رباعية أولسان.. فضيحة هلالية لم تكن في الحسبان

الأزرق بدا كالحمل الوديع في المعركة الآسيوية وأبكى 23 ألف مشجع في المدرجات

TT

كان من الطبيعي أن يسقط الهلال بتلك النتيجة الرباعية يوم أمس أمام أولسان الكوري الجنوبي في إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا، وتحت أنظار 23 ألف مشجع سعودي حضروا لمؤازرة فريقهم في ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض، ليودع البطولة الكبرى بعد أن خسر ذهابا في كوريا 1 / 0.

استحق الكوريون التأهل.. وعلقت بالهلاليين الخيبة.. ليس إلا أن فريقا أراد مجدا وآخر رضي بالهوان.. والأخير ليس لضعف إمكانيات لاعبيه، بل نتيجة استراتيجيات مخلة كان عرابها العمل الإداري الهلالي المتضعضع الذي سقط أمس بالضربة القاضية.. وبات استمراره محل شك، وهو الذي ما برح يمني جماهيره بتحقيق الحلم الآسيوي الذي من فرط تكراره له بات أقرب إلى المستحيل.

الفريق الكوري حافظ على أفضليته ذهابا وإيابا في ظل فوزه في الذهاب على أرضه بنتيجة 1 / 0.. وليمنع وبجدارة تكالب الفرق السعودية على نصف النهائي الآسيوي.. حينما خطف فريقا الاتحاد والأهلي بطاقتين أمس من البطاقات الأربع المتاحة في نصف النهائي.. وانضم إليهما اليوم فريق بندكور الأوزبكي.. والأخير هو من سيكون معنيا بمواجهة أولسان في نصف النهائي، يبدأها يوم الـ22 من الشهر الحالي في لقاء الذهاب على أرضه في أوزباكستان، على أن يتلاقى المتأهلان السعوديان في التاريخ نفسه في مدينة جدة السعودية.

جاءت المباراة بما يتناسب مع الاستراتيجية التي أرادها الفريق الكوري عزل وسط الهلال عن هجومه فبات أداء الأخير كسيحا أمام أفضلية كورية عبر عنها بمنهجية هجومية راقية، كان تحصيلها الأمثل بهدفين ولا أروع من المهاجم البرازيلي رافينا عند الدقيقتين الـ24 والـ26، ليستمر نمط الأداء كما هو خطورة كورية واضحة جعلت من الشوط الثاني كسابقه وعبر هدفين ممنهجين بأفضلية حضرا عن طريق كيم شين ووك (53) وكين هولي (65).

الشوط الأول: بقائمة بدأت خالية من صانع ألعاب حقيقي بدأ الفرنسي كومبواريه المباراة رغبة منه في إحكام مناطقه الخلفية خوفا من انطلاقات لاعبي أولسان السريعة رغم حاجاته الواضحة إلى المبادرة الهجومية للفوز في المباراة إذا ما أراد التأهل، ومع الدقيقة الأولى كاد ماجد المرشدي أن يهز شباك أولسان بعدما تحصل الهلال على ضربة ركنية ارتقي لها المرشدي ولدغها برأسه كانت في طريقها إلى المرمى قبل أن ينقذها الكولومبي خوان استيفان قبل وصولها إلى شباك فريقه. خمس دقائق كانت أفضلية السيطرة تتجه لصالح الهلال دون خطورة ملموسة، وعند الدقيقة السادسة يتحصل أولسان على خطأ في منتصف الميدان لعبت الكرة طويلة، صاحبها خروج خاطئ من حارس الهلال عبد الله السديري لتسقط الكرة أرضا ويخطفها كيون هو لي ويعيدها بدوره إلى منطقة الجزاء الهلالية وسط تدخل رائع من مدافع الهلال مانغان الذي شتتها بعيدا عن مرماه، عقب ذلك تحولت أفضلية الهلال النسبية إلى عشوائية تجلت في تعامله مع الهجمات التي يتحصل عليها كانت الأبرز منها مع الدقيقة الـ18 بعدما أرسل سلمان الفرج كرة طويلة تصدي لها الحارس يونغ كوانغ، لكنها سقطت من يده وسط متابعة جيدة من عبد الله الزوري الذي تحصل على الكرة لكنه سددها عالية دون عنوان رغم أن مرمى أولسان خالٍ من حارسه. ونجح أولسان في هز شباك الهلال مع الدقيقة الـ23، بعدما أرسل لاعبه البرازيلي رافينا تسديدة قوية سكنت شباك عبد الله السديري كهدف أول لصالح أولسان، لم يلتقط الهلال الأنفاس ولم يُفِق من صدمة استقبال الهدف الأول بعدما انطلق لاعب أولسان سيونغ كيم بهجمة مرتدة راوغ معها دفاعات الهلال وأرسل الكرة بدوره للقادم من الخلف البرازيلي رافينا البعيد تماما عن الرقابة الدفاعية، سددها الأخير بدوره قوية سكنت شباك الهلال كهدف ثانٍ مع الدقيقة الـ26، ورغم تقدمه بهدفين بدأ فريق أولسان صاحب الأفضلية في وسط الميدان والمبادرة الهجومية مقابل استمرار لعشوائية صاحب الأرض (الهلال) الذي ظل عاجزا عن تقليص الفارق حتى نهاية الشوط الأول.

الشوط الثاني: زج مدرب الهلال بأحمد الفريدي بديلا للمدافع السنغالي مانغان الذي تعرض لإصابة منعته من إكمال المباراة، ليعود بذلك الظهير الأيسر عبد الله الزوري لقلب الدفاع بجوار المرشدي مع تحول الفرج من خط الوسط إلى مركز الظهير الأيسر، وتحصل الهلال على خطأ مع الدقيقة الأولى انبري له الفريدي ومرر الكرة بدوره لسلمان الفرج الذي سددها قوية مرت بمحاذاة القائم الكوري، وأنهى شين كووك آمال الهلاليين مع الدقيقة الـ54 بعدما تحصل على عرضية متقنة من البرازيلي كارلوس، ارتقى لها شين دون مضايقة دفاعية ولدغها برأسه فسكنت شباك عبد الله السديري كهدف ثالث، لينفجر غضب المدرج الأزرق على نتيجة المباراة، الأمر الذي اضطر حكم المباراة إلى إيقاف اللعب بعد قذف الجماهير لعلب فارغة، لم يستمر الأمر طويلا حتى عادت المباراة للسير مجددا عقب إيقاف لم يتجاوز الدقيقتين، ومعها زج مدرب الهلال كومبواريه بسالم الدوسري بديلا لعبد العزيز الدوسري، إلا أن الحال الأزرق لم يتحسن إطلاقا، حيث استمرت العشوائية وعدم القدرة على الوصول إلى منطقة الجزاء الكورية، ومع الدقيقة الـ65 يتحصل أولسان على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء الهلالية، تلعب الكرة عرضية من سيونغ كيم، ارتقى لها كيون لي البعيد تماما عن الرقابة الدفاعية ولدغها برأسه فسكنت شباك الهلال كهدف رابع، زاد معه الغضب الأزرق حيث بدأت الجماهير تطلق صيحات استهجان ضد لاعبي فريقها عند تسلمهم الكرة، يقابلها تصفيق وتحية للاعبي فريق أولسان، وكاد البرازيلي سانتوس أن يعزز تقدم فريقه عند الدقيقة الـ68 بعدما انطلق بهجمة مرتدة راوغ معها الزوري وسدد كرة قوية تصدى لها الحارس السديري.