كم تبلغ قيمة العلامة التجارية للأندية السعودية؟

«براند فاينانس» صنفت الهلال الأغلى في المنطقة بقيمة تجاوزت الـ21 مليون دولار

TT

سؤال وحيد يرد على الأذهان دوما ويرفع على استحياء أحيانا كثيرة عندما يكون الحديث عن خصخصة الأندية السعودية التي غدت قريبة جدا، ذلك السؤال مفاده: «كم تبلغ قيمة العلامة التجارية لأنديتنا؟»، بعيدا جدا عن عاطفة أو تجنٍّ، إنما وفق منظور دولي متخصص يطبق عليها ذات القوانين والشروط التي تفرض على الأندية العالمية وتقيمها بناء على معطيات عدة.

الإجابة أتت أخيرا من قبل منظمة «براند فاينانس» التي أصدرت مؤخرا تقريرا عن القيمة التجارية لجميع أندية العالم بناء على شهرة وشعبية الفريق والملاعب المتوفرة للنادي، سواء كانت أرضيات تدريب أو ملاعب لإقامة المباريات الرسمية وقيمة اللاعبين المنتمين إلى هذا النادي في سوق الانتقالات وقيمة العلامة التجارية، واللاعبين الذين تدرجوا في صفوف الفريق وتمت عملية تطويرهم بشكل مثالي ليصلوا إلى القمة. وأتى التقرير قبل المؤتمر الذي ستعقده المنظمة في مقرها الرئيسي في لندن يوم 25 أكتوبر الحالي.

نعود للإجابة عن السؤال المطروح، فحسب التقرير يعتبر نادي الهلال أغلى أندية الشرق الأوسط بقيمة سوقية تبلغ 21 مليون دولار، وقدر وضعه المالي بتقدير جيد جدا، بينما قيمت منشأته بنسبة متوسطة بلغت 57%، ليكون بالمركز الـ80 ضمن قائمة أغلى 100 نادٍ على مستوى العالم، بينما جاء الاتحاد دون ذلك بقليل، حيث تبلغ قيمته 20 مليون دولار أميركي في المركز الـ86 عالميا، وتم تقييم منشآت النادي الغربي بنسبة مرتفعة جدا، وهي 72%، إلا أن تقييم الأوضاع المالية للاتحاد كان أقل من نظيره الهلال، حيث حصل على تقدير جيد نظرا للظروف الراهنة التي يعاني منها.

وحل النصر في المركز الثالث سعوديا و124 عالميا بقيمة أقل بقرابة النصف من منافسه التقليدي، حيث قيم بـ12 مليون دولار وبوضع مالي جيد جدا، تماما كمنافسه، إلا أن تقييم منشآته كان أضعف من البقية، حيث حصل على ما نسبته 32% فقط.

ومن ضمن أعلى 5 أندية في منطقة الشرق الأوسط حل العين الإماراتي في المركز الثالث خلف الهلال والاتحاد بقيمة بلغت 16 مليون دولار، ووضع مالي جيد جدا، وفي المركز 101 على مستوى العالم، بينما كان أكثر الأندية الشرق أوسطية ارتياحا من ناحية الوضع المالي هو نادي هابويل تل أبيب الإسرائيلي الذي حصل على جيد جدا مرتفع لكن بقيمة سوقية بلغت 13 مليون دولار فقط.

المقارنة مع الأندية الأوروبية ستكون إجحافا بحق الأندية السعودية التي ما زالت تتبع المؤسسة الحكومية في البلاد، لكن المقارنة مع الأندية الآسيوية ستكون أكثر منطقية، والبداية مع الأندية الصينية التي يتزعمها نادي غوانزو إيفرغراند الصيني الذي احتل المركز الأول على مستوى دوري بلاده بقيمة تقارب 65 مليون دولار، وبوضع مالي قوي جدا، وقدرت منشآته بتقدير ممتاز، وقيم نادي بكين غوان بمبلغ 23 مليون دولار وبوضع مالي ممتاز وتقييم جيد جدا مرتفع للمنشآت، وهو ذات التقدير الذي حصل عليه نادي شاندونغ لينونغ تايشان، إلا أن قيمته كانت 16 مليونا، أما منشآته كانت أقل بكثير من الناديين السابقين حيث حصلت على تقدير مقبول.

أما في اليابان فإن النادي الأغلى سوقيا ناغويا غرامبوس أصبح أغلى نادٍ آسيوي وأحد أغلى الأندية في العالم، حيث حصد المركز 51 وبقيمة سوقية تبلغ 54 مليون دولار وبوضع مالي متين وحصل على تقييم منشآت عال جدا، تماما كبقية الأندية اليابانية في التصنيف. وحل كاشيما انتلرس في المركز الثاني بقيمة 40 مليون دولار، وجاء بعده أوراوا ريد دايموندز بقيمة 38 مليون دولار، وكذلك بوضع مالي ممتاز، بينما كان أقل الأندية اليابانية طوكيو إف سي بقيمة 23 مليون دولار ووضع مالي هو الأضعف بين الأندية اليابانية بـ«جيد جدا مرتفع».

وفي كوريا الجنوبية، وعلى الرغم من ضعف الإقبال الجماهيري على المباريات في الفترة الأخيرة بسبب انتشار بث الدوري الإنجليزي في شرق القارة الصفراء، وهو ما تسبب في بعض الخسائر للأندية نظرا لأن الجماهير أصبحت لا تهتم كثيرا بالدوري المحلي الذي لا يقدم ذات الإثارة والمتعة التي يقدمها الدوري الإنجليزي، فقد حل نادي العاصمة سيول في المركز الأول كوريا والـ62 عالميا، بقيمة سوقية بلغت 31 مليون دولار وبوضع مالي ممتاز جدا كبقية الأندية الكورية، وحل سامسونغ في المركز الثاني على مستوى كوريا بقيمة 22 مليون دولار، وخلفه بوهانغ ستيلرز بقيمة 18 مليونا، وجونبوك بقيمة 16 مليونا، وبعد ذلك أتى أولسان هيونداي في المركز الأخير بقيمة 14 مليون دولار أميركي. وفي القارتين الأميركيتين حصل جوادلاخارا على المركز الأول في المكسيك بقيمة 38 مليون دولار وبوضع مالي ممتاز جدا، وبعده أميركا بقيمة 25 مليون دولار، وكذلك بحالة مالية ممتازة تتفوق على أندية أوروبية عدة. وفي كندا حصل نادي فانكوفر وايت كابس على المركز الأول بقيمة 22 مليون دولار أميركي وحالة مالية جيدة نسبيا، وخلفه نادي تورنتو بقيمة 21 مليونا وبحال مالية تماثل مواطنه. أما في أميركا فحصل نادي سياتل ساوندرس على المركز الأول بقيمة 58 مليون دولار، متفوقا على الناديين الشهيرين لوس أنجليس غالكسي ونيويورك ريدبولز اللذان حلا ثانيا وثالثا بقيمة 46 و40 مليون دولار على التوالي.

وجاء نادي بوكاجونيوز الأرجنتيني العريق في المركز الأول على مستوى بلاده بقيمة 29 مليونا، وحل خلفه منافسه اللدود ريفر بليت بقيمة 22 مليونا، وكلا الناديين يتمتع بوضعية مالية متينة صنفها التقرير بـ«الممتازة». وحل نادي كورنثيانز البرازيلي أولا على مستوى بلاده وفي المركز الـ24 على مستوى العالم بقيمة 77 مليون دولار، وبحال مالية ممتازة جدا، وجاء ساوباولو في المركز الثاني بقيمة 58 مليونا وبوضعية مالية ممتازة.

أما على المستوى العالمي فعلى الرغم من خروجه خالي الوفاض من البطولات العام الماضي، فقد بقي مانشستر كأغلى الأندية في العالم بقيمة تبلغ 853 مليونا وبارتفاع عوائده بنسبة 29%، وجاء بايرن ميونيخ في المركز الثاني بقيمة 786 مليونا، وريال مدريد وبرشلونة بقيمة 600 و580 مليونا على التوالي، بينما ساهم حصول تشيلسي على لقب دوري الأبطال برفع قيمته السوقية لتصبح 398 مليونا، بفارق 10 ملايين دولار عن جاره اللندني الآخر آرسنال في المركز السادس. وضمت قائمة أغلى أندية العالم كلا من مانشستر سيتي وليفربول وتوتنهام واستون فيلا ونيوكاسل يونايتد من إنجلترا، وهامبورغ وشالكه ودورتموند من ألمانيا، وأجاكس الهولندي، وليون ومارسيليا من فرنسا، بينما تسببت الأزمة المالية التي تعاني منها إيطاليا في وجود الأندية العملاقة فقط، وهي إيه سي ميلان وإنتر ويوفنتوس من إيطاليا، ولم تستطع الأندية الإسبانية الحضور في القائمة نظرا للأزمة المالية التي تعاني منها البلاد.