاء على أي شك في ما يتعلق بحالته البدنية. لكن كيف يمكن وصف فيدال وماركيزيو؟ أجل، إنهما يحتكان بالخصوم، لكنهما يستطيعان أيضا الهجوم ويسجلان كثيرا. في الموسم الماضي حقق الأمير ماركيزيو هدفين، وفي هذا الموسم يضرب القائم. وقريبا، ونحن واثقون من ذلك، سنلمس إحصائياته لأنه في هذا المركز يعتبر لاعب وسط ذا مستوى دولي، ودائما أقرب إلى المثل الأعلى جيرارد. فيدال؟ إنه يفتخر بتحقيق أرقام كمهاجم، حيث سجل أربعة أهداف في سبع مباريات في هذا الموسم وسجل 11 مرة في 42 مباراة شارك فيها مع اليوفي. أحدهم يقول: «إن الأمر يسير على ما يرام، لكن لاعب الوسط ينبغي أن يقوم بشيء آخر». والمشكلة بالنسبة للخصوم هي أن اللاعب التشيلي فيدال في كل هذه «المهمة الأخرى» يعرض نفسه على مستويات متميزة، حيث يتمتع بالمهارة ويستعيد الكرة ويركض ويضغط دون توقف.

إدارة بيرلو: وإذا كان قد نشأ ماركيزيو في السيدة العجوز، فإن بيرلو وفيدال يمكن اعتبارهما اثنين من الأعمال الناجحة التي قام بها جوزيبي ماروتا - بيتروتشي في سوق الانتقالات. وسيؤنب فريق الميلان طيلة حياته إدارة النادي التي كانت قد استغنت عن خدمات اللاعب الظاهرة المنحدر من مدينة بريشيا بيرلو دون مقابل، على هذا النحو مثل الـ10 ملايين يورو التي تم دفعها في عام 2011 إلى فريق بايرليفركوزن، والذين يمثلون في الوقت الحاضر ثلث القيمة الحالية لفيدال في سوق الانتقالات. إذن، مع لاعب وسط مثله يمكن الاستغناء بطمأنينة عن النجوم الأفذاذ هناك في خط الهجوم. بشرط أن لا ينزل بيرلو عن مستواه. ومن أجل هذا السبب كان قد ظهر مقدار قليل من القلق في أنحاء فينوفو بعد سلسلة من المباريات غير الجيدة التي تشير إلى حالة بدنية سيئة. وكانت مباريات فيورنتينا وروما أساسية نحو الانطلاق إلى درع الدوري الإيطالي، هكذا مثل مباراة شاختار التي تعد مرحلة دقيقة في سباق دوري أبطال أوروبا. لكن ينبغي الدفاع عن هذا اللاعب العبقري وربما لا يسمعونه بشكل كامل عندما «يطالب» بلعب كل المباريات. إذن، لا يمكن استبعاد أنه يوم الأحد المقبل في مباراة الفريق أمام سيينا، ينبغي أن يمنحوه جولة من الراحة في ضوء ارتباط المنتخب المضاعف (في أرمينيا وعلى ملعبه أمام الدنمارك) الذي سيراه بكل تأكيد في الفخ على مدار 180 دقيقة.

«هذا هو اليوفي»: إلى ذلك، يفتخر فيدال بما قدمه ويحتفل بالضربة التي سددها في شباك فريق روما بقيادة زيمان، حيث صرح بهذا الصدد في نهاية المباراة قائلا: «أجل، في المباراة أمام لاعبي روما قدمنا نفس مباراة الموسم الماضي. وهذا هو فريق اليوفي. وينبغي علينا اللعب على هذا النحو ولا ينبغي أن نتوقف أو نستريح، ويروق لي عقلية من يذهب إلى كل الملاعب لفرض نظامه. والأمر لا يشكل أي اختلاف سواء داخل الملعب وخارجه بالنسبة لنا. ومن جانب آخر، أحيانا تكفي لحظة واحدة لمحو أشهر من الإحباط وأن ترتسم الابتسامة على الشفاه، وإيجاد التقدير والثقة بالنفس مجددا، وأن تتذوق مجددا طعم الهدف الساحر والعودة للركض سعداء نحو النفق ونحن نصرخ ونطير ونستمتع. أجل، أحيانا تكفي لحظة واحدة للقيام بذلك، لكن ينبغي الحصول عليها، في الدقيقة الـ19 من الشوط الأول من مباراة اليوفي - روما تمكن أليساندرو ماتري من الحصول عليها على مستوى عالٍ».

وعلى أثر تمريرة طولية من فيدال كان يمكن أن يفقد ماتري الوقت في التفكير والشعور بالخوف، حيث إنه في الواقع لم يسجل منذ 25 فبراير (شباط) الماضي، وكان لا مفر من القليل من الخوف. وعلى العكس لعب أليساندرو بثقة وتوقف وسدد نحو مرمى الخصم، وبعد ذلك انطلق ليحتفل ويعانق كل الجماهير ويطوي صفحة ويكتب فصلا جديدا في مسيرته، وهو ذلك الذي يتعلق بمهاجم يمكنه تسجيل الأهداف، ودائما ما فعلها، والآن يمكن أن يبدأ مجددا. وصرح أليساندرو عقب المباراة قائلا: «كنت أشتاق لتسجيل هدف، وكانت رغبتي في التهديف كبيرة للغاية. ولقد فقدت الكثير من وزني وأشعر بالسعادة لأنني كنت بحالة جيدة من الناحية البدنية، وهو الاختبار الذي حتى وإن كان يلعب قليلا فهو يعمل كثيرا خلال الأسبوع. وكنت أحرص على الرد بأفضل طريقة في الملعب. وكنا بارعين في وضع فريق روما في مأزق بإيقاعنا. وجعلني هذا الهدف وأدائي سعيدا أيضا لأنني وزملائي الآخرين كان قد تم انتقادنا كثيرا بعد مباراة جنوا، وأحيانا تكون الانتقادات سريعة ومبالغا فيها قليلا. والمغزى هو أن هذا انتصار مهم للغاية». ولا مفر من التفكير في مسألة سبعة أشهر دون تسجيل هدف واحد. ويتابع حديثه قائلا: «ساعدتني عائلتي وخطيبتي فيديريكا ووكيل أعمالي، وأهدي هذا الهدف إليهم. ثم إن زملائي كانوا قريبين مني، فأنا لاعب عانيت من غياب الأهداف، لكنني حرصت أن أحتفظ بكل شيء بداخلي. وهم كانوا رائعين وكانت الجماهير تشجعني أيضا وتثير من حماسي».

جيوفينكو: أحيانا، تكفي لحظة واحدة للحصول على الفخر وإعلاء الجوانب الفنية ولمحاولة إثبات أنه لا يستحق انتقادات بعينها (التي ينبغي قبولها لأنها تشكل جزءا من اللعبة)، ولإعطاء رد للمدرب غير السعيد بالأداء في المباريات الأخيرة. وأحيانا تكفي لحظة واحدة وربما هي بالفعل اللحظة الأخيرة في المباراة، حيث تمكن جيوفينكو من استغلالها بمهاراته البدنية التي، مع إظهارها دائما، من الممكن أن تمنحه القفزة النوعية في الأداء. والوسائل الفنية هي ما تنقصه إذا رغب في أن يصبح لاعبا كبيرا، وهذه هي اللحظة التي يمكنه أن يظهرها فيها في مباراة تلو الأخرى. وأعرب جيوفينكو عن رضاه بعد نهاية المباراة قائلا: «كان ينقصنا أداء كبير، وكنا قد قدمنا في مدينة فلورنسا أداء غير جيد، وفي المباراة أمام روما كان الفوز واللعب بشكل جيد مهما للغاية. والآن نحن نستمتع بالفوز ونعد أنفسنا لبطولة دوري أبطال أوروبا. وأنا سعيد من أجل ماتري الذي لم يكن يمضي لحظة سهلة ومن أجلي، ومن الرائع أن الجميع تناوبوا ونجحوا في تقديم أداء جيد». احتفل جيوفينكو على طريقة ديل بييرو مخرجا لسانه، حيث قال: «لا، ليس هناك أي نقطة إلى ديل بييرو. فأنا جيوفينكو وكفى». وبقميص اليوفي سجل ديل بييرو 289 هدفا. ووصل جيوفينكو إلى رصيد سبعة أهداف، والطريق طويل. لكن أحيانا تكفي لحظة واحدة للحلم بالحصول على كل شيء.