الأخضر الشاب بين الكأس الآسيوية.. والبطاقة المونديالية

الجماهير السعودية تتفاءل بالأراضي الإماراتية لإحراز اللقب الثالث

TT

تتفاءل الجماهير السعودية بمشاركة الأخضر الشاب في بطولة كأس آسيا للشباب تحت 19 عاما والتي ستنطلق منافساتها اليوم السبت في دولة الإمارات، مع العلم أن آخر لقب حصل عليه كان في نسخة 1992 التي احتضنتها الإمارات، ويأمل الجمهور السعودي من منتخب بلاده أن يعود حاملا لقب البطولة الآسيوية الثالثة في تاريخه أو يتمكن من خطف إحدى البطاقات الأربعة المؤهلة لمونديال 2013 المقرر إقامته في تركيا، ويقع الأخضر في المجموعة الرابعة التي تضم إلى جواره كلا من أستراليا وقطر وسوريا.

وتنطلق المنافسات القارية الشبابية الكروية في نسختها الـ37 التي تستضيفها الإمارات في ملعبي الفجيرة ورأس الخيمة حتى 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بمشاركة 16 منتخبا.

وستجري اليوم 4 مواجهات ضمن افتتاحية البطولة للمجموعتين الأولى والثانية، إذ سيكون في الأولى المستضيف المنتخب الإماراتي في مواجهة خليجية خالصة أمام نظيره الكويتي، في حين ترشح مواجهة إيران مع اليابان لتكون أقوى مواجهات اليوم الأول من البطولة القارية، فيما تلتقي كوريا الجنوبية مع العراق، وسيواجه الصين منافسهم تايلاند ضمن منافسات المجموعة الثانية.

ووزعت المنتخبات المشاركة على 4 مجموعات، حيث تضم الأولى الإمارات والكويت وإيران واليابان، والثانية العراق وكوريا الجنوبية والصين وتايلاند، والثالثة الأردن وكوريا الشمالية وأوزبكستان وفيتنام، والرابعة السعودية وسوريا وقطر وأستراليا.

بداية متواضعة ومشاركة خجولة انطلقت البطولة في عام 1959 وذلك عقب تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بخمس سنوات، وسط مشاركة خجولة من المنتخبات الآسيوية رغم إقامة البطولة سنويا في بدايتها، وشهدت في تلك الفترة أنظمة متعددة وقوانين متواضعة من حيث الشكل الأساسي، ولعبت بنظام خروج المغلوب عقب أن تخوض المنتخبات تصفيات أولية بحسب التصنيف الجغرافي لها ثم يتأهل كل منتخب يتصدر مجموعته لتتجمع المنتخبات في دولة محددة وتلعب دور ربع النهائي بنظام خروج المغلوب، ثم شهدت البطولة إقامتها من دور واحد بحيث تتجمع المنتخبات المتأهلة في دولة محددة مسبقا لتلعب بنظام المجموعة الواحدة يتوج خلالها المتصدر وصاحب الرصيد النقطي الأعلى.

أما على صعيد تتويج البطل فكما جرت العادة بأن يتوج المتصدر في حال أقيمت البطولة بنظام المجموعة الواحدة، أو الفائز في المباراة النهائية في حال أقيمت البطولة بنظام خروج المغلوب، وشهدت بدايات انطلاقة بطولة آسيا للشباب تتويج منتخبين بلقب البطولة في حال تعادلا في المباراة النهائية.

رياح التطوير تهب على البطولة الآسيوية للشباب بحلول عام 1988 هبت رياح التغيير على نظام البطولة الآسيوية حيث قسمت المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين تضم أربعة منتخبات ويتأهل المتصدر ووصيفه من كل مجموعة للعب الأدوار النهائية للبطولة، قبل أن تبدأ المجموعتان بضم خمسة منتخبات في عام 1990 بحيث يتأهل المتصدر ووصيفه، وفي عام 2002 تم توزيع المنتخبات المشاركة على ثلاث مجموعات يتأهل المتصدر والوصيف وأفضل ثالث في المجموعتين للعب دور ربع النهائي، قبل أن يتم تحويل المسابقة إلى أربع مجموعات تضم أربع منتخبات يتأهل المتصدر ووصيفه لخوض لقاء دور ربع النهائي ليصبح الشكل النهائي التي عرفت به البطولة حاليا.

وقرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إقامة البطولة كل سنتين وذلك ابتداء من عام 1978 عقب أن كانت تقام كل سنة، كما تم إقرار مشاركة المنتخبات الأربعة التي تصل للأدوار النهائية في نهائيات كأس العالم للشباب بعد حصر المشاركة على فئة عمرية محددة وإطلاق مسمى كأس آسيا للشباب تحت 19 عاما لتتوافق مع أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.

كوريا الجنوبية تتزعم الأبطال.. والعراق تتصدر عربيا تزعم منتخب كوريا الجنوبية السجل الذهبي لقائمة أبطال البطولة الآسيوية للشباب عقب تحقيقه لقب البطولة 11 مرة في تاريخه ثم منتخب ميانمار بواقع سبعة ألقاب، ثم منتخب إسرائيل برصيد ستة ألقاب قبل أن يتم استبعاد إسرائيل من عضوية الاتحاد الآسيوي عام 1972 ثم المنتخب العراقي برصيد خمسة ألقاب، وخلفه إيران بأربعة ألقاب ثم كوريا الشمالية التي نجحت في تحقيق ثلاثة ألقاب، يليها السعودية وتايلاند مرتين، وأخيرا الصين وسوريا وإندونيسيا والهند والإمارات بواقع بطولة واحدة لكل منتخب.

وبالعودة لإلقاء نظرة سريعة على سجلات الأبطال نجد بأن المنتخب الكوري الجنوبي نجح في تحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ البطولات الآسيوية وذلك عام 1959 ثم في العام الذي يليه 1960 ثم في نسخة 1963 مناصفة مع منتخب ميانمار قبل أن يغيب فترة طويلة عن ملامسة الذهب ثم يعود مجددا لتحقيق اللقب في 1976 مناصفة مع إيران ثم 1978 مناصفة مع العراق، قبل أن ينجح في تحقيق اللقب مرتين على التوالي في نسختي 1980 و1982. ليعود ويحقق البطولة للمرة السابعة في تاريخه نسخة 1990 ثم ينجح المنتخب الكوري في تحقيق اللقب مرتين على التوالي في نسختي 1996 و1998، في الألفية الجديدة واصل نجاحاته ليزيد رصيده من البطولات الآسيوية ويحقق اللقب نسختي 2002 و2004.

وعلى الصعيد العربي ذهبت الزعامة العربية في بطولة آسيا للشباب لصالح منتحب العراق الذي نجح في تحقيق البطولة خمس مرات في تاريخه كانت البداية في 1975 مناصفة مع إيران ثم حقق البطولة مرتين على التوالي وذلك في نسختي 1977 و1978 مناصفة مع منتخب كوريا الجنوبية، وشهدت السبعينات الميلادية توهج الجيل العراقي الذي نجح في تحقيق البطولة ثلاث مرات قبل أن يغيب عنها ثم يعود في نسخة 1988 ويحقق اللقب وأخيرا تمكن المنتخب العراقي من تحقيق اللقب نسخة 2000 كخامس البطولات التي يزين بها سجله الذهبي في تاريخ المسابقات الآسيوية.

مسيرة الأخضر.. بطولتان وسبع مشاركات مونديالية نجح المنتخب السعودي في تحقيق لقب البطولة مرتين في تاريخه الأولى كانت في عام 1986 حيث أقيمت البطولة في السعودية والثانية كانت في 1992 التي جرت في الإمارات، وتمكن الأخضر من التأهل لكأس العالم للشباب سبع مرات في تاريخه وهي البطولة المتعلقة بنتائج المنتخبات في المسابقة الآسيوية، وكانت أولى مشاركات الأخضر في البطولة عام 1977 حيث ودعها سريعا عقب خسارته من البحرين التي كانت تقام بنظام خروج المغلوب، وفي نسخة 1985 خرج من الدور الأول عقب أن حقق فوزا يتيما على تايلاند ثم تعادلين أمام الصين والإمارات حتى حقق المركز الثاني خلفا للصين الذي اعتلى الصدارة وتوج بطلا للنسخة بخمس نقاط وفارق نقطة وحيدة عن السعودية صاحبت المركز الثاني، وفي نسخة 1986 التي أقيمت في السعودية نجح الأخضر في تجاوز المنتخبات الثلاثة بمجموعته الهند وقطر وإندونيسيا ثم كوريا الجنوبية في نصف النهائي ليطير لملاقاة البحرين في النهائي وينجح في تجاوزه بهدفين دون رد ليحقق لقب البطولة التي أقيمت على أرضه، وعاد الأخضر للمشاركة في البطولة عقب غياب لم يدم طويلا وذلك في نسخة 1992 وتمكن من خطف بطاقة التأهل عن مجموعته الثانية بعد فوزه على كل من المنتخبات الثلاثة تايلاند ونيوزلندا وكوريا الجنوبية واستقبل خسارة وحيدة من منتخب قطر، ليطير لنصف النهائي لملاقاة الإمارات وينجح في تجاوزه بهدفين دون رد ثم يعود مجددا لمواجهة المنتخب الكوري الجنوبي ولكن في المباراة النهائية لينجح الأخضر في التغلب عليه بهدفين دون رد وتحقيق البطولة التي أقيمت في الإمارات، وفي مشاركته الخامسة التي جرت عام 1998 في تايلاند وقع الأخضر الشاب في المجموعة الأولى إلى جوار كازاخستان وتايلاند والكويت والهند ونجح في اعتلاء الصدارة عقب تحقيقه الفوز على الكويت والهند وكازاخستان وتعادل أمام المضيف تايلاند ليطير لنصف النهائي لملاقاة اليابان التي نجحت في اكتساح الأخضر برباعية رمت به خارج حسابات البطولة، حيث واجه المنتخب السعودي نظيره كازاخستان في لقاء تحديد صاحب المركز الثالث والرابع، وحقق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم منحه المركز الثالث، وفي نسخة 2002 التي أقيمت في قطر، تواجد الأخضر في المجموعة الثانية إلى جوار اليابان والهند وبنغلاديش وتمكن من تحقيق الفوز على الهند وبنغلاديش وتعرض للخسارة أمام اليابان ليطير بجوار اليابان لدور ربع النهائي، ويواجه الصين وينجح في تجاوزه برباعية مقابل هدف يتيم، ويتأهل لنصف النهائي قبل أن يودع البطولة على يد منتخب كوريا الجنوبية ثم يواجه أوزباكستان وينجح في تجاوزها برباعية نظيفة دون رد في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وفي نسخة 2006 التي أقيمت في الهند شارك الأخضر ووقع في المجموعة الرابعة بجوار العراق وفيتنام وماليزيا وتعادل أولا مع العراق 2-2 ثم نجح في تجاوز فيتنام وماليزيا بنتيجة مماثلة في كلا المباراتين 2-0 لصالحه، ليطير لدور ربع النهائي بعدما جاء في المركز الثاني خلفا لمتصدر المجموعة العراق بفارق الأهداف، ويلاقي منتخب اليابان في ربع النهائي الذي نجح في إقصائه بهدفين مقابل هدف، وفي نسخة 2008 عادت السعودية لاستضافة البطولة على أرضها في مدينة الدمام ووقع الأخضر في مجموعة صعبة ضمت إلى جواره اليابان وإيران واليمن، ونجح الأخضر في تجاوز إيران ثم اليمن قبل أن يتعادل مع اليابان بهدف لمثله ويتأهلان سويا عن المجموعة لدور ربع النهائي ليقابل منتخب الإمارات الذي أبعده عن البطولة عقب الفوز عليه بهدف دون رد لينجح المنتخب الإماراتي في تحقيق اللقب عقب إقصاء الأخضر، وفي النسخة الأخيرة 2010 التي أقيمت في الصين وقع الأخضر في المجموعة الأولى إلى جوار الصين المستضيف وسوريا وتايلاند وخسر من الصين في افتتاحية البطولة قبل أن ينجح في تجاوز تايلاند وسوريا ويخطف بطاقة التأهل إلى جوار الصين عن المجموعة الأولى، وفي ربع النهائي قابل الأخضر منتخب أوزباكستان ونجح في تجاوزه بهدفين مقابل هدف في مباراة امتدت لأشواط إضافية، ليطير لنصف النهائي لملاقاة أستراليا ويخسر أمامها بهدفين دون رد ليودع البطولة ويخطف بطاقة المشاركة في مونديال كأس العالم للشباب في كولومبيا.