ذكرت وسائل الإعلام الإسبانية أن مانشستر سيتي الإنجليزي يسعى لضم نجم أتلتيكو مدريد الإسباني الدولي الكولومبي راداميل فالكاو، إضافة إلى لاعب وسط مالقة فرانسيسكو سواريز المعروف بإيسكو. واستندت وسائل الإعلام الإسبانية في خبرها إلى وجود مدرب سيتي الإيطالي روبرتو مانشيني في ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» الأحد الماضي لمتابعة مباراة أتلتيكو مدريد مع مالقة (2 - 1) ضمن المرحلة السابعة من الدوري الإسباني.
وذكرت صحيفة «اس» أن سيتي انضم لمواطنه تشيلسي وقطب العاصمة الإسبانية الآخر ريال مدريد اللذين يسعان أيضا للحصول على خدمات الهداف الكولومبي الذي سعر بـ45 مليون يورو. من جهة أخرى، كشفت صحيفة «ال ديسماركي دي مالقة» الأندلسية أن مانشيني تواجد في مدريد الأحد لمتابعة إيسكو (20 عاما) وليس فالكاو، وذلك بعد الأداء المميز الذي قدمه هذا اللاعب الشاب في مباراتي فريقه ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، مشيرة إلى أن مالقة وضع بندا جزائيا يسمح للاعب وسطه بالرحيل مقابل 21 مليون يورو.
وفي المقابل، ذكر مانشيني أنه سافر إلى مدريد لمتابعة المهاجم الباراغوياني روكي سانتا كروز المعار من سيتي إلى مالقة الذي سجل هدفه الأول مع الأخير في مباراة الأحد بالذات، لكن ذلك لم يمنعه من الإشادة بإيسكو، قائلا: «أنا هنا لرؤية سانتا كروز. إنهما فريقان يضمان لاعبين رائعين. إنها مباراة مثيرة جدا. (إيسكو) لاعب جيد وشاب».
أما رئيس أتلتيكو مدريد أنريكه سيريسو الذي اعترف سابقا بأن فالكاو قد يرحل عن الفريق في حال لم يتمكن الأخير من حجز معقد له في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فقال إنه لا يشعر بالقلق حيال وجود مانشيني في المدرجات، مضيفا بشكل مازح أن الإيطالي موجود في إسبانيا لشراء منزل هناك. ويأتي الحديث عن رغبة سيتي في التعاقد مع فالكاو تزامنا مع الحديث الذي أدلى به اللاعب حول الدوري الإنجليزي وإعجابه به، وذلك في حديث لصحيفة «ذي تايمز» البريطانية، حيث قال: «إنجلترا؟ في يوم من الأيام، قد أذهب إلى هناك. إنها لعبة (دوري) تابعتها منذ فترة طويلة وفي يوم من الأيام أود أن أختبرها». وتابع: «اعتدت متابعته (الدوري الممتاز) على شاشة التلفاز حين كنت طفلا. (كان هناك لاعبون) مثل روي كين وإيريك كونتونا و(جانفرانكو) زولا. لكن اللاعب الذي شجعته كان (مواطنه فاوستينو) أسبريلا حين كان في نيوكاسل».
إن الحديث عن احتمال انتقال فالكاو إلى الدوري الإنجليزي ليس جديدا، إذ لمح والده الشهر الماضي إلى أن هذه الخطوة قد تتحقق في يناير (كانون الثاني) المقبل. ومن المؤكد أن الكثير من الفرق الأوروبية الكبرى سيسعى جاهدا للتعاقد مع فالكاو في حال قرر أتلتيكو مدريد أن يطرحه في سوق الانتقالات في يناير المقبل، لكن راداميل الأب أكد أن الدوري الممتاز سيكون وجهة نجله المقبلة في حال تركه العاصمة الإسبانية. وأجاب راداميل الأب عن سؤال حول إمكانية انتقال نجله إلى الدوري الممتاز أوائل العام المقبل، قائلا: «نعم، إنه أمر مرجح جدا. هناك ثلاثة أندية مهتمة به - مانشستر سيتي وتشيلسي وفريق روسي. لطالما أراد فالكاو اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز». وواصل: «لقد أحب تشيلسي منذ أن كان صبيا، ولطالما اعتبر أن اللعب مع فريق كبير في الدوري الإنجليزي الممتاز يعتبر شرفا كبيرا».
وذكرت بعض التقارير أن تشيلسي حاول خطف خدمات فالكاو في اليوم الأخير من الانتقالات الصيفية، لكن النادي اللندني لم يتقدم بعرض، وقد ذكر مصدر مقرب من بطل أوروبا لموقع «إي إس بي إن» أن فريق المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو حاول ضم النجم الأوروغوياني أدينسون كافاني من نابولي الإيطالي وأن فالكاو لم يكن ضمن الخيارات المطروحة.
ونفى تشيلسي ما ذكرته وسائل الإعلام الكولومبية عن توصله إلى اتفاق مبدئي مع مواطنها، بينما رأى والد اللاعب أن على أي ناد مهتم بخدمات نجله أن يدفع المبلغ المطلوب لكي يضمه إلى صفوفه، مضيفا: «لا أريد التحدث عن أي اتفاق مبدئي... إن الحد الأدنى للبند الجزائي الذي وضعه أتلتيكو مدريد من أجل السماح له بالرحيل يبلغ نحو 55 مليون يورو، لكن فالكاو لا يريد التحدث بالأرقام».
ويعاني أتلتيكو مدريد مشاكل مالية، وذكر أنه مدين لسلطات الضرائب بمبلغ 215 مليون يورو، مما دفع مديره التنفيذي ميغيل أنخيل جيل مارين إلى القول خلال الربيع الماضي إن النادي سيبيع فالكاو هذا الصيف إذا لم يتمكن من التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكنه عاد عن موقفه السابق بعدما شاهد المهاجم الكولومبي يقود الفريق إلى الفوز بلقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بتسجيله ثنائية في مرمى أتلتيك بلباو (3 - 0) خلال المباراة النهائية التي أقيمت في مايو (أيار) الماضي.
وكان فالكاو انضم إلى أتلتيكو بصحبة الدولي البرتغالي روبن ميكايل، وذكرت التقارير أن الفريق الإسباني دفع 5 ملايين يورو لبورتو لكي يحصل على خدمات هذا اللاعب الذي خاض الموسم الماضي مع ريال سرقسطة على سبيل الإعارة، وهو انتقل هذا الصيف إلى براغا البرتغالي بالطريقة ذاتها.
ويمثل فالكاو وميكايل مدير أعمال واحد هو جورج مينديز الذي ارتبط اسمه بطرف استثماري ثالث ساهم في تعاقد أتلتيكو مع النجم الكولومبي مع شرط الاحتفاظ بجزء من حقوق عقد اللاعب، لكن جيل مارين نفى هذا الأمر وأكد أن فريقه يملك حقوق عقد هذا اللاعب كاملة. وارتبط اسم فالكاو الذي سجل 36 هدفا لأتلتيكو مدريد الموسم الماضي و31 هدفا لبورتو في ذلك الذي سبقه، بانتقال محتمل إلى أندية كبرى بينها يوفنتوس الإيطالي أيضا.
من جهته، أعرب فالكاو عن سعادته بمنافسة النجمين البرتغالي كريسيتانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي على صدارة ترتيب الهدافين، مشيرا إلى أنه يأمل الاستمرار في مقارعتهما حتى نهاية الموسم. وسجل الثلاثي 8 أهداف حتى الآن بعد مرور سبع جولات، وقد نجح فالكاو في إضافة هدفين إلى رصيده هذا الموسم بقيادة فريقه إلى الفوز على مالقة (2 - 1). شأنه في ذلك شأن كل من ميسي ورونالدو اللذين سجلا هدفين لفريقهما في الكلاسيكو الذي انتهى بتعادل برشلونة وريال مدريد (2 - 2) الأحد الماضي.
وقال فالكاو في تصريح لصحيفة «إل تييمبو»: «المنافسة محتدمة جدا على صدارة ترتيب الهدافين، لكني أستمتع بمقارعتهما. أشعر بالفخر لأنني تفوقت عليهما في إحدى المراحل هذا الموسم، وآمل أن أستمر في منافستهما لأطول فترة ممكنة».
وفي إطار متصل، اعتبر لاعب وسط ريال مدريد وبرشلونة سابقا الألماني برند شوستر أن فالكاو لا يقل أهمية عن ميسي ورنالدو، وقال: «حاليا، فالكاو مثل ميسي ورونالدو، الثلاثي من كوكب آخر». يذكر أن شوستر دافع عن ألوان ريال مدريد أيضا من 1990 إلى 1993.