ريال مدريد يلقي ظلالا من الشك على قدرة سيتي على الفوز بدوري الأبطال

نظرة على أداء الفريق اللندني أمام النادي الملكي قبل لقاء دورتموند اليوم

TT

ألقت مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي التي أقيمت قبل أسبوعين، وانتهت بفوز النادي الملكي بثلاثة أهداف مقابل هدفين ظلالا من الشك على قدرة النادي الإنجليزي على الفوز بدوري أبطال أوروبا في نسخته الحالية. وكانت أعداد كبيرة من مشجعي ريال مدريد قد غادرت ملعب المباراة بالفعل قبل أن يستقبل النجم الفرنسي كريم بنزيما الكرة على حافة منطقة جزاء مانشستر سيتي ويحرز هدف التعادل للنادي الملكي في الدقيقة 87 من عمر المباراة، في حين كان بضعة آلاف آخرين في طريقهم لمغادرة الملعب ولكنهم توقفوا بعدما أحرز النجم ذو الأصول الجزائرية هدف التعادل، قبل أن يضيف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدف الفوز بعدها بثلاث دقائق فقط ليمنح فريقه ثلاث نقاط ثمينة في الوقت القاتل من عمر اللقاء.

وفي الحقيقة، كان رونالدو سعيدا للغاية بهذا الهدف الذي منح فريقه فوزا مستحقا على ملعبه وبين جمهوره في تلك المباراة التي أظهر خلالها مانشستر سيتي شجاعة كبيرة تجعله يعود إلى إنجلترا وهو مرفوع الرأس، حتى وإن خرج خالي الوفاض ومن دون أي نقطة تكلل المجهود الكبير الذي بذله طوال فترات اللقاء.

وقد ذهب المدير الفني لمانشستر سيتي روبرتو مانشيني إلى «سانتياغو بيرنابيو» وهو يدرك جيدا أنه قد بدأ مرحلة جديدة في مسيرته التدريبية، مرحلة من شأنها أن تحدد ما إذا كانت إمكانياته تؤهله للحصول على الألقاب المحلية في إنجلترا فحسب، أم أنه قادر على مقارعة الكبار والحصول على البطولة الأغلى في القارة العجوز.

وفي الحقيقة، لا يستطيع أي منصف أن ينكر قيمة هذا الرجل الذي نجح في قيادة مانشستر سيتي للحصول على الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب طويل دام لمدة 44 عاما كاملة، ولكن إذا كان مانشستر سيتي يسعى للحصول على دوري أبطال أوروبا فربما لا يكون مانشيني هو المدير الفني المناسب للفريق، والدليل على ذلك أنه حصل على الدوري الإيطالي مع نادي إنتر ميلان 3 مرات، ولكنه فشل في الصعود به إلى منصات التتويج الأوروبي ولو لمرة واحدة، حيث خرج من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين، ثم من دور الـ16 في العامين التاليين، قبل أن يفشل في قيادة مانشستر سيتي إلى عبور دور المجموعات العام الماضي، وهو ما يظهر سجله وتاريخه المتواضع في دوري الأبطال.

ولفترة لا تتجاوز دقائق معدودة، كان يبدو أن هناك تحولا في حظوظه في تلك البطولة الكبرى بعدما نجح فريقه في التقدم في شوط المباراة الثاني أمام ريال مدريد بهدفين من توقيع البوسني إدين دزيكو والصربي ألكسندر كولاروف اللذين شاركا في اللقاء كبدلاء، ولكن سرعان ما جاء رد الفعل سريعا من البرازيلي مارسيلو والفرنسي بنزيما والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وهو ما ألقى بظلال من الشك على قدرة مانشستر سيتي على مواصلة التقدم في هذه البطولة قبل المواجهة الصعبة على ملعبه اليوم أمام بوروسيا دورتموند الألماني.

والغريب في الأمر أن كلا المديرين الفنيين قد بدأ اللقاء من دون أي حذر، حيث فضل كل منهما إشراك لاعبين صغار في مركز قلبي الدفاع على حساب لاعبي الخبرة، فدفع مانشيني بلاعبه الصربي ذو الـ19 ربيعا والمقبل من صفوف نادي فيرونتينا الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية ماتيجا ناستاسيتش على حساب اللاعب جوليون ليسكوت (30 عاما)، الذي ظهر بمستوى مهزوز خلال الموسم الحالي. وعلى الجانب الآخر، قرر «الاستثنائي» جوزيه مورينهو عدم الدفع بالنجم سيرخيو راموس صاحب الـ26 عاما و300 مباراة بقميص النادي الملكي، وقرر استبداله بالفرنسي ذي الـ19 ربيعا رفائيل فاران، الذي لم يدافع عن ألوان «الميرنغي» سوى في نحو 12 مباراة فقط.

ومع ذلك، لم يكن مانشيني يملك من المفاجآت ما يوازي ما قام به مورينهو الذي أشرك نجم خط الوسط الغاني مايكل إيسيان، المقبل من تشيلسي على سبيل الإعارة بعدما عانى من سلسلة من الإصابات كادت تضع حدا لمسيرته في عالم الساحرة المستديرة، في خط الوسط، على حساب النجم الكرواتي لوكا مودريتش الذي كان متوقعا أن يحل بديلا للألماني مسعود أوزيل، وقرر مورينهو عدم الاستعانة بمودريتش وأوزيل على الرغم من أنهما كلفا خزينة النادي أكثر من 160 مليون جنيه إسترليني.

وقد نجح مانشستر سيتي في الخروج من شوط المباراة الأول بالتعادل السلبي، وهو ما يعد شيئا جيدا بالنسبة له، نظرا لنسبة الاستحواذ الكبيرة على الكرة من جانب ريال مدريد، علاوة على الفرص الكثيرة التي سنحت للاعبي النادي الملكي وفشلوا في استغلالها، إما لبراعة الحارس جو هارت أو لرعونة المهاجمين.

وفي الشوط الثاني، زادت الفعالية الهجومية للفريقين وتم تسجيل 4 أهداف في 15 دقيقة، وهو ما جعل الجمهور يشعر بأنها مباراة نهائية وليست أول مباراة في دور المجموعات. لقد خرج مورينهو من اللقاء وهو سعيد بحصوله على النقاط الثلاث في الوقت القاتل من عمر اللقاء، ولكن مانشيني خرج وهو يشعر بالحسرة بالطريقة التي عاد بها النادي الملكي للقاء نتيجة أخطاء دفاعية قاتلة قبل النهاية بدقائق معدودة، وما يزيد من غضب مانشيني هو أنه إيطالي الجنسية، ومن المعروف أن الإيطاليين هم الأكثر تنظيما في النواحي الدفاعية. وعلى الجانب الآخر، نجح لاعبو ريال مدريد في تذكيرنا بالأيام الخوالي للنادي الملكي ومحو آثار البداية السيئة لهم في الليغا الإسبانية خلال الموسم الحالي.