يوفنتوس يسحق نوردسيلاند الدنماركي وينتظر مواجهة تشيلسي

فريق السيدة العجوز ظل في المركز الثالث بمجموعته بدوري الأبطال لكن حظوظه كبيرة في التأهل للدور التالي

TT

احتفل يوفنتوس بفوزه 4 - صفر على نوردسيلاند بطل الدنمارك في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، رغم أنه لا يزال يحتاج إلى جهد كبير إذا أراد الوصول لأولى مراحل خروج المغلوب.

ورفع يوفنتوس رصيده إلى ست نقاط من أربع مباريات وهو ما أبقاه في دائرة المنافسة في المجموعة الخامسة، بينما يقبع الفريق الدنماركي الذي يخوض منافسات دوري أبطال أوروبا لأول مرة في قاع الترتيب برصيد نقطة واحدة.

وبعد سلسلة طويلة من التعادلات أوروبيا، عاد يوفنتوس إلى الانتصارات برباعية حملت توقيع ماركيزيو وفيدال وجوفينكو وكوالياريلا في الجولة الرابعة للمجموعة الخامسة لدور المجموعات بالبطولة الأوروبية. وعلى الرغم من فوزه المهم، فإن فريق السيدة العجوز بقي في المركز الثالث بالمجموعة الخامسة بعدما خطف تشيلسي الإنجليزي فوزا ثمينا على شاختار دونيتسك في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع من المباراة الأخرى بالمجموعة التي انتهت بالفوز 3 - 2، ليصبح ترتيب فرق المجموعة كالآتي: شاختار الأول بفارق الأهداف عن تشيلسي ولكل منهما 7 نقاط، ويوفنتوس 6، وأخيرا نوردسيلاند نقطة واحدة.

كان هدف كلاوديو ماركيزيو بمثابة قبلة الحياة لإعادة فريق المدرب كونتي إلى الحياة مجددا. استغرق «الأمير الصغير» ست دقائق فقط لإزاحة الكابوس الذي انزلق فيه الفريق مساء السبت الماضي عندما خسر سجله الخالي من الهزيمة الذي استمر 49 مباراة؛ وهو رقم قياسي على مستوى الدوري الإيطالي عندما خسر أمام إنترناسيونالي.

انتظر ماركيزيو منذ فترة طويلة الهدف الأول في الكأس الكبيرة، وبعد ست دقائق حطم بالفعل محظوره الشخصي ومحظور اليوفي الذي لم يستطع في آخر تسع مواجهات دولية الفوز. كان بإمكان الأمير الصغير تسجيل ثنائية أو ثلاثية مباشرة، لكن الحارس هانسن كان غاية في البراعة في تشتيت هدفين محققين. وعقب المباراة، علق كلاوديو مبتسما: «إنها فترة لا يصاحبنا فيها الحظ قليلا، فالكرة تدخل المرمى أقل من العام الماضي. لكني سعيد أيضا بأول هدف أوروبي لي.. جاء في الوقت المناسب. كما كان أداء اللاعبين جيدا من حيث الأداء والعقلية، فقد هاجمنا نوردسيلاند منذ الدقيقة الأولى. الفوز كان ضروريا، كثُر الحديث بعد الخسارة أمام الإنتر، لكن أحدهم نسي أننا لم نكن نخسر منذ ما يزيد على عام. كان من الممكن أن نتعرض لضربة عكسية نفسية، لكن لم يحدث».

لم يكن فوز تشيلسي على شاختار خبرا سارا بالنسبة لليوفي، وحول ذلك يقول ماركيزيو: «التعادل 2 - 2 كان سيصبح أفضل، لكن الأمر تغير قليلا بالنسبة لنا، سنلعب من أجل الفوز حتى أمام بطل أوروبا، كما أننا أصحاب مصيرنا دائما، فلا يزال التأهل في متناول أيدينا ولا أريد إجراء عمليات حسابية عن النتيجة التي قد تفيدنا في دونيتسك أمام شاختار على أساس ما سنحققه أمام تشيلسي في اللقاء المقبل. لنلعب، وبعدها نرى». وأضاف: «نركز الآن على لقاء بيسكارا في الدوري لأنه لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالخطأ». ويوجد الماضي القريب أيضا، الذي يقول عنه كلاوديو: «الخسارة أمام الإنتر سببت لنا ضيقا لأنها قطعت سلسلتنا من النتائج الإيجابية المتتالية حينما كنا نعتقد بالفعل في إمكانية تحقيق رقم قياسي. لكننا خسرنا أمام فريق قوي سينافس على درع الدوري، والشيء الأهم بالنسبة لليوفي هو أننا أكدنا أننا تركنا هذه الخسارة وراء ظهرنا».

في وقت معين من الشوط الثاني، بدأت رابطة مشجعي اليوفي في إنشاد الهتافات المخصصة لنجمي الفريق السابقين أليساندرو ديل بييرو وديفيد تريزيغيه، فلا ثمة مقارنة مع هجوم الفريق الحالي، وإنما فقط بعض الحنين. سجل المهاجمان الكبيران في ريال مدريد في نصف نهائي آخر بطولة دوري أبطال خاضها اليوفي، وكان ذلك في 14 مايو (أيار) 2003، بينما كان عمر ماركيزيو 17 عاما. ولقاء الفريق المقبل مع تشيلسي لن يكون نصف نهائي وإنما مباراة حاسمة بالقدر نفسه، وهذه المرة سيتعين على الأمير الصغير الأخذ بيد السيدة العجوز.

كانت لتكون الأمسية التامة ليوفنتوس لو لم يحقق تشيلسي الفوز على شاختار ليعكر بذلك صفو فرحة جماهيره. أخبار ملعب «ستامفورد بريدج» أشبه بالدش البارد الذي لم يعجب المدرب أنطونيو كونتي للوهلة الأولى بينما كان في الطريق بين الكابينة التي حضر فيها المباراة وقاعة المؤتمر الصحافي، وهو مسار إجباري للوصول إلى غرفة الملابس، وسمع ضجيج بعض الحضور مما أثار حفيظة المدير الفني الذي قال «من يحتفل؟ من يحتفل؟». بينما كان مساعده أنجيلو أليسيو أكثر دبلوماسية، حيث قال: «علينا الفوز بالمباراة أمام تشيلسي قبل أي شيء، الفريق لعب كما يجب، والنتيجة تتماشى مع ما قدمناه. لم تكن لدينا شكوك في أن الفريق سيستجيب على النحو الأفضل هذه الليلة.. نعرف لاعبينا، وقد حمسهم كونتي بشدة». بينما كان الحارس جيجي بوفون هادئا ومتعقلا، وقال: «أظهرنا حرصنا على إبقاء رأس اليوفي مرفوعا، والفوز رد مهم لأنفسنا بعد المباراة مع الإنتر. في دوري الأبطال يتغير الترتيب قليلا، ونحن على بعد جولتين من النهاية، وتجاوز هذا الدور في متناول أيدينا، فإن كنا نستحق ونفوز سنعبُر. إذا كان يوجد بالمجموعة ثلاثة فرق قوية فإنك تؤمن بالمنافسة حتى الجولة الأخيرة. فريق تشيلسي معتاد على المنافسات الدولية الرفيعة، بينما شاختار مباغت أكثر، وهو خصم قوي ينبغي مواجهته. أتمنى أن يخشونا هم أيضا». ويرفض الحارس العملاق التهنئة على التصدي الوحيد في المباراة، وقال مبتسما: «لقد اتسخ القفازان، إنه تصدّ عادي، وإن لم أفعل فعلي اعتزال اللعب، كان علي أن أفقد الوعي كي لا أتلقى أهدافا».

وعلق المدافع ليوناردو بونوتشي بعد المباراة: «رؤية فوز تشيلسي في غرفة الملابس يزيد الحماس لدينا، والآن لنضع تركيزنا على مباراة بيسكارا، ثم نفكر بعدها في تشيلسي. شاختار صعّب علينا الأمور بالاستحواذ على الكرة، وتشيلسي بالنجوم الكبار، وسننافس. مباراة تشيلسي هي الأهم منذ تولي المدرب كونتي، لكن مع هذا الأداء ومساعدة استاد اليوفي يمكننا فعلها».

إلى ذلك، اختفى ستيفان ليشتستاينر من تشكيلة اليوفي أمام نوردسيلاند. كما جلس لوسيو على مقعد البدلاء، ويشعر البرازيلي بالضيق بسبب بداية الموسم على الهامش، لدرجة أنه هو نفسه قد طلب أن يتم الاستغناء عنه في يناير (كانون الثاني) المقبل. هي موضوعات تعرض لها مدير عام اليوفي بيبي ماروتا، قائلا: «لا مشكلة.. لا أعتقد أن التشكيلة الأساسية هي تلك التي توجد في المران في الأيام السابقة للمباراة، أقول فقط إن كونتي منتبه تماما، ويجيد تقييم قدرات اللاعبين جيدا. وقد أجرى المدرب اختيارات بطريقة عقلانية، ودقيقة، أيضا لأنه بخلاف دوري الأبطال، هناك البطولة المحلية. ربما لم يؤد ليشتستاينر أمام الإنتر المباراة التي كنا ننتظرها. على أي حال، كان قد لعب البطولة الماضية بشكل طيب للغاية، وهذا العام بدأ جيدا، وأدى مباريات قوية وأخرى أقل. وكلي ثقة بخصوص مستقبل الفريق، وموافقون على خسارة مباراة من كل خمسين نلعبها. لكن هناك مرارة أكبر لأن الخسارة أمام الإنتر لا تسبب سعادة».