فوتسينيتش ينقذ اليوفي من الهزيمة أمام نورسيلاند الدنماركي

لعنة التعادلات تلاحق الفريق الإيطالي وتصعب مهمته في دوري الأبطال

TT

أفلت فريق يوفنتوس الإيطالي من التعرض للخسارة أمام مضيفه نورسيلاند، بهدف متأخر أحرزه مهاجم الجبل الأسود ميركو فوتسينيتش في الدقيقة 36 من الشوط الثاني أول من أمس (الثلاثاء) ضمن الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الخامسة في دوري أبطال أوروبا. وكان ميكيل بيكمان قد نجح في إحراز هدف فريقه في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني. وارتفع رصيد اليوفي إلى ثلاث نقاط إثر ثلاثة تعادلات متتالية ليحتل المركز الثالث، بينما انتزع نورسيلاند أول نقطة له في المجموعة، حيث إنه مني بهزيمتين ماضيتين.

يذكر أن المرة الوحيدة التي كان قد لعب فيها يوفنتوس في تلك الأنحاء كانت في عام 1982، حيث كان يضم فريق السيدة العجوز بلاتيني وبونيك وأبطال العالم وسارت الأمور بشكل أو بآخر هكذا، حيث ذهب اليوفي إلى ملعب فريق هفيدورف الدنماركي وفاز فحسب من أجل كونه يوفنتوس (انتهى اللقاء 4-1). والآن تغيرت كرة القدم وساءت كرة القدم الإيطالية وإذا فكرت في الفوز على نورسيلاند فقط لأن فريقك يدعى اليوفي فسوف تتعادل ويتعقد مسارك في أبطال أوروبا.

الروح: فكر اليوفي لمدة شوط كامل في الفوز بشكل تلقائي. وكأن الهدف عاجلا أو آجلا سيأتي بالأفضلية، ولم نشاهد من الفريق الإيطالي الضراوة ولا الشخصية ولا الحسم ولا الغضب ولا الرغبة في فرض طريقة لعبه. كان يبدو أن مميزات يوفنتوس كونتي تتوارى خلف غطرسة كبيرة. أما نورسيلاند، المتواضع في مهاراته الفردية، فقد أظهر مدى أهمية التنظيم والرغبة في الركض.. حيث خاض الفريق الدنماركي اللقاء بروح اليوفي في العام الماضي فقد حاول تجاوز حدوده وإرساء قواعد مفاجأة كبيرة غير أن ميركو فوتسينيتش دمر كل ذلك.. إذ إنه دون هدف مهاجم الجبل الأسود كان من الممكن اعتبار مغامرة اليوفي أوروبيا قد انتهت.. فبعد تعادل كوبنهاغن لا يزال هناك بعض الأمل ولكن من الواضح أن التعادل لا يناسب أحدا.

جدير بالذكر أن فوتسينيتش هو مهاجم اليوفي الوحيد ذو الكفاءة الدولية. وقد فضل المدرب كونتي الاحتفاظ بميركو على مقاعد البدلاء في بداية اللقاء لأن فوتسينيتش لم يكن قد تعافى تماما من المشكلات العضلية التي منعته من المشاركة في لقاء نابولي. من المحتمل أن كونتي كان يأمل في منح المهاجم جولة أخرى من الراحة غير أن مدرب اليوفي اضطر في الشوط الثاني للدفع بميركو.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن فوتسينيتش نهض خلال الموسم الحالي مرتين من على مقاعد البدلاء ليقود اليوفي نحو الفوز، في مباراة كأس السوبر في بكين وفي الدوري المحلي أمام جنوا. وتحديدا منذ مباراة استاد ماراسي في 16 سبتمبر (أيلول) لم يحرز اللاعب أي أهداف. وأنقذ ميركو أول من أمس فريقه من التعرض لهزيمة كانت ستصبح مأساوية بالنسبة لمشوار اليوفي الأوروبي وثقيلة للغاية من الناحية النفسية. وقد صرح مهاجم الجبل الأسود عقب نهاية المباراة قائلا: «لم يكن يهمني التسجيل، ولكن الفوز. علينا أن نتحلى بالهدوء، لقد خلقنا الكثير من الفرص، والأفضل بينهم كان حارس المرمى».

السلسلة السوداء: اليوفي الذي لا يعرف في إيطاليا سوى الفوز لم يقدم حتى الآن في البطولة الأوروبية سوى التعادل، إنها المباراة التاسعة أوروبيا على التوالي التي تنتهي بتعادل اليوفي والثالثة له هذا الموسم، وهناك أيضا من تذكر بالفعل الإقصاء الذي تعرض له الفريق في بطولة الدوري الأوروبي خلال حقبة المدرب ديلنيري. حينها ودع فريق السيدة العجوز البطولة دون التعرض للخسارة ولكن دون تحقيق أي فوز أيضا. يبدو أنها لعنة وكأن اليوفي يخسر قوته السوبر ويصبح فريقا عاديا. أو ربما أن مستوى دوري الدرجة الأولى الإيطالي يعظم من مهارات أبناء كونتي. والآن يتبقى لليوفي ثلاث مباريات لإثبات مدى أحقيته في الوصول إلى المرحلة الأكثر رقيا من بطولة الشامبيونز ليغ. كل شيء ما زال ممكنا.

وعقب انتهاء اللقاء أمام نورسيلاند صرح حارس مرمى اليوفي بوفون قائلا: «ما تفعله في بطولة الدوري المحلي لا يمكن أن يكون كافيا في الشامبيونز ليغ. هنا الحاجز أكثر ارتفاعا». وتابع بوفون: «أغضبني الهدف الذي سكن شباكنا، لقد نتج عن موقف كانت فيه الكرة معنا. وهكذا فحسب كان بإمكانهم التسجيل. أمام تلك التسديدة لم يكن بوسعي فعل الكثير». وينظر حارس المرمى إلى الأمام قائلا: «سيكون علينا فعل كل ما بوسعنا لتحقيق الفوز، ثم بعد ذلك لن يختلف الأمر لو أصبح الصراع على التأهل مع تشيلسي أو شاختار. هذه المباراة كان بإمكاننا حسمها بلا رحمة ولكننا على العكس وجدنا هنا للحديث عن حصد نقطة واحدة. أيضا أمام تشيلسي حتى الدقيقة 75 كان نورسيلاند متقدما 1-0 وأهدر كرة في القائم، الفرق الضعيفة لم تعد موجودة. ولكن إذا لم تغتنم الفرص، فستواجه مفاجآت مثل ما حدث اليوم».

المدرب: ولم يستطع أنجيلو أليسيو، مساعد كونتي، إخفاء الشعور بخيبة الأمل تجاه هذا التعادل، حيث قال: «عندما تستعد كثيرا هكذا يصبح من المؤسف ألا تفوز. لم ننجح حتى في التسجيل، وفي النهاية كان من الجيد اقتناص التعادل». وانطلاقة اليوفي في اللقاء كانت بطيئة للغاية، يتابع: «في الشوط الأول لم ننجح في الضغط ولعبنا بإيقاع متدن. المشكلة أننا لم نكن بالضراوة الكافية. كنا أقل كثافة وأقل شراسة. أما الفريق المنافس فقد استحوذ بشكل جيد على الكرة ولكننا نحن الذين سمحنا لهم بالفرصة التي جاء منها الهدف، والتي لم تكن موجودة في الأصل. ثم في الشوط الثاني ظهر اليوفي بشكله المعتاد، والشاهد على ذلك هو أن حارس مرمى نورسيلاند كان أفضل لاعبي فريقه».

النضج: دائما ما يكرر سيبستيان جيوفينكو أنه لا ينبغي الحكم عليه من خلال الأهداف فحسب. نظرية صحيحة من الناحية الفلسفية، داخل الملعب الأمر يحتاج إلى فعل أشياء كثيرة. ولكن إذا كنت رأس حربة وبطاقتك تتكلف الكثير من الملايين ونادي اليوفي قام بضمك لتدعيم خط هجومه فينبغي عليك إحراز بعض الأهداف الحاسمة.. هذا لأن التحركات مهمة والمراوغات تساعد والتمريرات الحاسمة لها قيمتها ولكن في النهاية تحتاج أيضا إلى إحراز الأهداف.

يذكر أن جيوفينكو لعب هذا الموسم مع اليوفي 11 مباراة من إجمالي 12، شارك في 9 منها أساسيا وسجل 3 أهداف لم تكن حاسمة. وقد صرح بيبي ماروتا مدير عام اليوفي بصدد سيبستيان قائلا: «جيوفينكو لم يصل بعد إلى النضج الكروي، إنه لاعب في مرحلة النمو. بالنسبة إلى النضوج هو الاستمرارية، وينبغي على سيبستيان أن يجدها».