عبد العزيز دبلول: نسير بلا استراتيجية محددة.. والديون المتراكمة أرهقت الوحدة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الفريق بحاجة لالتفاف شرفي ودعم مالي لتفادي الهبوط

TT

اعتبر مدير الاحتراف بنادي الوحدة عبد العزيز دبلول، الديون المتراكمة على ناديه سببا في تراجع الفريق الكروي الأول وعدم ظهوره بالمستوى المأمول بعد صعوده إلى دوري زين، مشيرا إلى أن الديون تجاوزت الـ6 ملايين ريال، مما جعل الإدارة الحالية تواجه مأزقا كبيرا منعها من تسجيل كل اللاعبين الأجانب في ظل أنظمة الاحتراف التي يسير وفقها الاتحاد السعودي لكرة القدم، مبينا أن الظروف الحالية التي يمر بها الفريق لم تساعد المحترفين محمد بشير وسيكو دومبيا على الظهور بالمستوى الجيد، نافيا سيرهم بناء على استراتيجية واضحة في أمر التعاقد مع اللاعبين الأجانب نظير عدم وجود السيولة الكافية التي تجعلهم قادرين على تحقيق كل الخطط التي يضعونها، كاشفا عن أن الإدارة لم تتمكن من استثمار المبلغ الذي قدمه صالح كامل والبالغ 21 مليون ريال بعد ارتفاع مقدمات عقود اللاعبين، ووجود ديون تعتبرها إدارة النادي ضمن أولوياتها التي تسعى إلى التخلص منها قبل بداية فترة الانتقالات الشتوية، نافيا ندمهم على إتاحة الفرصة للمدرب السابق بشير عبد الصمد لقيادة الفريق بعد صعوده إلى دوري المحترفين على الرغم من أنه لم يتمكن من تقديم النتائج التي ترضي تطلعات كل الوحدويين.

* بعد الصعود مجددا إلى دوري المحترفين تأملت الجماهير الوحداوية بعمل الإدارة ولكن الجميع تفاجأ بالنتائج والمستويات السلبية، ما الأسباب التي تقف وراء ذلك التراجع؟

- هناك جانبان لا بد أن نقف عندهما وهما الجانب الإداري والفني، فالإدارة قامت بعمل جبار بعد صعود الفريق لدوري زين للمحترفين، لكنها تفاجأت بحجم الديون المتراكمة على النادي من مستحقات لاعبين ومقدمات عقود، وهناك أيضا مبالغ متأخرة لوكلاء اللاعبين، وكانت المبالغ كبيرة جدا تفوق الـ6 ملايين ريال، وباتت حجر عثرة أمام إدارة النادي في التعاقد مع لاعبين أجانب جدد، وعلى حد علمي فإن رئيس اللجنة العليا رجل الأعمال صالح كامل قدم مبلغ 7 ملايين ريال للتعاقد مع المحترفين، لكن معظم هذا المبلغ صرف لتسديد المستحقات المتأخرة حسب أنظمة الاتحادين السعودي والدولي التي تمنع أي ناد من تسجيل لاعب محترف خلال فترة الانتقالات في حال وجود ديون عالقة، لذلك لم تستفد الإدارة بشكل كامل من المبلغ الذي قدمه صالح كامل. أما ما يخص الجهاز الفني بقيادة بشير عبد الصمد آنذاك فقد كان له رأي في بعض الأمور الفنية الخاصة بالفريق والتي تعتبر أسلحة مهمة في قيادة الفريق لدوري رابطة المحترفين، خاصة بعد تجريده من لاعبي الخبرة دفعة واحدة، ورفضه التعاقد مع بعض اللاعبين الموجودين في أندية أخرى لتدعيم صفوف الفريق أمثال عصام الراقي وصاحب العبد الله وسلطان النمري وحسن الراهب، ومن وجهة نظري هؤلاء اللاعبون كانوا سيحدثون إضافة إيجابية لما يمتلكونه من خبرة في الدوري، كما أنهم قادمون من أندية كبيرة ومنافسة.

* اللاعبان الأجنبيان في الفريق محمد بشير وسيكو دومبيا لم يكونا موجودين في معسكر الوحدة الذي أقيم في تركيا، هل أسهم ذلك الأمر في عدم ظهورهما بالأداء المأمول؟

- من الممكن أن يكون ذلك أحد الأسباب المنطقية التي أدت إلى تواضع مستواهما، على الرغم من أن محمد بشير التحق بمعسكر الفريق بعد مرور أسبوع من إقامته، لكن من وجهة نظري أرى أن المحترفين مميزان، إلا أن ظروف الفريق لم تساعدهما إلى الآن، خاصة أن معظم لاعبي الفريق صغار السن ويحتاجون لعامل الخبرة داخل الملعب، ولو حضر اللاعبان في ظروف أفضل مما هو عليه الحال، لكان عطاؤهما مختلفا بشكل أكبر.

* معظم الأندية تضع استراتيجية واضحة قبل انطلاق الموسم تحدد من خلالها اللاعبين الأجانب الذين سيفيدون الفريق، ما الآلية التي اعتمدتم عليها في ذلك؟

- لا توجد استراتيجية لأن هذه الكلمة معناها كبير جدا، وتحتاج لنظرة مستقبلية ودعم مادي، لكن هناك رؤية لاحتياجات الفريق من اللجنة المكلفة لاختيار اللاعبين الأجانب، فهي تقدم لنا لاعبين جيدين، ونحن توصلنا مع وكلاء أعمالهم إلى اتفاق مبدئي، لكن كما ذكرت سابقا ديون النادي حالت دون التوقيع معهم خلال فترة الانتقالات الماضية.

* تلقت إدارة النادي عددا من الأسماء المحلية الراغبة في الانتقال من أنديتها، لكن الإدارة لم تلق بالا لذلك الأمر رغم حاجة الفريق للتجديد! - جميع الأسماء نضعها في عين الاعتبار، وتوصلنا لاتفاقات مع وكلاء أعمالهم، لكن المدرب بشير كانت له نظرة أخرى للفريق، وبكل أمانة رئيس النادي علي داود يقوم بعمل مؤسساتي في الإدارة، ويعطي كل شخص الثقة في العمل، مما يجعله يمارس أدواره بأريحية كاملة ويكون هناك اجتماع أسبوعي تتم فيها مناقشة جميع الأمور، فلذلك إدارة النادي ترفض التدخل في عمل الجهاز الفني وأعطته كامل الصلاحية والثقة ليتمكن من تقديم ما لديه.

* اللجنة المكلفة بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب طرحت عدة أسماء من دول أفريقية ذات إمكانيات كبيرة تفيد الفريق، ولكن في كل مرة تعلن انسحابها في المرحلة الأخيرة من التعاقد! - اللجنة المكلفة قامت بعمل جبار تشكر عليه، وأجرت رحلات مكوكية للتعاقد مع لاعبين محترفين أجانب لخدمة الفريق، وتوصلوا للاتفاق مع عدد من اللاعبين في مناطق مختلفة ومراكز متعددة، ولكن قيمة عقودهم مرتفعة، ولا تستطيع إدارة النادي في ذلك الوقت تقديم المبالغ الكافية في ظل وجود ديون متراكمة تحتاج إلى سدادها.

* ما يقارب الـ21 مليون ريال قدمها رئيس هيئة أعضاء الشرف صالح كامل وأبناؤه لإدارة النادي، ورغم ذلك ما زال الوحدة يعاني من قلة الدعم؟

- الحديث عن ذلك الأمر يطول شرحه، ويحتاج إلى صفحة كاملة للإجابة عن هذا السؤال، لكن باختصار شديد في آخر عشر سنوات أصبحت هناك نقلة نوعية كبيرة في النواحي المالية للأندية، وتحديدا في المخرجات المالية التي لا تتناسب مع المدخلات، وذلك بسبب عدم وجود بنية تحتية للأندية السعودية كافة ونادي الوحدة على وجه الخصوص، لا من حيث المنشآت ولا من الناحية التسويقية، سواء لمنتجات النادي أو عقود اللاعبين الدعائية، فمهما تضخ في خزينة النادي من ملايين تصبح كأنك ترمي الحجر في البحر، فعلى سبيل المثال لا الحصر لو قدم عضو شرف مليون ريال يعتبر مبلغا كبيرا جدا، ولكن تجد هذا المبلغ الكبير يذهب إلى لاعب واحد لتسديد مقدم عقده لموسم رياضي واحد، لكن هذا المبلغ لو قدم قبل عشر سنوات كان سيسهم في سداد جزء كبير من احتياجات النادي، والحال كذلك بالنسبة للـ21 مليون ريال التي لم تتمكن من إحضار 4 محترفين أجانب بسبب العجز المادي نظير الديون، فنحتاج لترتيب البنية التحتية للأندية، وأذكر عندما زار الوفد الآسيوي لنادي الوحدة تفاجأ إلى حد الدهشة كيف يتم الصرف على النادي من دون أي شركة راعية ومن دون تسويق المنتجات.

* الإدارة تأخرت في التجديد مع عدد من اللاعبين كعساف القرني وعبد العزيز المنصور وعبد العزيز البيشي رغم حاجة الفريق لهم في الوقت الراهن؟

- جميع اللاعبين هم من الخامات الجيدة، والبعض يعتبر ركيزة أساسية في الفريق، وإدارة النادي جل اهتمامها يتركز على اللاعبين، لكن للأسف السيولة المادية هي الهاجس في عدم تجديد عقود هؤلاء، فالأمر بحاجة إلى ضخ مالي كبير حتى يتم تجديد العقود، وكذلك التعاقد مع لاعبين آخرين خلال فترة الانتقالات الشتوية.

* مرحلة الانتقالات الشتوية اقتربت، ما المبلغ المالي الذي يحتاجه النادي لإتمام كل صفقاته؟

- يحتاج بصفة عامة إلى 30 مليون ريال، وبشكل عاجل إلى 15 مليونا حتى يتم التجديد مع اللاعبين المنتهية عقودهم، إلى جانب التعاقد مع لاعبين محترفين جدد على أعلى مستوى لخدمة الفريق، إضافة إلى تسديد ديون بعض اللاعبين الخاصة بمقدمات العقود.

* في كل جولة يخطوها الفريق الوحدوي تزداد الأمور صعوبة في سلم الدوري، ويقترب أكثر من العودة مرة أخرى إلى دوري الدرجة الأولى، ما الحلول القادرة على إنقاذ الوحدة من الهبوط؟

- بكل أمانة حتى لا نجافي الحقيقة نتائج الفريق إلى الآن مخيبة للآمال ولا ترضي طموحاتنا ولا طموحات الجماهير الوحدوية الغالية على قلوبنا، والحلول بسيطة جدا وهي تكاتف أعضاء الشرف وعليهم أن يدعموا ناديهم بعيدا عن التنظير في الإعلام أو الاكتفاء بالدعم اللوجيستي، فإدارة النادي تحتاج إلى دعم مادي لتتمكن من تجاوز الأزمة التي تعاني منها حاليا.

* قبل انطلاق الموسم حدث اختلاف في وجهات النظر داخل نادي الوحدة حول استمرار المدير الفني بشير عبد الصمد لموسم آخر، ولم يحقق الآمال.. هل ترى أن الإدارة ندمت على قرار إبقائه؟

- إدارة النادي لم تندم بمعنى الندم، بسبب أن إقالة المدرب تحدث على الصعيد العالمي وليس في نادي الوحدة فقط، وإقالة المدرب أو عدم التجديد مع لاعب لا يعني بتاتا أنه غير صالح، ولكن ربما لم يوفق خلال الموسم مع هذا الفريق، وينتقل إلى مكان آخر ويتمكن من إحداث نقلة نوعية لفريقه الجديد كما حدث مع المدرب المصري السابق مختار مختار، وأنا شخصيا استغربت من التصريحات التي أطلقها بشير بحق الإدارة، والتهكم الذي تبين لي لاحقا بأن المدرب غير مسؤول عنه ولم يطلقه، خصوصا أن إدارة النادي أعطته كامل الصلاحيات بخصوص الجوانب الفنية ومنحته الثقة والفرصة لتولي مهام تدريب الفريق الأول في دوري رابطة المحترفين.