كانت أقصى طموحات فريق وجماهير فيورنتينا مع بداية الموسم الحالي هو أن يصل الفريق إلى إحدى البطولات الأوروبية بعد عامين من المعاناة والنتائج السيئة. لكن الأمور تغيرت بعد 12 جولة من جولات الدوري الإيطالي. فقد أصبح التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل هدفا لا يمكن التخلي عنه لفريق فيورنتينا ومدربه مونتيلا بعد الأداء الرائع والنتائج الطيبة التي حققها الفريق حتى الآن. ولعل الأرقام تثبت قوة فيورنتينا وجدارته بالسعي لتحقيق إنجاز طيب هذا الموسم. فلم تدخل شباك الفريق سوى تسعة أهداف حتى الآن ونجح 11 لاعبا في تسجيل الأهداف مع الفريق. وأكثر ما يميز فريق فيورنتينا هو أنه يمتلك أداء فريدا وطابعا مميزا يجعله من أفضل الفرق في الدوري الإيطالي هذا الموسم. وسنلقي الضوء هنا على عدة جوانب ساهمت في وصول الفريق لهذا المستوى الرائع الذي لم يكن أشد المتفائلين يتوقعه قبل بداية الدوري.
الدفاع: أداء متميز للدفاع وانسجام رائع بين أفراده رغم تغيير جميع لاعبيه خلال الصيف الماضي. شاهدوا مباريات فيورنتينا وستجدون أن من المستحيل تقريبا التسديد على مرمى هذا الفريق. تعكس هذه الكلمات التي قالها جيجي ديل نيري الأرقام الخاصة بالفريق في الدوري. فقد استقبلت شباك فيورنتينا تسعة أهداف فقط مثل اليوفي ونابولي وهو أفضل أداء دفاعي في المسابقة حتى الآن، لكن هناك شيئا أخر مدهشا يخص فريق فيورنتينا.
لا أزمة: لقد غير فريق فيورنتينا خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية خمسة لاعبين في خط الدفاع، وهم جميع أفراد هذا الخط. ونجح الفريق في التأقلم مع هذا التغيير الكبير في زمن قياسي دون التعرض لأية أزمة في الأداء. وبدا وكأن فيفيانو وروناكاليا وغونزالو رودريغيز وسافيتش وتوموفيتش يلعبون معا منذ سنوات طويلة. وأظهر هؤلاء اللاعبون انسجاما كبيرا مع باقي الفريق لدرجة أن رونكاليا وفاكوندو أصبحا قائدين للاعبين.
صفقات رائعة: وفضلا عن تألق غونزالو في الشق الدفاعي وإحرازه لهدفين حتى الآن، تم ضم رونكاليا وسافيتش دون مقابل بينما تكلفت صفقة غونزالو مليون يورو وصفقة توموفيتش مليونين ونصف المليون يورو. ويؤكد ذلك أن لاعبي الدفاع يمثلون صفقات رائعة استفاد منها النادي والفريق إلى أقصى حد ممكن.
الجانب الخططي: امتلاك الكرة والاعتماد على صانعي ألعاب وتوغلات كوداردو هي وسيلة مونتيلا لتحقيق عروض جيدة ونتائج متميزة: تميز فريق فيورنتينا بوضوح في الجانب الخططي هذا الموسم وبدا واضحا من أول يوم أن المدرب مونتيلا يعتمد بشكل رئيسي على امتلاك الكرة. فقد حظر المدرب على حراس المرمى والمدافعين لعب الكرات الطويلة. ويعتبر فريق برشلونة دون شك هو النموذج الذي يحتذيه مونتيلا في ذلك، لكنه لا يقلد مشروع الفريق الكتالوني بشكل أعمى. ويسعى مونتيلا لتكوين فريق قادر على أن يلعب بأكثر من روح وطريقة ويكون قادرا على التحكم في الأداء من خلال صانعي الألعاب بيتزارو وبوريا فاليرو، وكذلك على التقدم الهجومي لظهيري الجنب كوداردو وباسكوال. وفي النهاية يجب أن يكون فريق فيورنتينا قادرا على الهجوم دون مرجعية ثابتة في قلب الهجوم وبخمسة لاعبين على الأقل.
توني: ورغم ذلك لم يجد مونتيلا صعوبة في تعديل طريقة لعبه والاعتماد على قلب هجوم وحيد بعد انضمام لوكا توني لصفوف الفريق. ويتضح من ذلك أن هناك أساسا ثابتا لطريقة اللعب، لكنها لا تخلو من عدة تعديلات وتغييرات وتمنح الفريق بذلك ضمانات إضافية للإجادة. ونجح مونتيلا أيضا في إقناع لاعبي فريقه بشيء مهم ومؤثر وهو أن «الأداء الجيد يحقق نتائج جيدة». وقد دافع الفريق عن هذه السياسة حتى في الأوقات التي لم يكن فيها الأداء الممتع يحقق نتائج إيجابية.
النموذج: ويرى البعض أن فريق فيورنتينا الحالي يلعب بنفس الطريقة التي كان فريق روما يلعب بها تحت قيادة لوتشانو سباليتي، عندما كان ذئاب العاصمة الإيطالية يمتعون مشجعي الكرة على اختلاف انتماءاتهم بأدائهم الجميل ويحققون بهذا الأداء نتائج مميزة.
الشك: يوفيتش باق مع الفريق حتى نهاية الموسم ومصيره يتحدد بنهاية الدوري. لسنا ضمن الفرق التي تنافس على لقب الدوري واليوفي هو المرشح الأول للقب. يوفيتش؟ إنه أفضل لاعبينا ونحن متمسكون به. لقد وصلنا لاتفاق مع يوفيتش هذا الموسم وسنرى كيف تسير الأمور في نهاية الموسم. بهذه الكلمات تحدث برادي المدير الرياضي للفريق قبل بضعة أيام. ويوضح ذلك أن يوفيتش نجم فيورنتينا ليس على وشك الرحيل مثلما يؤكد البعض رغم أن نادي فيورنتينا منح نادي مانشستر سيتي الإنجليزي وعودا بشأن اللاعب عند إتمام صفقة ناستاسيتش. فليس هناك أي التزام بترك يوفيتش يرحل في يناير (كانون الثاني) المقبل.
الشرط الجزائي: ولا يتعجل نادي فيورنتينا حسم مسألة يوفيتش. والهدف الرئيسي لمسؤولي النادي هو التوصل لإضافة شرط جزائي في عقد اللاعب بالاتفاق مع مدير أعماله. ويرغب نادي فيورنتينا في رفع قيمة الشرط الجزائي الحالي من 30 مليون يورو إلى 45 مليون يورو لكن الطرفين قد يتوصلان لحل وسط في هذا الصدد. وليس من المؤكد أن يرحل يوفيتش عن الفريق، بل إن الأرجح هو أن ينجح أندريا ديلا فالي رئيس النادي في إقناعه بالبقاء لموسم آخر إذا تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
المونديال: وقد يصادف ذلك هوى يوفيتش الذي يحلم بالمشاركة في مونديال البرازيل مع منتخب الجبل الأسود ويحتاج من أجل ذلك للعب باستمرار. وهو ما يضمنه له فريق فيورنتينا أكثر من مانشستر سيتي أو تشيلسي. وقد راهن يوفيتش الجميع على تسجيل 20 هدفا هذا الموسم ووصل رصيده حتى الآن إلى ستة أهداف.
ديلا فالي رئيس النادي يسعى لتحقيق 3 أهداف: اللعب في البطولات الأوروبية واستعادة ثقة الجماهير وبناء استاد جديد، حيث يولي أندريا ديلا فالي رئيس النادي الفريق اهتماما كبيرا ويحرص بشدة على متابعة جميع مباريات الفريق من استاد فرانكي. ويعتبر البعض أندريا ديلا فالي اللاعب رقم 12 في الفريق هذا الموسم. وقد نجحت إدارة النادي في الانطلاق بقوة بعد الصعوبات التي واجهتها الموسم الماضي وتضع نصب أعينها ثلاثة أهداف ينبغي تحقيقها خلال ثلاث سنوات. وهذه الأهداف هي العودة بفيورنتينا إلى البطولات الأوروبية بشكل دائم واستعادة ثقة 20 ألف متفرج من حاملي الاشتراكات الخاصة بمباريات الفريق وبناء استاد جديد كبير يليق باسم النادي.
فرقة العمل: ويعني ذلك أن أندريا ديلا فالي يفكر في حاضر الفريق ومستقبله من خلال فريق العمل الذي كونه. ويشمل هذا الفريق ماريو كونيني الرئيس التنفيذي للنادي والإداريين المسؤولين عن سوق الانتقالات وهما إدواردو ماتشا ودانيلي برادي، وكذلك إداريو الفريق فينشينزو غويريني وروبرتو ريبا.
سوق الانتقالات: ويبدو رئيس النادي مستعدا للدخول بقوة في سوق الانتقالات الشتوية في يناير المقبل. فإذا استمر فيورنتينا في منطقة التأهل لدوري أبطال أوروبا سيضع أندريا ديلا فالي 10 ملايين يورو تحت تصرف الفريق لشراء مهاجم متميز. ولعل أبرز الأسماء التي تروق لمسؤولي الفريق هو اسم أوسفالدو الذي قد تسهم أزمة فريق روما الحالية مع زيمان في تسهيل انتقاله إلى فيورنتينا. وهناك لاعبون آخرون يدخلون ضمن دائرة اهتمام مسؤولي سوق الانتقالات في فيورنتينا مثل كاردوزو مهاجم بنفيكا الذي يعتبره البعض هدية عيد الميلاد التي ينوي ديلا فالي تقديمها لمدربه مونتيلا. والمعروف أن مونتيلا نجح في حصد حب وإعجاب ديلا فالي مثلما فعل في السابق تشيزاري برانديللي المدرب الحالي لمنتخب إيطاليا.