الأهلي والاتحاد.. انتهى وقت الكلام.. وحانت لحظة الحسم

يلتقيان اليوم في إياب نصف النهائي الآسيوي لحسم بطاقة التأهل

TT

تحبس جماهير الأهلي والاتحاد اليوم أنفاسها عندما يلتقي الغريمان مساء على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، في واحدة من أصعب وأهم المواجهات التاريخية بينهما، وذلك لحسم بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وكان الاتحاد نجح في الفوز بلقاء الذهاب الذي كان في ضيافته، وذلك بهدف نايف هزازي، وهو ما يزيد لقاء الليلة إثارة، إذ إن الأهلاويين يرغبون في التعويض واللحاق بحسابات التأهل مبكرا منذ بداية اللقاء، بينما الاتحاديون سيحاولون الاستعانة بخبرتهم الآسيوية لتجاوز المهمة، والحفاظ على مكتسباتهم بعد فوزهم في المباراة الماضية.

كلا الطرفين لهما ذات الطموح لبلوغ نهائي دوري أبطال آسيا، وتظل الحسابات تلقي بثقلها على هذا اللقاء، فالأهلي أمامه فرصة وحيدة وهي الفوز، بينما الاتحاد يملك أفضلية الفوز أو التعادل بأي نتيجة أو حتى الخسارة بفارق هدف بشرط أن يسجل الاتحاد في شباك الأهلي، ما عدا فوز الأهلي بهدف دون مقابل، وهي الحالة الوحيدة التي تمدد المباراة بحسابات جديدة عبر شوطين إضافيين، وإذا استمر التعادل احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح.

واستعد الفريقان، بشكل مكثف، لهذا المنعطف الحساس بمحاولة علاج الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون في المباراة السابقة، وكذلك بالتهيئة النفسية من قبل الأجهزة الفنية والإدارية. ويلتقي قبل انطلاق مواجهة الأهلي والاتحاد ظهرا فريقا أولسان هيونداي الكوري وبونيودكور الأوزبكي، بعد أن كسب الفريق الكوري مواجهة الذهاب بنتيجة «1-3».

الخبير الفني السعودي بندر الجعيثن كشف لـ«الشرق الأوسط» عن أبرز عوامل القوة والضعف لدى الأهلي والاتحاد قبل مواجهة الليلة، كاشفا عن الطرق التي من المتوقع أن يعتمد عليها مدربا الفريقين، وقال: «المواجهة ستختلف عن اللقاء السابق، فهي التسعون دقيقة الأغلى والأثمن، وهذه مباراة ثانية ومختلفة عن لقاء الذهاب من حيث التكتيك، فلها وضع خاص ومختلف. الأهلي المدعوم بالجماهير في هذا اللقاء سيكون نهجه العام هجوميا للحاق بالنتيجة مبكرا وتعديل الخسارة في مواجهة الذهاب، بينما سيظهر الاتحاد بتنظيم في المناطق الخلفية والميل للنواحي الدفاعية والتحفظ، ولن يغيب هجوميا فهو يملك لاعبين في المقدمة والوسط، لهم وزنهم المؤثر والقوي، وسيكون ذلك عنوان الإثارة والندية في المباراة، خصوصا لو نجح أحد الفريقين في التسجيل مبكرا فستكون مباراة ممتعة ومثيرة».

وتابع الجعيثن: «إذا تطرقنا إلى الأهلي، فهو يملك لاعبين مهاريين ويتميزون بالتنظيم التكتيكي، ولكن مشكلته في تنظيمه الدفاعي وضعف القتالية في مراقبة الهجوم المضاد وترك المنافس يتحرك بحرية، وتزداد أكثر أيضا في عدم اكتمال صفوفه مثل غياب كامل الموسى ومشاركة عقيل بلغيث في المباراة السابقة الذي تأثر بغيابه عن المشاركات الرسمية، فقد اجتهد ولكنه تعرض للإرهاق في الشوط الثاني، فيتضح أن لدى الأهلي مشكلة نقص المخزون اللياقي للفريق، وظهر على عدد من لاعبيه التعب، ولم ينجحوا في توزيع جهدهم وهو ما يحتاجونه في هذا اللقاء، فقد كان ندا قويا ومميزا في الشوط الأول ثم قل عطاؤه في الشوط الثاني وتحولت السيطرة للاتحاد، وتظل مشكلة الأهلي في تذبذب عطاء منطقة الوسط وبالذات القيام بالمهمات الدفاعية وكذلك منطقة العمق الدفاعي، حيث لم تستقر الأسماء في المحور بالشكل المطلوب رغم محاولة مدربه التشيكي غاروليم علاج أداء هذه المنطقة حتى عودة الكولومبي بالومينو».

وأضاف الجعيثن: «الاتحاد يعد الأقوى بدنيا ولياقيا وكذلك في جانبي الخبرة والتمرس، وهي نقاط تفيده في مثل هذه المباريات المهمة، وستكون كلمة الحسم لدى لاعبي الوسط والهجوم لدى الفريقين، فإذا كان البرازيلي فيكتور سيموس في جاهزيته وعاد لخطورته المعروفة التي لم تظهر في مواجهة الذهاب ليتحمل العبء العماني عماد الحوسني، مما أرهقه أمام دفاعات الاتحاد. ولكن من خلال معطيات هذا اللقاء، سيحاول الأهلي فرض إيقاعه الهجومي منذ البداية، ولكن عليه التوازن بين المهمات الهجومية والواجبات الدفاعية، بينما سيلعب الاتحاد بأعصاب هادئة، فليس عليهم ضغوط كما في المباراة السابقة، حيث تحول الضغط على لاعبي الأهلي والمطالبة بتحقيق نتيجة إيجابية، فإذا نجح لاعبو الاتحاد في امتصاص حماس الأهلي الهجومي والتخطيط للهجوم المرتد بخبرتهم فسيشكل خطرا على الأهلاويين، فالاتحاد يتميز بقوة الوسط في ظل وجود سعود كريري والكاميروني إمبامي والفلسطيني أنس الشربيني، إلى جانب محمد أبو سبعان، وسيكون هناك تبادل للأدوار في المهمات الهجومية وكذلك استخدام التسديد المباشر مع وجود محمد نور الذي يلعب بنجوميته السابقة، ولكن خطورته في تجهيز عدد من الكرات الخطرة للمهاجم نايف هزازي، فأسلوب الاتحاد وطريقته مستقرة وواضحة، كما أن المدرب الإسباني كانيدا يتفوق في قراءة الشوط الثاني واستخدام البدلاء بشكل مميز ويوظف اللاعبين بشكل جيد، فالكفة متوازنة بين الفريقين، والتكهن بالنتيجة صعب. الهدافون موجودون لدى الفريقين؛ ففي الاتحاد نايف هزازي، وفي الأهلي العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس، فمن الصعب توقع نتيجة اللقاء، وستخضع لجاهزية اللاعبين وأدائهم وحضورهم الفني خلال المباراة، وسنقف جميعا مع المتأهل للنهائي ونتمنى له التوفيق».