وأليساندرا بوتشي حسم فريق الإنتر ديربي ميلانو الأول هذا الموسم لصالحه أول من أمس الأحد، وذلك بعدما تغلب على منافسه الميلان بهدف دون مقابل سجله المدافع الأرجنتيني والتر صامويل في الدقيقة الثالثة من الشوط الأول، في ختام مواجهات المرحلة السابعة لبطولة دوري كرة القدم الإيطالي. وشهدت المباراة حالة طرد وحيدة في صفوف الإنتر، بعدما حصل ناغاتومو على البطاقة الثانية خلال المباراة للمسه الكرة باليد. وبهذه النتيجة حافظ الإنتر على المركز الثاني، مع لاتسيو، برصيد 15 نقطة، فيما تجمد رصيد الميلان عند سبع نقاط، وبفارق 12 نقطة عن يوفنتوس ونابولي المتصدرين للترتيب.
سترا - مورينهو: هذا ما قاله رئيس النادي ماسيمو موراتي عقب المباراة، إذ شبه مدربه ستراماتشوني بالبرتغالي مورينهو. وعانق المدير الفني كاسانو، وأخذ الكرة، كما يفعل الأطفال، واتجه بها نحو مدرج مشجعي الإنتر في سان سيرو وصاح بأعلى صوت «إنه لكم!»، بعلامات تعجب من نجح في الفوز بمواجهتي ديربي خاضهما منذ توليه تدريب الفريق. وقال عنه موراتي: «رأيت في ستراماتشوني الذكاء، ومورينهو كان ذكيا للغاية. لكن ما يجعله يشبه البرتغالي أكثر هو التفاني الشديد في العمل، والانتباه. منذ فترة وأنا أكرر ثقتي الكبيرة فيه، ومباراة الديربي هذه ذكرتني حينما فزنا على برشلونة على الرغم من النقص العددي. فريق الميلان؟ ربما كانوا يشعرون بالخوف والضيق». يذكر أن المدرب الشاب ستراماتشوني، في سن 36 عاما فقط، قد دخل في السجل الذهبي لديربي سان سيرو، بانتصاراته في مواجهات الديربي مع الميلان؛ خصمه التقليدي. فبعد الفوز في السادس من مايو (أيار) الماضي، ها هو الفوز مجددا، وله دائما مذاق خاص، لأنه جاء والفريق بعشرة لاعبين.
لا أفهم أليغري: يقول ستراماتشوني دعوكم من المقارنة بمورينهو والشكاوى التحكيمية. وأضاف: «لا تقولوا إن الإنتر كان أوفر حظا لحسم المباراة، فالقول بهذا يبدو لي رأيا من بين آراء مختلفة. لتنظروا إلى بطاقتي ناغاتومو، الآن، بما أنكم تريدون تعليقا على مسألة أن الحكم قد عاقب الميلان، دعوكم من كل هذا. على أي حال، سأكون في كوفرتشيانو، والدرس الأول للمدربين هو احترام الحكام». لو كان يوجد شيء يريد ستراماتشوني تجنبه، فإنه توقف البطولة لأسبوعين بسبب ارتباطات المنتخبات، بعد نسيان الهزيمة، وقد حدث معه هذا أمام روما من قبل، ويواصل ستراماتشوني: «الزعم بأن الإنتر كان أوفر حظا نوع من فرض الرأي. بصراحة لم أفهمه (يقصد أليغري، ملحوظة المحرر). نحن الآن فريق أكثر، ونجيد الإيذاء وعلينا التطور في تأدية المباراة باستمرارية. أعجبني أمران؛ الأول هو بدء المباراة بهجومية كبيرة، والثاني عدم السماح للميلان بالتمريرات البينية القصيرة، لقد رأيت شخصية تليق بفريق كبير». سُئل ستراماتشوني كم يمكن لفريق الإنتر الحالي أن ينضج في ليلة كهذه، فأجاب: «اللاعبون كانوا هم الأبطال الرئيسيين، فعند نقطة معينة لم يكن بوسعي فعل أي شيء. لقد فعلوا هم كل شيء. تسألوني عن صيحتي نحو مدرج المشجعين (إنه لكم!)؟ بعد الخسارة أمام سيينا واصل الجمهور دعمنا وخصصوا لي لافتة غاية في الروعة».
الميلان: منذ أسابيع تم اعتبار لقاء الديربي هو حجر الأساس في مسيرة ماسيمليانو أليغري، حيث ينبغي الفوز به، من أجل الانطلاق من جديد وكي لا تتم إقالته. سار الديربي على نحو سيئ، مجددا. مع الأخذ في الاعتبار أن هذا اللقاء تحديدا كان علامته المميزة في فترة السعادة، حيث تغلب مرتين على الإنتر في عام الفوز بالدرع؛ إحداهما أمام بينيتيز والأخرى أمام ليوناردو، وفوز آخر انتزعه بين الموسم الأول والثاني، في بكين، حيث كأس السوبر الإيطالية. حينها كان غاسبريني مدربا وربما وصم ذلك الديربي مسيرته مع الإنتر. لكن مسيرة أليغري مع الميلان لا تزال معلقة. كان مالك النادي سيلفيو برلسكوني أول من أمس في مدينة سان بطرسبرغ لحضور عيد ميلاد صديقه فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، وكذلك ابنته باربارا لتمثيل ملاك النادي. لم يعد أليغري على صفيح ساخن، على الأقل في الوقت الحالي، بينما يغرق في الترتيب أكثر دائما.
العيوب المعتادة: بعد هذا الديربي الذي تم اعتباره طويلا يوم التحول، بمعنى أو بآخر.. مسألة مستقبل المدرب تبدو وقد تم تجميدها، أيضا لأن المباراة شهدت بعض الأخطاء التحكيمية، وكثيرا لأن انتصار سان بطرسبرغ على زنيت والفوز الأول في ملعبه أمام كالياري قد أعطيا أدنى قدر من الأكسجين للنجاة من الغرق. لكن ما أرق أليغري هو الهدف الذي لم يتم احتسابه، وركلة الجزاء التي لم تحتسب وحالتا طرد كان ينبغي منحهما للإنتر، مع جيسوس وبعده صامويل، وقال: «الحكم أثر في سير المباراة بصورة كبيرة، لكن حينما يحدث شيء للميلان لا تتحدثون، وإن كان الأمر هذه المرة يتعلق بوقائع بارزة. أطلق صافرة نهاية الشوط الأول 12 ثانية مبكرا، وهو خطأ فني. خطأ جيسوس مع إيمانويلسون يستحق طرد لاعب الإنتر، بينما لم يفعل فاليري.. لم يفعل أيا من هذا، وأطلق الصافرة مبكرا. طرد ناغاتومو؟ أخذ الكرة بيده، ولم يكن أمامه سوى طرده. لقد قام بدوره. لا أريد إعطاء حجج وأعذار لفريقي، فقد خسرنا وعلينا تقبل الهزيمة مع التفكير أننا لعبنا بشكل جيد والأداء كان طيبا. الحكم لم يكن محظوظا، فقد اتخذ قرارات خاطئة في لحظات مهمة. معنوياتي مرتفعة، لكننا نعاني دائما هذه الأشياء. يدخل الحكم ضمن المرحلة السلبية التي يعيشها الفريق، ونأمل أن تتغير». إلى الآن الليلة مظلمة، وكذلك الترتيب.