ألان هانسن: جون تيري وأشلي كول جلبا العار لنفسيهما ولناديهما

نجم ليفربول السابق يؤكد أن سلوك اللاعبين انعكس على تشكيلة المنتخب الإنجليزي

TT

يجب أن يقوم شخص بارز من القائمين على إدارة نادي تشيلسي الإنجليزي بالحديث بشكل شخصي مع نجمي الفريق جون تيري وأشلي كول، ويقدم لهما المشورة الصادقة في الوقت الراهن، ويخبرهما أنه على الرغم من أنه يمكنهما الاعتماد على دعم النادي وأهميتهما للفريق التي تضمن لهما المشاركة بصفة أساسية في جميع المباريات، فإنه يتعين عليهما أن يتحليا بقدر أكبر من الحكمة، ويدركا أن ما يقومان به يؤثر بصورة سلبية على سمعة النادي، لأن أي خبر سيئ يتم نشره عن تيري أو كول يؤثر بالضرورة على اسم تشيلسي ومكانته.

ووفقا لألان هانسن نجم ليفربول السابق، فإنه يتعين على كلا اللاعبين أن يعيدا النظر في سلوكهما في الفترة الأخيرة، ويفكرا في مسؤوليتهما تجاه النادي وعشاقه، ويسألا أنفسهما عن التأثير السلبي الذي تركاه على سمعة وصورة النادي. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يعتقد تيري وكول أنهما مدينان بشيء لتشيلسي بسبب هذه الضجة الكبيرة؟

في الواقع، يتعامل تشيلسي بصورة رائعة مع هذين اللاعبين، ومما لا شك فيه أيضا أن تيري وكول قد ساهما بشكل كبير في النجاح الذي حققه تشيلسي، ولكن عليك أن تسأل نفسك من يساعد من بصورة أكبر في الوقت الراهن؟ إن آخر شيء يريده أي ناد أو يكون بحاجة إليه هو التعامل مع مثل هذا الموقف في حقيقة الأمر، علاوة على أن أي مؤسسة رياضية تريد دعاية إيجابية لها، وتريد أن تحصل على قدر كبير من الثناء عندما تحصل على لقب أوروبي أو تفوز بالكؤوس والبطولات المحلية، لا أن تضيع وقتها في الدفاع عن القضايا التي يتورط فيها نجومها ولاعبوها.

سيقول البعض إنه بإمكان النادي أن يتخذ موقفا حيال ذلك، كأن يقوم بتغريم اللاعبين أو إيقافهم أو حتى الاستغناء عنهم، ولكن هذا نوع من المثالية التي لا تتحقق على أرض الواقع، لأن التاريخ يثبت دائما أن أندية كرة القدم لا تضحي طواعية بنجومها البارزين الذين يمثلون قيمة كبيرة لها، وتيري وكول من نوعية اللاعبين الذي يصعب التضحية بهم، ولذا أصبح النادي مضطرا للدفاع عنهما في وسائل الإعلام المختلفة، ولا يمكن لأي نادي أن يتصرف بطريقة مختلفة إذا كان في هذا الموقف.

ويمكنكم النظر إلى الأندية الكبرى التي تسبب لاعبوها البارزون في بعض المشكلات، وسوف تجدون أن رد فعل هذه الأندية كان مماثلا لما يقوم به تشيلسي الآن، حيث دافعت هذه الأندية عن لاعبيها، حتى وإن لم نكن متأكدين مما يحدث خلف الأبواب المغلقة، ومن المساعي الحثيثة التي تبذلها هذه الأندية لمعرفة السبب وراء الوقوع في هذا المأزق وسبل تجنب ذلك في المستقبل.

يمكنكم الحديث كما تشاءون عن مزايا وعيوب الإجراءات التأديبية التي تتخذها الأندية بحق لاعبيها، ولكني متأكد من أن بعض اللاعبين لا يأبهون بالغرامات المالية في الوقت الحالي. وفي الواقع فإن النجوم الكبار من اللاعبين لا يصيبهم ضرر كبير من فرض هذه الغرامات، بعكس هؤلاء الذين لا يتمتعون بمثل هذه النجومية، علاوة على أن المواهب الفذة في عالم كرة القدم تتمتع بسلطة كبيرة وقدرة على تجنب العقاب الذي يتعين فرضه عليهم في حال انتهاكهم للقواعد المتعارف عليها. وتختلف كرة القدم عن أي عمل آخر، حيث يمكن أن يفقد المديرون التنفيذيون ورؤساء الأندية وأعضاء مجلس الإدارة مناصبهم بكل سهولة، ولكن لا يمكن التخلي عن خدمات لاعب كبير؛ لأن ذلك سوف يكلف النادي الكثير، سواء من حيث الأموال أو النتائج.

والشيء الذي يجب أن يدركه اللاعبون جيدا هو أن أي تصريح يدلون به أو أي عمل، سواء داخل الملعب أو خارجه، يؤثر على أنديتهم، وأنه يتعين عليهم الالتزام بواجباتهم تجاه أنديتهم وتجاه أنفسهم أيضا. أنا لا أعتقد أن تيري وكول سعيدان بتلك الأخبار السيئة التي تنشر عنهما، ولا يمكن أن يكونا على استعداد للتعرض للهجوم خلال المباريات التي يشاركان فيها مع تشيلسي خارج ملعبه، وهو ما سيحدث بالتأكيد في المستقبل القريب.

أعتقد أنهما يريدان أن تركز الأخبار على موهبتهما باعتبارهما لاعبي كرة قدم بارزين، بدلا من الإساءة لهما، ولا يوجد أدنى شك في أنهما من أبرز لاعبي كرة القدم في إنجلترا.

ولعل الشيء الملحوظ بقوة، ولا سيما في قضية جون تيري، هو أن مستوى هذا المدافع الصلب في صفوف تشيلسي لم يتأثر كثيرا بهذه القضية، والأمر نفسه ينطبق على كول الذي يتصرف بشكل يعلم جيدا أنه لن يؤدي إلى نتائج سيئة للغاية، ولكن مستواه داخل المستطيل الأخضر لم يتأثر كثيرا بتلك القضية. ومع ذلك، من الواضح أن كلا اللاعبين لا يحصل على النصائح اللازمة، أو بالأحرى لا يستمعان إليها.

وفي الحقيقة، يجب أن يخبرهما البعض بالنتائج المترتبة على ما يقومان به، ومدى تأثير ذلك على سمعتهما وعلى صورة النادي ككل.

ويدرك نادي تشيلسي جيدا أن أي فعل غير مساندة اللاعبين سينظر إليه على أنه عدم ولاء، وسيؤدي إلى حالة من الانقسام داخل صفوف الفريق، في حين يرى البعض خارج «ستامفورد بريدج» أنه يتعين على النادي اللندني أن يتخذ موقفا قويا إزاء ما يحدث من اللاعبين، ولكن الشيء المؤكد هو أن ما يحدث سوف يؤثر بالطبع على المدير الفني للفريق ومجلس إدارة النادي.

ولم تنعكس قضية تيري على تشيلسي فحسب، ولكن تأثيرها السلبي امتد إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث فقد فابيو كابيللو المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي وظيفته، وفقد تيري شارة قيادة منتخب بلاده قبل أن يعتزل اللعب الدولي، وتم التخلي عن خدمات زميله في الخط الخلفي في المنتخب الإنجليزي منذ فترة طويلة، ريو فرديناند، والآن تحوم الشكوك حول مستقبل أشلي كول نفسه مع المنتخب الإنجليزي على الرغم من قرار ضمه إلى صفوف المنتخب الإنجليزي بعد اعتذاره عما فعله وقبول اتحاد الكرة اعتذاره. وهكذا يستأنف المنتخب الإنجليزي تصفيات المونديال غدا وتشكيلته تعاني من تصرفات تيري وكول. لقد دفع تشيلسي ثمن دفاعه عن تيري وكول، لذا يتعين عليهما أن يردا الجميل لناديهما، وأن يضعا حدا لهذه القضية، ويصبا كل تركيزهما داخل المستطيل الأخضر.

وكان ديفيد برنستين، رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، أكد الثلاثاء أنه سيسمح لأشلي كول بالمشاركة مع المنتخب الإنجليزي في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وذلك بعد أن وجه الاتحاد الإنجليزي تهمة السلوك غير اللائق إلى كول بسبب الانتقادات التي وجهها اللاعب للاتحاد من خلال حسابه الشخصي على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر».

ولكن برنستين قال إن كول قد اعتذر بشكل علني في اليوم التالي، وبشكل شخصي مساء الاثنين.

وأضاف: «لقد أظهر ندما حقيقيا.. نظرت في عينيه وقبلت اعتذاره.. يسمح له باللعب للمنتخب الإنجليزي».

وكان كول انتقد المبررات التي استند إليها الاتحاد في العقوبات التي فرضها على جون تيري، زميله في تشيلسي، في القضية المتهم فيها تيري بالإساءة العنصرية، قبل أن يلغي رسالته على «تويتر» التي انتقد من خلالها اتحاد الكرة الإنجليزي.