الميلان يواصل تعثره ويسقط أمام ملقة في دوري الأبطال

مني بالهزيمة الثالثة على التوالي رغم محاولة تغيير طريقة اللعب وتجاوز الأزمة

TT

أخفق الميلان الإيطالي في الخروج من نفق الهزائم المظلم حيث سقط مجددا أمام مضيفه ملقة الإسباني بهدف دون رد في المباراة التي جمعت بينهما في إطار المرحلة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة من دوري أبطال أوروبا. جاء هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 19 من الشوط الثاني عن طريق مهاجم ملقة خواكين الذي كان قد أهدر ضربة جزاء لفريقه في الدقيقة 43 من الشوط الأول. وهكذا عاد الميلان من إسبانيا بالهزيمة الثالثة التي يتعرض لها الفريق على التوالي (محليا وأوروبيا)، وبهذه النتيجة اعتلى ملقة قمة المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط وتجمد رصيد الميلان عند النقطة 4 في المركز الثاني. ويحتل زينيت سان بطرسبورغ الروسي، الذي تغلب 1/ صفر على ضيفه البلجيكي أندرلخت في وقت سابق أول من أمس، المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط، فيما يتذيل اندرلخت المجموعة برصيد نقطة واحدة.

وحتى صباح أول من أمس يوم المباراة كان أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، يؤكد ثقة إدارة النادي في مدرب الفريق حيث صرح أمام 5 صحافيين قائلا: «ماسيميليانو اليغري، هذه لن تكون آخر مباراة لكم على مقعد مدرب الميلان». إذن، بشكل أو بآخر اليغري عاد إلى ناديه. وقد حاول مدرب الميلان خلال معسكر الفريق قبل لقاء ملقا تجريب أكثر من طريقة لعب 3 - 4 - 3 و5 - 3 - 2 وأخيرا 1 - 3 - 2 - 4 غير أن كل ذلك لم يثمر بشيء في ملقا، والآن بات على اليغري البدء من جديد. ولكن ماسيميليانو ينتظر أيضا لأن من الوارد أن يرن هاتفه بين اللحظة والأخرى ويتم تنشيط آلية الإقالة.

في الفترة الماضية كان سيلفيو برلسكوني مالك النادي، الوحيد الذي بيده قرار إقالة اليغري، وأول من أمس أعلن برلسكوني أنه لن يرشح نفسه لرئاسة الوزراء الإيطالية، قرار متوقع، غير أنه تطلب أشهر وأشهر للتأمل وتحديد كل شيء. والآن ربما حانت لحظة الاهتمام أكثر بكرة القدم، الوقت المناسب لتحديد الشيء الذي من الأفضل القيام به: هل يتم تغير مدرب الفريق على الفور أم من الأفضل الانتظار حتى مساء غد المقبل حيث مباراة الميلان - جنوا في الدوري المحلي. وسوف تستمر الاتصالات بين برلسكوني وغالياني ليتم تحديد ما الذي يجب عمله بالتحديد. ولا شك في أن ميلان أظهر روحا قتالية خلال المباراة. وأكد ماسيمو امبروزيني قائد الفريق أنه عندما كان يتحدث عن الثقة غير المحددة في مدرب الفريق لم يكن يردد أبياتا من الشعر. غير أن واقع الحال يقول إن اللحظات البهيجة بدأت تهرب من بين يدي الميلان وبات طريق العودة مليئا بالحزن.

وعقب انتهاء مباراة أول من أمس صرح أليغري قائلا: «لست لدي نية في ترك الميلان، هذا ليس من سمات شخصيتي وأنا واثق تماما من أبنائي. ينقصنا بعض البريق في آخر 30 مترا من ملعب الخصم. أعتقد أن علينا تحليل الأداء أكثر من النتيجة. في لحظات مثل هذه يتطلب الأمر تقديم الأشياء الأكثر بساطة وقد خلق الفريق بالفعل الكثير من الفرص الطيبة. الدفاع بثلاثة لاعبين؟ كنت أفكر في هذه الطريقة منذ فترة، وقد قمت بتجريبها أيضا من قبل في مباريات أخرى، وأعتقد أنها تضمن لنا تحكما جيدا للكرة. لعبنا الشوط الأول بشكل جيد إلى حد ما وفي الشوط الثاني أهدرنا بعض الكرات. هذا المساء، لأول مرة بطريقة اللعب هذه، لم يلعب الفريق بشكل سيئ لأنها منحتنا مزيدا من الضمانات في المرحلة الدفاعية. أنا على قناعة بأننا قادرون على تحقيق تقدم أيضا في الدوري المحلي. في اللحظات الحالية نعاني أيضا من بعض سوء التوفيق وأتمنى أن تتغير هذه النغمة يوم السبت المقبل أمام جنوا». لقد انتهت أيام الطمأنينة بالنسبة إلى أليغري.

وعلى الجانب الآخر، استطاع مدرب ملقة مانويل بيليغريني أن ينتقم لنفسه بشكل جيد، فبعد تلك الخسارة بنتيجة 3 - 2 في عام 2009 عندما كان يجلس على مقعد مدرب ريال مدريد (آخر فوز حققه الميلان في إسبانيا) تمكن من الفوز على الميلان والبقاء على قمة مجموعته الأوروبية. واستطاع فريق ملقة الإسباني تحت قيادة بيليغريني تحقيق الفوز في 3 مباريات من إجمالي 3 لعبها في النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أوروبا، كما سجل 7 أهداف ولم تستقبل شباكه أي أهداف (بعد تجاوز الدور التمهيدي المؤهل لمجموعات دوري أبطال أوروبا)، والآن بات تأهله إلى دور الـ16 من البطولة الأوروبية أكثر قربا.

وعقب انتهاء المباراة صرح مدرب فريق ملقة قائلا: «لقد كانت مباراة متوازنة للغاية ومعقدة. لقد واجهنا صعوبات ولكننا نثق بالفوز في ميلانو أيضا، نحن خليط من كل شيء: ننجح في تقديم اللعب ونحاول دائما فرض أفكارنا داخل الملعب، لدينا قدرات فنية جيدة». والإحصاء الذي يجعل بيليغريني أكثر فخرا أيضا هو عدم هز شباك حارس مرمى فريقه ويللي منذ 270 دقيقة داخل الملعب: «هذا يعني أننا نملك حائط صد منيعا، على الرغم من أننا لا ندافع بعدد كبير من اللاعبين». ويعد بيليغريني في ملقة رجل المعجزات: فقد قاد فريقه إلى المركز الرابع في الدوري الإسباني ثم التأهل إلى مجموعات دوري أبطال أوروبا. والآن تنتظر منه جماهير ملقة رقما قياسيا آخر.