ريو فرديناند يضع هودجسون في مأزق.. وفيرغسون يطالب مدافعه بالاعتزال الدولي

رغم أنه ما زال لديه ما يقدمه للمنتخب الإنجليزي خاصة في ظل الغيابات الكثيرة للاعبي قلب الدفاع

TT

يرى كثيرون أن ريو فرديناند مدافع فريق مانشستر يونايتد يستحق الانضمام إلى منتخب إنجلترا، لكن المدير الفني للمنتخب روي هودجسون في ورطة لأنه لا بد أن يقدم تفسيرا لعدم استدعائه في الفترة السابقة.

وربما يكون المخرج هو طلب السير أليكس فيرغسون المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد من مدافعه عدم التفكير في مسألة العودة عن قرار اعتزال اللعب الدولي إذا أراد تجديد عقده في أولد ترافورد.

وحذر فيرغسون فرديناند من أن المزيد من اللعب في صفوف منتخب الأسود الثلاثة قد يؤثر على فرصته في الحصول على فرصة تجديد عقده مع مانشستر، وقال: «ليس لدي شك في قدرة ريو على إضافة شيء للمنتخب.. لكنني لا أرى سببا لقيامه بذلك.. أعتقد أنه ينبغي له التركيز على مسيرته هنا (في مانشستر يونايتد)».

لم يفصح ريو فرديناند قط عن هوية اللاعب الذي سمعه ذات مرة وهو يوجه إهانات عنصرية إلى أحد لاعبي فريق وستهام، حيث إنه لاعب محترف ومتمرس يتمتع بشهرة كبيرة وسمعة طيبة، وفرديناند لا يرغب في تدمير كل هذا، فهذا اللاعب «يبدو شخصا لطيفا ودمث الخلق» وما زال يمارس كرة القدم، «وإذا ذكرت اسم هذا اللاعب، فإن أحدا لن يصدق هذا، بل إنني على ثقة من أنكم ستصدمون»، هذا ما ذكره فرديناند في سيرته الذاتية.

كان فرديناند حينها في مرحلة المراهقة وما زال يشق طريقه مع فريق وستهام، وعندما تحدث لاحقا مع زميله في الفريق، اكتشف أن اللاعب الذي صدرت منه تلك الإهانة كان يفعل الشيء نفسه في كل مرة يلتقي فيها الفريقان معا. وعودة إلى الوراء، يرى فرديناند أن زميله في الفريق أخطأ بعدم الإبلاغ عن تلك الواقعة، كما أنه نادم على أنه لم يتقدم بشكوى هو الآخر، لكنه كان صغيرا وغير واثق من أن أحدا سوف يرغب في الإنصات إليه، وهو يعتبر أن الأمر لا معنى له الآن، لأنه من الناحية القانونية لا يوجد ما يمكنه فعله لإثبات ذلك. وذلك أمر يدعو إلى الأسف لأن هناك على الأقل شاهد واحد، وربما يكون هناك آخرون أيضا، وإذا تم كشف المزيد من اللاعبين بهذه الطريقة، فربما تصل الرسالة إلى من يديرون اللعبة بأن المخالفات من هذا النوع تلقى عقوبات رادعة.

ولم يكن من السهل هضم الأنباء التي ترددت عن نهاية مشوار ريو فرديناند مع المنتخب الإنجليزي بسبب إهانات عنصرية صدرت من شخص آخر، وهو ما يرى فرديناند أنه السبب في استبعاده خلال الأشهر الأربعة الأولى من عهد روي هودجسون، حيث توجد لديه قناعة بأن استبعاده كان لأنه تصادف أن يكون الشقيق الأكبر للاعب الذي يقر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الآن بأنه تعرض لإهانة عنصرية أثناء مباراة فريقي كوينز بارك رينجرز وتشيلسي التي جرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقد اختار هودجسون جون تيري المتهم في القضية بينما ضحى بفرديناند، وكان السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد على حق عندما قال إنه لا توجد في الغالب أي طريقة كي يقوم المدير الفني لمنتخب إنجلترا بإعادته في الوقت الحالي.

فكيف تكون هناك طريقة بينما يقول هودجسون منذ اليوم الأول إن فرديناند تم استبعاده «لأسباب كروية» وليس بسبب انقطاع علاقته بتيري؟ وقد استخدم هودجسون هذه الحجة حتى عندما قدم مارتين كيلي، الذي يلعب احتياطيا في فريق ليفربول، على فرديناند في بطولة «يورو 2012». ولا يهم على الإطلاق ما إذا كنت تصدق كلامه أم لا، فالشاهد هو أنه من الصعب رؤية أي طريقة للخروج من هذا المأزق، حيث يرى المتابعون أن هودجسون باستدعائه فرديناند إلى المنتخب سوف يضم أفضل بديل لمنتخب إنجلترا بعد اعتزال تيري دوليا، كما أنه بذلك سيكذب القصة التي ذكرها هو نفسه، واحتمالات حدوث ذلك ضئيلة للغاية.

ويتهيأ هودجسون حاليا للإعلان يوم الخميس المقبل عن تشكيلة منتخب إنجلترا المشاركة في المباراتين المقبلتين من تصفيات كأس العالم أمام منتخبي سان مارينو وبولندا، وسوف يحرم من قلبي الدفاع المتميزين في منتخب إنجلترا طوال العقد الماضي، حيث أعلن تيري اعتزاله اللعب دوليا في الليلة التي سبقت بداية التحقيق معه ويفكر الآن في الاستئناف ضد العقوبة، بينما فرديناند مستبعد كما يبدو لأسباب سياسية، وهو ما قد لا يهم كثيرا عند استضافة منتخب سان مارينو الضعيف، الذي يتضمن سجله منذ عام 1990 انتصارا وحيدا و3 تعادلات و107 هزائم وأحرز 19 هدفا مقابل 473 هدفا استقبلتها شباكه، لكنه قد يهم عندما يخرج منتخب إنجلترا للعب في وارسو يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وهي مباراة إذا انتهت بنتيجة سيئة أخرى، على خلفية التعادل مع أوكرانيا بنتيجة 1 – 1، سوف تضع فريق هودجسون في موقف حرج للغاية، في مجموعة لا يتأهل منها تلقائيا سوى المنتخبات الفائزة فقط.

وينبغي أن لا يجعلنا هذا نغفل أداء فرديناند السيئ في مباراة توتنهام أول من أمس، أو تألق اللاعبين جوليون ليسكوت وفيل جاغييلكا، اللذين أصبحا الآن الاختيار رقم واحد في خط الدفاع، وكلاهما ثبت قدميه مع الفريق رغم الأخطاء التي وقعا فيها أمام منتخب أوكرانيا. وعلى المدى البعيد، فهناك أسباب مشروعة تجعل كريس سمولينغ وفيل جونز يعتقدان أنه يمكنهما اللعب معا في كأس العالم المقبلة، كما يعتبر غاري كاهيل مدافعا جيدا تطور مستواه منذ انضمامه إلى فريق تشيلسي، وربما يشعر في داخله بالحزن لعدم مشاركته في مباراة أوكرانيا. إلا أن المدير الفني لمنتخب إنجلترا لديه بالتأكيد واجب أن يختار أفضل اللاعبين، وسوف يكون من الظلم تجاهل إمكانات فرديناند بناء على مباراة واحدة سيئة، بعد أن كان أيضا أفضل مدافع بفريق مانشستر يونايتد في مباراته أمام ليفربول نهاية الأسبوع الماضي.