توريس: فقدت ولائي لتشيلسي في مرحلة من حياتي

اعترف بأنه لم يكترث بفوز فريقه أو هزيمته.. وأن حقيقة رحيله عن ليفربول ستظهر يوما ما

TT

اعترف النجم الإسباني فرناندو توريس بأنه بات يوما ما من نوعية اللاعبين التي دائما ما يحتقرها عندما وصل إلى نقطة لم يكن يهتم عندها بنتائج تشيلسي على الإطلاق، سواء فاز أو مني بخسارة، مشيرا إلى أنه قد بدأ في إعادة تأهيل نفسه مرة أخرى بعد الأيام الصعبة التي عاشها مع تشيلسي الموسم الماضي وتعلم أن يكون لاعبا مختلفا يضع مصلحة الفريق فوق مصلحته الشخصية. وأشار الماتادور الإسباني إلى أنه لم يندم على التحاقه بنادي ليفربول الإنجليزي، ولكنه اعترف بأن طريقة رحيله عن النادي «لم تكن الأفضل».

وفي حديثه لصحيفة «ال باييس» الإسبانية - الذي نشرته صحيفة «الغارديان» - قال توريس: «انفصلت عن القيم التي تربيت عليها في منتصف الموسم الماضي». وقد فتح النجم الإسباني قلبه وعقله لمراسل الصحيفة لو مارتن في مقابلة رائعة كشفت عن الوعي الذاتي الذي يتمتع به الماتادور الإسباني وألقت الضوء على رحلته المليئة بالشجون مع «البلوز».

وقال توريس: «كان بعض زملائي في الفريق لا يهتمون بما إذا كان تشيلسي سيفوز أو سيخسر لأنهم كانوا خارج التشكيلة الأساسية، وكنت لا أريد أن أكون مثلهم، ولكني وصلت لهذه المرحلة يوما ما، ولم أكن أهتم بنتيجة المباريات التي لم أكن أشارك فيها، وكنت أشعر بأنني لا أنتمي للفريق، واكتشفت أنني كنت غير سعيد لأنني لم أكن كما أريد. ومع ذلك، تعلمت أن أنظر إلى نفسي وأدرك أنني الشخص الوحيد القادر على التغيير، والشخص الوحيد القادر على أن يقول (أنت ترتكب الأخطاء، ويتعين عليك القيام بشيء حيال ذلك)».

واعترف مهاجم تشيلسي بأن طريقة لعبه قد تغيرت تحت قيادة المدير الفني البرتغالي الشاب أندريه فيلاس بواس وأنه كان محبطا للغاية خلال تلك الفترة، ولكنه أشار إلى أنه اكتشف بمرور الوقت أنه أصبح يلعب بمنتهى إنكار الذات ويفضل مصلحة الفريق ككل. وأضاف النجم السابق لليفربول: «أصبحت لاعبا مختلفا لأنني كنت أعمل لمصلحة الفريق. كنت لا أفضل اللعب بهذه الطريقة، ولكنها كانت السبيل الوحيدة للمشاركة في المباريات. كنت أقول لنفسي في بعض الأحيان (سوف أعدو خلف المدافع وأركض في المساحات الخالية). وكان من الممكن أن أجري لمدة 70 دقيقة كاملة من دون أن ألمس الكرة، ولكن لو لعبت بطريقتي المعتادة كنت سأصبح مشاركا في المباريات على نحو أكثر فاعلية ونشاط وظهور أكثر، ولذا دائما ما كنت أسأل نفسي: ما الذي يتعين علي القيام به؟ وكانت هذه الطريقة تختلف تماما عن الطريقة التي كنت ألعب بها في ليفربول تحت قيادة رافائيل بينيتيز، ولذا كنت غير سعيد على الإطلاق».

واستطرد النجم الإسباني في حديثه قائلا: «عندما تولى المدير الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو قيادة الفريق، كنا نلعب بطريقة تشبه تلك التي كان يعتمد عليها بينيتيز، وكان هذا شيئا جيدا، وأصبحت لاعبا أفضل من ذي قبل، وأصبح بإمكاني القيام بأشياء لم أكن أستطيع القيام بها في الماضي. وأصبحت ألعب بالطريقة التي يريدها المدير الفني لتحقيق مصلحة الفريق، وهو ما يجعلني لا أظهر بالصورة التي يتوقعها الجمهور. لقد تحدثت مع مساعد المدير الفني لتشيلسي ستيف هولاند بخصوص ذلك، ونحن نعمل سويا في هذا الشأن. أصبحت أكثر نضجا وعرفت نفسي بصورة أفضل وأدركت حقيقة أن الأمور تتوقف على ما أقوم به أنا وتعلمت أن أنتقد نفسي باستمرار وأن أفهم الآخرين بشكل أفضل وأن أقبل ما يحدث بصدر رحب».

وأضاف توريس: «لقد تعلمت أنه يجب علينا أن نحقق الفوز حتى وإن لم أشارك في المباراة، وأنه يتعين علي العمل باستمرار. يمكنك أن تتذمر مما يحدث أو أن تقبل الدور الذي يمنحك المدير الفني إياه، وقد علمني اللاعب الكبير باولو فيريرا أن أقول لنفسي دائما (هذا هو الوضع الممكن الآن). إنه يتدرب بقوة كغيره من اللاعبين ولا تفارق الابتسامة وجهه مطلقا، ودائما ما يكون قريبا من اللاعبين الشباب. لقد تعلمت منه الكثير في حقيقة الأمر. عندما أعتزل كرة القدم سيكون الشيء الوحيد الذي يشغلني هو أن لا يقول أي شخص عني إنني كنت زميلا سيئا له في الفريق أو لاعبا غير محترم أو أنانيا».

وعندما سئل عما إذا كان سيفضل اللعب في إنجلترا إذا عاد به الزمان مرة أخرى، قال توريس: «بالتأكيد، ليس فقط بسبب الخبرات الاحترافية التي اكتسبتها ولكن أيضا بسبب الخبرات الشخصية. لقد بدأت أرى الأمور من منظور مختلف وأصبحت أتميز برؤية أوسع من ذي قبل». وأضاف النجم السابق لليفربول: «إنني أدين بفضل كبير لليفربول وجمهوره ومسؤوليه ومديره الفني بينيتيز ومجلس إدارته، ومدينة ليفربول نفسها. في الواقع، أصبح ليفربول جزءا مهما ورئيسيا من حياتي. أعلم أنهم لا ينظرون إلى بهذه الطريقة، ولكن الوقت كفيل بأن يغير ذلك. لم يكن بإمكاني أن أختار ناديا أفضل من ليفربول عندما رحلت عن نادي أتلتيكو مدريد. شعرت بعاطفة جياشة تجاه النادي عندما تم الإعلان عن تفاصيل التحقيق في مأساة هيلزبروه. لقد عشت مع جمهور النادي وأعلم ما كانوا يشعرون به ورأيتهم وهم يبكون، وعشت ذلك معهم. جاءت نتيجة التحقيقات متأخرة للغاية، ولكنها خطوة أخرى على الطريق الصحيح».

واختتم النجم الإسباني حديثه قائلا: «قررت الرحيل عن ليفربول لأنه كان يتعين علي اتخاذ خطوة جديدة إلى الأمام. صحيح أنها لم تكن الطريقة الأفضل للانتقال، ولكن لم تكن الأمور بالشكل الذي تم تصويره لجمهور النادي، وسوف تظهر الحقيقة يوما ما. من الناحية الرياضة، لم يحدث أي شيء غير عادي، وكنت بحاجة إلى خوض تجربة جديدة. نجلي عاشق لليفربول وكتب عليه أن يعشق كرة القدم حتى قبل مولده لأنه ولد في مدينة تتنفس كرة القدم ولم يكن لديه خيار آخر».