إقالة اليغري لن تغير من أداء الميلان أو نتائجه

يجب أن يتوقف مسؤولو النادي عن تهديد المدرب بالرحيل

TT

تعرض الميلان للهزيمة الثالثة على التوالي أمام مضيفه ملقة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، ليزيد القلق حول مستقبل الفريق ليس فقط في إيطاليا، بل أيضا في البطولة الأوروبية المهمة. ورغم أن رصيد فريق الميلان في دوري الأبطال هو 4 نقاط، ورغم أن مبارياته القادمة في البطولة تبدو أكثر سهولة حيث سيواجه ملقة وزينيت على ملعبه ويحتفظ بإمكانية التأهل، جاءت الهزيمة الأخيرة أمام ملقة لتؤكد وجود مشكلات كثيرة في الفريق.

لقد واجه الميلان في إسبانيا فريقا قويا نجح سابقا في التغلب على زينيت وإندرلخت بنفس النتيجة (0 - 3). وقاوم الميلان في البداية ولم يمنح ملقة كثيرا من الفرص، لكن غياب المهارة في الفريق الإيطالي لم يمكنه من إنهاء المباراة بشكل جيد. وإذا استمر الميلان على هذا النحو فسيبقى أسيرا في انتظار النتائج الجيدة التي لا تتحقق وسيخاطر بالخروج من هذا الموسم بكارثة كبيرة.

إن كل أم تنصح أبناءها بأن يغطوا أنفسهم جيدا قبل الخروج عندما تشتد برودة الجو. وهذا هو ما فعله أليغري مدرب الميلان في مباراة ملقة. فقد لعب أليغري بطريقة غير مسبوقة حيث اعتمد على الدفاع بـ3 لاعبين، وكان يتحول عمليا إلى الدفاع بـ5 لاعبين مع ارتداد دي شيليو وكونستانت كثيرا لمعاونة ثلاثي الدفاع أتشيربي وبونيرا وميكسيس. وكانت هذه هي الطريقة الوحيدة لسد ثغرات دفاع الميلان الذي تلقت شباكه في الدوري الإيطالي 10 أهداف في 8 مباريات وفتح شباكه في دوري الأبطال لهدفين في أولى جولتين من البطولة. وبدأ الميلان مباراة ملقة وهو يدرك جيدا أنه لن يصل أبدا ولو من بعيد لنفس مستواه في الموسم الماضي، وأنه يحتاج للتكتل الدفاعي من أجل الخروج بنتيجة جيدة. وتحمل الميلان ضغط مضيفه الإسباني حتى جاء الهدف الأول، كما نجا من ضربة الجزاء التي أطاح بها يواكيم لاعب ملقة في المدرجات. لقد كتب المدرب الإيطالي الفذ أريغو ساكي قبل يومين في جريدة لاغازيتا قائلا: «إن أي فريق يمكنه دون لاعبين مميزين أن يحقق إنجازات طيبة من خلال الأداء الجماعي، رغم أن ساكي كان دائما يتمتع بوجود لاعبين مميزين في الفرق التي دربها ومنها فريق الميلان. لكن الميلان تحت قيادة ساكي كان فريقا أخر يجول أوروبا بحثا عن كرة القدم الراقية ويضغط على منافسيه ويفرض أداءه عليهم. كان اللاعبون مختلفين وكذلك الظروف المادية والاقتصادية. واليوم يستطيع الميلان فقط أن يفكر في ألا يخسر ولا ينبغي أن يخدع نفسه ويظن أنه بتغيير المدرب يمكنه تغيير الأداء والنتائج. ومن الأفضل أن يهدأ مسؤولو النادي ويحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه وأن يسعوا للوصول إلى نهاية النفق المظلم دون قتلى أو جرحى. إن أليغري يعتبر الملاذ الأخير للفريق منذ بداية الموسم، ولا يوجد أي معنى لطرده اليوم. ويعتمد كل شيء على قرار برلسكوني رئيس النادي ومالكه الذي كان مشغولا خلال الأيام الماضية بأشياء أخرى بعيدة عن كرة القدم».

إن الشيء المهم هو ألا يخدع الميلان نفسه وألا يظن أن المستقبل يمكن أن يشبه الماضي بأي حال من الأحوال. فمستقبل الميلان يجب أن يكون تضحية وتواضعا ورغبة في العمل. ولا شك أن رؤية الشعراوي وهو يركض في الملعب من أول إلى أخر دقيقة شيء مطمئن على مستقبل الفريق، رغم أن الفرعون المصري أهدر أمام ملقة كرة سهلة تمكن هو نفسه من إحراز أهداف كثيرة من كرات مثلها في السابق. ويعتبر الشعراوي هو أمل الميلان الوحيد، لكن عمره لم يتجاوز الـ20 عاما ولا يمكننا أن نطالبه في الوقت الحالي بقيادة فريق مثل الميلان، وأن يأخذ بيده للخروج من النفق المظلم. والمهم هو أن يتوقف مسؤولو النادي عن تهديد المدرب بالرحيل عند أول نتيجة سيئة.

لقد شهدت الجولة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا أيضا سقوط مورينهو ومانشيني، وهما مدربان كونا فريقيهما من خلال إنفاق الملايين، على عكس الميلان الذي لا يمتلك هذه الرفاهية. ولهذا نقول إن الميلان قصة مختلفة ومشاكله تختلف عن مشاكل الفرق الأوروبية الكبرى في الوقت الحالي.