فرقة «التانغو» الأرجنتينية تستعرض إبداعاتها اليوم في «درة الملاعب»

ستواجه المنتخب السعودي الكبير في «لقاء ودي غير مسبوق»

TT

تتجه أنظار عشاق نجوم التانغو في العالم الليلة عند الساعة الـ«8» نحو العاصمة السعودية الرياض وبالتحديد لملعب الملك فهد الدولي لمتابعة أحداث وتفاصيل المواجهة الودية الكبيرة التي تجمع المنتخب السعودي بمنتخب الأرجنتين ثالث العالم في التصنيف الدولي الأخير في مباراة من المتوقع أن تحظى بحضور جماهيري كبير يكتظ بها جنبات ملعب الدرة. ويسعى المنتخب السعودي للخروج بفوائد معنوية وفنية كبيرة من هذه المواجهة مع منتخب من العيار الثقيل على مستوى العالم بعيدا عن حسابات الفوز والخسارة، فالفوارق الفنية كبيرة بين المنتخبين، حيث يقابل الأخضر منتخبا مرصعا بالنجوم من اللاعبين الكبار والمشاهير، فهم متمرسون ومحترفون خارج بلادهم وأغلبهم في أوروبا وعقودهم تقدر بأكثر من ملياري ريال سعودي.

وتأتي هذه المباراة ضمن «أيام الفيفا للمباريات الودية» بين المنتخبات في العالم، وامتدادا لخطة المنتخب لمواجهة الفرق العالمية الكبيرة التي بدأها بمواجهة بطل العالم إسبانيا قبل شهر، واستعدادا للاستحقاقات المقبلة التي أقربها «خليجي 21» بالبحرين خلال يناير (كانون الثاني) المقبل، وقد استعد المنتخب السعودي لهذه المواجهة بمعسكر قصير منذ يوم الأحد الماضي، حيث استدعى مدرب الأخضر الهولندي فرانك ريكارد 23 لاعبا هم: وليد عبد الله وياسر المسيليم وعبد الله العويشير وعقيل بلغيث ومنصور الحربي وأسامة هوساوي وسلطان البيشي وبدر النخلي وأسامة المولد وياسر الشهراني وسعود كريري ومعتز الموسى وأحمد عطيف وتيسير الجاسم وعبد العزيز الدوسري ويحيى الشهري ونواف العابد ومصطفى بصاص وسلمان الفرج وربيع سفياني وناصر الشمراني ومحمد السهلاوي وفهد المولد، وأقام المنتخب معسكرا قصيرا في الرياض استعدادا لهذه المواجهة.

في المقابل، أحضر مدرب المنتخب الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا 22 لاعبا يمثلون قائمته الأساسية لهذه المواجهة، يتقدمهم قائد المنتخب ونجم فريق برشلونة الإسباني الأشهر عالميا ليونيل ميسي وآنخيل دي ماريا لاعب وسط ريال مدريد وسيرجيو أغوير مهاجم مانشستر سيتي وخافيير ماسكيرانو لاعب الوسط في برشلونة، فيما يغيب غونزالو هيغواين نجم ريال مدريد للإصابة.

وللخوض في التفاصيل الفنية لهذه المواجهة الودية الكبيرة، تحدث لـ«الشرق الأوسط» المحلل الفني السعودي خليل المصري عن أهمية هذه المواجهة فنيا للاعبي الأخضر والفوائد المنتظرة من مثل هذه اللقاءات الكبيرة، فقال: «أرى أنها خطوة جيدة وجريئة لإدارة المنتخبات للعب مع منتخبات القمة الكروية في العالم، فلعبنا مع إسبانيا المصنف الأول عالميا، والليلة مع الأرجنتين الاسم الكبير في عالم الكرة، وهي دون شك مباريات ودية لها قيمتها الفنية بشرط أن نستغلها جيدا للفائدة الفنية المنتظرة، ويجب أن لا يكون تركيزنا على النتيجة أو كم تكون، ويجب أن نغفلها من حساباتنا، فلاعبو المنتخب مطالبون بتقديم مستوياتهم من حيث التحرك والتفكير داخل الملعب والتركيز، ومن السهل إحضار منتخبات أقل منا مستوى والفوز عليها بسهولة وديا، ولكن لن تكون ذات فائدة كبيرة كهذا اللقاء.. لو أحسنا التعامل معه، لخرجنا بفوائد فنية، وكذلك فوائد أخرى من نواحي التعامل مع المباريات وإدارتها فنيا وإداريا، واكتساب الشيء الكثير من التجهيز لمثل هذه المباريات واللقاءات الكبيرة، ويجب علينا جميعا من إعلام ومدربين ومحللين وجماهير دعم المنتخب السعودي الذي يمر بمرحلة انتقالية دقيقة ومهمة في تاريخه وهي من أصعب المراحل التي تمر على المنتخبات العالمية، ويجب على الجميع الوقوف معه لإعادة التوازن للكرة السعودية، فالمنتخب السعودي يملك مستقبلا مشرقا ولاعبين جيدين واعدين وصغارا في السن ويملكون الكثير ويحتاجون للاحتكاك مع لاعبين كبار ومنتخبات كبيرة، ولكن لا بد من إبعادهم عن الضغوط ومطالبتهم بالنتائج في مثل هذه المواجهات، فهم يحتاجون إلى الثقة في إمكاناتهم وتهيئتهم لمثل هذه اللقاءات، وهي فرصة مهمة لهم للاحتكاك والاستفادة الفنية. وتشكيلة المنتخب الموجودة هي الأفضل وتجمع بين الخبرة واللاعبين الصغار، وهو الأفضل للأخضر، وتحتاج هذه التشكيلة للثبات، ولا بد من زرع الثقة في نفوس اللاعبين لخوض هذا اللقاء بثقة وبروح عالية بعيدا عن الارتباك والشد النفسي للمطالبة بالنتيجة، فالفوارق الفنية كبيرة بين المنتخبين والتفوق التكتيكي والفني والميداني يصب لمصلحة لاعبي الأرجنتين، ولكن على لاعبينا اللعب بتوازن من حيث التحفظ الدفاعي والترابط بين الخطوط والبعد عن الأخطاء البدائية وسرعة نقل الكرة والتركيز على جودة التمرير وحسن الانتشار السريع واللعب من لمسة واحدة بعيدا عن التفكير بالنتيجة والوقوع تحت ضغطها، مع تقديم صورة بأن المنتخب لديه لاعبون جيدون وتكتيك ومهارة، فلو طبقنا ذلك لخرجنا بفوائد عالية، ونتطلع إلى أن نشاهد مباراة كبيرة يكون فيها لاعبو الأخضر في قمة حضورهم الذهني والفني بعيدا عن مبدأ الخسارة أو الفوز، متطلعين إلى أن تتكرر مثل هذه المباريات الكبيرة في المستقبل، التي تفيد الكرة السعودية مع مرور الوقت».