قال المهاجم الكولومبي رادامل فالكاو في مقابلة مع التلفزيون الإسباني، أمس، إن مستقبله مع أتليتيكو مدريد يعتمد على عوامل خارجة عن سيطرته. ويعد اللاعب البالغ من العمر 26 عاما واحدا من أبرز اللاعبين على صعيد الكرة الأوروبية، واستهل الموسم بشكل رائع، وسجل أهدافا في 11 مباراة متتالية مع ناديه ومنتخب بلاده، وساعد أتليتيكو الذي لم يخسر هذا الموسم على اللحاق ببرشلونة على قمة الدوري الإسباني.
وقال فالكاو الذي يطلق عليه «النمر»، عندما سئل عما سيفعله في نهاية الموسم: «لا أعرف حتى ما سأقوم به غدا. أشعر بالسعادة هنا وأستمتع بما أحققه في الوقت الحالي. لا أفكر في الرحيل، بل في اللعب هذا الموسم، ويحدوني الأمل أن تسير الأمور بشكل جيد». وتتابع أندية أوروبية كبيرة فالكاو، الذي انضم أول من أمس لقائمة مختصرة للاعبين المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم، بعد أن سجل هدفين عندما فاز أتليتيكو بكأس الأندية الأوروبية في مايو (أيار) الماضي. كما سجل اللاعب 3 أهداف في المباراة التي فاز فريقه على تشيلسي الإنجليزي في كأس السوبر الأوروبية، في أغسطس (آب) الماضي.
وقال: «النادي لديه احتياجاته، وهذا يعتمد على نتائج معينة. هناك كثير من العوامل.. الأمور المالية للنادي والمشاركة في دوري أبطال أوروبا. سيتخذ أتليتيكو ومسؤولوه قرارهم بشأن بمستقبلي. في كثير من الأحيان يكون اللاعب آخر من يعلم»، وأنهى أتليتيكو الموسم الماضي بالدوري الإسباني في المركز الخامس ليشارك ثانية في كأس الأندية الأوروبية، إلا أنه يحتل الآن المركز الثاني في الدوري الإسباني بفارق الأهداف عن برشلونة برصيد 25 نقطة بعد 9 مباريات.
وتأتي تصريحات فالكاو في الوقت الذي يزداد فيه حجم الشائعة كل يوم، وتحولت القضية اليوم إلى موضوع كبير للنقاش في إسبانيا: هل ينتقل فالكاو إلى ريال مدريد؟
وأكدت محطة «راديو كوبي» في وقت سابق أن ريال مدريد يرغب في ضم فالكاو، وأن الكولومبي يتمنى ذلك، وأن أتليتيكو مدريد فريقه الحالي مستعد للتفاوض.
من بين هذه الأنباء الثلاثة، الوحيد الذي لن يكون جديدا هو استعداد اللاعب على الأقل بالنسبة لتصريحات والده راداميل جارسيا في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما قال: «حلمه هو أن يكون لاعبا في ريال مدريد. دائما، منذ كان طفلا وهو يتمنى اللعب هناك». وأضاف: «هدفه الآن هو أن يكون في ريال مدريد، وإذا لم يتمكن من ذلك فستكون وجهته هي الدوري الإنجليزي».
وأوضحت «كوبي» في خبرها أن المدير الفني لريال مدريد البرتغالي جوزيه «مورينهو معجب كثيرا باللاعب»، ويثمن «كمية الأهداف التي يحرزها في المباريات المهمة». بدورها، أضافت إذاعة «أوندا سيرو» أن اهتمام ريال مدريد بفالكاو زاد في الآونة الأخيرة و«من المفترض أن يكون قد حدث أول تحرك للحصول على خدمات المهاجم». وأكد خورخي فالدانو مسؤول ريال مدريد السابق في وقت سابق في تصريحات لإذاعة «كاراكول»: «إنه هداف العصر، أحد أولئك الذين يساعدونك حتى على الفوز بمباريات لا تستحق الفوز بها».
كما أدت أحدث تصريحات مسؤولي أتليتيكو مدريد إلى مزيد من الشكوك بين جماهير الفريق. فعلى سبيل المثال، قال إنريكي سيريزو رئيس النادي في وقت سابق: «لو أتى أحدهم بقيمة الشرط الجزائي في عقد فالكاو ودفعه، فليس عليه حتى أن يلقي تحية الوداع». وتبلغ قيمة الشرط الجزائي في عقد الكولومبي 60 مليون يورو (نحو 78.6 مليون دولار). وأكد ميجل أنخل خيل المدير العام لأتليتيكو مدريد مطلع الموسم أن «بيع فالكاو سيعني القضاء عمليا على جميع المشكلات المالية للنادي».
واعترف خيل نفسه بأنه «لا يوجد اتفاق» بين ريال مدريد وأتليتيكو مدريد بعدم تعاقد أحدهما مع لاعبي الآخر. أي أن النادي الملكي له «حرية» التفاوض حول التعاقد مع الكولومبي.
وتبدو القضية ملحة، حتى إن المدير الرياضي لريال مدريد ميجل بارديزا اضطر للتعليق عليها من أجل تهدئة الأمور. وقال: «يعجبني فالكاو فهو لاعب كبير، لكنني معجب أكثر بمهاجمي فريقي. لا نفتقد أحدا. إننا سعداء بمن لدينا. بالنسبة لي هم أفضل لاعبين في العالم، مثلما هم بقية لاعبي الفريق، وأعتقد أن لدينا فريقا رائعا». وكان بارديزا يشير إلى الأرجنتيني غونزالو هيغوين والفرنسي كريم بنزيمة، مهاجمي الفريق إلى جوار النجم كريستيانو رونالدو. فالتعاقد المحتمل مع فالكاو سيعني أيضا رحيل أحد هذين اللاعبين أو كليهما. وستبقى القضية تحت المنظار طيلة الموسم، ولا سيما إذا ما واصل فالكاو مستواه المبهر، لأنه في سن السادسة والعشرين بات اللاعب الوحيد في إسبانيا الذي ينافس ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
وهكذا أصبح هناك دخيل على مملكة ميسي ورونالدو: فقد تحول فالكاو إلى «الرجل الثالث» الجديد في الدوري الإسباني القدم بفضل عروضه الرائعة في بداية الموسم.
وفي سن السادسة والعشرين، بات فالكاو العلامة الأبرز لصحوة أتليتيكو مدريد وسعره لا يتوقف عن الارتفاع. لذا، أكدت صحيفة «صن» الإنجليزية أن تشيلسي يعد لعرض بقيمة 45 مليون جنيه إسترليني لضم اللاعب.