خليل جلال: مونديال 2014 حلم يراودني.. ولن أرفض إدارة ديربي الاتحاد والأهلي

الحكم الدولي قال إنه يملك الشجاعة للاعتراف بأخطائه

TT

قال الحكم الدولي خليل جلال إن المشاركة في مونديال كأس العالم 2014 بالبرازيل حلم يداعبه بعد أن تواجد في نسختي 2006 و2010، مشيرا إلى أنه تمكن من تجاوز اختبارات المرحلة الأولى التي اشتملت على الجوانب البدنية والقانونية، مطالبا الجميع بدعمه والوقوف إلى جانبه في المراحل المقبلة التي تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لتشريف وطنه. وقال جلال في حوار لـ«الشرق الأوسط» إنه كان ليوافق على قيادة مباراة الاتحاد والأهلي غدا في دوري أبطال آسيا في حال قرر الاتحاد الآسيوي ذلك، على الرغم من أن القوانين ترفض ذلك، مبديا سعادته بوجود حكام جدد في منافسات دوري «زين» السعودي للمحترفين هذا الموسم، واصفا الخطوة التي قام بها رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بـ«الجريئة»، نافيا علمه برفض الاتحاد اللبناني قيادته لمباراة منتخبهم الوطني أمام قطر، مطالبا بتوجيه السؤال للمسؤولين اللبنانيين عن ذلك الأمر.

* انتهت المرحلة الأولى من المعسكر الإعدادي للحكام الذين تم اختيارهم للمشاركة في قيادة مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل، حدثنا عن هذه المرحلة؟

- في هذه المرحلة تم اختيار 52 حكما من جميع دول العالم وذلك لإعدادهم للمشاركة في النهائيات، وتم إجراء كثير من الاختبارات التي أقرتها لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد الدولي، التي شملت اختبارات طبية متكاملة والاختبار البدني الجديد الذي أقره قسم التربية البدنية في لجنة الحكام بالاتحاد الدولي وهو ما يعادل 30 ثانية وراحة 30 ثانية وأقل تكرار كان 20 ثانية، وبعد أن انتهى الاختبار تم تقليل الوقت المخصص لاختبار السرعات من 6.2 إلى 5.8 بعدها أقر اختبار آخر يسمى (اليويو) وهو حول التردد البدني، أيضا تم اختبارنا باللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، كما تم إجراء اختبار في مواد قانون كرة القدم عن طريق الفيديو المصور وآخر تحريري، وتجاوزت هذه الاختبارات ولله الحمد.

* الاختبارات البدنية والقانونية التي ذكرتها، هل ساهمت في إبعاد حكام دوليين؟

- نعم تم استبعاد أربعة حكام لعدم تجاوزهم الاختبارات البدنية حيث انسحب 3 منهم، والرابع تعرض للإصابة، وكما تعرف أن لجنة الحكام بالاتحاد الدولي عندما وضعت الاختبارات كان الهدف من ذلك هو جاهزية الحكام بدقة وعناية، حتى يكون جميع الحكام في كامل لياقتهم فنيا ومعنويا.

* تنتظرك مراحل أخرى من الاختبارات، هل تعتقد بأنك قادر على تجاوزها خصوصا أنك تجاوزت سن الـ43؟

- ولله الحمد لدي القدرة على تجاوز الاختبارات والسن القانونية للحكام في الملاعب 45 عاما، وفي كأس العالم 2014 بالبرازيل سيكون عمري بالسنة الميلادية 44 عاما، ولدي سنة كاملة إضافية بعد المونديال، وإذا وفقت في تجاوز هذه الاختبارات وتم انضمامي للحكام في النهائيات معنى ذلك أنني أكون قد شاركت على مدى 12 عاما في مونديال 2006 و2010 و2014.

* يقال إن هناك تدخلات في موضوع اختيار حكام المونديال، ما تعليقك؟

- لا أعتقد أن موضوع التدخلات أمر وارد في لجنة الحكام التابعة للاتحاد الدولي، فالمقاعد محدودة ومعروفة، والقارة الآسيوية لديها 3 حكام ساحة وحكم احتياطي، والمتقدمون من آسيا هم سبعة أطقم وسيتم اختيار 4 أطقم وفق اختبارات المقاييس لكل حكم، ولله الحمد أجد أن فرصتي في الاختيار كبيرة بحكم الخبرة التي قضيتها في المشاركات التحكيمية سواء في مونديال 2006 أو 2010، وكونت فكرة وخبرة في اختبارات تجمع الحكام، وحاليا لدينا كثير من المشاركات قبل التجمع الثاني الذي سيكون في البرازيل، ولعل أبرزها بطولة العالم للأندية 2012، وكأس العالم للناشئين، وكأس العالم للشباب في تركيا، وكأس القارات في البرازيل، والتجمع التالي سيكون في شهر 6 من العام المقبل، والمقياس الثالث مع بداية 2014 بالبرازيل وعلى ضوئه سيتم اختيار حكام المونديال رسميا.

* لو لم يتم اختيارك للتحكيم في مونديال 2014 بالبرازيل، هل ستعلن اعتزالك؟

- لن أعتزل، وسأستمر في خدمة الوطن حتى آخر لحظة في مشواري التحكيمي، ولدي آمال وطموحات المشاركة في نهائيات كأس العالم، وأنا بأمس الحاجة إلى الوقفة الصادقة من قبل جميع الرياضيين في السعودية، ولا أنسى الدور الكبير الذي قدمه الإعلام السعودي من تلفزيون وإذاعة وصحافة حتى شاركت ولله الحمد في جميع البطولات على جميع الأصعدة.

* لو كلفت بقيادة مباراة الاتحاد والأهلي في الدور النصف النهائي لدوري أبطال آسيا، هل ستوافق، وما توقعاتك للمواجهة؟

- لا توجد أي مشكلة بالنسبة لي، ولكن نظام الاتحاد الآسيوي يمنع اختيار حكم من نفس بلد الفريقين، ومن الطبيعي أن لا يتم اختياري لهذه المباراة، والاتحاد الآسيوي دائما ما يختار حكما محايدا للابتعاد عن الحساسية والضغوط التي تواجه الحكام، وهذا النظام يطبق على مستوى جميع أندية العالم، وبالنسبة لتوقعاتي أعتقد أن المباراة ستكون قوية وصعبة على كلا الفريقين، وأتوقع أن الحسم سيكون في لقاء الإياب، وكل ما أتمناه التوفيق للفريقين في تقديم مستوى يعكس تطور الكرة السعودية، وأن يستمتع الجمهور بالمواجهة.

* يقال إن الاتحاد اللبناني رفض قيادتك لمباراة منتخب لبنان وقطر في الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ما موقفك من ذلك؟

- ليس لدي أي تعليق على هذا الموضوع، لأنه لن يفيد التحكيم أو الاتحاد المعني، وبإمكانك توجيه هذا السؤال لأي مسؤول في الاتحاد اللبناني في حال إنه بالفعل تم رفض الحكم خليل جلال، وكل ما لدي هو أنه تم تكليف طاقم تحكيم سعودي لقيادة مباراة قطر ولبنان ضمن الجولة الخامسة من التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وتم اختياري ضمن الطاقم حكم ساحة، وأنا ولله الحمد جاهز لياقيا ومعنويا.

* اهتمام المسؤولين سواء في اتحاد الكرة السعودي أو لجنة الحكام له دور في تطوير الحكم، هل تم توفير جميع الإمكانيات للحكم العالمي خليل جلال خاصة أنه يمثل الوطن في محفل عالمي؟

- بكل أمانة حظيت بدعم واهتمام كبير من قبل الأمير سلطان بن فهد عندما كان الرئيس العام لرعاية الشباب، وكذلك الرئيس الحالي الأمير نواف بن فيصل، وهذه الوقفة ليست مستغربة عليهما، ووجدت جميع الفرص متوفرة لي من أجل تحقيق الطموحات التي كنت أسعى للوصول إليها، وهي المشاركة في المونديال للمرة الثالثة على التوالي، أيضا الرعاية والمتابعة من قبل لجنة الحكام برئاسة رئيس اللجنة عمر المهنا ونائبه إبراهيم العمر وبقية الأعضاء كانت دافعا كبيرا لتحقيق الآمال، ولا أنسى التوجيهات والنصائح التي كانوا يقدمونها لي، والحقيقة في هذا الوقت أنا في أمس الحاجة لوقفتهم ومساندتهم وأتمنى أن تستمر نفس الثقة التي وجدتها من قبل الجميع خلال المرحلة المقبلة من الاختبارات التي تتطلب جهدا كبيرا في الإعداد والتحضير.

* يلاحظ كثرة الاحتجاجات والانتقادات التي تطال لجنة الحكام الرئيسية من بعض مسؤولي الأندية الذين يطالبون بتواجد الحكم الأجنبي بسبب الأخطاء التحكيمية، ما رأيك بمطالباتهم؟

- أعتقد أن هذا الحق مشروع لجميع الأندية استخدام جميع الصلاحيات التي أقرها الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال وجود الحكام الأجانب في مبارياتها بواقع 3 مباريات على أرضها في الموسم الرياضي، واتحاد الكرة لم يقر هذا الأمر إلا بعد دراسة مبنية على حقائق موجودة، ومن وجهة نظري إن الاستعانة بالحكم الأجنبي تساعد الحكام الجدد نظرا لأن معظم الحكام في الوقت الراهن شباب ومازالوا في بداية الطريق، ولو تنظر إلى معدل الأعمار السنية تجد أنهم في بداية سن الـ30، وبالتالي هم بحاجة إلى الصبر والحماية، ووجود الحكام الأجانب في بعض المباريات هو حماية لهم حتى يثبتوا وجودهم بشكل ممتاز، وأنا متأكد تماما في السنوات المقبلة أن هناك حكاما جديرون بإدارة المباريات، ويستحقون ثقة المسؤولين سواء في اتحاد الكرة أو الأندية أو لجنة الحكام.

* بعد مرور 10 جولات من دوري «زين» السعودي للمحترفين، كيف ترى مستوى التحكيم السعودي؟

- مستوى التحكيم في هذا الموسم لا يختلف عن المواسم الماضية، ولا زلنا في مرحلة البناء، فالأخطاء التحكيمية موجودة ولا أحد ينكرها، ونشاهدها خلال التحليل التحكيمي في الاجتماع الشهري للحكام، ولكن الشيء الجديد الذي شاهدناه في هذا الموسم هو وجود أسماء جديدة، وهذه شجاعة من عمر المهنا الذي يسعى مع أعضاء اللجنة إلى تطوير مستوى الحكام والتحكيم السعودي، ومن وجهة نظري مستوى التحكيم لا يختلف عن مستوى الأندية، ورياضتنا بشكل عام التي تحتاج إلى الدعم والاهتمام من أجل الارتقاء بالرياضة السعودية.

* هناك حكام يقدمون نصائح للاعبين قبل بداية المباريات، هل تعد هذه الخطوة إيجابية في ظل الشحن الذي يواجه لاعبي الفرق؟

- بلا شك هذه الفكرة أكثر من رائعة، وأعتقد بأنها ثقافية وحضارية واحترافية في نفس الوقت، ولكن من الصعب أن يتم تطبيقها في الملاعب قبل المباريات، خاصة أن تركيز اللاعبين سيكون في تطبيق التكتيك المطلوب منهم، إلى جانب أن اللاعب يشعر بضغوط المباراة والجماهير، وبالتالي مكانها ليس في الملعب وإنما في الأندية، فمثل هذه الأمور تعد مهمة لتثقيف اللاعبين أثناء الحصص التدريبية أو خلال اجتماع المدرب بهم، بحيث يتم تخصيص جزء من المحاضرة لذلك، وسبق أن قمت بزيارة قبل سنوات للنادي الأهلي، وشرحت لهم التعديل في تنفيذ الركلات الترجيحية، وكذلك ذهبت إلى نادي الاتحاد وأوضحت لهم بعض مواد القانون، ومثل هذه الأمور توطد العلاقة بين الحكم واللاعب، ويدرك أهمية احترام قرارات الحكم، وعلينا أن نتعاون جميعا في نشر هذه الثقافة في جميع ملاعبنا، وأنا على أتم استعداد لأكون من أول المتبرعين لزيارات الأندية بالتنسيق مع لجنة الحكام.

* يعاني معظم الحكام من عدم صرف مكافآتهم التحكيمية، هل تعتقد أن ذلك له تأثير سلبي على النواحي النفسية؟

- من وجهة نظري أجد أن تفكير الحكم في ذلك الأمر ينعكس سلبا عليه، ونحن ندرك أن المكافأة والحقوق المادية أمر مشروع لكل حكم، ومن حقه المطالبة بها، والعائد المادي جزء مهم في ظل الزيادة المعيشية وارتفاع الأسعار بكل أنواعها، بما فيها الانتقال والسكن وغيرها من الاحتياجات اليومية، ولا بد أن يكون في محل نظر ليس للجنة الحكام وإنما في محل نظر المسؤولين عن تطوير الرياضة.

* الاجتماع الشهري أثار جدلا واسعا في الوسط الرياضي السعودي، هل ترى أن استمراره يعود بالنفع على الحكام؟

- أنا من أول المطالبين باستمرارية موضوع عرض الأخطاء التحكيمية أمام وسائل الإعلام وأمام مسؤولي الأندية، لأن ذلك يعتبر جزءا من حياة الحكم الذي عليه أن يعترف بأخطائه بشكل مباشر أمام الناس لكي يتطور ويرتقي بأدائه التحكيمي، ورئيس اللجنة عمر المهنا من حرصه ومسؤوليته ومحبته للحكام والتحكيم سبق أن تحدث معهم حول استمرارية الاجتماع الشهري ومعظمهم اتفقوا على استمراريته، وهو يسعى لتغيير النظرة الإعلامية للتحكيم والحكام بشكل عام، وقيادته لهذا الدور يؤكد أنه يقف في صف الحكم من أجل الوصول إلى استيعاب الدرس وثقافة الوعي بعرض الأخطاء والاعتراف بها بوجود وسائل الإعلام.

* البعض يتهمك بإلغاء ضربة جزاء صحيحة للوحدة في لقائه أمام الهلال في الجولة التاسعة من دوري «زين».. ما تعليقك؟

- ليس من صلاحياتي التعليق على الأخطاء التحكيمية، وسبق أن ذكرت لك أن الاجتماع الشهري للحكام يعرض جميع الأخطاء بحضور رئيس اللجنة ونائبه اللذين يقومان بشرح اللقطات على أكمل وجه من خلال مناقشة جميع الأخطاء والتعليق على القرارات، ولا توجد أي مشكلة لو تمت مناقشة أي مباراة بشكل مباشر، وأنا على أتم الاستعداد بعد أخذ موافقة رئيس اللجنة عمر المهنا وبحضور جميع الحكام الاعتراف، لو كان هناك بالفعل أخطاء ارتكبتها في أي مباراة، فالهدف هو تحقيق الفائدة للجميع.