السياسة قبل الرياضة أحيانا في كلاسيكو الدوري الإسباني اليوم

حسابات التاريخ تقف إلى جانب برشلونة في المواجهة النارية أمام غريمه التقليدي ريال مدريد

TT

يأمل نادي برشلونة في أن يقف التاريخ إلى جانبه عندما يواجه غريمه الأزلي ريال مدريد اليوم في المرحلة السابعة من الدوري الإسباني لكرة القدم، إذ إن النادي الكتالوني واصل طريقه للفوز باللقب في كل مرة زاره فيها فريق العاصمة والفارق الذي يفصل بينهما 8 نقاط أو أكثر. ويتصدر برشلونة، الذي تنازل الموسم الماضي عن اللقب لغريمه الملكي للمرة الأولى في أربعة مواسم، الترتيب بفارق 8 نقاط عن فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو بعد ست مراحل على بداية الموسم، وهذا الفارق يعتبر كبيرا بغض النظر عن مسألتي التاريخ والإحصاءات التي تقف إلى جانب برشلونة.

وكانت المرة الوحيدة التي زار فيها ريال «كامب نو» والفارق الذي يفصله عن برشلونة 8 نقاط بالتحديد في موسم 1991/1990، وقد خرج حينها صاحب الأرض بقيادة المدرب الهولندي يوهان كرويف فائزا 1/2 في المرحلة الثامنة عشرة في طريقه لإحراز اللقب. وحل ريال مدريد ضيفا على برشلونة متخلفا بفارق 8 نقاط أو أكثر مرتين، وذلك خلال موسم 2006/2005 حين كان الفارق بينهما 11 نقطة وتعادلا 1/1 (فاز برشلونة ذهابا في مدريد 3/صفر)، وموسم 2009/2008 حين كان الفارق 9 نقاط وفاز صاحب الأرض 2/صفر (ثم كرر الأمر إيابا 2/6). وفي المناسبتين تمكن برشلونة من إحراز اللقب في نهاية المطاف.

وبعيدا عن حظوظ أي من الفريقين وحسابات التاريخ، نجد أنه وكما حدث في عدة مواجهات سابقة بين الفريقين، ستفرض السياسة الإسبانية وجودها على مباراة القمة (الكلاسيكو) بين برشلونة وريال مدريد اليوم، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد حاليا. وينتظر أن تسيطر على مباراة اليوم أصداء الدعوات والمطالب التي ظهرت بقوة في الأسابيع القليلة الماضية بشأن رغبة إقليم كتالونيا في الانفصال عن إسبانيا، وهو ما أصبح رغبة ملحة لقاطني هذا الإقليم الذي يمثل معقلا لفريق برشلونة. وشهدت المباريات الأخيرة التي أقيمت على استاد «كامب نو» الخاص ببرشلونة العديد من الهتافات المنادية بهذا الانفصال والاستقلال عن إسبانيا ليكون هذا الاستاد بمثابة المرآة لما يحدث في كتالونيا.

وذكرت صحيفة «سبورتس» الرياضية، التي تصدر في برشلونة «برشلونة ناد كتالوني. وعليه أن يمثل بلدا. لا يمكنه أن يظهر محايدا عندما يلعب باسم كتالونيا». وقرر برشلونة نشر لوحة فسيفساء ضخمة تغطي الاستاد بأكمله وذلك على شكل علم كتالونيا بخطوطه الحمراء والصفراء لاستغلال الكلاسيكو في الترويج لفكرة الانفصال والاستقلال بصفة الكلاسيكو أفضل نافذة للتعبير عن هذا المطلب وإبرازه عالميا.

ونزل آلاف الكتالونيين إلى شوارع برشلونة في مظاهرات خلال العيد القومي لكتالونيا في 11 سبتمبر (أيلول)، كما حرص بعض المشجعين على إطلاق الهتافات المطالبة بالاستقلال عن إسبانيا خلال مباريات برشلونة الأخيرة خاصة عندما تصل المباراة إلى الدقيقة 17 والثانية 14، في إشارة إلى ضم إسبانيا إقليم كتالونيا في 11 سبتمبر 1714. والآن، تتمتع كتالونيا بصوت عال للغاية للمطالبة بالاستقلال من خلال قوة وسائل الإعلام في هذا الإقليم.

ولم يتردد جوسيب غوارديولا، المدير الفني السابق لبرشلونة، في الإفصاح عن رغبة كتالونيا في الانفصال والاستقلال عندما كان في زيارة إلى نيويورك كمحاولة منه مثل عدد آخر من الكتالونيين لنشر هذه الرغبة بشكل أكبر في المحافل الدولية والعالمية. وأثارت هذه التصريحات بعض الانتقادات ضد غوارديولا خاصة من قبل بعض زملائه السابقين بالمنتخب الإسباني لكرة القدم. بينما دافع عنه زميله تيتو فيلانوفا المدير الفني الحالي لبرشلونة قائلا «دعوا غوارديولا يعبر عن رأيه بحرية ما دام لم يسبب ضررا لأحد. لنا الحق في التعبير عن رأينا كيفما نشاء».

وبينما يحتفظ لاعبو برشلونة بمواقفهم السياسية سرا، بدا أن فيلانوفا يتبع نفس وجهة النظر السياسية لسلفه غوارديولا. وقال فيلانوفا بعد مظاهرات 11 سبتمبر الماضي «إذا نزل إلى الشارع مليون ونصف المليون مواطن فهذا يعني أن شيئا ما لا يسعدهم. يجب وضع هذا في الاعتبار». ولم يكن رأي المسؤولين عن النادي الكتالوني بعيدا عن هذا أيضا، حيث قال ساندرو روسيل، رئيس نادي برشلونة، في تعليقه على مطالبات الاستقلال «النادي سيدافع دائما عن حق الشعوب في تحديد مصيرها». وكانت تصريحات روسيل مفاجأة كبيرة بسبب انتقاداته السابقة لخوان لابورتا على استغلاله النادي لأغراض سياسية. لكن روسيل يرى أيضا أن الاستقلال المرجو لكتالونيا لن يغير شيئا على مستوى الدوري الإسباني، حيث قال «إذا حصل إقليم كتالونيا على استقلاله، سيظل برشلونة ينافس في الدوري الإسباني».

وفي المقابل، حرص لاعبو برشلونة على ابتعادهم عن الأمور السياسية الخاصة بهذا الشأن. وقال تشافي هيرنانديز «لا أعتقد أن الكلاسيكو سينغمس في السياسة. نعلم الموقف الذي يعيشه إقليم كتالونيا في هذه اللحظات. لكننا نركز في لعب الكرة»، مشيرا إلى أن الأمر ينطبق أيضا على المنتخب الإسباني بطل أوروبا والعالم.

ويرى المدرب فيسنتي ديل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، أن مباراة اليوم يجب أن تكون للاستمتاع وأن تنأى عن هذه القضية.