أبلغ مصدر موثوق في رابطة دوري المحترفين السعودي أمس «الشرق الأوسط» أن قيمة رعاية شركة «عبد اللطيف جميل» لدوري زين السعودي الذي سيبدأ اعتبارا من الموسم الكروي المقبل يصل سنويا إلى 120 مليون ريال سعودي يخصم منه نحو 25 في المائة لصالح شركة «صلة» المسوقة لمنافسات دوري زين وهو ما يعني أن رابطة الدوري ستحصل سنويا على 90 مليون ريال سعودي من قيمة الرعاية في حين يذهب 30 مليون ريال سعودي لصالح شركة «صلة».
وبحسب المصدر الموثوق فإن شركة «عبد اللطيف جميل» ستبدأ العمل اعتبارا من الموسم الكروي المقبل 2014 بحيث تحل مكان شركة «زين» التي ستنسحب لمصلحة «عبد اللطيف جميل» على أن تقوم الأخيرة بدفع 60 مليون ريال فقط لا 120 مليونا على اعتبار أن هذه السنة هي السنة الأخيرة من عقد شركة «زين» مع الدوري السعودي للمحترفين.
وستكون القيمة الإجمالية لما ستدفعه «عبد اللطيف جميل» للرابطة في السنوات الخمس الأخيرة من عقدها نحو 600 مليون ريال سعودي.
وكانت رابطة دوري المحترفين السعودي قد أعلنت ظهر أمس عن توقيعها عقدا مع شركة «عبد اللطيف جميل» لرعاية دوري زين للمحترفين لمدة ستة أعوام ابتداء من الموسم المقبل، على أن تحدد الشركة الاسم الذي تنوي إطلاقه على المسابقة، وذلك بعد أن قررت شركة «زين» الراعية الحالية للدوري عدم الاستمرار في الرعاية التي تنتهي بنهاية الموسم الحالي وتحولها إلى الاستثمار في المجال الرياضي عن طريق الأندية.
ووصف رئيس الرابطة محمد النويصر عرض شركة «عبد اللطيف جميل» بأنه الأعلى على مستوى المسابقات العربية، مشيرا إلى أن هذه الرعاية سيكون لها شأن في رفع مداخيل الأندية بشكل كبير، مؤكدا أن موافقتهم على العرض المقدم من قبل عبد اللطيف جميل دون طرح مناقصة هو أمر عائد إلى مجلس إدارة الرابطة والأعضاء، الذين رأوا أن العقد يصب في مصلحة أنديتهم.
وأكد النويصر أنهم اتفقوا مع لجنة التخصيص والاستثمار على تشكيل لجنة لوضع كراسة وشروط حقوق النقل التلفزيوني مشكلة من الرابطة ولجنة الاستثمار والتسويق، وأعضاء من لجنة الخصخصة، ليبدأوا عملهم في وقت مبكر لطرحه في مناقصة بنهاية مدة العقد الذي تملكه القناة الرياضية السعودية بنهاية الموسم المقبل، مشيرا إلى أنهم سيضعون ضمن الكراسة الأمور الخاصة بالتشفير وما إلى ذلك، وأنهم حرصوا على ترتيب الأمور كافة منذ وقت مبكر ليتسنى لهم البحث عن ناقل حصري في وقت مبكر، خاصة مع تحويل القنوات السعودية إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون ما يعني أنها ستصبح جهة تجارية شأنها شأن القنوات الأخرى، مؤكدا أن الأمر هذا سيجري تنفيذه ما لم تصدر أوامر عليا بمنح حقوق النقل الحصري لإحدى القنوات.
وأشار النويصر في المؤتمر الصحافي الذي عقده برفقة رئيس نادي الشباب خالد البلطان بعد انتهاء الاجتماع الرابع للرابطة الذي اعتذر عنه ممثل نادي هجر وشهد غياب ممثل نادي الوحدة، إلى أن الاجتماع ناقش الكثير من القضايا والعقود السابقة وتبعاتها، إلى جانب الجداول المالية، وإطلاع جميع الأعضاء عليها، مشيرا إلى أنهم في الرابطة لديهم الكثير من الملاحظات حول آلية عمل لجنة المنشطات وتعاملها الإعلامي، مؤكدا أنهم سيعقدون اجتماعا مع اللجنة والاتحاد السعودي لكرة القدم لمناقشة تلك الملاحظات، مشدا على أن اللجنة لديها عمل إيجابي تقوم به، ولكن الاختلاف حول الكثير من الآليات التي تتبعها.
كما تم الاتفاق على بيع ورعاية حقوق البطولات الأخرى المقبلة (كأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس ولي العهد) وتأجيل تنفيذ الأمر إلى حين انتهاء انتخابات مجلس لإدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، مؤكدا أنهم اجتمعوا مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل في وقت سابق وناقشوا معه تغيير شعار الاتحاد السعودي لكرة القدم والبطولات الأخرى.
وحول مطالبة بعض أعضاء اللجنة باستقالته من رئاسة الرابطة بسبب وجود تأخير في التزام الرابطة بمستحقات الأندية، أشار النويصر إلى أنه حدد عام 2015 موعدا لخروجه من الوسط الرياضي بشكل كامل، وإلى ذلك الحين، لا يحتاج لأي مطالبات بإقالته، لأنه سيقدم استقالته فورا متى ما شعر أنه غير قادر على تقديم أي شيء للرياضة السعودية، مؤكدا أن جميع الأندية أعضاء الرابطة اطلعوا بكل شفافية على الجداول المالية وأبدوا رضاهم التام عن ذلك، كما تمت مناقشة ترشيحه لتولي منصب نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إلا أنه أكد أن عمله في الأربطة هو ما يأخذ جل اهتمامه من الدرجة الأولى.
وأبان محمد النويصر أن اعتماد اللائحة الأساسية للرابطة مرتبط باعتماد اللائحة الأساسية للاتحاد السعودي لكرة القدم، مشيرا إلى أنهم بعثوا بالصيغة النهائية للائحة الرابطة إلى مكتب المحاماة الخاص بالرابطة، والذي سيتولى صياغتها القانونية تمهيدا لرفعها إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم.
من جهته، أشار رئيس نادي الشباب خالد البلطان إلى أن حضوره للاجتماع جاء بسبب رغبة الرابطة في شرح كامل تفاصيل عقد شركة «تويوتا» التابعة لعبد اللطيف جميل كونه أحد أعضاء لجنة التخصيص والاستثمار، مشيرا إلى أن شركة «زين» أبلغت اللجنة بشكل رسمي بعدم استمراريتها في رعاية الدوري وتحولها إلى الاستثمار عبر الأندية، مؤكدا أن قيمة العقد الذي قدمته الشركة إذا ما أضيف إليه حقوق النقل التلفزيوني الذي ستشتمل عليه كراسة النقل التي يتم تجهيزها للموسم ما بعد المقبل، سينهي معاناة الأندية متوسطة الدخل، وربما يحدث عوائد مالية لتلك الأندية، مؤكدا أن الأندية ستجني أولى ثمار الاستثمار الرياضي ابتداء من الموسم المقبل، مشددا على أن استحقاقات الأندية أكبر بكثير من العوائد المالية التي حققتها الرابطة في الفترة الماضية.
وحول موافقة اللجنة على عرض الشركة دون طرح مناقصة، أكد البلطان أن ذلك يعود إلى صعوبة تسويق الدوري السعودي في الوقت الراهن، وهو ما دفع اللجنة إلى التوصية للرابطة بالعرض كونه يعتبر مغريا بشكل كبير، منوها إلى أن تواجد شركة «تويوتا» عبد اللطيف جميل سيتيح المجال أمام رعاة آخرين مشاركين، مشددا على أن الوقت لم يحن لطرح الاستثمار الرياضي في طور المناقصات، بسبب قلة المنافسين، مشيرا إلى أن الاستثمار في الدوري السعودي يعد منتجا وليدا يستوجب تجاوز البروتوكولات في الفترة الراهنة، لحين وصوله إلى مرحلة تعدد المنافسين وحينها سيتم طرح الأمر في مناقصات رسمية وهذا ما قد يحصل بعد عدة مواسم.
وحول خصخصة الأندية وما عملته اللجنة في ذلك الأمر، أكد البلطان أن لجنة التخصيص والاستثمار لا تملك الحق لوضع الكراسات الخاصة بذلك كونها جهة استشارية تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلا أنها أجرت دراسة حول خصخصة الأندية، واستعانت بالكثير من الخبرات الأجنبية في مجال الخصخصة، على أن يتم الرفع بتلك الدراسة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب خلال شهرين، تمهيدا لرفعها إلى المقام السامي.
وتنتظر رابطة الدوري السعودي للمحترفين توقيع عقدا مع مصرف بنكي يقوم الأخير بدفع مستحقات شهرية للرابطة بحيث يحصل كل ناد لنحو 500 ألف ريال بشكل شهري على أن يقوم المصرف باستقطاع قيمة ما يدفعه من الإيرادات التي تتحصل عليه الرابطة من جراء عقودها مع الشركات الراعية ويتوقع أن يتم الإعلام عن ذلك خلال الفترة المقبلة كما كشف ذلك مصدر موثوق لـ«الشرق الأوسط».