إصابة بوفون تربك حسابات برانديللي وتضعه أمام اختيار صعب

احتمالات قوية حول غياب حارس مرمى الآزوري أمام الدنمارك اليوم

TT

يعاني حارس مرمى المنتخب الإيطالي، جيجي بوفون، إجهادا عضليا في الساق اليسرى، بداية تفقع أو ربما شد عضلي، ويواجه خطر الغياب عن مباراة منتخب بلاده اليوم (الثلاثاء) أمام الدنمارك، على ملعب سان سيرو، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. وهكذا، عادت التكهنات من جديد، وثمة قلق داخل أسوار نادي اليوفي بهذا الشأن. إذا كان العملاق بوفون مصابا عن جد، فسوف يكون مضطرا للغياب عن لقاء فريق يوفنتوس المقبل أيضا. أما نادي نابولي، فينظر إلى الحادثة ببعض الريبة، إذا لم يلعب حارس مرمى اليوفي في المنتخب، فربما يعود البعض في نابولي إلى القول بأنه في كورفيتشانو هناك اهتمام خاص بلاعبي السيدة العجوز، وأن هناك تحيزا وتفضيلا. ولنتمعن جيدا ماذا سيحدث لو تعرض اليوم (الثلاثاء) مورغان دي سانكتيس، حارس مرمى نابولي والبديل الأول لجيجي بوفون في صفوف الآزوري، للإصابة بدوره. ووسط كل ذلك يقف، مدرب المنتخب الإيطالي تشيزاري برانديللي الذي لا يستطيع تحمل المزيد من السموم فوق جلد فريقه.

التحديد: ولم يقم بوفون يوم أول من أمس (الأحد) بعمل التدريبات مع باقي الفريق، وقام فحسب بالعلاج الطبيعي، حيث تم الاهتمام بالعضلات التي تعاني مشكلات. وقد صرح حارس المرمى بهذا الصدد قائلا: «مجرد إجهاد مثل معظم اللاعبين. ينبغي أن أعلم كم يلزم للقضاء عليه». وخلال الساعات القليلة المقبلة، من المفترض أن يتم اتخاذ الخطوة الحاسمة؛ فإذا لم يشارك جيجي في المران الأخير للآزوري فسيصبح من المستحيل رؤيته أمام منتخب الدنمارك. ويتابع بوفون تصريحاته: «أنا مطمئن، وأستمتع بحالة صحية رائعة. ولكن سنرى. أنا ودي سانكتيس نفكر أبعد بعض الأمتار من التلميحات. علي التفكير أولا في مباراة الدنمارك، أما لقاء نابولي فيأتي بعدها». واختار كاستيلاتشي، مسؤول الطاقم الطبي في الآزورى، نهج التفاؤل المتواضع: «بوفون لا يعاني تمزقا عضليا، وليس هناك شيء خطير. لو كانت هناك فرص للتعافي قبل لقاء الدنمارك، فبالأحرى ستكون هناك فرصة لمشاركته في لقاء اليوفي - نابولي. هناك شكوك حول خوض جيجي لقاء الثلاثاء بسبب ضيق الوقت. سوف يتم الدفع به في ملعب سان سيرو أمام الدنمارك إذا تأكدنا، فحسب، أنه لن يواجه خطر التعرض لتورم أو في أسوأ الأحوال، تمزق». وفوق هذه الحافة، تتضح ملامح القلق والخبث. وتصوروا أي جحيم من الاتهامات المضادة سيندلع داخل مقر تدريب اليوفي لو شارك بوفون في مباراة الدنمارك وتعرض لتمزق. وتخيلوا مدى السعادة والقهقهات التي ربما تصاحب في نابولي خبر استبعاد جيجي من تشكيلة اليوم (الثلاثاء). ليس من السهل أن تكون مدربا للمنتخب في مواقف من هذا النوع، وثمة قصص بعينها تتسرب إلى داخل غرفة خلع ملابس الآزوري. فقد صرح لاعب اليوفي والمنتخب الإيطالي، إيمانويلي جياكيريني، بهذا الصدد قائلا: «ليست هناك حاجة لاستغلال المنتخب. لا أعلم لماذا يثار الجدل حول من يلعب أو الذي يستريح». ثم أضاف ريكاردو مونتوليفو، لاعب الميلان أيضا: «بوفون قائد من الناحية الفنية وكذلك الحضور. نحن في حاجة إليه، وأعلم أن جيجي سيبذل كل ما بوسعه للمشاركة في لقاء الدنمارك».

برد وليس التهابا رئويا: يظهر تشيزاري برانديللي الطمأنينة، ولكن من ابتسامته الخبيثة يمكن إدراك أن هناك بعض الأشياء التي تدور برأسه. ربما يود برانديللي اعتبار فريقه هو الخيار الأسمى، فوق المصالح الشخصية والمشاحنات، فقد صرح مدرب الآزوري بنبرة مريرة: «من الواضح أنه أسبوع خاص». ويدرك برانديللي جيدا أن أي اختيار بهذا الصدد سيعود عليه بالضرر هو مثل الكيد المرتد. ولم يسقط تشيزاري في فخ مباراة اليوفي - نابولي، بل تحدث عن الوضع الراهن وعن حالة بوفون قائلا: «إذا كان هناك أحد يعاني البرد لا يمكن القول بأنه أصبح مريضا بالالتهاب الرئوي. بل يأخذ الفيتامينات ويعتني بنفسه وينتظر الشفاء. أنا مطمئن وواثق».

التسلسلات الهرمية: وفي حال تغيب بوفون عن لقاء اليوم، من الذي سيحل بديلا عنه؟ الإجابة «الملائمة» ربما تكون جاهزة وسريعة: هناك سالفاتوري سيريجو، حارس مرمى باريس سان جيرمان، الذي يفتح ذراعيه: «أنا هنا وجاهز للمشاركة». وخلال الساعات القليلة المتبقية قبل مباراة اليوم، سيتم تحديد ما إذا كان البديل سيكون دي سانكتيس أو سيريجو إذا احتاج الأمر إلى ذلك. وقد أجاب برانديللي عن هذا الأمر بوضوح: «في ما يتعلق بالتسلسل الهرمي لحراس المرمى ليست هناك تغييرات». يذكر أنه في شهر يونيو (حزيران) الماضي، خلال بطولة أمم أوروبا 2012. كان بديل بوفون هو دي سانكتيس. وهنا نعود إلى نقطة الانطلاق، لو شارك مورغان فالأمر يتطلب تمني كامل الصحة والسلامة لحارس مرمى نابولي. ينبغي لدي سانكتيس التناغم مع بوفون وإبلاغ الجميع أن المنتخب الإيطالي لا يتعين خلط أوراقه بحسابات الدوري المحلي. وطالما تواجد اللاعب داخل معسكر الآزوري يجب أن تكون الأولوية لمصلحة إيطاليا. فالمشكلة، كالعادة، هي الإيطاليون وليس المنتخب.