أليغري يحاول استعادة وهج الميلان على حساب زينيت الروسي

نائب رئيس النادي أكد أن مستقبل المدرب مرتبط بنتائجه مع الفريق

TT

كان اسمه يأتي في المقام الأول قبل طريقة اللعب، عندما كان الميلان قد بدأ التفكير في مرحلة ما بعد كارلو انشلوتي، أول اسم تم النطق به كان لوتشانو سباليتي. ودار وقتها حديث حول وقوع مقابلة بين المدرب الإيطالي وأدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، واشتعلت الإذاعات الخاصة بالعاصمة الإيطالية روما. وحينها دافع سباليتي عن نفسه بحجج سريالية: «قبل يومين كنت بمنزلي في توسكانا للاعتناء بعنزة صغيرة عثر عليها ابني». ويبدو أن العنزة الصغيرة قد نجت بينما، على العكس، تلاشى ترشيح لوتشانو لقيادة الميلان. وبعد بضعة أحاديث ودون الوصول إلى أي اتفاق، أخذ سباليتي الطريق إلى روسيا وإلى نادي زينيت بطرسبرغ الذي يمر حاليا بأيام غير هادئة مثل الميلان. بعد تلك الاستطلاعات القديمة عهد غالياني بتولي الفريق إلى ليوناردو ومن بعده أليغري. والآن لوتشانو وماسيمليانو يتواجهان خلال مباراة تحمل في طياتها الكثير بشأن مستقبل هذين المدربين.

حياة متوازية: كلا المدربين يتحدر من مقاطعة توسكانا، أحدهما ينتمي لمنطقة ساحلية والآخر قادم من منطقة بعيدة عن الماء. عندما كان سباليتي مدربا لفريق روما كان يقدم كرة سريعة وممتعة، أما أليغري فقد انتقل من تدريب كالياري إلى الميلان دون أن يضع في حقيبته الكثير من الكرة الممتعة. ينتمي لوتشانو إلى فئة «متنبئي مقاعد المدربين»، بينما يعد أليغري مدربا واقعيا مثل فابيو كابيللو. لوتشانو مدرب عصبي فيما يبدو ماسيمليانو مرحا غير أن الانتقادات التي يتعرض إليها حاليا بدأت تؤثر على حالته النفسية. خلال الفترة الحالية يبدو أليغري مثل اللبن الطازج بعض الشيء، الذي من المفضل استهلاكه خلال ثلاثة أيام، أي من مباراة «لا يواجه مخاطر وشيكة غير أن مستقبله مرتبط بنتائج المباريات مثل كل المدربين»، هكذا صرح أدريانو غالياني أول من أمس (الاثنين). وقد اعتاد أليغري حاليا على تلك الحياة البهلوانية، عندما لن يعود مدرب فريق الميلان سيكون بوسعه محاولة الدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بحبل ممتد حول شلالات نياجرا. أما سباليتي، فحتى الآن تعين عليه إجراء عدد أقل من الحركات البهلوانية لأنه استطاع الفوز ببطولتين للدوري من إجمالي ثلاث، فضلا عن بطولة كأس روسيا وكأس السوبر الروسية. ولكن عليه أيضا التعامل مع نفس المشكلات التي يواجهها أليغري، العلاقة مع نجوم الفريق الكبار. في الميلان الآن لم يعد يتبقى منهم سوى القليل، ولكن جلد مدرب الفريق ما زالت به آثار الحروق الناجمة عن الكثير من صفقات الخروج المعقدة. أما سباليتي فقد استبعد لفترة كيرزاكوف ودينيسوف، مراكز القوة في الفريق واللاعبان صاحبا الدخل الأكبر قبل وصول هولك بناء على رغبة مدرب روما السابق. وأيضا في نادي زينيت، مثلما يحدث في كل مكان، كل شيء يدور حول الأموال التي تتوافر في سان بطرسبرغ (فالنادي الروسي المملوك لمجموعة غازبروم يعد أحد أكثر الأندية إنفاقا في أوروبا خلال الفترة الأخيرة من سوق الانتقالات) ولم تعد موجودة في الميلان. الحرس القديم في فريق زينيت كانوا يرغبون في تعديل عقودهم غير أن إدارة النادي رفضت ذلك. وفي النهاية اندلع نوع من السلام المتفق عليه بين المدرب الإيطالي واللاعب كيرزاكوف غير أن ذلك لم يقنع أحدا. أما دينيسوف فقد ظل يتدرب مع لاعبي قطاع الناشئين ولا أحد يعلم إلى متى سيستمر ذلك النهج القاسي. ومن المحتمل أن يظل دينيسوف، قائد المنتخب الروسي، خارج تشكيلة الفريق أمام الميلان اليوم (الأربعاء) أيضا.

إقصاء مباشر: إذن الوقت الحالي ليس سهلا بالنسبة إلى سباليتي الذي ربما يقرر الرحيل عن روسيا في نهاية الموسم الحالي: والنادي الروسي ربما لا يعترض على ترك سباليتي يرحل إلى ناد آخر خارج البلاد. أما أليغري، على العكس، استقبل منذ أشهر عروضا من موسكو غير أنه كان حينها قد جدد لتوه العقد مع نادي الميلان. وإلى ذلك، ليس هناك حتى الآن شيء محدد. وتعد مباراة زينيت - الميلان اليوم بعد أن خسر الفريق الروسي أمام ملقا 0-3 وتعادل الميلان أمام اندرلخت في انطلاقة مشواره بدوري الأبطال، أكثر من مجرد لقاء بثلاث نقاط. إنه نقطة تقاطع لمسارات متوازية. إن تخيل حدوث مبادلة بين مقاعد هذين المدربين ربما يكون دربا من دروب الخيال العلمي، ولكن الشيء المؤكد هو أنه بعد لقاء اليوم لن تظل الأمور بالنسبة لماسيمليانو ولوتشانو كما كانت عليه من قبل. وسيتواجد اليوم الإيطالي فابيو كابيللو، مدرب منتخب روسيا، في الاستاد لمتابعة اللقاء، وفي الصباح سيذهب لتحية تلميذه القديم أليغري في الفندق الذي يقيم به الميلان.

وفي إطار متصل، صرح نائب رئيس الميلان أول من أمس بصدد مدرب الفريق قائلا: «في أي رياضة المدرب الذي يخسر يكون دائما في خطر. إذن، هي ليست حالة خاصة بالمدرب أليغري الذي ليس محلا للنقاش. ولكن من الواضح أن مستقبل كل مدرب يتوقف على النتائج التي يحققها مع فريقه. ماسيمليانو إذن لا يواجه مخاطر وشيكة». يذكر أن غالياني كان قد رحل عن استاد تارديني مساء السبت الفائت، بعد تعادل فريقه أمام بارما 1-1. دون الإدلاء بأي تعليقات، بل كان غاضبا وأوضح أدريانو قائلا: «كنت حزينا. كنا في حاجة إلى الفوز غير أننا لم نركز جيدا في اللقاء. ولكنني رأيت تحسنا في الأداء. طريقة لعب 4-2-3-1؟ تعرفون كيف أنظر إلى تلك الطريقة وكذلك أليغري بيد أنني لست من يقرر هذا الأمر. لقد تحدثت مع ليوناردو بهذا الشأن يوم الأحد، مستعيدا ذكريات ذلك الفوز التاريخي أمام ريال مدريد من خلال تلك الطريقة. فريق الميلان هذا جيد ينبغي أن يصل إلى المراكز الأولى. أدعو جماهير النادي لحضور لقاء الديربي المقبل. الميلان ينتهج سياسة جديدة ستجعلنا نعمل بشكل جيد في الوقت المناسب، نحن الفريق الكبير الوحيد الذي يلعب وبين صفوف لاعبين في سن الـ19 عاما. أتمنى أن تتم متابعة المرحلة الجديدة بلطف. تلك المواهب الشابة ستتفجر». وبالفعل تفجرت إحدى هذه المواهب، ووضع نادي مانشستر يونايتد بالفعل عينه عليها: «لقد أصررت أنا على الحصول على خدمات ستيفان الشعراوي ونجحنا في ذلك. أتمنى أن يقف فيرغسون عند حد الإعجاب بذلك المهاجم فحسب... التفكير في بيع الشعراوي بعيد عن تفكيرنا تماما. لقد قمنا بتجديد عقده معنا للتو حتى عام 2017. أود طمأنة الجماهير». بل، لو استمر الفرعون المصري على ذلك الأداء حتى نهاية الموسم لن يبذل الميلان الجهد الكثير في تعديل عقد المهاجم الشاب في إطار من الثقة والتصدي للمخاطر الخارجية.