التوتر يخيم على علاقة دي روسي بمدرب روما

شكوك حول مستقبل اللاعب بعد رفضه أفكار زيمان

TT

خاض دي روسي أول مران له في معسكر كوفيرتشانو مع الآزوري في حالة من الوجوم والترقب. وبدا لاعب فريق روما مهموما بعد الاهتمام الإعلامي الكبير الذي حظيت به تصريحات زيمان مدرب روما بشأنه بعد مباراة الفريق الأخيرة في الدوري. وكان زيمان قد أجلس دي روسي وأوسفالدو على مقاعد البدلاء في مباراة الأحد الماضي مبررا ذلك بأنهما لم يتدربا بشكل جيد وبأنهما يفكران في نفسيهما أكثر من الفريق. ولا شك أن دي روسي يشعر بالقلق على مكانته بين جماهير روما التي أبدت تأييدها لقرارات المدرب الذي أوضح أن الأسماء لم يعد لها قيمة في الفريق وأن المشاركة ستكون فقط لم يستحق ذلك بجهده وليس باسمه.

ويبو أن قرار زيمان بإبقاء دي روسي، الذي كان البعض حتى شهور قليلة مضت يلقبونه بقائد المستقبل في روما، جاء تماشيا مع رغبات الجماهير التي رفعت في الآونة الأخيرة لافتات طالبت فيها الجميع ببذل الجهد. ووضح أن البقاء على مقعد البدلاء أثر كثيرا على نفسية اللاعبين ولا سيما دي روسي الذي رفض الحديث في المؤتمر الصحافي بمعسكر المنتخب في كوفيرتشانو مبررا ذلك بأن الحديث «سوف يدور حول شيء واحد فقط». ويدرك برانديللي مدرب المنتخب الحالة النفسية التي يمر بها دي روسي في الوقت الحالي. وقد أكد برانديللي أنه لا يتدخل أبدا في عمل مدربي الأندية، وأضاف بشأن دي روسي وأوسفالدو: «لا أناقش قرارات زيمان، ولا شك أنه كان لديه أسبابه. وكان اللاعبان دائما ملتزمين معي». وقد حرص برانديللي على التحدث مع اللاعبين على انفراد في معسكر كوفيرتشانو وأكد لهما خلال هذا الحوار أن الكلمات لا جدوى منها وطالبهما بإثبات قدراتهما بشكل عملي داخل الملعب. وأوضح بعض المقربين من دي روسي أنه لم يشعر بالغضب بسبب استبعاد زيمان له من مباراة الفريق الأخيرة وإنما بسبب التشكيك في التزامه كلاعب محترف. والمعروف أن دي روسي لم يشتك إطلاقا من الأحمال التدريبية العالية التي يتعرض لها لاعبو روما تحت قيادة زيمان، لكنه أبدى تذمره في بعض الأحيان من بعض القرارات الخططية للمدرب التشيكي وشاركه في ذلك بورديسو الذي يدخل هو الآخر ضمن قائمة اللاعبين الذين استبعدهم زيمان. ورغم ذلك فقد أشاد زيمان أكثر من مرة بكل من بورديسو وأوسفالدو ووصف الأخير بأنه «يأتي بعد توتي في الموهبة». وهكذا يعتبر دي روسي هو اللاعب الوحيد الذي لم يحاول زيمان إرضاءه بأحد التصريحات الودية عقب استبعاده من التشكيلة الأساسية للفريق. ولعل هذا يفسر سبب مطالبة زيمان خلال الصيف الماضي بضم لاعبين، هما تاكتيسيدس وبرادلي، يلعبان في نفس مركز دي روسي وينافسانه على مركز أساسي بالفريق.

ويواجه دي روسي حاليا مشكلتين رئيسيتين مع فريق روما. تتمثل الأولى في الشك الذي يواجه به اللاعب أداء زيمان، وهو ما يصيب المدرب بالقلق خشية أن ينتشر هذا الشك بين بقية اللاعبين. والمشكلة الثانية هي المركز الذي يلعب فيه دي روسي. والمعروف أن دي روسي يحب اللعب في خط الوسط أمام الدفاع ولم يخف أبدا رغبته في المشاركة في هذا المركز، بينما يرى زيمان أنه لا يصلح لهذا المركز ويفضل عليه تاكتيسيدس (وبرادلي كبديل له). ويبدو من الصعب للغاية إقناع دي روسي بقبول هذا الأمر، لا سيما أنه أصبح في هذا المركز واحدا من أفضل لاعبي العالم.

وفيما يتعلق بموقف إدارة النادي من هذا التوتر والاختلاف في وجهات النظر بين اللاعب والمدرب، يبدو أن إدارة النادي لا ترغب في التدخل بشكل مباشر لكنها منحت زيمان على أي حال جميع الصلاحيات اللازمة لقيادة الفريق مثلما يحلو له، كما طالبته باتخاذ قرارات مؤلمة إذا دعت الضرورة من أجل استعادة ذاكرة الانتصارات وتعويض الإخفاقات التي مني بها الفريق في بداية الموسم. ويبدو أن دي روسي يدفع حاليا ثمن عقده الباهظ التكلفة مع نادي روما الذي يدفع له راتبا سنويا يصل إلى ستة ملايين يورو (وهو الأعلى في إيطاليا إلى جانب بوفون وشنايدر). ويتردد أن إدارة نادي روما قد شعرت بالكثير من الانزعاج بعد أن رفض دي روسي عرض نادي مانشستر سيتي الإنجليزي خلال الصيف الماضي والذي كان نادي روما مستعدا لقبوله. والمعروف أن دي روسي صرح قائلا في شهر أغسطس (آب): «لم أطالب أبدا بالرحيل عن نادي روما». ويتساءل دي روسي في الوقت الحالي لماذا لا يدافع النادي عنه ضد زيمان رغم أن مسؤولي النادي جعلوا منه في السابق قلب المشروع الفني للفريق في المستقبل.