الميلان يفرط في الفوز ويكتفي بنقطة واحدة أمام مضيفه بارما

المهاجم الشاب ستيفان الشعراوي تقدم أولا بهدف وأدرك أصحاب الأرض التعادل

TT

أهدر الميلان فوزا كان في متناوله، واكتفى بالتعادل أمام مضيفه بارما أول من أمس، حيث انتهى الشوط الأول للقاء بالتعادل السلبي، ثم نجح مهاجم الميلان ستيفان الشعراوي في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني في إحراز هدف التقدم لفريقه، غير أن لاعب بارما غالوبا أدرك هدف التعادل في الدقيقة 21. وارتفع رصيد الميلان إلى سبع نقاط في المركز العاشر، فيما وصل بارما إلى النقطة السادسة في المركز الحادي عشر.

ورغم التعادل فإن الميلان استطاع خلال الشوط الثاني أن يبعث أخيرا بمؤشرات نضج، لدرجة أن جماهير النادي الموجودة في الاستاد أخذت تنشد عقب نهاية اللقاء وتدعو الفريق للحضور بالقرب من المدرجات. كما شهدت المباراة تألق المهاجم الشاب ستيفان الشعراوي الذي لم يكمل بعد عامه الـ20، والذي فضلا عن كونه بداية سن النضوج الكروي فإنها ينبغي أن تكون أيضا فترة الهدوء الخططي والمسؤوليات المحدودة. أليغري يفكر في الأمر بهذه الطريقة، لكن وسط الانتكاسات الكثيرة التي تعرض لها الميلان خلال فترة الإعداد الصيفي هناك أيضا شيء آخر، فالميلان ليس بإمكانه تحمل انتظار اكتمال نضوج لاعبيه الشباب، لا سيما إذا كانت لديهم موهبة مثل التي يتمتع بها الشعراوي. ومع رحيل إبراهيموفيتش عن الفريق وغياب باتو وروبينهو وأداء بواتينغ الجزئي، حدث كل شيء لستيفان بشكل سريع للغاية. فقد بات مضطرا للنضوج سريعا، مثل الشاب الذي يغادر منزله وهو في سن الـ18 ويتعين عليه تعلم كيفية الوقوف على قدميه بمفرده في هذه الحياة.

الاستمرارية: وهكذا، إذا كان الميلان ما زال يطفو في اللحظة الحالية، فإن الفضل في ذلك ينبغي أن يعود إلى الشعراوي، الذي جعل الفريق كله خلف ظهره ويقتفي أثره. بعد رحيل إبرا، ثمة شكل جديد من التبعية. فالفرعون المصري ما زال يحافظ على حياة الميلان وأليغري والفريق وكذلك ترتيب الدوري الذي يعد الأسوأ مقارنة بالمواسم الماضية، غير أنه لولا إسهامات ستيفان لبات الأمر مرعبا. ووصل الشعراوي أمام بارما إلى تسجيل الهدف الرابع له في آخر ثلاث مباريات. إنه الرقم الذي يجعل المهاجم الشاب يعادل رصيده من الأهداف عن إجمالي مشاركاته في الموسم المنصرم (4 أهداف في 28 لقاء). عدد من الأهداف يجعل ستيفان هداف الميلان ويضعه في ترتيب عام جيد بين مهاجمي الفريق. وحتى الآن كانت الاستمرارية تعد هي الثغرة الأبرز أمام هذا اللاعب الشاب: يقدم مباراة جديرة بلاعب فذ ثم 3 لقاءات في الظلام. والآن وصل عدد اللقاءات المتتالية التي خاضها ستيفان بتألق إلى ثلاث مباريات، وهذا الأمر مهم لأنه يبدو أن الشعراوي بات على وشك اجتياز تلك المنطقة الرمادية التي تفصل بين اللاعبين الشباب الواعدين والمواهب التي لا نقاش حولها.

المتعة والواجب: بعد أن استمتع ستيفان بملاحقة نصف فريق بارما له على الأطراف، فإنه لعب أيضا في مركز الظهير الأيسر بدلا من المصاب دي تشيلي. أولا كانت المتعة ثم جاء الواجب. وقد نجح ستيفان في أداء الدورين بشكل رائع وبث، بشكل خاص، انطباعين: أن هذا التغيير في المركز لا يثقله على الإطلاق وأنه ينجح بسهولة في تنفيذ ذلك. وهذا ما اتضح بشدة خلال اللعبة التي أحرز منها الهدف، ثم جاء الاحتفال بالتسجيل تحت مدرجات جماهير الميلان والتي عشقت الفرعون المصري منذ أول يوم. وقد صرخ مشجعو النادي قائلين «لقد قدمنا إلى هنا لرؤية ستيفان وهو يسجل الأهداف»، مسترجعين بذلك صيحة كان يتم توجيهها إلى البرازيلي كاكا عندما كان بطلا في الميلان. وكان ستيفان قد صرح في نهاية الشوط الأول من اللقاء قائلا «بارما يجيد غلق المساحات ومن الصعب إيجاد الفرصة، الملعب لا يساعدنا». وعليه فكر ستيفان في فك شفرات اللقاء بنفسه. سيصبح الأمر رائعا لو فكر فريق الميلان كله مثل الشعراوي.

نفتقد شيئا ما: خرج أليغري من الملعب غاضبا للغاية بعد انتهاء المباراة، ومفتقدا لصوته، بعد ظل يصرخ بالتعليمات طوال المباراة. وأكثر ما أثار غضب مدرب الميلان هو تلك الهجمة التي في النهاية كلفت فريقه خسارة الفوز، ولعل أليغري يحظى بحس مسبق، فقبل هدف بارما بثانية واحدة كان يشير إلى لاعبي الميلان بضرورة غلق الحائط عن طريق وضع يده إلى جانب الأخرى «عندما تتعرض لضربة ثابتة من على حدود منطقة الجزاء يكون وضعك دائما في خطر، ولذلك كنت أوصي اللاعبين دائما بالتماسك الشديد. في ليلة من تلك النوع يكون من الصعب قيام أحد اللاعبين بركل الكرة من فوق الحائط. كان ينبغي عليهم البقاء في ثبات واتحاد حتى لا تمر الكرة من تحت أرجلهم، الأمر الذي، على العكس، حدث بالفعل». وعلى العكس، خرج دي يونغ من حائط صد الميلان ولمس الكرة التي انتهت في الأخير خلف ظهر أبياتي في المرمى «نحن جميع غاضبون للغاية، لقد كنا جميعا حريصين على ذلك الفوز لأن اليوم هو عيد ميلاد برلسكوني، وكنت أود إهداءه ذلك الفوز. يؤسفني أيضا أن هذا هو الهدف الخامس الذي نستقبله من ضربة ثابتة. إذا لم ننجح في الفوز بتلك المباريات فهذا يعني أننا ما زلنا نفتقد لشيء ما، وأن هناك عيوبا».

رفض روبينهو: لكن روبينهو في حاجة إلى استعادة أفضل أداء له وكذلك السيطرة على النفس: اللاعب البرازيلي عائد من فترة توقف شهر بداعي إصابة، ودخل إلى اللقاء في الشوط الثاني ولم يتألق.. ربما لهذا السبب اتجه على الفور بعد اللقاء إلى النفق المؤدي إلى غرف اللاعبين متجاهلا رفيقيه «الأكبر سنا» بونيرا وأمبروزيني اللذين طلبا منه الذهاب إلى تحية الجماهير مع باقي الفريق، غير أن مدرب الميلان حاول تقليص حجم الموقف وقال «كانت هناك بعض العصبية»، فيما أضاف بونيرا «روبينهو كان متعصبا بعض الشيء وخرج نادما على نتيجة المباراة، لم تكن هناك أي مشادات».