اعترف مدرب القادسية البرتغالي ماريانو باريتو بأن استدعاءات المنتخبات الوطنية للاعبي فريقه ما زالت تؤثر عليهم حتى الآن في دوري ركاء (دوري الدرجة الأولى السعودي لكرة القدم)، وسببت لهم مصاعب كثيرة في دوري «زين»، العام الماضي، وأدت بالنهاية إلى هبوطهم لدوري الدرجة الأولى، مطالبا مسؤولي المنتخبات بالعمل إلى جانب الأندية، لا أن يكونوا ضد مصلحتها.
وأكد ماريانو في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن الإدارة السابقة برئاسة عبد الله الهزاع اتخذت كثيرا من القرارات الخاطئة، ولا يزالون يعانون منها ويحاولوا معالجتها حتى الآن، رافضا تحميل أحد خطأ ذهابه للبحرين بشكل يومي للمبيت مع زوجته، التي لم تحصل على تأشيرة العودة.
*هبط القادسية في الموسم الماضي إلى الدرجة الأولى بعد النتائج المخيبة في دوري زين، هل تعتقد أنه قادر على العودة مجددا إلى دوري «زين»، الموسم المقبل، على الرغم من تطور مستويات الأندية المنافسة لكم؟
- الأوضاع أفضل بكثير من العام الماضي؛ ففي هذا العام قمنا بتوليف مجموعة جديدة من اللاعبين، بعضهم من خارج النادي، والنسبة الأكبر كانت للاعبي الفريق الأولمبي وفريق الشباب، ممن نؤمن إيمانا كاملا بأنهم مستقبل فريق القادسية، ومن الناحية الإدارية الكل في الإدارة الحالية يعمل بلا كلل لتوفير أفضل الأجواء لتحقيق هدف الصعود، وإعادة القادسية إلى دوري «زين» من جديد.
*إجابتك السابقة تركزت حول اللاعبين والإداريين، ماذا عن الجانب الفني، وبالتحديد عنك أنت؟
لو لم أومن بأن الأمور تطورت إيجابيا، وأن الإمكانيات المتاحة باتت تسير بشكل أفضل لما بقيت للموسم الثاني على التوالي، لدي ثقة الآن بالإدارة وباللاعبين الذين اخترتهم للمشاركة معي في الدوري، وقبل ذلك لدي الثقة الكاملة بمقدرتي على إعادة الفريق للأضواء.
*في كرة القدم السعودية، عادة ما يكون المدرب هو الضحية في حال الفشل، لكنك ومع هبوط فريقك بقيت بشكل مفاجئ للكثيرين، برأيك لماذا بقيت على رأس الهرم الفني على الرغم من هبوط الفريق؟
- لأن المسؤولين في النادي يعرفون حقيقة الأمور التي حصلت الموسم الماضي، شخص ما من الإدارة السابقة كان يتخذ القرارات بشكل أضر بالفريق، مثل انتقال الحاج بوقاش للنصر دون تعويضه بلاعب يساويه في القيمة الفنية، وبصراحة نحن الآن في الإدارة والجهاز الفني نعمل على تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة السابقة.
*خسرت لاعبين من طراز عال مثل ياسر الشهراني الذي ذهب إلى الهلال، وفهد الدوسري، الذي تحول ليلعب في الشباب، هل أنت قادر على تعويضهم بلاعبين بدلاء، خصوصا أن الملاحظ لفريقك في الموسم الماضي يجد أن هذين اللاعبين كانا يقومان بأدوار محورية في تشكيلتك؟
- سأصدقك القول إن خسارة الشهراني والدوسري صعبة جدا علينا، وتعويضهما أمر ليس بالهين، لكن هذه حياة لاعب كرة القدم، وهم بدأوا في القادسية المعروف بأنه نادٍ ولاد للمواهب لكي يصلوا إلى فرق القمة ويصبحوا من نجوم كرة القدم في السعودية، كما أن العروض المالية التي قُدِمت لهم كانت مرتفعة جدا، ولم يكن بمقدور القادسية تعويضهم، لكن علينا تجاهل ذلك والتركيز على اللاعبين الشباب الذين هم ضمن صفوف فريقنا اليوم، والعمل على تطوير مستوياتهم والارتقاء بهم ليتبعوا خطى ياسر الشهراني وفهد الدوسري.
*ألا تعتقد أنهما رحلا للهلال والشباب في توقيت مبكر جدا، وكان الأفضل لهما البقاء في صفوف القادسية لموسم وحيد على الأقل حتى ينضجا رياضيا بشكل أكبر؟
- من ناحية، أوافقك الرأي ومن ناحية أخرى أخالفك، نعم لا يزالون صغارا على الوجود في فرق كبيرة وتسلط الأضواء عليهما بشكل مستمر، خصوصا أنهم أتوا من فريق هادئ نوعا ما، لكن من الناحية الأخرى الحياة فرص وربما تأتيك الفرصة مرة واثنتين، لكن تتوقف عند ذلك الحد، ومن منظور محايد أشاهد الآن أن ياسر الشهراني تطور كثيرا في الهلال، وأصبح أحد أهم الأسماء في صفوفه فريقه الجديد، وأحد أبرز الأسماء على الخارطة السعودية في الفترة الحالية.
*في العام الماضي، كنتم تشتكون من ضم المنتخبات السعودية المختلفة للاعبي فريقكم بشكل مستمر، مما أثر عليكم في الدوري حتى هبطتم، هل ما زلتم تعانون منها الآن في دوري ركاء أيضا؟
- يؤسفني قول ذلك، ونحن نعاني من هذه المشكلة حتى الآن، ولم يساعدنا أحد لإيجاد حل لتقليص الأضرار المترتبة، في هذه الأيام المنتخب الأولمبي ومنتخب الشباب يضمون عددا كبيرا من لاعبينا، ولدي الآن «5» لاعبين في أحد المنتخبات، وهذا تكرار لما حدث في العام الماضي مع ياسر الشهراني، عندما غاب عنا لمباريات كثيرة كنا نحتاج فيها لنقطة وحيدة لكي نبقى في صفوف أندية دوري «زين»، ولكن لم نستطع.
*ولكن جميع المنتخبات السعودية تعسكر لتجهيز لاعبيها للاستحقاقات التي تنتظرها في الفترة القريبة، ولا أعتقد أن لاعبي القادسية استثناءً عن بقية اللاعبين؟
- أتفهم هدف المنتخبات الوطنية بضم اللاعبين لمعسكرات طويلة، ولكن المنطق يقول إن الحل الأمثل لتطوير أداء لاعب كرة القدم هو ممارسته لها من خلال المباريات الرسمية وليس المعسكرات، ونحن في القادسية لسنا مثل الأندية الباقية التي تملك صفا جاهزا من اللاعبين الكبار، ونحن على العكس نعتمد اعتمادا تاما على اللاعبين الشبّان، وآمل أن يأتي مدربو المنتخبات السعودية في المرات المقبلة للحديث معنا حول هذا الأمر، وأنا كنت مسؤولا عن منتخب وطني وأعرف ما أقول، يجب على المسؤولين عن المنتخبات أن يعملوا بخط متساو مع الأندية، وليس العمل ضد مصلحتها.
*أتفهم حديثك ولكني لا أظن بأن لاعبا واحدا قد يصنع الفارق بالنسبة لفريق كان وضعه سيئا العام الماضي.
- ياسر الشهراني الآن أحد أهم اللاعبين في الهلال، ووجوده مهم جدا، فكيف سيكون حالنا عندما كان في القادسية؟ نعم كان لاعبا مهما وكنت أبني عليه خطط مباريات كثيرة.
*ياسر الشهراني تنتهي إعارته إلى الهلال بنهاية الموسم، هل تفكرون جديا في القادسية بتعويضه ماليا وإبقاؤه ضمن صفوفكم إذا تأهلتم لدوري «زين»؟
- نعم، آمل أن يتم ذلك، وأن يعود إلينا في نهاية الموسم، لكن لا أعلم عن رغبة اللاعب وأتمنى له التوفيق سواء أتى إلينا من جديد أو بقي في صفوف الهلال.
*كيف ترى الفوارق بين الإدارة الحالية في القادسية والإدارة السابقة التي رحلت نهاية الموسم؟
- سأجيب عليك من منظور وحيد، وهو الجانب المالي، اليوم نحن نتسلم مرتباتنا بشكل منتظم دون أي تأخير، بينما في عهد الإدارة السابقة كنا ننتظر تلك المرتبات لمدة «6» أو «7» أشهر، وأعتقد أن هذه الجزئية كافية للحكم على عملهما.
*كيف تجد ذهابك يوميا من الخبر إلى المنامة في البحرين للبقاء مع زوجتك التي لم تستطع الحصول على تأشيرة عودة للسعودية؟
- أعترف بأن الوضع صعب جدا علي، فالتنقل بين الخبر والبحرين ليس سهلا، وأعاني منه يوميا، لكني في المقابل أعتقد أنها ليست مشكلة تتعلق بي وحدي أو في النادي، وإنما تتعلق بكثير من الأجانب في السعودية، والإجراءات الرسمية تطول وهي صعبة جدا، ولكني تحدثت مع مسؤولي النادي وهم يحاولون الآن توفير تأشيرة لها وقالوا لي إنها ستصدر قريبا.