معركة الشتاء.. قلعة الكؤوس تنشد زعامة آسيا من أرض أولسان

الأهلي السعودي يخوض «نهائي تاريخي» بطموح التأهل للمونديال

TT

تتجه أنظار متابعي كرة القدم الآسيوية عند الـ1:30 ظهر اليوم إلى ملعب جانجيونج في مدينة بوسان (على الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية وتعد ثاني كبرى المدن الكورية)، حيث تقام المباراة الختامية في دوري أبطال آسيا 2012 وسط أجواء باردة وممطرة، بين فريقي الأهلي السعودي أمام مضيفه أولسان هيونداي الكوري الجنوبي، ويديرها طاقم تحكيم أسترالي بقيادة الحكم بنيامين ويليامز.

ويتطلع الأهلي إلى تحقيق إنجاز تاريخي بإحرازه لقب بطل دوري أبطال آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه حين خوضه المباراة النهائية اليوم، وليشارك لأول مرة في كأس العالم للأندية، كما يأمل الممثل السعودي إهداء بلاده لقبها الثالث في دوري أبطال آسيا بعد تحديث نظام البطولة عام 2003، لتتساوى برقم المنجز مع كوريا الجنوبية.

وسيواجه الأهلي فريقا من شرق القارة للمرة الأولى في هذه البطولة، إذ أزاح المنافسين من إيران والسعودية والإمارات حتى بلغ المرحلة الأخيرة من منافسات أقوى بطولات الأندية الآسيوية، بعد أن حل ثانيا في مجموعته خلال الدور الأول خلف سيباهان أصفهان الإيراني برصيد 10 نقاط، وفي الدور الثاني تغلب على الجزيرة الإماراتي بركلات الترجيح 4-2 بعد أن تعادلا 3-3 في الوقت الأصلي والإضافي، قبل أن يسحق الأهلي سيباهان في ربع النهائي 4-1 إيابا بعد تعادلهما سلبا ذهابا، ليقصي مواطنه الاتحاد في نصف النهائي بعد الفوز عليه إيابا بهدفين نظيفين، بعد أن انتهت مباراة الذهاب لمصلحة الاتحاد بهدف نظيف، وسجل الأهلي خلال مشواره في البطولة حتى الآن 19 هدفا، وتلقت شباكه 10 أهداف.

وكان الأهلي قد غادر إلى كوريا الأحد الماضي حيث فضل القائمون عليه الحضور مبكرا استعدادا لهذه المباراة، وتاريخيا، تعد مشاركته في مختلف البطولات الآسيوية هي السادسة من نوعها، حيث كانت الأولى عام 1986 في كأس الأندية الأبطال سابقا وخسر فيها النهائي الذي أقيم في جدة أمام دايو الكوري الجنوبي بـ3 أهداف لهدف.

في المقابل، يعتبر أولسان رابع فريق كوري جنوبي على التوالي يبلغ المباراة النهائية، حيث يسعى لإعادة البطولة إلى كوريا بعدما كان اللقب من نصيب السد القطري في العام الماضي، وقدم عروضا جيدة في النسخة الحالية، فتصدر المجموعة السادسة في الدور الأول قبل أن يتغلب على كاشيوا رايسول الياباني في الدور الثاني 3-2. ثم تألق في ربع النهائي، فبعد فوزه على أرضه أمام الهلال السعودي بهدف دون مقابل حقق انتصارا كبيرا في الرياض إيابا برباعية نظيفة تناوب على تسجيلها البرازيلي رافينيا دوس سانتوس (2) وكيم شين ووك وكيون - هو لي، وفي نصف النهائي، تفوق أولسان بشكل واضح على بونيودكور الأوزبكي، حين عاد من طشقند بفوز مهم 3-1 ذهابا، ثم أكد أفضليته بفوزه إيابا على أرضه بهدفين نظيفين، ليتمكن من إحراز 24 هدفا في 11 مباراة، بينما استقبلت شباكه 10 أهداف.

الخبير الفني السعودي تركي السلطان كشف لـ«الشرق الأوسط» عن رؤيته الفنية للمباراة النهائية، مبينا أن الرغبة والطموح متكافآن لدى الفريقين المتنافسين نظير أهمية المواجهة التي سيتوج المنتصر فيها بلقب قاري ثمين، وقال: «هناك سيناريو متوقع سيميل من خلاله الفريقان إلى الحذر الشديد، والاهتمام بالتنظيم الدفاعي الجيد، وأعتقد أن نسبة فوز الأهلي تبلغ 50 في المائة، وبنظري أن تلك النسبة المئوية لن تتبدل في حال كانت المباراة في جدة، خصوصا بعدما شاهدنا أولسان في مباراته أمام الهلال، وتبين لنا مدى ذكاء مدربه كيم هو غون، الذي يلعب بتوازن داخل الأرض وخارجها».

وتابع السلطان: «الفريقان يتشابهان في قوة الأداء ويختلفان في سرعة اللعب، فالفريق الكوري يفضل الكرات السريعة التي يقابلها الأداء البطيء في الأهلي، كما أن ممثل السعودية لديه حل يتمثل في حارسه عبد الله المعيوف وتحديدا خلال الكرات العرضية، المعيوف يجيد التعامل مع ذلك النوع من الكرات، لكنه يخفق بصورة مخيفة حين تتوالى عليه العرضيات، فيما تتقارب ردود فعل حارسي الفريقين في التعامل مع الهجمات الانفرادية».

وأشار تركي السلطان إلى أن الأهلي يملك قائدين في الملعب، أحدهما تيسير الجاسم في وسط الميدان، والآخر في خط الدفاع وهو الكولومبي خايرو بالومينو، وقال: «ذلك امتياز للضيوف على منافسهم الذي لا يملك سوى القائد كواك هوي، والفريق السعودي سيتضرر من غياب اللاعب منصور الحربي للإيقاف، فمنذ عامين ونصف لم يبرح التشكيل الأساسي، إضافة إلى عدم وجود البديل المناسب، وأقترح أن يشرك مدرب الفريق غاروليم محمد المسعد بدلا عن الحربي في حال جاهزية مسعد الطبية؛ لخبرته الأوفر في التعامل مع مثل تلك المباريات، مشروطا بعدم مشاركة موراليس إلى جانبه لضعف الأدوار الدفاعية لدى الأخير».

وأضاف السلطان: «في خط الوسط هناك لاعبان في كل فريق يقومان بأدوار مميزة، كالكولمبي خوان فيليز وزميله البرازيلي لويس داسيلفا لدى أولسان، وكذلك الحال بالنسبة للأهلي تيسير الجاسم ومعتز الموسى، إلى جانب تألق بصاص وباخشوين والموسى، والفريقان يملكان خطي هجوم قويين، ولكن الأهلي يتميز بالأدوار المتبادلة في صناعة الهجمة بين العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس، والقائمة الأساسية المناسبة بنظري فيما يتعلق بالفريق السعودي أن تضم المعيوف والمر وبالومينو وعقيل ومسعد، أمامهم باخشوين ومعتز كارتكاز، وتيسير وسط أيمن، وبصاص وسط أيسر، وفي المقدمة فيكتور سيموس وعماد الحوسني». وأوضح السلطان أنه من الضروري إجادة اللاعب الموجود في مركز الوسط الأيسر للأدوار الدفاعية أكثر من الهجومية، وهذه الميزة لا تتوفر لدى المحترف موراليس، وقال: «لا بد من مطالبة المهاجمين الحوسني وسيموس بالضغط المتناوب على اللاعب المنافس في الثلث الأول لإحباط الكرات الطولية، ومن المهم أيضا في حال فقد الهجمة أن يتراجع جميع لاعبي الأهلي خلف الكرة، والمشكلة لا تكمن في الكرات العرضية غير المخيفة، ولكن الخطر يكمن في لعب المحور الكرة لصانع اللعب في العمق الذي يحولها لطولية تتجاوز 4 من لاعبي الأهلي بمسافة تزيد على 20 مترا، وأول الخيارات المتاحة أمام التشيكي غاروليم في حال خسر الأهلي نتيجة الشوط الأول الزج بموراليس يتبع تلك الخطوة في حال استمرار الخسارة اللعب بعيسى المحياني كمهاجم ثالث والانتقال للطريقة 4-3-3».