اليوفي يفكر في زيادة صلاحيات كونتي

إدارة السيدة العجوز ترى في المدرب صفات فيرغسون

TT

أصاب قرار المحكمة الرياضية بشأن تخفيض عقوبة المدرب أنطونيو كونتي نادي اليوفي بأكمله بخيبة أمل. ولكن داخل مقر إدارة السيدة العجوز تم بالفعل طي صفحة ذلك الحكم، والآن ينظرون إلى الأمام. على المستوى السياسي سيكون أندريا أنيللي وأعوانه موجودين على رأس المجموعة التي تطالب بإعادة النظر الشامل في منظومة الأحكام الرياضية (أمر ضروري). وعلى المستوى التقني الرياضي، هناك بعد ذلك مشروع منطقة «كونتيناسا» (الذي سيتم تشييده بالقرب من الاستاد الجديد للسيدة العجوز والذي تبلغ تكلفته ما يزيد على 41 مليون يورو)، وبالأحرى هناك أيضا «مشروع كونتي».

بالفعل باتت إدارة النادي ومدرب الفريق أكثر اتحادا بعد تلك الأزمة الصيفية وبعد الكلمة الأخيرة التي ألقت بها المحكمة الرياضية. ومن المحتمل قريبا أن يقوم رئيس نادي يوفنتوس أندريا أنيللي باستعجال منح مزيد من الثقل إلى إحدى القناعات القديمة «في أنطونيو كونتي أرى فيرغسون اليوفي». فالفكرة التي تدور برأس أنيللي هي الاحتفاظ بخدمات المدرب الملقب بمورينهو إيطاليا طويلا، من خلال إشراكه في مشروع خططي واسع النطاق، وبمنحه دورا حيويا في ما يتعلق بسوق الانتقالات، وذلك بالتعاون الكامل بالطبع مع المنظومة الحالية التي يديرها بيبي ماروتا مدير عام اليوفي. جدير بالذكر أن كونتي لديه عقد مع نادي يوفنتوس حتى عام 2015، وفي يناير (كانون الثاني) القادم ربما تقترح عليه إدارة السيدة العجوز تمديد هذا العقد لثلاثة مواسم أخرى: ومن المحتمل أن تكون هذه هي إحدى الطرق لتثبيط عزيمة أكبر الأندية الأوروبية (ريال مدريد في المقام الأول) التي منذ فترة وهي تتابع بعناية شديدة عمل مدرب اليوفي.

تقدير أنيللي: وبين سطور البيان الطويل الذي بثه أنيللي مساء يوم الجمعة الفائت على الموقع الرسمي لنادي يوفنتوس، لا ينبغي الاستهانة بالفقرة التي تخص المدرب الاحترافي كونتي «اليوفي ينتظر رؤية مدربه أخيرا على مقعده، حيث تنجح موهبته في التعبير عن نفسها بالكامل، من خلال متابعة نتائج العمل اليومي الذي يقدمه بتفان وإنكار للذات من أجل مصلحة الفريق». وقد ظل رئيس نادي اليوفي مندهشا من كيفية نجاح كونتي في السيطرة على الموقف الفني للفريق رغم عقوبة الإيقاف: مجموعة صلبة ومتماسكة وعاشقة للانتصارات، كل ذلك يجعل من اليوفي فريقا حقيقيا ومعه أيضا المدير العام بيبي ماروتا وساعده الأيمن فابيو باراتيتشي، المستعدان أيضا لتجديد عقدهما مع السيدة العجوز. ليس هذا فحسب، طوال كل هذه الأشهر الماضية تعرف أنيللي وكونتي أكثر على بعضهما البعض من الناحية الإنسانية، خارج الملعب، وعثرا معا على الكثير من المبادئ التي حملتهما بعض ذلك إلى تشييد جسور صداقة مهمة.

قفزة في المستقبل: إذن، داخل اليوفي هناك دراسة لقفزة مستقبلية مقارنة بحالة العجز التي تعانيها كرة القدم الإيطالية الحالية. وبعد استاد النادي الخاص ومشروع قلعة اليوفي يبدو أن الوقت قد حان بالفعل لإعادة تنشيط صورة مدرب الفريق، مع الاقتراب دائما من النموذج الإنجليزي. وكما يقال: «الأعلام» تنتقل من الملعب إلى مقعد التدريب والمدرب يصبح جزءا متكاملا من النادي، مما يجعله بالتالي محصنا أمام أي تقلبات محتملة يمر بها الفريق.

ضغط الإيقاف: والخطر الأكبر لإيقاف كونتي، من جانب آخر، كان إدارة فريق كان من الممكن أن تنتابه الشكوك حول استقرارية «البناء». لقد كانت الرياح الصيفية التي هبت على سماء اليوفي بمثابة الطعنة لمدرب الفريق. وعليه واجه كونتي المسألة بصدره مطالبا بتوضيح الخطوط العريضة للنهج الذي تنوي إدارة النادي اتباعه في هذا الصدد. وحينها حصل أنطونيو على تلك التوضيحات من خلال تصريحات المعلنة لأندريا أنيللي، والأكثر أهمية جون إلكان. ومنذ ذلك الحين عاد الهدوء إلى الماء، وركز المدرب على فريقه، واهتم بكل تفصيلة لتعويض غيابه عن حضور المباريات. عمل صعب وضاغط، غير أنه حمل اليوفي إلى قمة جدول دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وفي دوري الأبطال تبدو القفزة أكثر صعوبة، غير أن كونتي على قناعة بأن فريقه سيتمكن في اللحظة الحاسمة من تسريع أدائه والوصول إلى التأهل. والشهران القادمان سيكونان أكثر صعوبة بالنسبة إلى فريق السيدة العجوز: الـ90 دقيقة التي كان يعيشها أنطونيو في الملعب كانت فتحة للتنفيس، طريقة لتفريغ كل سموم الأسبوع وإشعار اللاعبين بوجوده معهم. الآن، على العكس، يتعين على كونتي متابعة المباريات من داخل صندوق في المدرجات، مما يزيد شعوره بالغضب تجاه ما يعتبره ظلما كبيرا. ومن هنا جاء الاختيار بعدم الحديث عن هذا الأمر من الآن وحتى يوم 9 ديسمبر (كانون الأول). وخلال تلك الفترة المصادر الوحيدة التي بإمكانها منح كونتي الطمأنينة هي الأصدقاء والعائلة. بعد قرار المحكمة يوم الجمعة الفائت بتخفيض عقوبة الإيقاف من 10 شهور إلى 4 شهور، تناول كونتي وجبة العشاء مع أصدقائه والعائلة في محاولة لنسيان خيبة الأمل التي أصابته. لم تظهر الابتسامة على وجه أنطونيو خلال ذلك العشاء، وكان برأسه فكر واحد «لقد تم الزج بي لمدة شهور في فضيحة المراهنات بينما أنا لا أعلم حتى عما يتحدثون».