البلجيكي بريس: تدخلات إدارة الفيصلي لا تغضبني.. وأستبعد قرار إقالتي

أكد أنه وضع أساسا قويا للفريق.. وشدد على أنهم بحاجة لتكاتف الجميع

TT

اعتبر مدرب الفريق الكروي الأول بنادي الفيصلي، البلجيكي مارك بريس، الانتصار الأول لفريقه في دوري زين السعودي للمحترفين أمام الوحدة دافعا كبيرا لبذل مزيد من الجهد وتحقيق الانتصارات في الجولات المقبلة، بعد أن عاش الفريق أياما غير سعيدة خلال الجولات الـ9 الأولى، مبينا أن الفيصلي لم يكن جيدا حتى في الموسم الماضي، حيث كان مهددا بالهبوط قبل 5 جولات من نهاية الدوري، مرجعا أسباب إخفاقات فريقه إلى عدم الانسجام في الناحية الجماعية التي تحتاج إلى العمل عليها، مؤكدا أن تقييمه للاعبين لا يخضع للتفريق بين اللاعبين الأجانب والمحليين، كاشفا عن أنه لن يتردد في ضم أي لاعب بإمكانه تقديم إضافة مع الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، مستبعدا إقالة إدارة الفيصلي له خلال الجولات القليلة المقبلة، في ظل متابعتهم الدقيقة لعمله أثناء التمارين، نافيا غضبه من أي تدخل في عمله، بل يرى أن المناقشة مع رئيس النادي تساهم في تكاتف الجميع ليستعيد الفيصلي توازنه ويعود لإرضاء جماهيره.

* احتاج مارك بريس إلى عشر مواجهات ليذيق جمهور الفيصلي الانتصار الأول، ما العوائق التي جعلت ذلك الفوز يتأخر؟

- قدمنا عملا كبيرا قبل بداية دوري زين السعودي للمحترفين، وامتد ذلك العمل حتى المرحلة الحالية، وكنا نود أن نفوز من أول مباراة ولكن الانتصار تأخر، والجميع شاهد الكثير من مباريات فريق الفيصلي وكان يستحق عددا كبيرا من النقاط التي فرط فيها، عطفا على الأداء الذي يقدمه اللاعبون في الملعب.

* المتابعون قارنوا بين الفيصلي في الموسم الماضي وما يحدث له حاليا، فكان في السابق ضمن الثمانية الأوائل والآن يواجه خطر الهبوط، كيف تبرر لهم ذلك؟

- هناك مقارنات بطبيعة الحال، لكن على الجمهور ألا يركز على الموسم الماضي، خصوصا أن فريق الفيصلي انتظر إلى آخر خمس جولات لكي يحقق نقاطا بسيطة ويصعد إلى كأس الملك، وقبل ذلك كان مهددا بالهبوط، لذلك لا أعتقد أن الموسم الماضي يمثل المستوى الأفضل للفريق، كما أن على الجميع معرفة التغيرات التي تطرأ على الأندية من عام لآخر، حيث يكون هناك لاعبون منظمون حديثا وآخرون يغادرون، ونحن في الجهاز الفني مسؤولون عن تنظيم فريقنا، وأن نجعل لاعبينا يقدمون كرة قدم بطريقة سليمة، ونهدد بذلك منافسينا، وهذا ما نجني حاليا ثماره في الفيصلي، وبذلك سيكون الفريق موجودا في دوري زين الموسم المقبل بلا شك.

* في المؤتمرات الصحافية السابقة، ذكرت أنك في معسكر هولندا عملت كثيرا على معالجة التكتيك الدفاعي، ورغم ذلك نجد أخطاء دفاعية في الفريق، بما تفسر ما يحدث؟

- لا يمكننا أن نرجع المشكلات إلى الشق الدفاعي أو الهجومي، فالأخطاء تنتج من مشكلات جماعية، وإحصائية الأهداف التي تلج مرمى الفيصلي منها 80% أخطاء فردية، وكل مرة نعمل تحليلا لمبارياتنا لتلافيها، على سبيل المثال مباراة هجر عندما حللنا الأهداف وجدنا أنها جاءت بالمرتدة، وهذا يبرهن أننا نحتاج إلى العمل على اللعب الجماعي وليس التركيز على الدفاع فقط، وبعد أن قمنا بتحليل جميع مبارياتنا كانت هناك فرص أكثر من الفريق المنافس بثلاث مرات تقريبا، وهذا يبرهن على أن فريقنا متصاعد فنيا وتنظيميا وجماعيا.

* اللاعبون الأجانب يمثلون دورا مهما مع معظم الأندية السعودية، كيف ترى أداءهم مع الفيصلي؟

- تلقيت الكثير من الأسئلة التي تهم اللاعبين الأجانب، وأنا أعمل على تقييم الجميع بغض النظر عن جنسيته سواء كان سعوديا أو أجنبيا، فهم أمامي سواسية ولا أفرق بينهم على الإطلاق، ودائما نطاق التحليل والتقييم يسعى إلى تحسين اللعب بطريقة جماعية، ونرفع بعد ذلك تقريرا للرئيس والإدارة، ومع اقتراب الفترة الشتوية للانتقالات سنقوم بتقييم فردي، وهو ما نحدد فيه رغبتنا في الاستغناء عن اللاعبين أو إبقائهم، ومتى كان بالإمكان إيجاد لاعبين آخرين بإمكانهم منحنا إضافة فنية، فإننا لن نتردد في ضمهم إلى صفوف فريقنا.

* المدربون البلجيكيون حققوا نجاحا كبيرا في منطقة الخليج مقارنة بنظرائهم الأوروبيين، بنظرك ما سر ذلك التفوق للمدرسة البلجيكية؟

- في مقدمة الأسباب التي تميز المدرب البلجيكي، أن الدوري المحلي في بلده قوي جدا، ويحظى بالاهتمام الكبير على الصعيد الفني، ويشدد على ضرورة الانضباطية والتنظيم، ولن أقول إن الدوري البلجيكي هو الأقوى أوروبيا، ولكنه يتميز بمنافسة قوية، وتظهر فيه الأساليب التكتيكية، ومن يتابع المواجهات يرى ذلك واضحا، فجميع اللقاءات يكون الحسم فيها عن طريق الفكر التدريبي الذي يحمله المدربون هناك، مما يجعل كل مدرب يجتهد ليجعل فريقه منتصرا بالاعتماد على أربعة جوانب، تكتيكيا وتفنيا وبدنيا وذهنيا.

* بعد مرور عشر جولات من دوري زين السعودي للمحترفين، رأينا بدر الخراشي أساسيا في الهجوم ولم نشاهد موسى الشمري، هل تغيرت قناعاتك خلال الفترة الحالية ؟

- لا يوجد لدي أي لاعب أساسي بصفة دائمة، فكل مباراة لها اختياراتها على حسب الفريق المنافس، والخراشي يعاني الإصابات والكثير من المشكلات البدنية من أول الموسم ولم يكن جاهز لياقيا، والأماكن في الفريق يشغلها اللاعب الأكثر انضباطا في التمارين، ولو لم يقدم العمل الذي يشفع له في أن يكون أساسيا، حتما سيجد نفسه على دكة البدلاء.

* حدث استبدال لمراكز اللاعبين داخل الملعب، كوجود جحفلي مكان دوش، وغروندن في مركز ربيع، هل ذلك الأمر يعود لعدم معرفتك باللاعبين خلال معسكر هولندا؟

- كما يقال: دوام الحال من المحال، والجهاز الفني يلحظ باستمرار تطور اللاعبين وقدرتهم على الوجود في بعض الأماكن، خصوصا في ظل انخفاض مستوى بعض العناصر الأساسية التي كنا نعتمد عليها خلال المواجهات السابقة، لذلك يعتبر تبديل مراكز اللاعبين شيئا طبيعيا في عالم التدريب، وهو خاضع لما يفرضه علينا الواقع.

* هناك اتهامات توجه إليك لعدم تقبلك الحوار والنقاش مع إدارة النادي، ما مدى صحة ذلك؟

- أنا مسؤول عن الشؤون الرياضية والتقنية للفريق، ويحق للإدارة أن تناقشني حول ذلك، ورئيس النادي فهد المدلج موجود معنا كل يوم تقريبا في التمارين، وبطبيعة الحال نحن نعمل يدا بيد مع الرئيس والإدارة، وعلينا أن نتكاتف جميعا لتصحيح أوضاع فريقنا الذي يحتاج حاليا إلى جمع عدد أكبر من النقاط خلال الجولات المقبلة.

* بعض المدربين يتضايقون من تدخلات الإدارة، كيف ترى تعامل إداريي الفيصلي مع قراراتك الفنية؟

- نحن نعمل مع الإدارة في نفس الاتجاه، هم يساعدوننا كثيرا، ونحن نتقبل الآراء التي يقدمونها لنا، وما نقوم به شيء مدروس ولم يأت اعتباطا، وفي حال ناقشتني الإدارة عن بعض العناصر أو الأسلوب الفني فإنني أبين لهم ذلك، كما أنني قد أستعين بوجهة نظرهم حول أمر معين، لذلك كما قلت فإننا نعمل معا ونسعى لتحديد هدف واحد لخروج الفريق بأفضل صورة خلال المنافسات التي تنتظرنا.

* الإقالة أمر يهدد معظم مدربي كرة القدم، هل تتوقع أن تنوي الإدارة إقالتك بعد النتائج السلبية التي تعرض لها الفيصلي؟

- لو كان لدى إدارة النادي شك في عملي وما يقدمه برفقتي الطاقم الفني، لكانت قد أقالتني منذ المباريات الأولى، ولكنهم يدركون أن فريقنا يقدم مواجهات جيدة، ويتابعون التدريبات التي يخضع لها اللاعبون، ولذلك هم قريبون من عملنا، وبكل تأكيد يقدرون ما نبذله لتطور الفريق.

* بعد أن قضيت المدة الماضية في متابعة الدوري السعودي، كيف تقيم أداء الفرق وما مدى قوة المنافسة؟

- ليس هناك فرق كبير بين الفرق السعودية المتقدمة والمتأخرة، فالجميع متقاربون من حيث الأداء، وأعتقد أنه دوري جيد ويدعو إلى الاهتمام الكبير، ويضم الكثير من المدربين الأجانب الذين أتوا من ثقافات مختلفة، وذلك يجعلنا نعمل بجد لإيجاد الحلول والتفوق على الفرق المنافسة.

* الفيصلي من الفرق التي تعرضت للأخطاء التحكيمية، ما الذي تود قوله للحكام السعوديين؟

- أعتقد أن أي حكم عندما ينزل إلى الملعب يكون واضحا ونزيها، إلا أنه في نهاية المطاف بشر، معرض للخطأ كحال المدربين، ورسالتي لهم هي أن يقوموا بتحضير أنفسهم جيدا قبل أي مواجهة يديرونها، ويتمرنون بشكل أكبر وينامون في المدينة التي سيقام عليها اللقاء، وتكون نفسيتهم مرتاحة، ليتمكنوا من تقديم الأداء الجيد.

* من خلال قربك الشديد من الفيصلي في الفترة الماضية، هل ترى أن هناك عملا احترافيا داخل أروقة النادي؟

- الشيء الذي شد انتباهي وبشكل إيجابي، هو فريق محب يعمل كعائلة واحدة، الكل يبذل ما يستطيع من أجل الفريق، كما أن الإدارة تدعم كافة التحركات التي تصب في مصلحة الفيصلي، ولذلك أعتقد أن هذه العوامل تدعو إلى الإعجاب، وتمنحنا الثقة بالمستقبل الذي سيكون مشرقا لفريقنا، وأنا لا أدعي أن النادي وصل إلى مرحلة الكمال، فهناك أمور تنقصه، وستقوم الإدارة بالتحسين بشكل تدريجي.

* أشرت إلى أن نادي الفيصلي تنقصه بعض الأمور الاحترافية، ما أبرز تلك العوامل الناقصة؟

- حديثي كان بشكل عام، وعندما نتحدث على سبيل المثال عن اللاعبين المحليين نلحظ أنهم يتحسنون احترافيا بنسبة 60% منذ أول يوم عملنا به معا حتى الآن، وعلينا البدء من القاعدة، فمن الخطأ أن يتناول اللاعب الذي في سن الـ15 المشروبات الغازية أو الحلويات، ولا بد أن يكون تحت العناية والاهتمام، وأن يحظى اللاعبون بالتوعية من أجل أن يطوروا من أنفسهم، وتتحول تلك الأشياء إلى ثقافة مع مرور الأيام.

* الإعلام الرياضي السعودي يطرح الكثير من القضايا حول الأندية، ما مدى متابعتك له؟

- يصعب علي متابعة ما يكتب باللغة العربية، فلو كانت بالإنجليزية لكان الأمر أسهل، ولكن لدي مساعدون من المغرب ويطلعونني على بعض ما تنشره الصحف السعودية، ولكنني أتيت هنا للعمل على تطوير الفريق وفق ما أراه مناسبا، ولدي طموحات كبيرة أرغب في تحقيقها مع الفيصلي لأجعله يكبر معي، وأريد أن يكون ذلك الطموح جماعيا يشترك فيه كل من يعمل في النادي مهما كان موقعه.

* كلمة أخيرة تريد قولها؟

- أحب أن أؤكد أنني سعيد جدا مع الفيصلي، وأسعى لتحقيق سعادة جماهيره بنيل نقاط الجولات المقبلة، ومتأكد من أننا خلقنا قاعدة صلبة بإمكانها السير إلى الأمام، وشعرت بإحساس مختلف عندما شاهدت فرحة الجميع بالانتصار الأول الذي حققه فريقنا أمام الوحدة في الجولة العاشرة، وسيكون ذلك محفزا لنا لبذل مزيد من الجهد وتحقيق الفوز.