علي السندي: الرائد يعاني «ماديا».. ونغبط التعاونيين على الاهتمام الشرفي

نائب رئيس النادي قال إن بيئة الرياضة السعودية أصبحت «طاردة»

TT

حذر علي السندي، نائب رئيس نادي الرائد، من أن المعاناة المالية قد تعصف بالكرة السعودية في السنوات المقبلة في حال عدم إيجاد حلول لها، مطالبا رابطة دوري المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب بإيجاد رعاة لجميع الأندية، كما طالب بصرف المستحقات أولا بأول، وكشف عن أن رئيس النادي، فهد المطوع، صرف قرابة الـ«50» مليون ريال على النادي منذ توليه الرئاسة، كما تحدث عن الصعوبات التي يواجهونها في منشأة النادي الحالية والمعاناة المستمرة مع الملاعب وأسباب ضعف الاستثمار، منتقدا تأخر إنجاز منشأة النادي الحديثة والمعتمدة في ميزانية رعاية الشباب منذ أربع سنوات، وطالب شرفيي ناديه بدعمه وعقد اجتماع شرفي لدعم الإدارة، مؤكدا أن العزوف الشرفي غير مبرر على الإطلاق، موضحا أن غريمهم التقليدي التعاون يتفوق عليهم في الجانب الشرفي رغم الاختلاف في ما بينهم، إلا أن دعمهم لناديهم حاضر باستمرار بخلاف نادي الرائد، كما تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن الكثير من الأمور التي تخص ناديه والكرة السعودية، فإلى تفاصيل الحوار:

* بعد صرف مستحقات النقل التلفزيوني، هل ما زالت معاناتكم المادية مستمرة في نادي الرائد؟

- نعم، وصلنا مبلغ «3» ملايين ريال من مستحقات النقل التلفزيوني، وصرفنا منها مرتب شهر واحد لجميع قطاعات النادي ولاعبيه والأجهزة الفنية والإدارية وبعض عقود اللاعبين، إلا أن ذلك لم يكن كافيا على الإطلاق، ولم نصرف سوى مرتب شهر واحد وتبقى مرتب شهرين متأخرين للاعبي الفريق ومقدمات عقود منذ سنتين لم تصرف، والأندية جميعها تعاني التزامات كبيرة جدا وليس نادي الرائد فقط، وما زالت لدينا مستحقات لم تصل أيضا.

* ما المستحقات المادية التي لم تستلموها حتى الآن؟

- لدينا مستحقات مادية مترتبة على قنوات (إي آر تي) قبل «4» سنوات ولم تصل حتى الآن، وأعتقد أن نادي الفيصلي أيضا لديه مستحقات مماثلة، كما أن هناك إعانات الاحتراف المتأخرة وغيرها من الحقوق المتأخرة للنادي، وهو ما يزيد معاناتنا، خصوصا ونحن بلا راع، مما يزيد الأعباء المادية علينا في الإدارة، ورئيس النادي فهد المطوع صرف مبالغ طائلة من حسابه الخاص ولا يمكن أن يواصل تقديم الأموال من حسابه الخاص.

* ما المدخولات التي تعتمدون عليها، وكم قدم الرئيس فهد المطوع كدعم للنادي؟

- ليست هناك مدخولات كافية، ولا يوجد رعاة، خصوصا أن المتطلبات المالية كبيرة جدا، والنادي قائم على رئيسه فهد المطوع، حيث قدم ما يفوق «50» مليون ريال منذ توليه الرئاسة، وأصبح غير قادر على ضخ المزيد من الأموال من حسابه الخاص، حيث يتكفل بمصاريف الفريق الكروي الأول والتزاماته، بينما أتكفل أنا بمصاريف فرق النادي السنية من الأولمبي والقطاعات السنية وغيرها من الألعاب الأخرى، وهذا مرهق جدا لنا، فأصبحنا غير قادرين على ضخ المزيد من أموالنا الخاصة، وأتمنى أن تتحرك الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم إضافة لرابطة دوري المحترفين لجلب رعاة للأندية وفتح أبواب استثمارية تدر دخلا عليها، وإلا قد تجد رعاية الشباب قريبا أنديتنا السعودية بلا رجال، في ظل صعوبة الأوضاع الحالية، فالبيئة الحالية أصبحت طاردة وغير مشجعة على العمل.

* تملكون أسماء شرفية، بإمكانها تخفيف الحمل على إدارتكم، أين هي من هذه الأزمة؟

- يصلنا دعم شرفي بين الوقت والآخر من رئيس هيئة الشرفيين ناصر الجفن ونائبه سليمان الرميخاني والشرفي عبد اللطيف الخضير، إلا أن حاجة النادي كبيرة، وبالفعل هناك غياب شرفي عن الدعم بخلاف الأسماء التي ذكرتها سابقا، وقد تحدثت مع رئيس الشرفيين وأمين هيئة أعضاء الشرف فهد الربدي وطالبناهم بعقد اجتماع شرفي عاجل لتحفيز رجالات النادي ومحبيه لدعم النادي، والمساهمة في جلب أسماء شرفية داعمة تكون خير معين لنا في الإدارة، ونأمل أن يكون هناك اجتماع شرفي في القريب العاجل سواء في بريدة أو الرياض، فالرائد يمتلك رجالات بإمكانهم ضخ الأموال للنادي ودعمه متى ما تمت دعوتهم.

* هل هناك خلافات سببت هذا الغياب الشرفي؟

- لا أعتقد أن هناك خلافات بين رجالات النادي وإدارته، ولو كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين بعض الشرفيين وإدارة النادي فهذا ليس مسوغا كافيا لغياب دعمهم في ظل محبتهم لهذا الكيان.

* هل تعتقد أن الغريم اللدود التعاون يتفوق عليكم في الجانب الشرفي؟

- نعم، فالتعاون يتفوق في الجانب الشرفي علينا، في الوقت الذي نشاهد فيه غيابا شرفيا رائديا نجد الإخوة في التعاون يقدمون دعما كبيرا لإدارة ناديهم، بل إن النادي يتم تسييره بواسطة الدعم الشرفي، وهذا لا يعني أن هناك خلافات تعاونية بين رجالاتهم، بل هناك اختلافات وخلافات كثيرة، إلا أن هذا لم يمنعهم من الدعم، ونأمل أن يكون هذا حافزا للرائديين في دعم ناديهم، فالنادي في حاجة لجميع رجالاته.

* ماذا عن الاستثمار في النادي، وما أسباب ضعفه حتى الآن؟

- للأسف، لا يوجد لدينا سوى الإعلانات في أرضية الميدان، إلى جانب استثمار الواجهة الشرقية والشمالية لمنشأة النادي الحالية، وهذه ليست كافية على الإطلاق، ونبذل جهدا كبيرا لزيادة مداخيل النادي واستثماراته، إلا أننا عاجزون عن الإيفاء بالمتطلبات في ظل العزوف الكبير من قبل الرعاة، ونأمل أن تكون هناك وقفة وتحفيز من رابطة الأندية أو الاتحاد السعودي لكرة القدم أو الرئيس العام لإيجاد رعاة للأندية، كما سبق أن تم الإعلان عن وعود سابقة بتأمين رعاة لجميع أندية دوري زين وهو ما لم يحصل حتى الآن.

* لماذا لم يستفد الرائد من جماهيريته في الجانب الاستثماري عبر افتتاح متجر للنادي أو تسويق تذاكر موسمية لحضور المباريات؟

- بخصوص التذاكر الموسمية، فهناك عزوف جماهيري ملحوظ في دوري زين بشكل عام تعانيه جميع الأندية، كما أن هناك جماهير لا تحضر إلا إذا تم دفع التذاكر عنها وهذا ما يتنافى مع الاستثمار. وفي ما يخص متجر النادي، بالفعل هو استثمار جيد، وسيكون له عوائد مادية، وعملنا في هذا الجانب باجتماعات كثيرة مع مستثمرين ولم نصل حتى الآن لاتفاق نهائي؛ لاختلافات حول النسبة التي نطلبها في ظل السماح لاستخدام شعار النادي، كما أننا طرقنا عدة وجوه استثمارية لاستثمار الواجهة الجنوبية لمنشأة النادي الحالية.

* هل صحيح أن منشأة النادي الحالية أحد أسباب فشلكم ومعاناتكم في إيجاد رعاة؟

- نعم، صحيح، ومعاناتنا ليست في إيجاد رعاة للنادي فقط، بل في جميع الجوانب، فلدينا ملعب وحيد يتدرب عليه جميع فرق النادي الأربعة: الفريق الأول، والأولمبي، والقطاعات السنية الشباب والناشئين، إضافة للبراعم، بينما الملعب الرديف لا يمكن أن يتدرب عليه لاعبو (الحواري)، ومع ذلك فهو يكلفنا مبالغ كبيرة كل شهر لإعادة صيانته، وخسائره فادحة إذا نظرنا للإصابات الخطيرة التي تسبب فيها للاعبي الفريق، إضافة للعيادة الطبية السيئة والبدائية، ولولا تعاقدنا مع المستشفى الوطني لعلاج اللاعبين لوقعنا في مشاكل إضافية أخرى.

* ماذا عن منشأة النادي الحديثة، ما أسباب توقف العمل بها وتأخر إنجازها؟

- للأسف، تم اعتماد منشأة النادي الجديدة منذ أربع سنوات وما زالت متوقفة، رغم حاجتنا الماسة لها، وهناك أندية تم اعتماد منشآتها بعد منشأة الرائد والعمل فيها متقدم، وكانت هناك مشكلة في الشركة المنفذة، وتم تغييرها، ثم توقف العمل بعد مشكلة الكهرباء، وتواصلت مع المسؤولين في رعاية الشباب وسيتم حل المشكلة بمولدات كهربائية، إضافة لحل مشكلة العمالة بعد الاختلاف بين الشركتين.

* هل لديك مطالبات محددة لرابطة الأندية المحترفة أو الاتحاد السعودي لكرة القدم؟

- نعم، آمل أن يتم الالتفات إلى مشاكل الأندية المادية التي قد تعصف بجميع جهودهم، فضرورة تأمين مداخيل ورعاة للأندية أصبح أمرا مهما، إضافة للالتزام بمستحقات الأندية وعدم تأخيرها، فكيف تطالب الأندية بأن تلتزم وهم من يتأخر، كما أطالب رؤساء الأندية بالرفع للمقام السامي بضرورة الدعم كما حدث في العام الماضي بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بصرف «10» ملايين لكل ناد، وإرفاق متطلبات والتزامات الأندية الكبيرة لكي يشعر المسؤولون بما نواجهه على أرض الواقع من صعوبات، قد تسبب إشكالية لكل من يريد أن يخدم الأندية والكرة السعودية مستقبلا، وعملت إحصائية في نادي الرائد حول المصاريف الهائلة التي تفوق «40» ألف ريال يوميا، وهذه المبالغ لا يمكن أن يصرفها مسؤولو الأندية من جيوبهم الخاصة ومن قوت أولادهم.