الشعراوي يقود الميلان للفوز على زينيت الروسي في عقر داره

فريق أليغري قفز للمركز الثاني بمجموعته في دوري الأبطال ووجه إنذارا للإنتر قبل مباراة الديربي

TT

تمكن فريق الميلان الإيطالي من تحقيق فوز مهم على زينيت بطرسبرغ الروسي في عقر دار الأخير ووسط جمهوره بنتيجة 3 - 2، في المباراة التي جمعتهما ضمن مواجهات الجولة الثانية لدوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

افتتح أوربي إيمانويلسون التسجيل لميلان في الدقيقة 13 ثم أضاف ستيفان شعراوي الهدف الثاني في الدقيقة 17، ليكون الهدف الخامس للاعب في آخر أربع مباريات خاضها مع الفريق. وبعدها تعادل زينيت، الذي يدربه المدير الفني الإيطالي لوشيانو سباليتي، بهدفين أحرزهما المهاجم البرازيلي جيفانيلدو فييرا ورومان شيروكوف في الدقيقتين 45 و48 قبل أن يحسم ميلان المباراة لصالحه بالهدف الثالث في الدقيقة 76 وسجله توماس هوبوكان لاعب زينيت عن طريق الخطأ في مرمى فريقه.

وارتفع رصيد ميلان إلى أربع نقاط في صدارة المجموعة بينما ظل زينيت من دون رصيد من النقاط في المركز الرابع الأخير.

قميص مانويل الشعراوي، الشقيق الأكبر لستيفان مهاجم الميلان، كتب عليه «فخور بشقيقي»، وهو أيضا يمثل فخرا للكثيرين في ميلان، الإداريين، الزملاء، الجماهير وكل من يقدّرون التطور لهذا الشاب الذي يلعب مهاجما لمنتخب الشباب للناشئين. أبوه مصري، هذا صحيح، لكن هويته إيطالية، وفي النهاية الفخر للجميع، فما بالنا بالأب صبري والأم لوتشيا، اللذين تابعاه في سان بطرسبرغ. إنها رحلة عائلية لمتابعة ستيفان الأصغر سنا للبعثة في روسيا. مصاحبة والديه له كانت ذات معنى، فبالنسبة للأم هي المرة الأولى التي تتبعه في الخارج، بينما الأب صبري يتابعه دائما، بنفس الفخر الذي كتبه به الأخ الأكبر على قميصه بحروف ضخمة. أثبت ستيفان الشعراوي أنه يواصل النضوج كرويا، وفعل هذا أمام أعين والديه. إنها رواية داخل رواية، هذا لأن استاد بيتروفيسكي بمدينة سان بطرسبرغ، أرض القياصرة، هو الذي شهد أول هدف يسجله الفرعون في بطولة دوري الأبطال (سجل إلى الآن 4 أهداف في الدوري المحلي) وسيظل محفورا في ذكرياته بعد الظهور لأول مرة في البطولة الأوروبية العام الماضي في استاد الإمارات بلندن أمام آرسنال. بطولة دوري الأبطال الماضية عاشها مجرد لاعب، وهذا العام يبدو أنه سيخوضها كنجم. بالنسبة لستيفان، جاء التحول هذا الموسم في دوري الأبطال تحديدا، في الشوط الثاني من لقاء ميلان - أندرلخت، حيث النزول بقوة إلى الملعب، وبتحرك، وبالسلوك السليم للاعب كان انتهى به الحال على مقعد البدلاء بسبب بداية بطولة دوري ليست سارة كثيرا. من ذلك الحين بدأت الروائع تأتي، واحدة تلو الأخرى. ما سجله في روسيا هو الهدف الخامس في ثماني مباريات، وتمكن من التسجيل بصورة متوالية في الأربع مباريات الأخيرة. وهو أمر فريد ومثير، سببه هو الإدراك لقدراته الخاصة والقناعة بقدرته على تنفيذ ما يمليه عليه عقله، وإلا فما كان ليتمكن من المرور بين الخصوم والكرة ملاصقة لقدمه كما في التزلج على الجليد.

ويقول غالياني نائب رئيس ميلان: «لعب الشعراوي 9 مباريات وسجل 7 أهداف، إنه عامه الخاص، في العام الماضي كان طفلا، يقال دائما إنه ينبغي التحلي بالصبر مع اللاعبين الشباب، وأعتقد أنه لو تمكننا من ذلك فإن الميلان يمكنه العودة كبيرا في فترة وجيزة». هذا هو انتصار التحوّل، النجاح الذي يغير مسار وعقلية الميلان، وجزء كبير من الفضل يرجع لستيفان، المتخصص في الأهداف المهمة والحاسمة غالبا. بالنسبة إليه طريقة اللعب لا تمثل مشكلة كبيرة، فالمهم هو اللعب في الجهة اليسرى، لكن بالطبع طريقة 4 - 2 - 3 - 1 الجديدة، والتي تتطلب تحركا كثيرا وتقاطعات بين لاعبي الوسط المهاجمين، تناسبه للغاية، ويصرح ستيفان بعد انتهاء المباراة قائلا: «كانت شاقة للغاية، لكننا كنا بارعين في البقاء متماسكين. إننا سعيدون للغاية والآن نستمتع بالفوز. كنا قادرين على تقديم أداء هجومي كبير، لكن للأسف بعد التقدم 2 - 0 تراجع مستوانا وهم نجحوا في التسجيل. طلب مني أليغري العودة أيضا للخلف والقيام بدور الظهير، أنا أضع نفسي في خدمة الفريق وسعيد. إنه فوز مهم قبل مباراة الديربي، ويمنحنا الثقة، هذه فقط البداية».

من جهة أخرى، حينما مر لوتشيانو سباليتي مدرب زينيت أمام المدرجات قبل المباراة، نهض الجمهور وصفق له، فقد فاز بالكثير. لكن الجلوس على مقعد المدرب قصة مختلفة، فأمامه انطلق اللاعبون في العشرين دقيقة الأولى مشتتين وخائفين من ظلهم، وتعرضوا للصدمة مع الهدفين الأول والثاني للميلان. لكنه نجح في إيقاظ لاعبيه مرة، ولم يكن يمكنه فعل شيء بعد هدف هوبوكان بطريق الخطأ في مرمى فريقه. إنها مأساة أخرى لفريق زينيت تضاف للمباريات الأخيرة التي شهدت فوزا وحيدا في خمس محاولات، ما ينذر بتذيل مجموعة دوري الأبطال، حيث ما زال رصيد زينيت صفرا.

إذا كان الفريق الإيطالي قد خرج مرفوع الرأس من استاد بيتروفيسكي فإن الفضل يرجع أيضا لحارسه أبياتي، في اللقاءات الأخيرة بدا مهتزا بينما هذه المرة كان حاسما. وفي خمس فرص واضحة على الأقل لزينيت، تم إبطال مفعولها بتألق مذهل. مثلما في كرة هالك الثابتة في الشوط الأول، والتي انطلقت بسرعة مائة كيلومتر في الساعة متجاوزة حائط اللاعبين. أو في تسديدة أنيوكوف المباغتة، في اللحظات الأخيرة من المباراة، حينما طار كريستيان على القائم الأيمن مشتتا كرة أعتقد الجميع أنها هدف بالفعل. احتفل بعد الكرة مثل المهاجمين، ومعه الحق، فهذه هي أهداف حراس المرمى.

وصرح أبياتي في نهاية المباراة: «قمت بالتصدي لكرات خطيرة، لكن ارتكبت خطأ في الهدف الثاني لزينيت. التدخل الأصعب كان في كرة هالك الثابتة، فهو بطل، يسدد بقوة حقا ولا تزال ذراعي تؤلمني بسبب تسديدات البرازيلي. على أي حال، كان فوزا للفريق ككل». حينما يذكر اسم أبياتي أمام المدرب سباليتي فإنه يفتح ذراعيه، ويقول: «كان بارعا بالفعل، وقام بتدخلين أو ثلاثة لا يمكن تصديقها بإخراج الكرة من قلب المرمى». الآن سيحاول مدرب زينيت تجميع الفريق، ويقول «حينما تظهر أمور سلبية كثير وعندها فإن الخسارة تكون عادلة. ينبغي التحلي بالتوازن المستمر. على أي حال التأهل للدور التالي ما زال سانحا. بالتأكيد الموقف يزداد صعوبة الآن، لكن ما زال أمامنا أربع مباريات ولو فزنا بثلاثة منها وتعادلنا في واحدة فالصعود ممكن».

واستغل أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، فترة الصباح في زيارة متحف الإرميتاج بمدينة سان بطرسبرغ وبقى لوقت طويل معجبا بجمال لوحة العائلة المقدسة للفنان رافايللو، وهو يعلم أن كثيرا من الوقت يلزم ليصبح فريقه قادرا على جعله مذهولا من الأداء. لكن في روسيا كان ما يهم فقط هو النتيجة، وعقب انتهاء المباراة ذهب غالياني إلى أحدى أجزاء مدرجات مشجعي الميلان ليحييهم وهتفت الجماهير باسمه، في مشهد غير عادي.

وقال المدرب ماسيميليانو أليغري: «إنه فوز مهم. لقد أبلينا بلاء حسنا في أول 20 دقيقة من المباراة، ثم أخطأنا في إدارة الكرة في نصف ملعبنا. لكننا بقينا متحدين على الرغم من المعاناة، ووجدنا الفوز الذي جعلنا نقوم بقفزة جيدة في دور المجموعات، ويسمح لنا بلعب مباراة الديربي أمام الإنتر يوم الأحد المقبلة بأفضل حال». كما قدّم غالياني التهاني إلى مدرب الميلان، قائلا: «كان مدربنا بارعا في التغيير بعد أن عدّل سباليتي وضع لاعبيه في الملعب. سيمدنا هذا الفوز بالروح المناسبة وتقدير الذات، وسيجعل الأمور تسير في مجراها الصحيح في دور المجموعات. ولبعض الأيام ستغيب الشائعات حول تغيير مدرب الميلان. سيمنحنا الفوز دفعة في دوري أبطال أوروبا والروح المناسبة لخوض مباراة الديربي المقبلة أمام الإنتر».

وحملت زيارة الإيطالي فابيو كابيللو، المدير الفني للمنتخب الروسي لفريق ميلان، الفأل الطيب، حيث تحدث كثيرا مع غالياني وأليغري، ثم اتجه إلى الاستاد مع الوفد الإيطالي.