5 دروس مستفادة من مباراة سيتي وأياكس في دوري الأبطال

قبل المواجهة المرتقبة بين قطب مانشستر وتوتنهام غدا

TT

أثبتت مباراة مانشستر سيتي أمام أياكس أمستردام الهولندي الأخيرة في دوري أبطال أوروبا أن الفريق الإنجليزي يفتقر إلى الخبرة في هذه البطولة الكبرى، ولكنها أثبتت أيضا - وفقا لمارك أوجدين الناقد الرياضي في صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية - أن أبناء روبرتو مانشيني لديهم الإصرار والعزيمة حتى الرمق الأخير من عمر اللقاء، وأن هناك خمسة دروس مستفادة ينبغي تعلمها من هذه المباراة التي انتهت بهدفين لكل فريق:

أولا: مانشستر سيتي عاجز عن التعامل مع الركلات الركنية.. يعاني مانشستر سيتي من مشكلة كبيرة في التعامل مع الركلات الركنية، حيث يصاب الخط الخلفي للفريق بحالة ارتباك شديدة، كما ظهر جليا في الهدفين اللذين أحرزهما أياكس أمستردام. وبينما اهتزت شباك الفريق من ركلة ركنية أيضا في المباراة الأولى التي فاز فيها أياكس، كان يتعين على لاعبي مانشستر سيتي أن يتعلموا الدرس جيدا، ولكن الأمر ازداد سوءا وتلقى الفريق هدفين من ركلتين ركنيتين من توقيع النجم الهولندي سيم دي يونغ، الذي وجد مساحة كبيرة في الهدف الأول، قبل أن يتمكن من استغلال نفس نقطة الضعف بعد مرور سبع دقائق فقط ليسجل مرة أخرى.

ثانيا: الفرق الأوروبية لا تخشى مانشستر سيتي.. لم يتجرع مانشستر سيتي كأس الهزيمة ولا مرة خلال مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الحالي، كما قضى نحو عامين من دون أي هزيمة على ملعبه في الدوري الإنجليزي، ولذا يدرك روبرتو مانشيني ولاعبوه جيدا أن بعض الفرق الإنجليزية تتلقى الهزيمة حتى قبل أن تبدأ المباراة بسبب الخوف الذي يسيطر عليها.

وكما كان الحال مع أندية مانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي في الماضي، أصبح مانشستر سيتي الآن يدخل المباريات التي تقام على ملعبه وهو أفضل من منافسه من الناحية النفسية، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الفرق الكبرى في القارة العجوز والتي تدخل المباريات وهي غير خائفة من أبناء مانشيني، وهو ما ظهر جليا من أداء أياكس في المباراتين، حيث أثبت لاعبو العملاق الهولندي أنهم يثقون في أنفسهم تمام الثقة ولديهم القدرة على الاحتفاظ بالكرة وتسجيل الأهداف.

لقد اعتاد مانشستر سيتي على الفرق التي تأتي لكي تدافع بكامل لاعبيها وتعتمد على الهجمات المرتدة، ولكنه واجه هذه المرة فريقا يلعب بطريقة مختلفة ولا يهابه على الإطلاق، وهو ما أظهر أن الفريق الإنجليزي يفتقر إلى الدقة والحرفية والمكر الكروي الذي يمكن اللاعبين من تسخير مهاراتهم الفردية لخدمة الفريق.

دائما ما كان يتفوق مانشستر سيتي على الفرق الإنجليزية في ملعبه، ولكنه لم يتمكن من التغلب على أياكس بسبب قدرة لاعبي الفريق الهولندي على التمرير السليم والاحتفاظ بالكرة وعدم التمركز الدفاعي بشكل مبالغ فيه.

ثالثا: يجب على مانشيني أن يثبت أنه يستطيع السيطرة على بالوتيللي.. قال مانشيني في أكثر من مناسبة إنه المدير الفني القادر على مساعدة النجم الإيطالي المشاغب ماريو بالوتيللي على إخراج أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر، لأنه هو الشخص الوحيد القادر على فهم الشخصية المعقدة لهذا اللاعب. ومع ذلك أثبتت الأيام عدم صحة هذه الادعاءات، حيث أصبحت العلاقة بين مانشيني وبالوتيللي تشبه العلاقة بين زوجين يدعيان أنهما سعداء للغاية مع بعضهما، ولكنهما يقفان أمام المحاكم للحصول على الطلاق! وفي الحقيقة، أثبت المدير الفني للمنتخب الإيطالي سيزار برانديللي أنه يتحكم في بالوتيللي بصورة أفضل، وخير دليل على ذلك الأداء الراقي الذي قدمه المهاجم الإيطالي مع منتخب إيطاليا في كأس الأمم الأوروبية 2012.

وعقب نزوله إلى أرض الملعب كبديل بين شوطي المباراة، نجح بالوتيللي في تغيير أداء مانشستر سيتي الهجومي بفضل لمساته الساحرة وسرعته الفائقة ورؤيته الثاقبة داخل المستطيل الأخضر، ولو كان مانشيني قادرا على إخراج أفضل ما في بالوتيللي كما يدعي، فيتعين عليه أن يقوم بذلك الآن لأنه من غير المنطقي أن يضيع هذا اللاعب الموهوب كل هذا الوقت الطويل على مقاعد البدلاء.

رابعا: يتعين أن يكون الجمهور في ملعب الاتحاد هو اللاعب رقم 12.. أصاب روبرتو مانشيني عندما أعلن أن مانشستر سيتي لا يملك الخبرة الأوروبية التي تؤهله للفوز بدوري أبطال أوروبا، وأعتقد أن نفس الأمر ينطبق أيضا على جمهور النادي في ملعب «الاتحاد»، والذي التزم الصمت في وقت كان الفريق في أشد الحاجة إليه وهو يكافح من أجل العودة إلى المباراة مرة أخرى، وهو متأخر بهدفين من دون رد. وحتى بعدما نجح الفيل الإيفواري يايا توريه في إحراز الهدف الأول وأعطى بصيصا من الأمل لفريقه، ظل جمهور مانشستر سيتي صامتا إلى درجة أن صوتهم كان أقل حدة من صوت الـ3 آلاف مشجع الذين جاءوا إلى إنجلترا لمؤازرة الهولنديين.

هل هذا يؤثر على الفريق في حقيقة الأمر؟ وهل أزيز الجمهور يعطي الفريق حافزا إضافيا؟ في الحقيقة يجيب عن هذا السؤال من كان حاضرا في المباريات التي تقام على ملعب «أولد ترافورد» أو «أنفيلد» عندما يلعب مانشستر يونايتد أو ليفربول في دوري أبطال أوروبا، لأنه يدرك جيدا أن الجمهور يعد هو اللاعب رقم 12 في صفوف الفريق، وأن مانشستر سيتي كان قادرا على الفوز في مباراته أمام أياكس لو سانده الجمهور بكل قوة.

خامسا: مانشستر سيتي لا يفتقر لروح الفريق.. يعترف المقربون من المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني بأنه لا يحظى بحب كبير من جانب لاعبيه، ولكن بغض النظر عن هذا فقد أظهر اللاعبون أنهم لا يفتقرون لروح الفريق وللعب الجماعي، وهو ما مكنهم من تحويل تأخرهم بهدفين للتعادل بهدفين لكل فريق، بل وكان بإمكانهم الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك والحصول على نقاط المباراة الثلاث.

لقد ذكرتنا هذه الروح بما حدث الموسم الماضي، عندما كان مانشستر يونايتد يحتل صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي بفارق ثماني نقاط عن مانشستر سيتي الذي تمكن من الحصول على الدرع في نهاية الموسم، كما تذكرنا بعودة الفريق القوية أمام بروسيا دورتموند الألماني وويست برومتش الإنجليزي خلال الموسم الحالي.

في الواقع، أصبح مانشستر سيتي هو «مانشستر يونايتد الجديد» من حيث طريقة عودته للمباريات وتسجيله في اللحظات القاتلة وعدم استسلامه حتى الرمق الأخير من عمر أي مباراة، وهذه شهادة حق يجب أن تقال عن لاعبي الفريق الذين يقاتلون داخل المستطيل الأخضر.