يوفنتوس يتعادل مع شاختار الأوكراني ويزيد موقفه تعقيدا

الفريق المكتسح في البطولة المحلية الإيطالية يعاني في دوري أبطال أوروبا

TT

سقط يوفنتوس الإيطالي في فخ التعادل الثاني على التوالي في مسيرته الأوروبية وتعادل مع ضيفه شاختار دونيتسك الأوكراني 1 / 1 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة بالدور الأول لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ورفع يوفنتوس رصيده إلى نقطتين فقط في المركز الثالث بالمجموعة بعدما تعادل 2 / 2 مع تشيلسي قبل أسبوعين. ورفع شاختار رصيده إلى أربع نقاط في المركز الثاني بفارق الأهداف خلف تشيلسي المتصدر برصيد 6 نقاط بعد فوزه على نوردشيالاند الدنماركي برباعية نظيفة.

انتهى الشوط الأول بالتعادل 1 / 1، حيث تقدم شاختار بهدف سجله لاعب خط الوسط البرازيلي أليكس تيكسييرا في الدقيقة الـ23، وتعادل ليوناردو بونوتشي ليوفنتوس في الدقيقة الـ25.

قبل المباراة كان المراقبون من المنتسبين إلى يوفنتوس يعتقدون أن شاختار سيكون الضحية وسيحتفل اليوفي بعودته إلى بطولة أوروبا الأهم، لكن دقائق قليلة كانت كافية لكي يثبت الفريق الأوكراني تميزه وخطورته وأن التعادل في النهاية سيكون نتيجة ممتازة لأصحاب الأرض.

روح اليوفي القتالية ثبتت برد فعله بعد هدف تيكسيرا، كما حدث في ستامفورد بريدج بعد هدفي تشيلسي المتواليين. وجاء هدف التعادل الفوري بفضل التطبيق المثالي لطريقة لعب رأيناها مرات كثيرة، حيث يوهم بيرلو بلعب الركلة الركنية في قلب منطقة الجزاء، ثم يمررها أرضيا إلى أحد زملائه غير المراقبين، ووقع الاختيار هذه المرة على بونوتشي الذي صوب تسديدته في المقص وتمكن من هز شباك الحارس بياتوف. لا توجد فرق كثيرة تمنح الكرات الثابتة لقلب الدفاع عن قصد ليسددها في المرمى، ولدى يوفنتوس هذا الخيار أيضا، وبونوتشي كان بارعا للغاية في إعادة بعض الطمأنينة إلى زملائه، وهو عاشر لاعب في اليوفي يتمكن من التسجيل هذا الموسم. وبعد الهدف بحث عن زوجته مارتينا وابنه لورنسو في المقصورة، ويقول: «بمجرد أن رأيت الكرة تدخل المرمى، احتفلت مثلما أفعل دائما، بحركة من نوعية (اخرسوا) التي هي مجرد طريقة للمزاح، ثم قمت بركض لمسافة طويلة وبسرعة للذهاب لتحية زوجتي وابني. كنت حريصا على التسجيل في دوري الأبطال». هدفه كان مهما للغاية، ويقول عنه: «كنا بارعين في استعادة زمام المباراة، شاختار فرض علينا طريقته الخاصة في اللعب. حينما أخذنا المبادرة كنا خطرين جدا وصعبنا عليهم الأمور. دخلنا إلى الملعب خائفين بعض الشيء في البداية، ولو كان هناك فريق يوفي مختلف في أول 20 دقيقة ربما كنا لنحتفل الآن بالفوز. في دوري الأبطال، ينبغي إعطاء أقصى جهد من أول لآخر دقيقة لأن أحدا لن يهديك شيئا. لكن غاب عنا دعم الجماهير، فعادة يمنحنا الجمهور شيئا إضافيا، ما لم يحدث هذه المرة».

الانطباع هو أن فريق اليوفي يقوم بركض مضطرد في دوري الأبطال، لفهم كيف يكون اللعب في أوروبا. ببساطة، يمكن تسمية هذا خبرة، فشاختار فريق شاب، لكنه معتاد على هذه البطولة، وهكذا نزل إلى الملعب من دون مخاوف أو ضغوط بينما فريق يوفنتوس كان مشدودا من الناحية العصبية، وغير مستعد تقريبا لمواجهة فريق يهاجم مثلما لا يفعل أي فريق في إيطاليا. ويحاول كلاوديو ماركيزيو الوصول إلى تحليل، حيث قال: «نحن عائدون للتو إلى دوري الأبطال، وعلينا إظهار أننا نستحقها. كنا نعلم أننا سنواجه فريقا يلعب كرة بشكل جيد وفي الهجوم يمضي بسرعة كبيرة. بدأنا بصورة مشتتة، بعدها نهضنا أكثر بكل الخطوط وأتيحت لنا بعض الفرص».

صحيح أن شاختار الذي يقوده المدرب لوسيسكو لم يخسر منذ 26 مباراة، ولم يدخل مرماه سوى 5 أهداف قبل هدف بونوتشي، لكن فريق يوفنتوس الشرس لم نرَه هذه المرة، فهل مباراة روما الأخيرة كانت السبب؟.. يعترف ماسيمو كاريرا مساعد المدرب كونتي الموقوف قائلا: «نزلنا إلى الملعب خائفين قليلا، كنا نعلم أننا نواجه خصما صعب المراس، ونزلنا مشتتين بعض الشيء. بعدما اهتزت شباكنا أدركنا التعادل على الفور، ولعبنا بندية. إننا في تطور، ولا يزال علينا التدرب».

وبسؤاله لو تكررت المباراة هل كان ليعيد تغيير فوسينيتش، قال: «إبداعه كان ليفيد، لكننا كنا في حاجة لرأس حربة قادر على الإمساك بفيرناندينهو، فوسينيتش كان مرهقا وقمنا بتبديله. في دوري الأبطال هناك فرق قوية، ويسمحون لك بالقليل. وعن الإرهاق قال: «مع ارتباطات كثيرة متقاربة لدينا وقت قليل للتدرب وللعمل، سنرتاح ليوم واحد، ثم نفكر مجددا في الدوري الإيطالي».

لم يكن كاريرا مخطئا حينما أكد خشيته من فريق لوسيسكو، وقال عنهم: «إنهم فنيون جدا ولديهم مدرب يعرف كرة القدم الإيطالية كثيرا. علينا تقديم مباراة تليق باسم اليوفي، ومهاجمة الخصم وعدم جعله يتنفس». لم يكن الوضع هكذا، مثلما يقر ليشتستاينر، الذي قال: «كان مهمّا إحراز ثلاث نقاط هذه الليلة لكن هذا لم يحدث، وعلينا الفوز بالضرورة في المباراة المقبلة. في الشوط الأول كنا غائبين في أول 15 دقيقة وهم بدأوا اللعب، فقدنا الثقة وفعلنا عكس ما أعددنا القيام به. وفي الشوط الثاني تغير الوضع. لم يكن الاستاد ممتلئا وغابت عنا دفعة الجماهير». ويشرح كييلليني: «وجدنا خصما ذا كفاءة، ولم نكن بارعين في إدارة المباراة، وإن لم تخسر هذه النوعية من المباريات فهو مؤشر جيد».

مرة أخرى واصل المدرب كونتي الدفع بالمهاجم ماتري الذي سجل في المباريات الماضية، فهل تصبح هذه قاعدة؟ ويشرح المدير العام ماروتا: «ربما كذلك، لكن أعتقد أن المنطق هو استخدام اللاعبين ذوي الذكاء الشديد. كونتي يقوم بهذا بشكل جيد، كما أن اللاعبين الذي يشاركون من مقعد البدلاء يبلون حسنا». خلال الأسبوع، عاد الحديث مجددا عن اللاعب السوبر، ويقول ماروتا: «كل شيء مصدره تصريحاتي، وهي منطقية بالنسبة لمسؤول إداري في اليوفي. تحسين القدرات هو هدف يتعين على أي نادٍ تحديده بصورة مستقلة عن الميزانية المتاحة لكل نادٍ. وفي ما يتعلق بالمميزات، من الواضح أن طريقة لعب كونتي تحتاج إلى رؤوس حربة كثيرة، وعلينا استغلال الفرص التي قد تقدمها لنا سوق الانتقالات»

* أرقام

* 2 هو عدد أهداف ليوناردو بونوتشي في البطولات الأوروبية (في 10 مباريات)، وهدفه الأول كان في الدوري الأوروبي، في 19 أغسطس (آب) 2010، ومباراة يوفنتوس - شتورم غراتس (2 - 1).

* 3 هو عدد المواجهات بين اليوفي وشاختار دونتسك، وأول لقاءين حينما كان تشكيل أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفياتي، في ثمن نهائي كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1976 - 77 (البطولة التي فاز بها اليوفي بعد ذلك)، الذهاب في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) على ملعب اليوفي وانتهت بنتيجة 3 - 0، ثم 1 - 0 في الإياب في دونتسك لصالح شاختار، في 8 ديسمبر (كانون الأول).