ربيع سفياني.. همش الهلاليون موهبته.. فخطف نجومية الهجوم السعودي

اختار الانطلاق من دوري الدرجة الأولى وبات رقما صعبا في مركزه

TT

دائما ما يعيش اللاعب الموهوب حلم وصوله إلى مرسى النجوم، يرتدي قميص ناديه ويلعب جنبا إلى جنب مع النجوم البارزين ذي الحظوة الجماهيرية والإعلامية، إلا أن البعض يعتقد أن ذلك الأمر مرهون بمكانة النادي الذي يمثله من حيث شهرته وحجم بطولاته وإنجازاته الدولية والمحلية، لكن ربيع سفياني لاعب الفتح ألغى تلك الفكرة كليا من رأسه وسجل نفسه مهاجما بارعا وهدافا لا يتوقف عن الركض وخلخلة الدفاعات ليحصل زملاؤه دوري سالومو وإلتون جوزيه وحمدان الحمدان على فرصة لهز الشباك، لكن ما لا يعرفونه أن ربيع سفياني كان لاعبا هلاليا في الفئات السنية للفريق الأزرق منذ موسم 2004م، بعدما استقطبه الأخير من سدوس الذي رعى موهبة المهاجم الشاب قبل ذلك بـ9 سنوات.

قبل بداية موسم 2008 أعلن الفريق الهلالي قائمة منسقيه، وكان يتصدرها السفياني الذي لم يتأن ويحبط بل توجه مباشرة إلى نادي الفتح الطموح في دوري الدرجة الأولى بمعية زميله في الهلال سابقا فيصل الجمعان.

تفجرت مواهب السفياني الذي أسهم وبفعالية بصعود الفتح لدوري زين لأول مرة في تاريخ النادي الأحسائي بعد تسجيله 11 هدفا في منافسات دوري الدرجة الأولى ذلك الموسم. وبعد صعود الفتح لدوري المحترفين بدأ الكثير في معرفة ربيع وملاحظة القدرات الفنية العالية التي يمتلكها وبفضلها بقى عنصرا ثابتا في صفوف الفتح على الرغم من الانتدابات الكثيرة التي تبرمها إدارة ناديه مع لاعبين لعدة سنوات.

ربيع سفياني وعلى الرغم من تألقه الذي برز بعد الصعود لم يكن مطلبا إعلاميا أو جماهيريا لأن يدخل قوائم المنتخب المتعددة حتى اختياره ضمن قائمة المنتخب السعودي (ب) المشاركة في دورة الألعاب الخليجية الأولى التي حقق المنتخب السعودي وصافتها بعد أن تأهل بهدفي سفياني في شباك قطر في دورها النصف النهائي وغاب بعد ذلك عن القائمة الخضراء حتى تم استدعاؤه بديلا عن لاعبي الهجوم المصابين الشمراني ومهند عسيري والجيزاوي لمواجهة الكونغو في الأحساء أول من أمس.

دخول سفياني في مباراة الكونغو أول من أمس، وتسجيله هدف التعادل وتسببه في ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الثالث بعد دقائق، يحمل أبعادا أكبر من مجرد هدف أو انتصار ودي يدفع الأخضر لعدة مراكز في التصنيف الشهري للمنتخبات؛ حيث استطاع ربيع أن يكسر ابتعاد مهاجمي المنتخب السعودي عن هز الشباك لـ448 دقيقة، حيث كان محمد السهلاوي آخر مهاجم سعودي سجل لمصلحة المنتخب في آخر دقائق مباراة الكويت في بطولة العرب الصيف الذي مضى، وهو آخر فوز سعودي تحقق، حيث بقي المنتخب بلا انتصار لـ5 مباريات منذ أواخر يونيو (حزيران) الماضي.

ربيع السفياني قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بعد نهاية المواجهة إن المنتخب السعودي بحاجة إلى الثقة والصبر عليه، لأننا نمر بفترة انتقالية ومع مرور الوقت سيعود المنتخب مثلما كان وأفضل، وأكثر ما يضايقني ويضايق زملائي اللاعبين هو حالة التشاؤم من بعض الجماهير الرياضية وهذا حق من حقوقها لأنها تريد أن تشاهد منتخبها في أحسن حال، ومع الوقت والصبر علينا والاستقرار الفني والإداري سنعود بإذن الله تعالى، فمعظم لاعبي المنتخب أعمارهم تحت 25 سنة ويحتاجون إلى الخبرة والاحتكاك.

وأبدى سفياني سعادته بتسجيل أول هدف دولي في أول مشاركة دولية على مستوى المنتخب الأول وقال: «تمثيل المنتخب يعد طموح كل لاعب سعودي ناشئ أو لاعب خبرة فلبس شعار الوطن كان حلما لي ولله الحمد تحقق على الرغم من أني شاركت مع منتخب (ب) ولكن الوصول للمنتخب الأول مختلف جدا عن المنتخب الرديف ومنذ أن تلقيت خبر استدعائي إلى المنتخب الأول في اليوم الثاني في معسكر الأحساء وأنا في قمة السعادة، وكان لدي العزيمة أن أثبت نفسي في قائمة الأخضر، وسوف أحاول أن أوجد مع المنتخب وتقديم كل ما لدي في الاستحقاقات المقبلة».

وشرح المهاجم المنضم حديثا للمنتخب تفاصيل المباراة قائلا: «في الشوط الأول كانت هناك سيطرة نوعا ما لنا، حيث كنا أكثر انتشارا وسيطرة على منتصف الملعب، ولكن دون خطورة على المرمى الكونغولي الذي اعتمد على الهجمات المرتدة ونجح في تسجيل هدفين وهذا وضعنا تحت ضغط كبير لا سيما الحضور الجماهيري الكبير الذي ساندنا في المباراة، وفي الشوط الثاني أجرى المدرب بعض التغييرات وركزنا على الهجوم واعتمدنا على تضييق المساحات على منتخب الكونغو وعدم ترك فراغات له وبالتالي نجحنا في تقليص النتيجة مرورا بالتعادل وأخيرا تسجيل هدف الفوز في الوقت القاتل، وفوزنا البارحة في مباراة الكونغو خصوصا بعد التأخر في الشوط الأول بهدفين هو دليل على عوده الروح للاعبي الأخضر واستعادة نغمة الانتصارات والتي غابت عنا في الفترة الأخيرة وسنسعى إلى تحقيق الانتصارات في المباريات المقبلة».

وختم سفياني حديثه قائلا: «أنا جاهز لمواجهة المنتخب الأرجنتيني خاصة أنني سألعب بإذن الله في الدوري خلال المواجهة المقبلة مع هجر وبالتالي سأكون في كامل الاستعداد والثقة التامة وتحت رهن إشارة المدرب فرانك ريكارد».