إدارة الهلال ولقب آسيا.. أحلام وأوهام وأربع سنوات عجاف!

جماهير الفريق باتت محبطة بعد تكرار الخروج المرير من البطولة الكبرى

TT

بسيناريو حزين يكرر نفسه كل عام، وبمواعيد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها مجرد أحلام داعبت مخيلة الجماهير الهلالية.. ودع الفريق الأزرق المحفل الآسيوي الكبير، برباعية كبيرة على يد أولسان الكوري في ربع النهائي القاري.

إدارة الهلال الحالية برئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد لها مع البطولة الآسيوية قصة لم تعرف النهاية، لأن أبطالها في كل عام يتجددون، فتارة تتم إقالة مدرب، وتارة يكون هناك حظ سيئ لم يخدم فريقه، وتارة اللعب على ملعب يتشاءمون منه (ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض)، الأمر الذي قاد الإدارة لمطالبة لجنة المسابقات الآسيوية بنقل مباريات فريقهم في هذه النسخة لملعب الأمير فيصل بن فهد، والأهم من كل ذلك أن الهلال رغم إبداعاته على الصعيد المحلي فإنه يظل في آسيا حملا وديعا يتلاعب به كل فريق مهما كان تاريخه ومستواه الفني.

«الشرق الأوسط» تقدم قراءة لمشوار الهلال برئاسة الإدارة الحالية التي يقودها الأمير عبد الرحمن بن مساعد مع البطولة الآسيوية، حيث بدأت القصة بينهما منذ نسخة 2009 مرورا بنسختي 2010 و2011 وانتهاء بالنسخة الأخيرة 2012، حيث خاض الهلال في جميع هذه النسخ الأربع 34 مباراة فاز في 17 مباراة وتعادل في ثماني مواجهات وخسر في تسعة لقاءات، والمحصلة النهائية الوصول إلى دور نصف النهائي مرة وربع النهائي مرتين ودور الستة عشر مرة واحدة، والعامل المشترك بين هذه النسخ الأربع هو الخروج بخسارة دون مستوى، حيث اعتادت الجماهير على رؤية لاعبي فريقها مجرد أشباح يركضون على ميدان أخضر.

* الموسم الأول وتوديع على يد أم صلال!

* في الموسم الأول لرئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد لنادي الهلال، شارك الفريق في البطولة الآسيوية لموسم 2009، ووقع في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جواره باختاكور الأوزبكي وصبا باتري الإيراني والأهلي الإماراتي، وكانت بدايته في هذه النسخة غير جيدة بتعادل هزيل على أرضه أمام فريق صبا باتري الإيراني، ثم تعادل آخر في الجولة الثانية أمام فريق باختاكور الأوزبكي هناك في طشقند، ليبدأ بعدها مشوار الانتصارات أمام كل من الأهلي الإماراتي ذهابا وإيابا ثم صبا باتري الإيراني وأخيرا باختاكور الأوزبكي، ونجح مع ختام دور المجموعات في اعتلاء صدارة المجموعة برصيد 14 نقطة وخطف بطاقة التأهل لدور الستة عشر من البطولة، وفي هذا الدور قابل الهلال فريقا لا يملك ثقلا فنيا على صعيد بلاده ولا على صعيد البطولات الخارجية وبالأخص الآسيوية وهو فريق أم صلال القطري، وفرحت الجماهير الزرقاء بمواجهة هذا الفريق الضعيف فنيا، معتبرة أن المضي للدور ربع النهائي يحتاج مجرد 90 دقيقة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وبدا الهلال هزيلا في تلك المباراة التي أقيمت على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، وتمكن الفريق الضيف من إجبار أصحاب الأرض على التعادل طيلة مجريات الوقت الأصلي والأشواط الإضافية لتتجه المباراة لركلات الترجيح، وينجح الفريق القطري في تسجيل أربع ركلات مقابل ثلاث للهلال، ليتبخر الحلم الأزرق ويصبح على واقع الخروج المر ويودع البطولة الآسيوية، وتبدأ الغربلة الفنية في الفريق بالاستغناء عن خدمات صانع الألعاب الليبي طارق التائب، والمهاجم الكوري سيول، ويتعاقد مع المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، ويعزز صفوفه بحضور البرازيلي تياغو نيفيز، والظهير الأيمن الكوري لي بيونغ، ليبدأ استعدادا جديدا للبطولة الآسيوية بموسمها المقبل.

* تعادل باهت يبخر أحلام الهلاليين

* في موسم 2010 بدأ الهلال مغايرا عما كان عليه في النسخة الماضية من انطلاقة سيئة في البطولة الآسيوية، وتمكن خلال مواجهاته الأولى بدور المجموعات من تحقيق انتصارات كاسحة، حيث تجاوز فريق السد القطري بثلاثية نظيفة دون رد، ثم عاد في الجولة الثانية واكتسح ضيفه مس كرمان الإيراني بالنتيجة ذاتها، لكن الفريق الضيف نجح في هز شباك الهلال بهدف يتيم، وفي الجولة الثالثة تعادل الهلال مع ضيفه الأهلي الإماراتي بهدف لمثله، قبل أن ينجح في تجاوزه هناك في الإمارات بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم يعود ليتعادل مع فريق السد القطري سلبيا من دون أهداف في الجولة الخامسة. وفي المباراة الأخيرة من دور المجموعات تلقى الهلال خسارة على يد مضيفه مس كرمان الإيراني عقب أن ضمن التأهل لدور الستة عشر بعدما اعتلى صدارة مجموعته الرابعة برصيد 11 نقطة، والتي ضمت إلى جواره مس كرمان الإيراني والسد القطري والأهلي الإماراتي، ليطير لدور الستة عشر لمقابلة بونيودكور الأوزبكي على أرضه وبين جماهيره التي ملأت جنبات ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض بحضور وصل للرقم 52.129 ألف متفرج، ونجح لاعبو الهلال في عزف أجمل الألحان وتقديم مستوى أبهر الجماهير الحاضرة للمباراة وتمكن من تجاوز مضيفه بثلاثة أهداف دون رد ليطير للدور ربع النهائي لملاقاة الغرافة القطري ذهابا في الرياض وإيابا في الدوحة، حيث استطاع أصحاب الأرض اكتساح ضيفهم الغرافة القطري بثلاثة أهداف من دون رد، لتأتي مواجهة الإياب في الدوحة وينجح أصحاب الأرض في تسجيل ثلاثة أهداف قبل نهاية الشوط الأول وتتجه معها المباراة لأشواط إضافية حيث تمكن العراقي يونس محمود من هز شباك الهلال بهدف رابع مع انطلاقة الوقت الإضافي للمباراة، وعندما كان اللقاء يسير لمصلحة الغرافة نجح قائد الهلال ياسر القحطاني في تسجيل هدف التعديل لفريقه قبل أن يحسم المباراة عيسى المحياني ويخطف بطاقة العبور لنصف النهائي، في مباراة بدأت دراماتيكية مجنونة بكل تفاصيلها وأحداثها، عقب هذه المستويات الجيدة التي قدمها الهلال تفاءلت جماهيره بأن يكون هذا الموسم هو موسم العودة لمعانقة اللقب الآسيوي الذي طال انتظاره، وكان الموعد في نصف نهائي البطولة مع فريق ذوب آهن الإيراني ذهابا في طهران وانتهت المواجهة لصالح أصحاب الأرض بهدف دون رد بعدما أضاع لاعب الهلال السويدي فيلهامسون فرصة التعديل بتسديده ركلة جزاء تصدى لها حارس المرمى شهاب كردان، ليأتي موعد الإياب في الرياض حيث اكتظت جنبات ملعب الملك فهد الدولي بالجماهير الزرقاء التي سجلت الرقم الأبرز في تلك الجولة حيث بلغ عددها لـ68.752 ألف متفرج، إلا أن المنظر ذاته يتكرر حيث بدأ لاعبو الهلال كحمل وديع، واستطاع لاعبو ذوب آهن ترجيح كفتهم بتسجيل هدف مع بداية الشوط الثاني ليخطف بطاقة التأهل لنهائي الحلم الآسيوي وسط ذهول وصدمة من الجماهير التي كانت تمني نفسها بمعانقة الذهب الآسيوي.

تبعات هذه المباراة لم تتوقف عند إنهاء عقد لاعب أو مدرب، بل استمرت حتى رمى رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد بورقة الاستقالة، وأعلن رحيله عن النادي بعدما فشل في قيادة فريقه لمراحل متقدمة في البطولة، معلنا أنه يتحمل مسؤولية الخروج المرير، تزامن معها إعلان مدرب الهلال البلجيكي إيريك غيريتس الرحيل لتدريب المنتخب المغربي وعدم قدرته على الاستمرار في العمل بالسعودية.

موجات غضب عارمة، وتحركات شرفية وإدارية، قرارات كانت كفيلة بزيادة وضع الهلال سوءا في مسيرته بالدوري. في خضم هذه الأحداث تجمع لاعبو الهلال لمطالبة الأمير عبد الرحمن بن مساعد بالعدول عن استقالته، وهو الأمر الذي تحقق، ليعود رئيس النادي ويعلن مجددا عن مواصلة طموحاته بتحقيق لقب البطولة لفريقه الهلال.

* 2011.. خروج مرير على يد الاتحاد!

* في النسخة التي تليها شارك الهلال في البطولة ليقع في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جواره كلا من سباهان الإيراني والغرافة القطري والجزيرة الإماراتي، وكانت البداية مزعجة له بعدما استقبل خسارة من فريق سباهان على أرضه وبين جماهيره قبل أن يحقق ثلاث انتصارات متتالية على الغرافة والجزيرة الإماراتي ذهابا وإيابا، ويعود للتعادل مع سباهان ثم يختم دور المجموعات بتحقيق فوز على الغرافة القطري ويطير لدور الستة عشر لملاقاة نظيره الاتحاد السعودي متصدر المجموعة الثالثة، في حين كان الهلال يقبع في المركز الثاني خلفا لمتصدر المجموعة سباهان الإيراني، فإن الجماهير الزرقاء لم تدرك تدرك صعوبة موقفها عند مواجهة الاتحاد على أرضه وبين جماهيره في مدينة جدة إلا أنها كانت تعلق الآمال على مدرب فريقها الأرجنتيني كالديرون الذي سبق له الإشراف على فريق الاتحاد في فترة سابقة إلا أن الهلال بدأ صيدا سهلا لفريق الاتحاد حيث نجح الأخير في تجاوزه من دون أي صعوبة بعدما نجح في هز شباكه بوقت متقدم من المباراة ليتمكن من إنهاء المباراة بفوزه بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم للهلال حمل توقيع عبد العزيز الدوسري، عقب هذا الخروج المرير كانت القرارات تطبخ تحت نار هادئة، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى تمت إقالة مدرب الهلال كالديرون عقب خسارته مجددا من الاتحاد في مسابقة محلية، وتكليف سامي الجابر بإدارة الفريق فنيا حتى نهاية الموسم بعد تبخر الحلم الأزرق.

* 2012.. كابوس أولسان يعصف بالأحلام الزرقاء!

* بدأ صناع القرار في إعلان رغبتهم مجددا في مواصلة مطاردة البطولة الآسيوية حتى يتم تحقيقها، وقاموا بالغربلة الفنية في صفوف الفريق، ابتداء من التوقيع مع المدرب الألماني توماس دول لقيادة الفريق وضم لاعبين جدد وهم المهاجم المغربي يوسف العربي ومواطنه عادل هيرماش والكوري يو بيونغ سو.