سيرخيو: الأخضر الشاب لم يحضر إلى الإمارات من أجل النزهة.. «الآسيوية» هدفنا

المدرب الإسباني اعترف بضعف بنية المواهب السعودية

TT

شدد الإسباني أنطونيو سيرخيو مدرب المنتخب السعودي، الذي يعسكر حاليا في الإمارات استعدادا لكأس أمم آسيا للشباب، التي ستنطلق اليوم في الفجيرة وأم القيوين الإماراتيتين على أهمية المرحلة الحالية للمنتخب، من حيث تطوير وتنمية الفكر الكروي للاعبين السعوديين، مؤكدا أنه عمد خلال الفترة الماضية إلى زيادة جاهزية اللاعبين من النواحي البدنية واللياقية بشكل مكثف إلى جانب النواحي الفنية، مؤكدا أن انضباطية اللاعبين خلال المعسكرات التي خضعوا لها آتت ثمارها، وأنه يسعى لأن يصل الأخضر إلى أبعد نقطة في البطولة الآسيوية وتحقيق اللقب، مشددا أن الفئات السنية في السعودية أقل بشكل عام من دول العالم، مشيرا إلى أنه تأقلم مع الأجواء المناخية في السعودية، وأن ما يفتقده بعده عن عائلته في إسبانيا.

سيرخيو خص «الشرق الأوسط» بهذا الحوار، والذي تناول أوضاع الفئات السنية للكرة السعودية بشكل عام، وأبرز ملامح الخطة التي يسير عليها في المرحلة الحالية.

* كيف هي استعداداتكم للبطولة الآسيوية التي ستخوضون غمارها اعتبارا من الغد حينما تواجهون منتخب سوريا؟

- بما أننا في الجزء الأخير من المعسكر الذي يسبق البطولة، فأنا أستطيع القول إننا وقفنا على التفاصيل المهمة في اختيار مواصفات العناصر ونوعية اللاعبين لإكمال القائمة النهائية للمنتخب، وبدأت الصورة تتضح بشكل كامل في معسكر الرياض الذي اختتمناه قبل أسبوعين تقريبا.

* بصراحة ما الذي تطمح إليه في هذه البطولة؟

- دون أدنى شك أسعى إلى تقديم أداء فني جيد، والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، فالمنافسة بكل تأكيد لن تكون سهلة، ونحن في الجهاز الفني لدينا إدراك تام بكل المنتخبات التي سنواجهها، وسنعمل على تقديم أداء جيد في البطولة، وفي الوقت نفسه نزرع النواة الحقيقية للكرة السعودية في المستقبل، وهذا لا يعني أنني لا أفكر في تحقيق اللقب.

* هل وجدت صعوبة في اختيار العناصر خاصة مع ضعف الاهتمام بشكل جزئي في الأندية بهذه الفئة؟

- لا أبدا، فأنا منذ قدومي قبل أربعة أشهر لم أجد صعوبة في الاختيار، فهناك وفرة في العناصر والمواهب، حتى من الجانب الإداري أيضا، صحيح أنه لم يتسن لي متابعة دوري درجة الشباب أو أقيمها، لكني لم أواجه أي مشكلة في اختيار العناصر.

* قد تكون لديك معلومة أن المنتخب السعودي الأول يمر بمراحل حرجة، وكثير من النقاد عزا ذك إلى ضعف الاهتمام بالقاعدة السنية في المنتخبات بشكل عام، ما تعليقك على هذه الآراء؟

- لا أعتقد ذلك أبدا، أعترف أن المنافسات للفئات السنية هي في سن أعلى مما يفترض أن تكون عليه، أي في سن أصغر من الموجود لديكم، ولو قارناها بالمستوى الأوروبي فالفئات السنية هنا أقل فنيا بشكل عام، لذلك فإننا نهدف خلال الفترة القليلة المقبلة الارتفاع بالمستوى الفني بشكل كبير قياسا بالفترة التي سنعمل فيها، والإعداد في الفترة المقبلة يعد مرحلة هامة جدا، وأتمنى أن لا تكون بطولة الخليج التي فزنا بها أخيرا ذات تأثير سلبي علينا.

* يؤكد كثيرون أن الثقافة الكروية للاعب السعودي ليست كما هي عليه بالنسبة للاعبين في أوروبا، هل تتفق مع من يقول ذلك؟

- أنا أتفق تماما أن اللاعب هنا بشكل عام وفي هذه المرحلة العمرية يجب أن تكون عقليته (مرتاحة)، لكن ذلك غير موجود نظرا لوجود ضعف في التأسيس، ولو تكلمنا على المستوى التنافسي في أوروبا، فهناك يبدأ منذ نعومة الأظفار، حيث توجد منافسات خاصة ومنظمة لفئة البراعم، وهذا غير موجود لديكم، لذلك فإن مستوى النضج التي وصل إليها اللاعب السعودي في هذه الفترة العمرية تعتبر متأخرة عن ما هي عليه في أوروبا، ولكننا نحاول المزج بين الوضع الحالي للاعب السعودي مع المفاهيم التي نحملها للنهوض به في مختلف الأصعدة.

* ألم تعاني من وجود قصور في مستوى الإعداد لعدد من اللاعبين في ناد معين بسبب ضعف الكوادر التدريبية في بعض تلك الأندية؟

- في البداية دعني أتفق معك على أهمية وقوة تأثير الكوادر التدريبية في الأندية على اللاعب، ولكن دعني أتحدث عن واجبي وعملي مع هؤلاء اللاعبين، وهو الإعداد لكل الجوانب المتعلقة باللاعب سواء البدني أو التكتيكي أو اللياقي بطريقة مباشرة، لذلك أنا أتفق معك حول أهمية عمل الأندية من خلال الفئات السنية، فنحن دورنا اختيار العناصر بناء على ما نشاهده، والأندية عملها يتمثل في إعداد اللاعبين والعناصر لتخدم المنتخب في أحسن صورة، وهذا بالطبع سيعود إيجابا على الكرة السعودية سواء في الفئات السنية أو مستقبل الكرة السعودية.

* وماذا عن تعاون مدربي الأندية فيما يختص في تنفيذ البرامج التدريبية واللياقية والبدنية التي يضعها الجهاز الفني للمنتخب؟

- سأكون صريحا معك، أنا ضعيف في التواصل مع مدربي الأندية، لضيق الوقت الذي قضيته هنا في السعودية، ولكن التواصل فيما بيننا عامل مهم جدا، وبعد عودتنا من البطولة الآسيوية سأعمل على تقوية هذه العلاقة من خلال إجراء زيارات للأندية والالتقاء بالأجهزة الفنية التي تتولى زمام الأمور للفئات السنية، ووضع خطة عمل واضحة للتنسيق فيما يخص الأمور الفنية، وبكل صدق فأنا أتوقع أن أجد عملا احترافيا ممتازا في الأندية، والذي سيصب في مصلحة الأندية والمنتخبات السعودية بكل تأكيد.

* هناك مطالبات بوضع معايير وشروط فنية على الكوادر التدريبية التي تتولى تدريب الفئات السنية بمعنى أن يكون حاصلا على شهادات معينة أو خاض تجارب كثيرة، هل تؤيد ذلك؟

- في رأيي الشخصي فإن الشهادة العلمية أو درجة أو رخصة معينة ليست بتلك الأهمية التي تكون عليها المعرفة والخبرة التي تنطوي عليها هذه الشهادة، بمعنى أنني ذكرت لك مسبقا أن إعداد اللاعب بدنيا وفنيا أمر مهم جدا، وعلى هذا الأساس فإن هذا الإعداد يكسب المدرب خبرات متراكمة، وهي التي ستفيد اللاعب وتصب في مصلحته.

* دعنا نتحدث عن منتخب الشباب، شاهدنا تعاقب المدربين خلال فترة زمنية قصيرة، كيف ترى تأثير ذلك على اللاعب خاصة في هذه المرحلة العمرية المبكرة؟

- هل هذا يعني أنني سأغادر قريبا ولن أمكث طويلا مع المنتخب؟، التغيير بشكل عام أمر غير جيد إطلاقا، ولكن هنا في السعودية من الملاحظ أن اللاعب يقضي فترة طويلة مع المنتخب، لذلك فإن الاستمرارية في كلا الجانبين سواء في الأندية أو المنتخب لها أهمية كبيرة، لأنها تسهم في صقل مهاراته، وتكوين طريقة لعبه، لذلك إذا لم تكن هناك استمرارية، فإن ذلك سينعكس سلبا على اللاعب.

* هل تؤيد عملية تصعيد المدربين مع مجموعة اللاعبين من درجة إلى درجة بعد أن حقق معهم إنجازا أو قدم مستويات، بسبب أن هذا المدرب يكون ملما بكامل إمكانات أولئك اللاعبين؟

- أولا يجب أن نتفق على أن يكون جميع المدربين الذين يعملون تحت مظلة الاتحاد السعودي على مستوى واحد، وأفكار متقاربة في النواحي التدريبية، وهذا المستوى بطبيعة الحال يجب أن يكون عاليا، وفي اللحظة التي يكون فيها نموذج محدد وواضح، فإن الجميع سيحاولون سلك نفس الاتجاه ونفس الطريقة، لذلك فإن تصعيد اللاعب ونقله من يد مدرب إلى يد مدرب آخر، فإن مفاهيم اللعب ستكون واحدة، وحينها لن تكون هناك أهمية تحت إشراف أي مدرب، لأن الكرة السعودية حينها سيصبح لها أسلوب موحد لجميع فئاتها، وبالتالي فإن تنقله بين المدربين الذين يملكون ذلك الفكر سيكون له دور كبير في رسم الصورة الفنية في جميع المنتخبات.

* غالبا ما تكون الأجهزة التدريبية في السعودية هي من تضع الخطط التي تنوي السير عليها، والتي يمكن أن تتغير في حال قدوم مدرب آخر، ألا تعتقد أنه من الأجدى أن يتم وضع خطة طويلة الأمد ويتم جلب مدربين لتطبيقها؟

- دون أدنى شك، اللاعب السعودي لديه ميزات يختص بها، وهذه السمات أو المميزات لا بد أن نبحث عن نموذج ينطبق ويتماشى معها ليتم تطويرها، ومن البديهي أن يكون هناك مجموعة من الإداريين أو اللاعبين مهمتهم التنسيق بين هذه المبادئ، ومن هذه اللحظة طالما أن هناك أنموذجا لهذه الحالة المتمثلة بخروج مدرب وتواجد آخر، فمن المهم أن يكون المدرب الذي يتواجد حاليا تنطبق عليه صفات تنفيذ هذه المتطلبات للاعب السعودي والنموذج الفني الذي تريد الكرة السعودية أن تكون عليه، لأن ذلك سيصب في مصلحة اللاعب، حينما يصل إلى مرحلة عمرية متقدمة، حيث سيكون قد اكتسب الهوية الكروية لمنتخب بلده، وصقل مهاراته في نفس هذا الأسلوب على يد أكثر من مدرب، ولو غيرنا ملامح هذا النموذج باستمرار، فإن ذلك سيتسبب في تشتيت الأسلوب الكروي للاعب، وبالتالي فمن الصعب أن يكتسب نموذجا معينا، وهذا بطبيعة الحال سيتسبب في فقدان الكرة السعودية لهويتها بسبب اختلاف أساليب لاعبيها.

* لنتحدث عن إدارة المنتخبات، القائمون على هذه الإدارة يجابهون خطين متعارضين، بين مؤيد لعملهم، ومعارض.. بما أنك تعاملت معهم، كيف وجدت الأمر من حيث الخط الذي يعملون عليه؟

- أنا لن أقيم خطط إدارة المنتخبات، فأنا مهمتي هي تدريب المنتخب السعودي، وطبيعة عملي تجعلني بعيدا نسبيا عن خططهم وعملهم، وأنا لم آت إلى هنا لأقيم عمل أحد، أنا جئت لتدريب مجموعة من اللاعبين وتطويرهم وتنمية قدراتهم، وإحداث نقلة في الجوانب الفنية، وهو الأمر الذي يحتم علي التعامل إداريا مع الكوادر التي ترافق البعثة، وهم يعملون بشكل جيد وأكثر من رائع، ومن هذا المبدأ ليس من المفترض أن أدافع أو أنتقد، ليس تهربا، ولكنه يعود إلى عدم معرفتي بما تقوم به إدارة المنتخبات.