الشباب والنصر.. معركة النجوم والحسابات الخاصة

الأبيض يسعى للزحف نحو الصدارة.. والأصفر يبحث عن نقاط «من ذهب» في دوري زين

TT

يشهد ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض اليوم مواجهة من العيار الثقيل عندما يلتقي الشباب والنصر في أقوى منافسات الجولة التاسعة من دوري زين السعودي للمحترفين. يدخل الشباب هذا اللقاء وفي رصيده 16 نقطة يحتل بها المركز الثالث بعد أن ترجل من الصدارة عقب خسارته من الفتح ثم الهلال، وكذلك تعادله أمام الأهلي، أما النصر فهو في المركز الخامس وله 13 نقطة، ولديه مباراة مؤجلة مع الاتفاق، وتلقى خسارتين من الاتحاد والهلال وتعادل مع الفتح، وهذا يعني أن الحسابات النقطية للفريقين متشابهة إلى حد كبير.

يغيب عن الشباب مدافعه عبد الله الأسطا للإيقاف، ومن النصر مهاجمه محمد السهلاوي للإصابة، ولكن من المتوقع أن يدعم الأخير صفوفه بعودة المصري حسني عبد ربه بعد شفائه من الإصابة.

الخبير الفني تركي السلطان كشف لـ«الشرق الأوسط» عن نقاط القوة والضعف لدى الفريقين، والحلول التي يملكها المدربون للزج بها بحثا عن الانتصار، حيث يرى أن المواجهة من العيار الثقيل، وهناك تنافس جماهيري وإعلامي وإداري وفني وإثارة كبيرة تحيط بمثل هذه المواجهات في المواسم الأخيرة، لكن الأوضاع الفنية مختلفة على صعيد الفريقين، فالنصر يخوض اللقاء الثاني بقيادة مدربه الجديد الأوروغوياني دانيال كارينيو، وحقق فوزين مهمين في حسابات النقاط، ولإعادة التوازن للفريق ودفاع النصر لديه عناصر جيدة، ولكن مشكلته في التنظيم وتوزيع الأدوار وكذلك الأداء الفردي، ويحتاج إلى مراقبة تحركات مهاجمي الشباب والتعامل الجيد مع القادمين من الخلف، بينما يلعب بمحورين، إبراهيم غالب وشايع شراحيلي، اللذين لديهما مساندة جيدة للدفاع، وهو ما يحتاج إليه النصر في هذه المباراة.

وتابع السلطان: «النصر يحتاج إلى تفعيل دور الوسط الهجومي وصناعة اللعب بشكل أسرع وأفضل، فتطوير الهجمة بطيء، فهو يعتمد على كرات وتمريرات إبراهيم غالب الطويلة التي تلغي في العادة دور لاعبي الوسط، كما أن عبده عطيف لم يقدم مستواه المعروف عنه حتى الآن، مما يحدث تباعدا في منطقة العمق في ظل ميل عبد الرحمن القحطاني كثيرا للأطراف، ولكن عودة المصري حسني عبد ربه ستضيف قوة إلى هذا الخط، وهو يحتاج في هذا اللقاء إلى التقارب لمواجهة قوة الشباب، أما هجوم النصر فهو يشكل حضورا جيدا رغم أن الإكوادوري جيمي إيوفي يقدم مستويات غير ثابتة، فمرة تظهر خطورته وأخرى يضيع فرصا محققة، ووجود سعود حمود خلفه يحقق فائدة أفضل من وجوده كرأس حربة، حيث إنه يجيد التحرك على الأطراف أو الجري من الخلف».

وعن وضع الشباب قال السلطان: «الفريق اختلف شكله الفني عما كان عليه الموسم الماضي من قوة فنية رغم وجود معظم العناصر المهمة في خارطة الشباب، فبعد خسارة الفتح الأولى التي جاءت بعد سلسلة طويلة من الانتصارات لم يستطع الخروج من هذه الدوامة التي كان لها أثر سلبي ليخسر مرة أخرى من الهلال ويقدم مستويات متذبذبة، فالنهوض والعودة بعد الخسائر لا تجيده بعض الفرق، وهو ما يجب أن تعمل عليه إدارة الشباب، وذلك من خلال إبعاد اللاعبين عن الضغوط، فالفريق لديه الإمكانات الفنية ومستعد بطريقة احترافية ويحظى باستقرار فني، وعندما ننظر إلى الدفاع الشبابي نجده مشابها في تحركاته وأدائه بدفاعات النصر، فهو يعاني من الأخطاء الفردية وكذلك التنظيم، ولكن يملك أدوات تطوير الهجمة في وسط الميدان بشكل أفضل مما لدى النصر، وتحضير الهجمات وبنائها وصناعة اللعب أقوى تميل لصالح الشبابيين، في ظل وجود أحمد عطيف وفرناندو اللذين يقومان بدورهما في المحور بالمساندة الهجومية الناجحة، ولكن بحاجة إلى المساندة الدفاعية بشكل أكبر».

وأضاف السلطان: «الشباب يمتاز بصناعة الهجمات، وهذه نقطة إيجابية تسجل لصالحه، ويأتي إلى جانبها مساندة عبد المجيد الرويلي وكماتشو مع وجود المهاجمين الأرجنتيني سبيستيان تيجالي وناصر الشمراني، كما أن الفريق يستفيد من الكرات الثابتة بشكل أفضل مما لدى النصر، ورغم وجود فوارق فنية لمصلحة الشباب فإن توقع النتيجة يبقى أمرا صعبا في مثل هذه المواجهات التي تؤثر فيها بشكل رئيسي العوامل النفسية والتحضير الذهني للاعبين، والتنافس سيكون على أشده في متوسط الميدان، لأن الفريق الذي سيمتلكه سيكون الأقرب لتحقيق الانتصار.