ميسي ورونالدو.. الجولة الأخيرة في السباق على الكرة الذهبية

TT

عندما تنطلق مباراة القمة (الكلاسيكو) بين برشلونة وريال مدريد اليوم، سيكون قدر كبير من التركيز والاهتمام منصبا على الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجمي الفريقين. ويدور الصراع بين اللاعبين بشكل كبير حتى الآن على انتزاع الكرة الذهبية (جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2012). ومباراة اليوم ستكون المواجهة الأخيرة بين اللاعبين وقد تلعب دورا كبيرا في حسم الجائزة لأي منهما لأنها قد تغير وجهة نظر بعض الأصوات التي لم تحسم رأيها بعد في عملية التصويت على هذه الجائزة.

ويخوض كل من اللاعبين هذا اللقاء بإحصائيات رائعة في جعبته حيث سجل ميسي عشرة أهداف وصنع خمسة آخرين في عشر مباريات خاضها مع الفريق هذا الموسم كما سجل رونالدو 12 هدفا في عشر مباريات أيضا هذا الموسم. وإذا كان هناك «مقياس للحالة النفسية والأحاسيس»، يمكن القول إن رونالدو كان أكثر اتزانا في الأسابيع الأخيرة من ميسي الذي يأمل في إحراز جائزة الكرة الذهبية للمرة الرابعة على التوالي بعدما احتكرها في السنوات الثلاث الماضية.

ويحلم ميسي برفع الجائزة في حفل التتويج الذي يقيمه الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بمدينة زيوريخ السويسرية في يناير (كانون الثاني) ليكون اللقب الرابع له وهو ما لم يحققه أي لاعب من قبل بينما يأمل رونالدو في الفوز بالجائزة للمرة الثانية فقط بعدما فاز بها عام 2009. ونجح رونالدو في تسجيل ثلاثة أهداف (هاتريك) في كل من مباراتي الفريق السابقتين ليفوز الريال 5-1 على ديبورتيفو لاكورونا في الدوري الإسباني مطلع الأسبوع الماضي ثم 4-1 على أياكس الهولندي في دوري أبطال أوروبا.

وجاء أداء رونالدو مدهشا وساطعا في مواجهة أياكس كما تنوعت الطريقة التي هز بها الشباك حيث اتسم الهدف الأول بالقدرة على اقتناص الفرصة والثاني بالقوة والثالث بالمهارة الخططية. وكان الهاتريك هو الأول لرونالدو في دوري الأبطال الأوروبي كما رفع اللاعب رصيده إلى 158 هدفا في 154 مباراة خاضها مع الريال في مختلف البطولات. وأصبحت أهداف رونالدو مثل «ضربات السياط» التي تؤلم دفاع برشلونة في المباريات الأخيرة بين الفريقين حيث سجل هدف الفوز على برشلونة في أبريل (نيسان) الماضي لتكون هذه المباراة هي الخطوة الحاسمة على طريق فوز الريال بلقب الدوري الإسباني. وكرر رونالدو ذلك في مباراة الفريقين بكأس السوبر في أغسطس (آب) الماضي ليقود فريقه إلى الفوز بكأس السوبر الإسباني. ولذلك، لم يعد هناك مجال لاتهامه بالإخفاق في المباريات المهمة للريال.

وفي المقابل، لم ينجح ميسي في هز الشباك في آخر ثلاث مباريات خاضها مع برشلونة ولكنه واصل صناعة الأهداف لزملائه ليرفع رصيده من التمريرات الحاسمة التي صنعت أهدافا هذا الموسم إلى خمسة أهداف ليقترب خطوات جديدة من لقب «المهاجم المتكامل». وقال ميسي مؤخرا: «لا يهمني كثيرا أن أحرز الأهداف والمهم هو انتصار الفريق وأن أكون مفيدا له». والآن، سيتنافس ميسي ورونالدو على تسجيل الأهداف وصناعتها في مباراة اليوم ضمن صراعهما المثير على الفوز بجائزة الكرة الذهبية.

من جهة ثانية هناك ثلاثة أهداف فقط تفصل الساحر ميسي عن معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف التي سجلها لاعب واحد خلال مباريات الكلاسيكو الإسباني بين برشلونة وريال مدريد. ويحمل ألفريدو دي ستيفانو نجم ريال مدريد في خمسينيات وستينيات القرن الماضي الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في مباريات الكلاسيكو برصيد 18 هدفا بينما تمكن ميسي على الرغم من صغر سنه من تسجيل 15 هدفا في شباك النادي الملكي. وآخر مرة نجح فيها ميسي في هز شباك ريال مدريد، كانت في أغسطس الماضي عندما سجل هدفا في مباراتي الذهاب والإياب لكأس السوبر الإسباني. ولا يتشكك دي ستيفانو لحظة في أن ميسي سيتمكن يوما ما من تحطيم رقمه القياسي.