برلسكوني يدرس الاستعانة بشركاء عرب للنهوض بالميلان من أزمته

الصندوق السيادي القطري قد يساهم بـ30% من أسهم النادي الحالية

TT

وضع نادي الميلان خطة عاجلة تهدف للعودة إلى القمة في أسرع وقت ممكن من خلال إدخال مساهمين عرب يقومون بضخ رؤوس أموال جديدة في ميزانية النادي ويرفعون بها من قيمته التي يقدرها موقع «فوربس» بنحو 764 مليون يورو. والمعروف أن سلفيو برلسكوني رئيس النادي قيم ناديه بمبلغ يزيد قليلا عن هذا المبلغ (نحو 800 مليون يورو)، لكنه لا ينوي بيعه بشكل كامل. لكن برلسكوني يمتلك بالفعل خطة لبيع جزء من أسهم النادي، تصل إلى 30% وقد جرت بالفعل اتصالات مكثفة وثابتة بين الميلان والصندوق السيادي القطري. وتهدف هذه الاتصالات إلى زيادة رأس مال النادي بقيمة 250 مليون يورو. لكن طريقة ضخ هذه الأموال تشهد الكثير من الاقتراحات والافتراضات التي ما زالت في طور الدراسة.

الانطلاق: وفي البداية يمكن أن يرتبط نادي الميلان مع المساهمين القطريين بمشاريع عقارية. وهي الطريقة التي انتهجها نادي الإنتر لإدخال شركاء صينيين جدد في النادي. وقد يلجأ الميلان إذن للوسيلة نفسها مع الشركاء العرب المحتملين من أجل إطلاق مشروع الاستاد الجديد الذي يحرص عليه برلسكوني وابنته باربرا بشدة. وقد يتم بناء استاد جديد أو إدخال تعديلات شاملة وجذرية على استاد سان سيرو بمساعدة الشركاء العرب. لكن هذا لن يكون سوى البداية لأن الجانب القطري لا يهتم فقط بالدخول في عالم كرة القدم الإيطالية (وهم يمتلكون بالفعل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي) بل أيضا بالدخول في سوق الإعلام والتلفاز. وهناك بالتالي الكثير من التحركات المالية تدور حول نادي الميلان. ويبدو الطريق مرسوما ومحددا في هذا الصدد. فنظرا للأزمة المالية التي تعاني منها مجموعة «فينينفيست» المالكة للميلان لا يمكن للنادي أن يعود لمعدلات الإنفاق السابقة إلا باللجوء إلى الأموال الشخصية لعائلة برلسكوني. وبالتالي يعتبر البحث عن شركاء أجانب في مشاريع كبرى، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بإدارة النادي والسيطرة عليه، هو أفضل الحلول للنهوض بالميلان من جديد واستعادة أمجاده السابقة. ولا شك أن الاستثمار في مجال خاسر مثل كرة القدم الإيطالية (وبنسبة محدودة في أسهم النادي أيضا) ليس هي الطريقة المعتادة التي يعمل بها الصندوق السيادي القطري، لكن ما يهم مسؤوليه في المقام الأول هو التوسع في مجال الاتصالات. ويعني الاستثمار في الميلان بالنسبة للجانب القطري التعاون مع شركة «ميدياسيت» الإعلامية الضخمة. ولذلك لم يكن من الغريب أن تتردد في الآونة الأخيرة أنباء عن وجود تعاون بين تلفزيون كولونيو مونزيسي الإيطالي وقناة «الجزيرة» التي تمتلكها عائلة آل ثاني، والتي تعتبر جسر التواصل الإعلامي الأول بين العالم العربي والغرب.

الصبر: وتحتاج هذه الصفقات الحساسة والضخمة إلى الكتمان والسرية في البداية. ولهذا فلن يكون من السهل معرفة الكثير عن هذه الصفقات أثناء فترة المفاوضات بين الميلان والجانب القطري. وقد اكتفى غالياني نائب رئيس الميلان يوم أول من أمس بتصريحات مقتضبة للغاية وتخلو من أي معلومات ذات قيمة في هذا الصدد حيث صرح نائب رئيس الميلان قائلا: «لا يوجد أي شيء حقيقي في هذا الصدد، لكننا لا يمكن أن ننشغل طوال الوقت بتكذيب جميع الأنباء». وكان غالياني يشير بهذه التصريحات إلى أنباء وجود صفقة مع الجانب العربي وكذلك للشائعات التي انتشرت حول وجود عرض كبير من روسيا للمساهمة في نادي الميلان. وكانت زيارة برلسكوني الشخصية إلى روسيا ومنزل بوتين قد غذت الشائعات التي تتحدث عن اهتمام شركة «غازبروم» ومستثمرين روس آخرين بنادي الميلان. لكن الواقع يؤكد أن المستثمرين العرب هم الأقرب للدخول في نادي الميلان في الوقت الحالي.

خيبة الأمل: وقد يساهم المشروع العربي في زيادة رأس مال الميلان بـ250 مليون يورو، بعد أن قامت عائلة برلسكوني العام الماضي بضخ 80 مليون يورو في ميزانية النادي لمساعدته على تسوية حساباته وخسائره المادية. وتكفلت صفقتا بيع تياغو سيلفا وإبراهيموفيتش بالباقي وهو ما أدى في النهاية إلى معادلة النفقات والإيرادات في الميزانية.. فقد انتهج الميلان في السابق عدة مرات سياسة التقشف ثم تخلى عنها بعد ذلك. وحدث ذلك عام 2001 عندما كانت ميزانيات الأندية تنصح بالتقشف وترشيد النفقات، لكن برلسكوني تدخل بشكل مفاجئ وقام بشراء روي كوستا مقابل 35 مليون يورو. وهو مبلغ كبير للغاية بمقاييس تلك الفترة وكانت تلك الصفقة هي أكبر صفقة في تاريخ برلسكوني. وتكرر الأمر قبل عامين حينما كان النادي يعاني من أزمة مالية كبيرة ويحتاج إلى انتهاج سياسة التقشف، لكنه قام في نفس الوقت بعقد صفقتي إبراهيموفيتش وروبينهو. والآن يبدو التقشف شاملا لكن برلسكوني لن يستسلم ويترك ناديه الكبير صاحب التاريخ العريق يلعب دورا ثانويا في كرة القدم الإيطالية. وسيكون البحث عن رؤوس أموال أجنبية هو الوسيلة الأولى للخروج بالنادي من عثرته واستعادة قوته وهيبته في الدوري الإيطالي.