شائعة «الجواسيس» تزعزع أركان نادي روما

الإدارة جددت الثقة في زيمان وطالبت اللاعبين بالتألق

TT

تتردد حاليا في الأوساط المالية دعابة تقول إن الشركاء الأميركيين في نادي روما الذين يمتلكون النسبة الأكبر في أسهم النادي قد قاموا بشراء الترام، مثلما حدث لأحد رجال الأعمال الأميركيين في أحد الأفلام الإيطالية الكوميدية الشهيرة. وبدأت هذه الدعابة تتردد بقوة في الآونة الأخيرة، بعد أن خيب الفريق آمال جماهيره في بداية الموسم الحالي ولم يحقق النتائج التي كان الجانب الأميركي والجماهير تنتظرها تحت قيادة مدربه الجديد زيمان. وكان فريق روما قد خرج من الموسم الماضي خالي الوفاض تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، وكان الجميع يعولون على الموسم الحالي لتحقيق نتائج جيدة ترفع من قيمة أسهم النادي.

الاستمرار بالطريقة نفسها: لكن بداية الموسم الحالي والنتائج السيئة التي حققها حتى الآن وضعت مسؤولي النادي، وعلى رأسهم بالديني المدير العام وساباتيني المدير الرياضي وفينوتشي، في دائرة الاتهامات والانتقادات إلى جانب لاعبي الفريق، بينما يبقى زيمان حتى الآن بعيدا عن الانتقادات رغم تحفظ البعض على أدائه مع الفريق. ولم يكن من الغريب أن تقوم مجموعة صغيرة من المشجعين (نحو 40 شخصا) بالتجمع أمام معسكر الفريق يوم الاثنين الماضي وتوجه الإهانات للاعبين وتمتدح في الوقت نفسه المدرب زيمان. لكن الإثارة الحقيقية توجد حاليا داخل معسكر الفريق الذي بدأت فيه رحلة البحث عن «الجواسيس» الذين يقومون بتسريب أخبار الفريق. وقد قامت مجموعة «يونيكريديت» المصرفية الشريك الإيطالي في نادي روما بطمأنة زيمان حول مسألة دعم الفريق في سوق الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) القادم. وفكر مسؤولو النادي طويلا أيضا حول الوسيلة الملائمة لمواجهة فريق روما ونتائجه السيئة خلال الفترة الماضية، واتخذوا قرارهم باللجوء إلى أكثر الوسائل سهولة وبساطة والتي تتمثل في مواكبة غضب الجماهير ضد لاعبي الفريق.

وجها لوجه: ورغم الشائعات الكثيرة التي تطارد المسؤولين عن فريق روما في الآونة الأخيرة (مثل انتقال بالديني إلى نادي توتنهام الإنجليزي وفينوتشي إلى الميلان وعدم تجديد عقد ساباتيني بنهاية الموسم) تجمع المسؤولون على قلب رجل واحد وواجهوا لاعبي الفريق بوجوه عابسة وصرامة شديدة بعد النتائج السيئة. وأكد بالديني أن زيمان سيبقى مع الفريق ولا توجد أي نية للاستغناء عنه مثلما تحدث البعض مؤخرا. وقد صرح المدير العام قائلا في هذا الصدد للاعبين «لا يوجد أي داع لتأكيد بقاء المدرب. ينبغي أن تلتزموا بالقواعد بصورة أكبر، وأن تبدوا قدرا أكبر من الاهتمام والتركيز في التدريبات. فكروا في كرة القدم واهتموا بالعمل أكثر من الشائعات والأحاديث الصحافية. وينبغي أن تطمئنوا إلى أننا لن نتخلى عن الفريق. نحن نرى أنكم فريق كبير وقادر على تحقيق الفوز رغم أن أحدا لا يطالبكم بذلك على الفور».

وتحدث ساباتيني، المدير الرياضي بلهجة أكثر صرامة، حيث صرح قائلا «هذا يكفي. لقد كنا متساهلين في الموسم الماضي ولن نفعل ذلك بعد الآن. أنتم جميعا لاعبون جيدون، والآن ينبغي أن تكونوا فريقا. ومن لا يرغب في ذلك فعليه أن يعلن ذلك فورا وسوف نلبي رغبته ونبيعه أيضا». ولم يعقب أي من اللاعبين على هذه العبارات القوية التي صدرت من مسؤولي النادي، لكن الانطباع السائد هو أن عددا قليلا منهم تأثر لسماعها.

درس زيمان: وبعد أن تحدث بالديني وساباتيني حان دور زيمان للحديث. لكن المدرب التشيكي تحدث فقط عن الجوانب الخططية ثم أضاف قائلا للفريق «إن كرة القدم التي أريدها بسيطة وينبغي أن تؤدوها وأن تثقوا في أفكاري». وبدت الثقة على زيمان بعد تأكيد إدارة النادي على بقائه في منصبه وإعلانها عن كذب الشائعات التي تحدثت عن رغبة النادي في الاستغناء عن خدماته. وقاد زيمان تدريبات الفريق البدنية والخططية والفنية بشكلها المعتاد يوم أول من أمس، وبدا أنه يحمل الكثير من الثقة في إمكانية تعويض ما خسره الفريق خلال الجولات الستة الأولى من بطولة الدوري الإيطالي.

أزمة روما: إذا كنتم تريدون معرفة لماذا نادي روما في أزمة، فلا حاجة لكم للوصول إلى نهاية المقال، سنخبركم فورا. دعوكم من المدرب زيمان، والصفقات واللاعبين، فمن يتحمل الذنب هم الصحافيون. هذا هو ملخص ساعة استغرقها المؤتمر الصحافي الذي أراد فرانكو بالديني مدير عام نادي روما، في يوم عيد ميلاده الثاني والخمسين، إهداءه لجماهير الفريق الذين يشعرون بالمرارة. لنتصور أن الرئيس بالوتا، الذي وصل إلى تريغوريا، حيث معسكر الفريق الدائم، قد حمل معه مناديل كثيرة وبعض المطهرات من بوسطن بالولايات المتحدة، لأن اتهام المدير العام للنادي ثقيل، حيث قال «توجد رغبة في زعزعة استقرار نادي روما، فالملاك الجدد والمشروع لم يتم الترحيب بهما جيدا. لو كنت توصلت لاتفاق مع إذاعات أو صحف بعينها، لكنت جعلت الجو المحيط أفضل بالنسبة للاعبين. هل هي اتهامات عامة؟ هذا صحيح، ويمكنني أيضا تسمية وسائل الإعلام، لكن لدي مسؤولية نحو أشخاص بعينهم والتي يمكن وصفها بأعداء نادي روما ونواجه بعدها خطر الانتقام»، كما لو أن إذاعات بعينها قريبة من تريغوريا لم تكن تفعل هذا بالفعل. من جهة أخرى، المعنى واضح «كل ما قيل وكُتب في هذه الأيام غير صحيح بالمرة. هذا الفريق قوي ولا أحد منا عازم على الاستسلام».

هدف دوري الأبطال: بعد التأكيد على مناخ الحب في نادي روما (قال «لا أشعر بأني منزوع السلطة»)، بدأ بالديني التنقل بين الموضوعات، لكن هل التشكيل الموجود حاليا «ممتاز» مثلما يقول هو (بهذا الصدد جدد فلورنسي عقده حتى عام 2016 مقابل 600 ألف يورو خالصة الضرائب سنويا) أم «تم التضخيم من شأنه» مثلما يقول ساباتيني المدير الرياضي بالنادي؟ يجيب المدير العام «نتحمل المسؤولية، لكن كل شيء تم بالتوافق مع زيمان الذي لا مساس به. كان المدير الرياضي يريد فقط استثارة رد فعل اللاعبين. لقد منحنا ملاك النادي مفتاح المنزل، ولو شعر اللاعبون بأن صاحب المنزل غائب فنحن من يتحمل الذنب. وقد التقينا يوم الثلاثاء بهم، وسنرى هل سيكون لكلماتنا تأثير أم لا. نؤمن بأن لدينا تاريخا كبيرا في كرة القدم لنكون ذوي مصداقية أكثر كثيرا مما يمكن أن يكون عليه رئيس قادم من الولايات المتحدة الأميركية. بالوتيا أيضا يعلم ذلك. هدفنا هو الوصول إلى دوري الأبطال، الفريق قادر على المنافسة، وهؤلاء اللاعبون لا ينبغي إحراقهم. في يناير المقبل، سنرى هل وكيف سنتدخل في سوق الانتقالات».

وبخصوص اختلاف التعطش للفوز بين يوفنتوس وروما والذي أغضب الجماهير كثيرا، يشرح بالديني «إذا كان أحد مدمني المخدرات معتادا على تناولها كل يوم فبالتأكيد حينما يدخل في أزمة امتناع يصل حتى إلى مرحلة السرقة. بينما إذا فعل أحد كل 18 - 20 سنة مثلما يحدث لنا، فلن يفتقدها كثيرا هكذا». الخلاصة، في تشبيه يحمل بلاغة، هي يوفنتوس، المخدر والسرقة. ولا زيمان حتى كان ليعبر بهذه الطريق، لهذا يتردد في تريغوريا أيضا أن كل هذه العملية الإعلامية «التآمرية» كانت متعمدة لنزع الضغط عن الفريق على طريقة مورينهو، وبالنظر للحالة المزاجية المحلية نحو اللاعبين يبدو أن المهمة لم تنجح.