الاتحاد يواجه خطر التنين الصيني.. والأهلي في مهمة كسر العناد الإيراني

ممثلا الكرة السعودية في مهمة بلوغ نصف النهائي الآسيوي اليوم

TT

يقف ممثلا الكرة السعودية الاتحاد والأهلي أمام مهمة صعبة مساء اليوم، عندما يواجه الأول نظيره غوانزو إيفرد غراند الصيني على ملعب تيانهي (جوانغ الصين) في الـ3 عصرا بتوقيت السعودية، بينما يستضيف الآخر على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة منافسه سباهان أصفهان الإيراني في الـ8:15 ضمن مرحلة الإياب في ربع نهائي دوري أبطال آسيا.

وبالعودة لمباراة الاتحاد، فهو يدخل هذا اللقاء وفي رصيده انتصار مهم في مواجهة الذهاب التي انتهت لصالحه بأربعة أهداف مقابل هدفين، وقطع شوطا كبيرا نحو بلوغ نصف النهائي، ونجح في تسيير المباراة السابقة التي ستمنحه الكثير من الاحتمالات للتأهل كالفوز والتعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف أو هدفين في حالة نجاح الاتحاد في تسجيل أكثر من هدفين في الشباك الصينية، بينما لا يفيد الفريق الصيني سوى الانتصار بفارق هدفين مقابل لا شيء أو كثر، بشرط ألا يسجل الاتحاد أكثر من هدفين في الملعب الصيني، ولذلك تبقى حسابات الأهداف والنقاط قائمة في هذا اللقاء.

أما مواجهة جدة، فالأهلي وسباهان يدخلانها بحسابات متساوية وبظروف متشابهة بعد التعادل السلبي من دون أهداف في إيران، ولذلك كل منهما لديه نقطة واحدة، وكافة الحسابات متاحة للجميع، وأفضلية الملعب والجمهور للأهلي، كما أن التعادل بهدف أو أكثر يذهب لمصلحة الفريق الإيراني.

واستعد الاتحاد والأهلي لهذا اللقاء بشكل مكثف، حيث خلد الفريقان إلى الراحة من الجولة الثامنة لظروف تأجيل مباراتيهما مع الفتح والاتفاق، نظرا لمشاركة الأخيرين الخارجية، مما أتاح للاتحاد السفر للصين مبكرا منذ الخميس الماضي، بينما أكمل الأهلي استعداداته وتأهيل لاعبيه لهذا اللقاء المفصلي. بهذا الصدد، تحدث الخبير الفني السعودي، بندر الجعيثن، لـ«الشرق الأوسط»، عن ظروف اللقاءين الفنية ونقاط القوة والضعف لدى الفرق الأربعة، ومدى إمكانية تأهل الفريقين السعوديين إلى الدور المقبل.

غوانزو × الاتحاد هي مباراة من أقوى المواجهات الآسيوية؛ لندية الفريقين وإمكاناتهما الفنية، فالاتحاد نجح في كسب الشوط الأول من خلال أدائه المميز في الحصة الثانية من تلك المواجهة، وظهرت إمكانات الفريق مع الخصم الصيني الذي لم يكن سهلا، ولكن الروح القتالية للاعبين الاتحاديين هي من حسمت المواجهة. ويحتاج الاتحاد في هذا اللقاء لمواصلة الروح التي كان عليها، ولعب المباراة بتركيز عال منذ البداية مع تطبيق التكتيك الموضوع من مدرب الفريق القدير الإسباني كانيدا، الذي من المتوقع أن يضع الطريقة المناسبة لهذا اللقاء الصعب، فالمطلوب من الاتحاد اللعب بتوازن كبير بين الدفاع والهجوم وبهدوء بعيدا عن العصبية والشد الزائد، وعدم مجاراة الفريق الصيني في اللعب السريع، وإنما التركيز على اللعب على الأرض والتقارب وتعطيل الهجمات الصينية من الأطراف لإيقاف خطورتهم في الكرات العرضية لبنيتهم الجسمانية الجيدة، ومراقبة مفاتيح اللعب الصينية، وعدم ترك المساحات لهم للتحرك من خلالها، ولدى الاتحاد قوة كبيرة تتمثل في العمود الفقري للفريق، فهناك الحراسة المطمئنة بمستويات مبروك زايد هذا الموسم، وكذلك عودة المدافع أسامة المولد والكيني إمبابي في المحور مع سعود كريري، إلى جانب محمد أبو سبعان مع الارتداد الهجومي من محمد نور والبرازيلي دي سوزا، وبوجود نايف هزازي في المقدمة. وفي المقابل، الفريق الصيني يملك إمكانات جيدة ولديه استراتيجية فنية عالية بقيادة المدرب الإيطالي ليبي، حيث يجيد اللعب من الأطراف بشكل متقن، وكذلك البحث عن المساحات والسرعة والانضباط التكتيكي، وليس أمامه إلا الهجوم الضاغط على الاتحاد وهو ما يجب أن يحذر منه الدفاع الاتحادي وخصوصا في بداية المباراة، ويملك الفريق الصيني عددا من اللاعبين الجيدين، من أهمهم البرازيلي موركيو في حالة مشاركته، والأرجنتيني كوينكا، ويعد خط الدفاعي الصيني أقل الخطوط أداء، وكذلك تعامله مع الكرات الهوائية ضعيف وهو ما يجب أن يستغله الاتحاد، ونتمنى أن يعود الاتحاديون بالتأهل.

الأهلي x سباهان الأهلي قدم أداء مميزا في مباراة إيران، وخرج المدرب التشيكي كاريل غاروليم بما يريد من خلال تكتيكه وتعامله الجيد، فالكل كان يعتقد أنه سيتقوقع في ملعبه مدافعا، ولكنه فاجأ الجميع باللعب المتوازن بين الدفاع والهجوم، ويعتبر الأهلي خسر بالتعادل فكان الأفضل، وأضاع فرصتين محققتين للتسجيل، ويعد هذا اللقاء مكشوفا لأن أوراق الفريقين أصبحت معروفة لدى المدربين، كما أنه الرابع لهما في البطولة، وكل منهما يعرف الآخر جيدا، فالأهلي يعد في قمة عطائه التكتيكي، وعليه عدم الاندفاع من أول اللقاء وإنما اللعب بتوازن كما كان هناك في إيران، لأن الإيرانيين يبحثون عن المساحات خلف المدافعين، ولديهم البنية الجسمانية الجيدة والاحتكاك القوي، فتركيزهم سيكون في الكرات العرضية والطويلة، ويجب أن يحذر الأهلي من أخطاء العمق الدفاعي نظير عدم التجانس والاتكالية، فخطورة اللقاء أن الفريق الإيراني يملك ذات الفرص المتاحة للأهلي، وأدوات الأخير في هذه المواجهة جيدة ومميزة، فلديه وسط يقوم بدوره، وكذلك هجوم ضارب بعودة البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني، مع الأداء المتحسن الجيد للأرجنتيني موراليس وكذلك الكولومبي بالومينو وتيسير الجاسم، فإذا كان لاعبو الأهلي في يومهم فلن يجدوا صعوبة في تجاوز هذه المباراة والأمر في أيديهم.